مقالات

الحلة في الذاكرة (2) .. 1948 ـ  1954 مرحلتا المتوسطة والإعدادية

 

 الدكتور عدنان الظاهر

ما كانت في مدينة الحلة يومذاك إلا مدرسة إعدادية (ثانوية) واحدة تقع على ضفة نهر الفرات مقابل نادي الضباط العسكري. لكنْ كانت فيها مدرستا متوسطة إحداهما ملحقة بالثانوية والأخرى هي المتوسطة القديمة العريقة التي أتممتُ دراستي المتوسطة فيها إلا قليلاً. موقع هذه المتوسطة قريب من المدرسة الشرقية في وسط المدينة تحاذي نهر الفرات وتقع على الشارع الرئيس الذي يربط مركز المدينة بمنطقة باب المشهد وحديقة الجبل وموقف السيارات المتجهة للنجف والديوانية جنوباً. تقابلها دار للسينما لا أتذكر إسمها. كان مديرها السيد عبد المجيد الفلوجي وكان من أبرز مدرسيها المرحوم ناظم شوقي [مدرس العلوم والأحياء والكيمياء والصحة] وجمال عبد الرزاق [مدرس الفيزياء والهندسة المستوية] وعبد الرزاق الماشطة [مدرس الجبر والرياضيات]. كما ساهم في تدريسنا مدرسان مصريان هما سعد درويش والثاني ((محمد فهمي ؟؟))... درّسا اللغة الإنجليزية. كان المدرس الثاني مقامراً يميل لتوثيق علاقات خاصة عن طريق القمار مع بعض ضباط الجيش العراقي وكان يمارسه معهم في النادي العسكري. أما الثاني فكان لئيماً مسموماً شديد القسوة على الطلاب الصغار سريع الإنفعال يعشق صفع طلبته دون أن يعطيهم فرصة للإعتذار أو توضيح المواقف. غادر الأول بعد عامين من الخدمة وبقي الثاني لفترة طويلة... طابت له الحلة الفيحاء. كان شديد الأناقة لا يرتدي إلا فاخر الملبوسات. إستأجر بيتاً قريباً من المدرسة المتوسطة وجهزه بأثاث جيد، الأمر الذي لا يفعله سواه من المدرسين الضيوف. أما اللغة العربية والأدب العربي فلقد قام بتدريسهما مدرس فلسطيني قدير ضليع من اللغة والأدب لا يُشق له غبار. رشحت معلومات يومذاك أن هذا المدرس العلامة على خلاف مع مدير المدرسة السيد عبد المجيد الفلوجي ولا أحد يعرف سبب ذاك الخلاف. أثناء ذلك كان الغريب المسكين يكثر من ترديد بعض أشعار المتنبي بل وكان يكتب بعضها على السبورة من قبيل:

 

مَنْ يهنْ يسهل الهوانُ عليهِ

ما لجُرحٍ بميّت ٍ إيلامُ

 

وإحتمالُ الأذى ورؤيةُ جانيهِ

غذاءٌ تذوى به الأجسامُ

 

ذل َّ مَن يغبطَ الذليلَ بعيش ٍ

رُبَّ عيش ٍ أخفّ ُمنه الحِمامُ

 

فحوى هذه الأبيات تفصح بوضوح عن عمق معاناة الرجل في غربته وتشرده عن وطنه فلسطين بعد قرار التقسيم. إسم هذا الأستاذ الجليل

((محمد سليم رشدان))... سلامٌ عليك يا أستاذ يومَ ولدت ويومَ تموتُ ويومَ تُبعثُ حيا. إلتحق بهيئة التدريس في السنة الثالثة (1950 / 1951) الأستاذ حسين هاتف حبانة مدرساً للتأريخ في حين كان الأستاذ المصلاوي أحمد زين العابدين مدرساً لمادة الجغرافية. في السنة الأولى قام بتدريسنا مادة الجغرافيا الأستاذ البغدادي شوكت محمد علي ((تزوجَ فتاة حلاوية من آل القيم لعلها شقيقة الصديق عزيز القيّم)) ودرسنا اللغة العربية الأستاذ أحمد حسن الرحيّم.

 

 وضع الطلبة في المتوسطة

 ما كانت علاقة الطلبة بالمدير السيد الفلوجي علاقة حميمة أبداً... كان صارماً شديدا ً حتى مع المدرسين ولا سيما العرب منهم. كانت علاقاته متوترة مع المصري سعد درويش ثم الفلسطيني محمد سليم رشدان. كشف المدرس (سعد درويش) لطلبته سبب ذاك التوتر: كان يطلب كرسياً يجلس عليه في ساعة الدرس وكان المدير يرفض هذا الطلب مدعياً أنَّ الجلوس أثناء ساعة المحاضرة ممنوع رسمياً وحسب تعليمات وزارة التربية يومذاك. كيف رضخ الأستاذ سعد درويش للأمر وكيف كيفه لصالحه بطريقته الخاصة ؟ صار يدخل حجرة الدرس ويطلب فوراً من أحد طلبة الصفوف الأمامية أن يُخلي طاولته ويلتحق بمن يشاء من زملائه فيجلس عليها متحدياً تعليمات مدير المدرسة. تحدى إذا ً المدير وخالف التعليمات وكان قويا ً في موقفه ذاك لعلمه بحاجة مدرستنا الماسة لمدرسي اللغة الإنجليزية. أما مدرس اللغة العربية الأستاذ الفلسطيني الرائع (محمد سليم رشدان) فقد أنهى عقده أو أُنهي وغادر العراق بعد خدمة عام واحد فقط. لم نعرف سبب خلافه أو إختلافه مع المدير.

زاد من تعقد علاقة التلاميذ بالمدير حماسه الواضح في الموافقة على فصل بعض الطلبة من المدرسة بسبب نشاطهم السياسي حسب تقارير شرطة الأمن في المدينة. قيل في حينه إنه ما كان ملزماً بتنفيذ قرارات الشرطة بالفصل وكان في مقدوره المقاومة والدفاع عن طلبته فإنهم أولاده أو في مقام أولاده وإنهم أمانة في عنقه. هذا المدير الصارم والشرس مع بعض المدرسين العرب والمعادي للروح الديمقراطية غدا في زمن عبد الكريم قاسم ((قومياً)) متطرفاً وساهم في التحريض والإعداد لجريمة قتلي (وأنا أحد طلابه لخمسة أعوام هي سنوات الدراسة المتوسطة والثانوية) على هامش ومناسبة إنتخابات نقابة المعلمين في مدينة الحلة خاصة ً لدورة العام 1962.

كان من أبرز الوجوه الطلابية في تلكم الفترة، فترة الدراسة المتوسطة، الرياضي (حساني كاظم الموسوي) الكربلائي الأصل. كان هو مراقب المدرسة العام يعاونه صديقه الدائم (كريم عبدان) وكنا نخاف من الثاني كثيراً لأنه كان مكلفاً من قبل مدير المدرسة بمراقبة وتسجيل أسماء الطلاب الذين يرتادون مقاهيَ بعينها كان أصحابها محسوبين على اليسار.

كنت ذات يوم أجلس رفقة أخي الأكبر مني وبعض زملائه في مقهى تقع في محلة الجامعين على نهر الفرات صاحبها رجل من آل الماشطة، العائلة الحلاوية المعروفة، جاءني (كريم عبدان) من مقهى مقابل [[غير مشبوه، مقهى الشيخ!!]] ونصحني أن أغادر المقهى ولا أرتادها مستقبلاً. أُغلقت هذه المقهى بعد وقت قصير!! مرت السنين ففوجئت به آواخر عام 1969 يعمل سكرتيراً لوزير الإقتصاد... ذهبت لهذه الوزارة لإنجاز عملية إدخال سيارة إثر رجوعي للعراق قادماً إليه بعد غياب لأكثر من سبعة أعوام قضيتها بين موسكو وأمريكا. ساعدني الرجل كثيراً وأنجز معاملتي سريعاً ولم يكن الأمر بالهين وقتذاك. تدور السنين فيتحول البشر.

ماذا بعد ؟ هل أذكر أسماء أصدقائي المقربين من بين سائر زملائي في هذه المدرسة المتوسطة ؟ حسناً، سأفعل، فأغلبهم على ما أحسب ما زال على قيد الحياة، وربما ستسرهم هذه الذكريات حيث لم تخطر فكرة تدوينها على بال أي ٍّ منهم وفيها جزء من تأريخ حيواتهم الفتية في تلكم السنين الغابرة التي مضى عليها قرابة الستين عاماً. فمنهم طارق أحمد الكعيد (الطبيب الحلي فيما بعد)، ونعمة محمد العكام (طبيب)، وموفق إقبال الجلبي (محام ٍ ثم حاكم أو قاض ٍ)، ومهلهل حسين (ضابط)، وقيس وأخوه وائل نايف الملا عبود الكرخي (دبلوماسي وضابط)، والثلاثي البعثي فيما بعد: فاهم كامل الصحاف وعبد الأمير محمد أمين وكريم إبراهيم المطيري، ومحمد علي حسين غزوان (مدرس) وأخوه إحسان (حقوقي ثم نائب محافظ كربلاء في سبعينيات القرن الماضي)، وفاهم حسين السرحان (معلم ثم مهندس خريج بعض معاهد موسكو الهندسية)، وصاحب حميد (مدرس لغة إنجليزية)، وخالد عبد الأمير الطائي (مهندس زراعي)، ومرهون حسين (معلم) و فاهم كامل (معلم من محلة الوردية / غير فاهم كامل الصحاف البعثي من محلة جبران)، وآخر جاء الحلة مع عمه الموظف لكنه لم يكمل دراسته معنا ورأيته عام 1960 في بغداد جندياً في سلاح الطيران (كنا نسميه لاعوب الخضر لأنه كان بارعاً في لعبة البنك بونك... لا أتذكر إسمه). وزميل آخر ترك الدراسة وإنصرف لمهنة الصياغة وبيع وشراء الذهب أظن أنَّ إسمه رضا حميد. هذه هي غالبية أسماء مجموعتنا في الصف الأول شعبة [آ] وبعض منتسبي الشعبة الثانية [ب] وقد إنتقلنا جميعاً تقريباً إلى السنة المتوسطة الثانية. إتسمت تلك المرحلة ببعض الطرائف والمفارقات منها المنافسة الشديدة بيني وبين خالد الطائي على مّن يكون مراقب الصف الأول ؟ أجرت إدارة المدرسة أو أحد المدرسين إنتخابات ففاز بها خالد عليَّ بفارق بسيط في الأصوات، ذاك لآنَّ كثرة من الزملاء جاءت المتوسطة من مدرسة الفيحاء الإبتدائية في الصوب الصغير وكان خالد من بين خريجيها وما كانوا يعرفونني سابقاً. أما في مجالات الدراسة والدرجات الإمتحانية فكانت المنافسة حامية بيني وبين طارق أحمد وكانت تربطني به صداقة متينة بحيث ما كنا لنفترق خلال الفرص بين درس ودرس. إلتحق معنا في السنة الثانية شوقي شوقي، الشقيق الأصغر للأستاذ ناظم شوقي فتوثقت بيني وبينه أواصر صداقة دامت سنينَ عدداً. كما إلتحق بنا في السنة الثالثة رحيم عبد الأخوّة (الطبيب من المانيا فيما بعد) الذي أصبح لي صديق العمر، ثم طالب من أهالي الهندية (طويريج) لا أتذكر إسمه كان داهية في الدرس والمطالعة وأكمل دراسته أخيراً متمتعاً ببعثة حكومية لدراسة الهندسة في بريطانيا.

 

الرسم والتمثيل والرياضة

غادر الحلة معلم الرسم في المدرسة المتوسطة البغدادي الأستاذ بشير الحاج كمال فحل محله الأستاذ الفنان القدير والموهوب سلمان جاسم الحمداني (أبو صبيح). إنتعش في عهده فن الرسم وإنغمر فيه عدد من الطلبة الذين برّزوا فيه، على رأسهم خزعل الحاج عباس المعروف وكاظم أحمد علوش وقصي أحمد عزام وسعد عبد الأمير الطائي (شقيق غريمي خالد) وغيرهم. واصل الأستاذ الحمداني دأبه في إقامة معارض الرسم السنوية وكان ينجز لوحات زيتية رائعة لكنه يؤثر طلابه على نفسه الزكية إذ يعرضها على جدران المعارض تحت أسماء طلابه من الرسامين... ما أعظمك وما أنبلك سيدي أبا صبيح الحمداني!

كما نشطت الحركة المسرحية والتمثيلية وكان بطلهما دون منازع الطالب صبري مصلح الدين صالح الدراجي. كان بارعاً ممثلاً ومغنياً في عين الوقت. أتذكر جيداً مسرحية وأوبريت (مجنون ليلى) من شعر أحمد شوقي. مثل صبري مصلح الدين دور قيس الذي جُن َّ حباً بإبنة عمه ليلى، ومثلت شقيقته الطفلة ليلى دور عفراء خادم ليلى إبنة عم قيس. بعد المسرحية أنشدت فرقة الغناء والطرب موشحات أندلسية [[أيها الساقي إليكَ المشتكى]] غنى فيها وضرب على الدُف الطالب كريم عبدان مع مجموعة من الطلبة لا أتذكرهم ولا أسماءهم. كما لا أعرف مّن أشرف على غناء وأداء المجموعة ولا أعرف مَن أخرج مسرحية مجنون ليلى.

أما ميدان الرياضة فكان فارسه المُجلي الطالب حساني كاظم الموسوي الذي برع في الكرة الطائرة والسلة وكرة القدم بشكل مذهل حتى غدا مضرب المثل وطبّقت شهرته الآفاق. كان ساحراً في ملاعبة الكرة أكانت سلة ً أو طائرةً او كرة قدم. حتى في هذا المجال، لم يفارق حساني صديقه الحميم كريم عبدان... فقد كان يفرضه في ملعب كرة القدم كحارس مرمى رغم ضعفه وخوره في مسك أو صد الكرات المهاجمة.

كان مدرس الرياضة حينذاك الأستاذ زكي راجي الجبوري.

 شكلنا، نحن طلبة السنة الثانية، فرقة خاصة بنا في مجال الكرة الطائرة كنتُ عضواً فيها وكان قائدنا وموجهنا الرياضي زميلنا موفق إقبال الجلبي يساعده في مهماته الزميل الآخر مهلهل حسين ثم محمد علي حسين غزوان، البارع في قراءة القرآن تجويداً منذ أعوام الدراسة الإبتدائية في المدرسة الشرقية.

هز َّ الحلة عام 1950 حدث ٌ كبير إذ زارها ربيع هذا العام الملك فيصل الثاني وخاله عبد الإله، الوصي وولي العهد كما كان يُسمّى وقتذاك. أقاما في نادي الضباط العسكري على نهر الفرات في مدينة الحلة لكنهما كانا يقضيان أغلب أوقاتهما في تلبية دعوات رؤساء أكبر عشائر لواء (محافظة بابل / الحلة) من أمثال (الشيخ عبود الهيمص) وشيوخ ألبو سلطان كالشيخ (عبد المحسن الجريان) صهر وزير المالية الأسبق (سلمان االبرّاك، أبو عدنان القتيل غدراً أمام باب داره). نظمت له متصرفية اللواء (المحافظة) بالتعاون مع وجوه الحلة حفل إستقبال كبير في دار بلدية الحلة. إصطف الأهالي في صفين متوازيين في مدخل دار البلدية للترحيب بالملك الصبي وولي عهده وكنتُ معهم هناك. مرَّ الملك وخاله يسنده ماسكاً ذراعه اليسرى ولفت نظري قصر قامة الملك وشحوب وجهه الوسيم معتمراً (سدارة سوداء / فيصلية). كان يبدو خجولاً وهو يرد على تصفيق المستقبيلن له في مُدخل دار بلدية الحلة رافعاً يده اليمنى وكفه اليمين موازياً رأسه بحركات محسوبة جيداً. أقامت بلدية ومتصرفية اللواء له أقواساً ضخمةً تعترض شوارع المدينة مع عبارات الولاء والترحيب المبالغ بها. لم يبخل مترفو الحلة في مظاهر الترحيب بمليكهم فإرتفع نصب ٌوقوس ٌ هائل أمام المدرسة المتوسطة للبنين (مديرها الأستاذ القومي عبد المجيد الفلوجي) كتبوا في واجهته الأمامية بحروف جد َّ كبيرة وبخط أحمر على ما أتذكر ما يلي ((يا إبن الميامين الصيد هيئ لنا عهد َ الرشيد))!!... ثم: آل الفلوجي في الحلة. كان عمر الملك يومذاك خمسة عشر عاماً فهو من مواليد الثاني من شهر مايس 1935.

 

 1952 / 1954

ليس ثمّة َ ما يميز أعوام الدراسة في ثانوية الحلة للبنين سوى إنتفاضة تشرين عام 1952 ومجئ العسكري التركماني الفريق السيد نور الدين محمود رئيساً للوزراء، أبو دريد / صهر عائلة آل جلال... المخرج المعروف إبراهيم جلال وشقيقه سعدي جلال الذي تغزّل المحامي الحلي السيد (رؤوف الجبوري) به في أشعار تداولها الحليون ردحاً من الزمن [[إذا إشتقتَ إلى الوردِ فقبّل ْ وجنتي سعدي]]. في زمن حكم صهره رئيساً للوزراء غدا سعدي جلال قائمقام قضاء الهندية (طويريج) فإلتحق بنا طالباً في الصف الخامس العلمي في ثانوية الحلة للبنين شقيقه الأصغر (منذر جلال). كان (منذر) يباشر دوامه معنا صبيحة كل يوم ٍ قادماً من الهندية بسيارة أخيه الأمريكية الصنع ((بيوك)). كان طالباً خاملاً لكنه كان مرحاً جداً ولاهياً جداً وإجتماعيا وطريفاً مع باقي زملائه في الصف. تخرج (منذر جلال) من الخامس الإعدادي في حزيران عام 1953!!!! وغادر العراق مباشرة ً إلى النمسا فأقام في العاصمة فيينا. لم يواصل دراسته هناك بل إنصرف إلى الإتجّار بالسجاد الإيراني كما أخبرني فيما بعد البعض من معارفه. علمتُ أخيراً أنه لم يزل ْ هناك مقيماً في فيينا. منذر جلال: هل تتذكرني وكنتَ في ثانوية الحلة للبنين من أقرب زملاء صفي لي وزرتني ذات يوم في بيتنا وتناولنا طعام الغداء معا ً ؟؟

مَن كان مدرسونا في تلكم الحقبة ؟ كان الكثير منهم من أهالي الحلة وأبرزهم: هاشم محسن وعبد الباقي الشوّاي و ناظم شوقي ومدير الثانوية عبد المجيد الفلوجي وجمال عبد الرزاق المحسوب على الحلة. إضطلع بمهمة تدريس اللغة الإنجليزية كل من الأستاذين البغدادي عبد القادر سعيد البيطار (صديق ومعاصر الشاعر عبد الوهاب البياتي، ثم صهر المربي الفاضل الأستاذ طه الدلال، أبي فؤاد وأياد) والعماري (من لواء العمارة) الأستاذ ثم الصديق الفاخر فاخر عبد الرزاق.

خلال فترة رئاسة الوزراء من قبل الفريق نور الدين محمود شاعت في العراق نكتة سياسية بالغة الدلالة والسخرية من نظام العهد الملكي إذ دأبت الحكومة على نشر بيان يومي خلال دار الإذاعة يفصِّل فيه أسعار الفواكه والخضروات في العاصمة بغداد. قرأت إذاعة بغداد ذات يوم برقية تأييد للحكومة ذي صلة بالتسعيرة اليومية مفادها: {{ تسعيركم الشلغم أثلجَ صدورنا }}!! راجت وشاعت وإنتشرت هذه البرقية الساخرة في كافة أنحاء العراق!! كانت الحكومة في وادٍ والشعب العراقي في وادٍ آخر.

 

هامش هام: حول مدارس الحلة... يُراجع كتاب [[تأريخ الحلة / القسم الأول لمؤلفه الشيخ يوسف كركوش الحلي، الطبعة الأولى 1965. منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها في النجف]].

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com