مقالات

داء القلوب...!

د. مراد الصوادقي

alsawadiqi@maktoob.com

القلب هو قلب الإنسان, وسمي كذلك لأنه أخلص شيء فيه وأرفعه. فخالص كل شيء وأشرفه قلبه. "...فأنه نزله على قلبك بإذن الله" البقرة 97. أي نزل به الروح الأمين على قلبك. وقد يعبر بالقلب عن العقل. وعندما يكون الوطن قلبا فأنه قد يقتل صاحبه. والكثيرون منا يحملون الوطن في قلوبهم ولهذا فأنهم يتساقطون تباعا ضحايا للذبحة الصدرية واضطراب ضربات القلب. وربما لا يوجد إنسان  يحمل وطنه في قلبه مثلما يحمله العراقيون الذين يصابون بأنواع الأمراض القلبية حالما يغادرون بلادهم. وقد رأينا العديد منهم في غرف الإنعاش بسبب هذا الوجع الصاخب الذي يعتلج في أعماقهم ويتركز في قلوبهم, وبسبب الشوق الكبير والألم العظيم الذي يسرى في كيانهم لما أصاب البلد من ويلات ما كانت تخطر على بالهم في يوم من الأيام.

والقلب كما هو معروف عضلة بأربعة تجاويف يأتي إليها الدم بالأوردة وتضخه بالشرايين وفيها مراكز كهربائية تساهم في إدامة انتظام النبض الذي يمكننا قراءته بأجهزة التخطيط التي تلتقط  النشاطات الكهربائية المبرمجة ذاتيا والمقدر لها أن تنبض عددا محددا من النبضات تتناسب مع العمر وبعدها يتوقف القلب فيموت البشر. ويتم تغذية العضلة القلبية بواسطة الشرايين المتفرعة من الشريان الأبهر وتسمى بالشرايين التاجية, وهي توفر الأوكسجين اللازم لعمل العضلة القلبية. وقد تصاب هذه الشرايين بالضيق أو الانسداد مما يؤدي إلى الذبحة الصدرية  أو احتساء العضلة القلبية. والذبحة تكون أعراضها بآلام في الصدر تنتقل إلى الذراع اليسرى أو الرقبة أو الفك الأسفل وأعلى البطن أو يشعر المصاب  بضغط شديد في صدره وهذا ناجم عن عدم كفاءة الشرايين التاجية في توفير الأوكسجين اللازم للعضلة. وتظهر الأعراض جلية عندما يقوم الشخص بجهد عضلي أو انفعالي يتطلب عملا أكبر من القلب. أما الاحتشاء فهو موت جزء من العضلة القلبية بسبب انسداد الشريان الذي يغذيها وهذا يكون متصاحبا بآلام شديدة وأعراض وخيمة ومضاعفات خطيرة تتناسب ومساحة الموت العضلي وقد يؤدي إلى توقف القلب التام والموت المفاجئ وينتهي المصاب الذي نجا من الموت في غرف إنعاش القلب. وهناك فحوصات عديدة مثل تخطيط القلب الكهربائي أثناء الراحة وبمجهود وبمواد مشعة والإيكو والقسطرة وهي ذات نتائج عالية النوعية.  كما  تطورت جراحة القلوب ووصلت إلى أعلى تقنيتها وكفاءتها, وأصبح من اليسير جدا إبدال الشرايين الضيقة أو توسيعها وقد حققت هذه العمليات الجراحية نجاحا باهرا في كل دول العالم. وغدت القسطرة من التداخلات التي تجرى للكثيرين من أبناء العراق في غربتهم الثقيلة.

وللقلب علاقة وثيقة بالحالات الانفعالية التي يعاني منها الناس, وأثبتت العديد من الدراسات علاقة أمراض القلب واضطراب دقاته بالشدائد النفسية التي تصيب البشر. فالكآبة –على سبيل المثال – تؤذي القلب كثيرا والذي لديه مرض في قلبه ويتملكه الحزن والاكتئاب فأنه يموت مبكرا ولا يتعافى من مرضه بسهولة بل يكون عرضة للمضاعفات والتطورات الخطيرة التي تؤدي بحياته. والقلق أيضا له دور فعال في الإضرار بهذه العضلة النابضة والتي تتحكم بالحياة وتذكر المرء بكل قبضة وانبساط بالعد التنازلي لعمره.

ويمكن إجمال الأسباب التي تؤدي إلى إصابتنا بأمراض القلب كالذبحة الصدرية واحتشاء العضلة القلبية والتوقف المفاجئ للقلب بسبب الاضطرابات القاتلة في ضرباته خصوصا التي تصيب البطينين.

 

أولا: الكآبة

الكآبة بأدق تعريفاتها وأشملها هي الموت النفسي. أي أن البشر يموت نفسيا ويتحرك ببدنه من غير أن يشعر بما يدور حوله ولا يمتلك أي رغبة ودافع للمشاركة في الحياة بل يرى أن من الأفضل عنده أن يموت لأن الحياة فقدت قيمتها وانتفى دوره وأهميته فيها, مما يدفع بنسبة من المكتئبين إلى الانتحار. وعندما يكتئب البشر ينقطع تماما عن زمنه ويغرق في ذاته ويمعن في تفتيق الجروح وتأنيب الضمير واحتقار كيانه وتقريعه والنظر إليه بسلبية مروعة. وهذا الموقف تجاه الذات ينعكس على الأعضاء والأجهزة البدنية فيصيبها باضطراب الوظيفة وعسر التفاعل مع باقي أعضاء الجسم الأخرى, ومن هذه الأعضاء القلب الذي يكون من أكثرها عرضة للتأثيرات الباثولوجية للكآبة, فتتأثر كهربائية انتظام حركته ويصاب بالعديد من الأضرار التي تؤدي إلى توافقه مع إرادة المكتئب بالموت مما ينتهي به المطاف إلى اليأس التام والإقرار بلا جدوى التقلص والانبساط. والكآبة أصبحت مرضا عاما وشاملا فكل شيء من حول البشر يرسخ مشاعر الكآبة ويحقق الألم النفسي المبرح الذي يطعنه بقلبه وبمرارة عالية جدا.

 

ثانيا: الحزن

الحزن من أعظم العواطف التي تستهدف القلب وتقضي عليه وكأنه يؤدي إلى تأثيرات هرمونية وبايولوجية متنوعة تفرز سمومها التي تضعف عضلات القلب وتستجلب عليه جميع الأمراض الممكنة فتحقق موته الأكيد, كما يقلل قدرات المناعة من الأمراض. والحزن في درجة تأثيره يتفوق على الكآبة لأنه يكون مشحونا بمشاعر المرارة القاسية والفقدان الأليم لعزيز على القلب والنفس أو فلذة كبدٍ أو روح. وقد يحصل الموت المفاجئ لتوقف القلب نتيجة تفاعل الحزن الثقيل على فقدان أحد أفراد العائلة. فالفقدان المفاجئ للأحبة يؤثر تأثيرا خطيرا على القلب, كما أن الأخبار المفاجئة الحزينة قد تؤدي إلى إحتشاء العضلة القلبية.

 

ثالثا: الرعب والقلق

الرعب والقلق يستنفر كل الغدد الصماء وأجهزة الأعصاب السمبثاوية مما يجعل البشر في حالة من التحفز والتوقد الانفعالي الشديد الذي يصيب الأفئدة بأضرار قد تكون ذات تغيرات باثولوجية تساهم في إصابتها بالأمراض الصعبة. وأعراض القلق قد تشابه أعراض أمراض القلب وهناك تداخل كبير بين الحالتين. والمواد التي تتركز في الدم نتيجة القلق قد تؤثر على بطانة الشرايين وتتلفها.

 

رابعا: الوِطان

وهو مشكلة نفسية وانفعالية صعبة تستجلب مفردات البؤس والضنك والشقاء مما تدفع إلى أن يحمل الفرد على أوزاره أثقال انفعالية كبيرة تصيبه بمقتل في معظم الأحيان. فتراه يلوم نفسه ويتألم على ما تركه من مال وجاه وارتباط روحي ونفسي فلا يستطيع التكيف مع غيره بسهولة, وهذا يؤدي إلى شعور بالألم القاسي الشديد الذي يؤذي كل عضو في الجسم ومنها القلب.

 

خامسا: تراكم الهموم:

"إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب..." ق 37 . والمقصود بالقلب ما يعقل به الإنسان ويميز الأشياء والمواقف والحالات وهو بمثابة العقل, ويبدو أن في ذلك ربما إشارة خافية إلى ارتباط العقل والقلب ببعضهما.  ومن الحقائق الفسيولوجية أن الدماغ البشري الذي هو مركز العقل يعتمد على القلب في تغذيته بالأوكسجين وأي خلل في كفاءة التغذية يؤدي على أضرار دماغية وخيمة. وهموم الرأس والنفس على ما يبدو هي هموم القلب والقوة التي تفترسه وتعيق وظيفته وتحطم إيقاعه فيضطرب ويختلج ولا يقدر على إدامة ضخ الدم في العروق كما يجب.

 

 سادسا: الحسرات

وتعني التأسف على ما فات, وفي ذلك إمعان بالقسوة على الجهاز العاطفي وتقييد للقلب وتحطيم للتفاعلات السليمة ما بين القلب والعاطفة مما ينجم عن ذلك إصابته بأمراض مختلفة ومتفقة مع تركيبة الشخص الجينية واستعداداته الذاتية للإصابة بمرض ما.

 

سابعا: العناء والمقاساة اليومية

المقاساة من أجل توفير لقمة العيش وتلبية حاجات الأطفال والمتطلبات الأخرى التي ترهق كاهل الإنسان وترقد على صدره كل يوم ولا تهون أو تزول, تتفاعل بطريقة متراكمة مما يؤدي إلى توفير الأسباب اللازمة للإصابة بالأمراض وخصوصا القلبية منها لأن القلب يكون مركز العناء والمعبر الأكبر عنه.

 

ثامنا: الغضب والمشاعر السلبية

للغضب والمشاعر السلبية مردود رجعي فسلجي وباثولوجي على الشخص, وهذه العواطف تحقق تأثيرات جسمانية كبيرة متناسبة مع شدتها وقوتها الانفعالية. وهي تؤثر مباشرة على القلب وتؤذيه وتجعله هدفا سهلا للمرض لأنها تساهم في إطلاق العديد من المواد التي تؤذي عضلة القلب.

 

تاسعا: اضطرابات ما بعد الشدة

وهذه الاضطرابات تتميز بالقلق وتكرار المشاهد المرعبة في الخيال البشري وقد تلازمه حتى في نومه وتفاعلاته اليومية مما تحقق توترا عاليا واضطرابا شديدا في العالم الداخلي والذي يؤثر على وظائف الأعضاء ويصيبها بالعديد من الاضطرابات والآفات مما يساهم في تقليل قدرتها على التحمل وسهولة إصابتها بالمرض, فيصاب القلب بما يصاب من جراء ذلك, خصوصا إذا تواصلت بما لم تعهده البشرية من قبل. والأبحاث تؤكد أن الشدائد النفسية تؤدي إلى الإضرار ببطانة الأوعية الدموية وخصوصا الشرايين. والذين يعانون من PTSD لديهم نسبة عالية من الكاتيكولامين وغيره من المواد التي تؤذي بطانة الشرايين وخصوصا الشرايين المغذية للقلب.

 

عاشرا: الشعور بالمسؤولية

من الاستجابات النفسية المصاحبة للأحداث الجسيمة , هو الشعور الفاعل في أعماق اللاوعي والذي يجعل الفرد يلوم نفسه ويحملها مسؤولية ما حصل, فيأخذ بتقريعها والقسوة عليها, وهو شعور يماثل مَن مات أباه وراح يعاتب نفسه ويحاسبها ويقول لولا فعلت كذا وكذا ويا ليتني قمت بكذا, ويمضي في تقصير نفسه وإدانتها وتأهيلها لكي تكون في حالة انكماش وتألم يؤثر على قلبه وقد يصيبه بما لا تحمد عقباه.

 

حادي عشر: الظروف البيئية الملوثة

قد يكون لما أصاب البيئة من تلوث متواصل ومجهول دور ما في التأثير على الصحة العامة وإصابة البشر بأمراض غير معهودة وذات علاقة بما يجري في أعماق الغدد والأعضاء الجسمية المختلفة مما قد يؤثر على قدراتها الفسلجية ويساهم بإصابتها بالعجز والمرض ومنها القلب الذي يكون عرضة للإصابة بما يصاب به غيره من أعضاء الجسم.

 

ثاني عشر: فقدان الرعاية الصحية الصحيحة

ضعف الخدمات الصحية واستهداف الأطباء وتهجيرهم من البلد حقق نقصا كبيرا في الخدمات العلاجية والوقائية للأمراض وخصوصا القلبية التي تحتاج إلى متابعة صحية دقيقة وفورية لا تسمح بها المعطيات القائمة في البلد الذي يئن من التدمير ويحلم بالبناء والصحة والعافية.

 

ثالث عشر: التدخين

في ظروف المحنة وتراكم المعوقات يزداد استهلاك السجائر, ومعروف للجميع التأثير السلبي الكبير على جهاز التنفس والدوران خصوصا وكذلك باقي أجهزة الجسم. وبسبب التدخين يصاب القلب بالأمراض العديدة الناجمة عن عسر التنفس أو بتأثير التدخين المباشر على القلب.

 

رابع عشر: الطعام 

"المعدة بيت الداء" وبسبب الطعام الغير صحي الغني بالمواد الدهنية والمواد الضارة الأخرى يتم تحقيق إصابة عالية لشرايين القلب التاجية مما يتسبب في إصابته بالأمراض الناجمة عن قلة تغذيته بالأوكسجين أو توقف وصول الدم إليه.

 

خامس عشر: الثقافة الرياضية:

الوعي الرياضي عندنا محدود ومقترن بمتابعة لعبة كرة القدم وغيرها من الألعاب, أما أن تكون الرياضة جزء مهم من نشاطات الفرد اليومية فأنها حالة بعيدة عن التصور في بلادنا وهذا يؤثر على القلب ويصيبه بالأمراض ويضعف قدرات تلك العضلة على التواصل السليم في تغذية الدماغ وباقي أعضاء الجسم بالأوكسجين اللازم, ويساهم في تغضن الشرايين أو تصلبها لأنها ستفقد مطاطيتها وتتحول إلى أنبوب من الحديد بعد أن كانت أنبوبا من المطاط.

 

سادس عشر: الحواجز:

حواجز كونكريتية تفصل بين الناس لأسباب ما أنزل الله بها من سلطان, وغريبة تماما عن الأخلاق والأعراف السائدة ولا تتماشى مع المعاني المتجسدة في كيان الإنسان منذ سومر وحتى الآن. أسباب تعارض الرب والكتاب والرسول الذي لا يقبل أن يغضب المسلم على أخيه المسلم لأكثر من ثلاثة أيام وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. والبشر يدرك ذلك بوضوح ويفهمه جيدا ولهذا فأنه كلما نظر إلى الحواجز كأنه يطعن قلبه بخنجر. وهذه المناظر المخالفة لطبعه وتقاليده تصيب قلبه بمقتل وتجعله يشعر بالألم والحزن والخسران والهوان مما يؤثر على صحته النفسية والبدنية عموما ومنها صحة قلبه.

 

سابع عشر: السنة والشيعة:

كلمتين, ما وجدت مَن  يحاول أن يلفظهما, إن لم أرَ الدمعة تترقرق في عينيه وقلبه يختلج قبل أن يقولهما  لسانه. وكم قرأت الحزن والألم على الوجه الذي يريد النطق بإحدى الكلمتين. ومن الصعب أن تجد مَن يقول بأنه ينطق بهاتين الكلمتين وهو يشعر بالراحة والسعادة, وما ينطق بهما  إلا هؤلاء الذين لا يعرفون بلدهم ولا يدركون دين الإسلام والرحمة والمحبة والأخوة والسماحة والشفقة وفي قلوبهم مرض عضال. فهذا الانفعال يؤثر على القلب ويصيبه بأضرار وظيفية تقضي على صاحبه وترديه طريح المستشفيات وتدنيه إلى حتفه أعواما عديدة.  

 

ثامن عشر: عذاب الضمير

هو الشعور القاسي بالذنب والإحساس الشديد بالخطيئة التي لا يمكن تسويتها إلا بالمعاقية المتواصلة للذات وعدم الخروج من زنزانة القسوة والجلد المروع للنفس, ويترافق ذلك بانفعالات وعواطف سلبية ذات تأثيرات خطيرة على البدن بكامل أعضائه ومنها القلب.

ومثالا على ذلك, كل من قتل إنسان باء بخطيئته وسيعذبه ضميره أشد العذاب ولن يذق طعم الحياة بعد أن أزهق روحا بلا ذنب إلا حبا في القتل وإذعانا لأمارة السوء التي تفجرت في أرجاء كيانه المريض وسيكون قلبه مستهدفا بهذه المشاعر المريرة الحارقة كأنها سقر في دنياه المتفحمة. إن من قتل إنسان فأنه قد قتل نفسه معه ولن يشفى من خطيئته بل أنها ستبقى تعصر قلبه وتطعنه بوخزاتها القاسية حتى تقضي عليه وفقا لقانون العدالة الإلهية الذي لا يخطئ أبدا.

 هذه بعض الأسباب التي تؤثر في القلوب وتصيبها بالأمراض وتجعل أصحابها يعيشون عناء أعمارهم ويتحسرون على أيامهم وحلاوة شبابهم. وهذه القلوب لا يشفيها دواء أو تداخل جراحي ولا تحميها من التوقف غرف الإنعاش وأجهزة مراقبة نبضها وسلوك عضلاتها. ودواؤها الشافي يكون بالمحبة, فالقلب المحب يبني الأوطان ويصنع الحضارات والمجتمعات الراقية والقلب الذي يكره يقضي على صاحبه وعلى العالم من حوله. وهي بحاجة إلى حبة محبة وجرعة ابتسامة وألفة ورأفة وتفاعل يرضي الله ورسوله وكتابه. إنها تشتاق إلى الطيبة والأمل والرجاء وتريد أن ترنو إلى الناس وهي في فرح وبهجة وأمان وأخوة ذات قيمة إنسانية رحيمة. فالمحبة تحي القلوب وتشفيها والكراهية تؤذيها وترديها.

"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"الرعد 28

ونرجو من الله أن يعافي القلوب من أمراض السوء والحقد والبغضاء والانتقام وأن يغسلها بزلال المودة والمحبة والصفاء والرحمة والاعتصام بحبله المتين.

"والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا, ولا تؤمنوا حتى تحابوا" محمد (ص)      

  

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org