مقالات

حسين الهلالي ونساء ورثن حزن إنانا

إنانا الأمير

كأشرعة تمخر عباب تاريخ الألوان وجغرافية الكلمات بقيت فرشاة الهلالي ومرسمه ثم دفاتر أوتاره الشعبية بخورا في صومعته السومرية الأصيلة،فالهلالي المولود عام 1940 قد ورث خصوبة السهل الذي كان مغمورا بالفرات وكان الفرات أراد أن يبقى ذلك السهل سرا من أسراره الجميلة لكنه تنحى عنه ليبزغ الجمال الجنوبي فكانت الشطرة وكان الهلالي، الوريث الشرعي لفن سومر وقصائد إنخدوانا حين خاطبها: " إنخدوانا متى تعودين؟ "، والوريث الأمين لتراث الرافدين العظيم مع كل النخب التي أسست مدرسة التشكيل العراقية لتكون الأولى عربيا والخامسة عالميا.

 ورغم ان الكتابة أعقبت تخرجه من معهد الفنون الجميلة / بغداد عام 1961 الا انها اجادت للدراما العراقية والمسرح العراقي بغيث ٍ همى بابداع سخي لم ينقطع وحفظ للأجيال إرثا شعبيا كادت الالسن أن تتناساه ويحمل قلمه ليكتب في الفن والادب والتاريخ

 ويقع في الأسر وكان القلم متنفسه الوحيد في سنوات الأسر العشر التي قضاها في اقفاص الاسر الايرانية حين جند في بداية الثمانينات ولم يعانق ذكريات الشطرة من جديد ولم ير َ فجر شمسها ولالون شفقها الا في التسعينيات ليجد عيون الشطرة قد فارقتها البسمة وليجد العراقي مكبلا بالحصار بأنتظار امل ٍ قد يجيء او.. لايجيء. في الأسر كتب الهلالي قصيدة "طلت ياليل" وهي قصيدة شعبية على وزن التجليبة وصارت نشيدا للأسرى

 طلت ياليل، مالك؟ ماالك تالي؟

أظل سهران والحسبات تبرالي

 طلت ياليل، طول ابعد هم اوطوِّل

بعد شلي بحياتي، وشركي داير حول

اليريد الصبح يصبح يرتجي المحصول

وانا ابصبحي الدهر سجين حدالي

 *********

ثم في نهاية القصيدة يتحدث عن غياب الامل عن افق حياته وضيق تلك الحزمة الضوئية التي يرتجيها في نهاية كهف الأسر المظلم:

ضاع الأمل والدنيا غدت زاغور
ولافكني الدهر ساعه وعليه ايدور
شمريد احچي جثير من الحچي محذور
احب الموت اهون وحسن الحالي
×× ×× ×× ×× ×× ××
طلت ياليل،وآنه ابحسرتي اوني
احن الدار شبه الفاجده حني
نخيت الصبر شوصبري ابتعد عني
اشممد چفي يرد چفي عليّ خالي

 ويفتش بين اكوام السنوات العجاف الموائمة لسنوات عزلة ماركيز المئة عن لون ِ سنبلة ٍ يبدا بها البذار من جديد لمواسم فرح ٍ يشتاقها العراق فكان معرضه الشخصي السابع في مهرجان بيلروب /الدنمارك 2001 ومسرحيات قدمتها فرقة لگش منها حلم حريز 1995، المغنون 1998 ونشر مسرحية

أبي – سين ومقالات في الفن ونصوص لمسلسلات تلفزيزونية

كل هذه الأعمال حملت احلامه أن تتوج بغداد عروسة للمدائن بعد إيغال تموز في رحلته التي طالت فكانت ماساة وطن وشعب.. وامراة تنتحب وحيدة إلا من ذكريات المطر...

 هدس للنخل، للزيتون ولليمام فتشبعت الوانه بذلك الصمت السومري العجيب بالسلام والسكون المحلق بصورة مدهشة نحو سمو الانسان ليبلغ مبالغ الكمال حتى يصير إلها ً وملاكا،

 عشق الكاهنة والشاعرة السومرية انخدوانا الى حد يبدو وكانه نبوءة أوحاها له الغراف باخطار قادمة وبان هناك خرابا ً ينتظر العراق مشابها لذلك الذي حل َّ في أكد والذي رسمته انخدوانا بقصيدتها أسى ً على اكد وهي تنشد:

أجنحة البوابات في المدينة،كانت مغلقة

والناس في كل البلاد، بكت بمرارة خلف جدران مدنهم.

والناس في كل البلاد، بكت بمرارة خلف جدران مدنهم.

فلم تعد هناك مدن كبيرة، والواح خضراوات فقط بقيت لهم

المدن التي عمروها من قبل، باتت مدمرة.

والحقول الشاسعة، لم يعد فيها حبوب

 وفي مقطع اخر:

 في كيور، مدينة انليل الكبيرة،

لم يتمش َ أحد ٌ في شوارعها الخاوية،

واختلط دم الاثمين بدم الصالحين.

 لكن هذا الخراب وهذا أوكسد الضغينة الطائفية الذي حجب شمس الحب عن سماء العراق لم يتمكنا من حجبها عن ريشته ولا أسكات خفقات قلمه العراقي الهوى فيقول:

هذا زورقي وهذة مرساتي

 واييم وجهي شطر الريح

وافتح الذراع

 لمتعبة تستريح في صومعتي

وفي السماء رب لطيف رحيم

وفي قصيدة شعبية يتجلى الحب بابهى معانيه:

اخاف عليك
اخاف عليك من روحي
جيف انت بوسط روحي
اخاف اتهيّج اجروحي
وخاف اتشط ابجلماتك
وتحس الناس من تزفر
زفيرالساكن ابجوفك
وخاف آنه مثل خوفك
لجن تطرحلي اجفوفك
ويسكن روعي اوروعك
واظل حالم
مدام انت تظل سالم
× × × × ×
علينا الشمس من تشرك
نلم ايخيوطة ونشبك
اونظل انغني وندور
ويشع علينا النور
ونردد ذيج اغانينا
( طلعت الشمّيسه
على وجه عيشه
عيشه بنت الباشه
تلعب بالخرخاشه )
اويظل الوكت يتغير
وشمسنه ابثوبها الأحمر
تغيب مودعه البر
اويغيب اوياهه كل شر
اوتظل روحك مع روحي
وسط جسمي
اويصير اسمك مع اسمي
ونظل اشراك
انا وياك
ولاتنساني ونساك

ولامل آنه ملگاك
اشكثر يا خلي اهواك !!!

وفي محافظة ذي قار اليوم يلتقي الشباب يقص لهم حكايا گلگامش ويكتب في مجلة الرافدين حكايا حب لنساء ٍ من الجنوب ورثن حزن إنانا وكيف ان هذا الحب النقي كوجه الفجر في مجتمع يرى به عيبا ً وعارا قد ارتدى الحزن ثوبا كما في قصة " عبيد وارضاته " و"حديث الاكف " و"ماتت على قبره " وغيرها كثير

 قصص يتمايل لها القلب ويهمي دموعا كانها تدق وجه الارض لينبت الحب لتسافر به الرياح بين شمال العراق وجنوبه ومن شرقه لغربه ليسود النقاء وتهدا النفوس وتموت الفتن.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org