مقالات

كيف ينظر الرحالة والمستشرقون إلى الثقافة الإسلامية؟

د. نضير الخزرجي / إعلامي وباحث عراقي

الرأي الآخر للدراسات – لندن

اعتدنا أيام الطفولة ونحن نلعب مع أترابنا في أزقة مدينة كربلاء المقدسة حيث تنعدم ساحات اللعب العامة، أن نرى وباستمرار عددا من الأجانب، وهم يتجولون بين أزقة المدينة القديمة، يحملون بيدهم آلة تصوير يطلبون إلتقاط صور لنا، وبعضنا كان يزاحم الزائر الأجنبي في إلتقاط صورة معه، لكننا بين الفينة والأخرى كنا نسمع من كبار المنطقة أصواتا عالية أو خافتة أو هامسة، تدعونا إلى تجنب الأجانب وعدم الاحتكاك بهم، وعندما تجاوزنا مرحلة الطفولة بدأنا ندرك معنى الرفض، فكبار القوم كانوا ينظرون إلى الأجانب من غير الديانة المسلمة على انهم جواسيس لدولهم، ويعتقدون أن تجنبهم يحمي المدينة وأهلها!

ولكن السائح الأجنبي وبخاصة المستشرق أو الرحالة، ترك عن هذه المدينة صورا ونصوصا تاريخية عجزت عن رصدها عدسة الدوائر الحكومية المحلية والمركزية، ولهذا صارت الصور والنصوص مرجعا يعود إليها الباحث في التنقيب عن مدينة كربلاء والمرقدين الشريفين للإمام الحسين بن علي وأخيه العباس (ع)، ولاسيما في حقل العمارة الإسلامية. بل إن بعض الطقوس التي تقام اليوم عند فتح باب المرقد الحسيني الشريف وغلقه، سجلتها أقلام الرحالة قبل أكثر من قرن، فعلى سبيل المثال، وعندما عدنا إلى العراق في العام 2003 بعد ربع قرن من الهجرة القسرية، فوجئنا أن مجموعة من السدنة وخدمة المرقد الحسيني يتقدمهم أحد الفضلاء من السادة بقراءة نشيد "سلام سلام أبا الشهداء ... سلام سلام على كربلاء"، وبكلمات ولحن شجي وهم ينشدون معه في اصطفاف أشبه بالإصطفاف العسكري أو إصطفاف رفع العلم في المدارس الرسمية، وهذا ما لم نعهده في صغرنا، ولهذا اعتبرنا الحدث من مستجدات ما بعد سقوط نظام صدام في 9/4/2003، ولكن بالعودة إلى ما تركه الرحالة والمستشرقون المسلمون وغيرهم، نجد أن إدارة الروضة الحسينية لم تأت بجديد وإنما استأنفت ما كان قائما في السنوات السحيقة، وعن مراسم فتح وإغلاق المرقد الحسيني الشريف يحدثنا الرحالة الهندي محمد هارون الذي زار كربلاء المقدسة في العام 1910م، بشيء من الإسهاب، حيث يقوم السادن أو مساعده عند غلق الباب أو فتحه بتلاوة بعض الأذكار والأبيات في مدح الإمام الحسين (ع)، ويضيف الرحالة محمد هارون عن فتح الباب: "فيتقدم السادن أو مساعده ومعه ما لا يقل عن عشرين من الخدم، ويقفون مقابل ضريح الإمام (ع) حاملين شموعا طويلة موقدة، ويصطفون صفّين، ويستأذنون الإمام (ع) بكلمات رقيقة بإيقاد الشموع، ثم يتقدم كبيرهم بسكون ووقار، ويتبعهم الآخرون، فيضع الشمعة التي بيده في الشمعدان ويتبعه الآخرون بوضع الشموع في بقية الشمعدانات، ثم يأخذ الخدم بإسراج القناديل المعلقة والمصابيح الملونة، كل ذلك وهم ينشدون أهازيج دينية بأنغام جميلة، بينما يقوم المؤذن من على المئذنة بقطع سكون الليل بمناجاة ربه بصوت مليء بالإيمان ومفعم بالتقى..".

البحاثة والمحقق الدكتور محمد صادق محمد الكرباسي، وهو ينقب عن العمارة الإسلامية الخاصة بمرقد الإمام الحسين (ع) على مر العصور والذي استوعب أكثر من أربعة أجزاء من دائرة المعارف الحسينية، استفاد من نصوص وصور لرحالة ومؤرخين مسلمين وغير مسلمين ومستشرقين وسياسيين وعسكريين وسفراء وقناصل دول، مروا على كربلاء المقدسة وقيدوا مشاهداتهم وملاحظاتهم، وهذه الملاحظات على قلتها مفيدة في إظهار جوانب من العمارة الإسلامية في العصور الماضية.

أما المحقق العراقي الدكتور جليل عطية المقيم في باريس، وجد في هذه النصوص مادة معرفية تستحق الاستقلال بنفسها، فأعدها في كتاب مع التعليق على النصوص، حمل عنوان "نظرة المستشرقين والرحالة إلى الروضة الحسينية" في 160 صفحة من القطع المتوسط، الصادر حديثا (2008م) في بيروت عن بيت العلم للنابهين.

 

وجهة نظر

يرى الدكتور عطية في بيان المراحل الأولى لنشوء ظاهرة الاستشراق، أن الغرب أدرك في القرن السادس عشر الميلادي بعد فشل الحروب الصليبية في إقصاء العالم الإسلامي، أهمية الاحتكاك المباشر بشعوب الشرق تمهيدا لتنفيذ غايات سياسية واقتصادية ودينية وعلمية، وهذا ما حدا بالمستشرقين أن يمموا وجوههم شطر الشرق بحثا عن المعلومة: "إضافة إلى نهب الثروات المتمثلة بالآثار القديمة والمخطوطات وسواها من المعادن".

وإذا كان بعض المستشرقين سرق المخطوطات والآثار الإسلامية التي نجدها اليوم في متاحف الغرب في أجنحة خاصة وكبيرة، فان الحكومات الجائرة التي مرت على الشعوب المسلمة ساهمت بشكل كبير في ضياع تراث المسلمين، ويعبر الدكتور عطية عن أسفه لهذا الضياع المؤلم: "بتلف تراثنا المخطوط لعوامل تتراوح ما بين الكوارث الطبيعية والبيئية والجهل والحقد المذهبي".

من هنا يطرح المعد تساؤلا مشروعا: "هل من المنطق أن يكون (إبن بطوطة) – المتوفى سنة 727 هـ - هو أول من نعرفه من الرحالة المسلمين ممن زاروا كربلاء؟"، ويكثر من تساؤلاته والألم يعتصره وهو المحقق والمؤرخ الذي يستنطق النص التاريخي: "أين هم الجغرافيون المسلمون من هذه البقعة المشرّفة؟ أين المقدسي؟ والاصطخري؟ وأين؟ وأين؟! بل أين ياقوت الحموي. أسئلة كثيرة تتبرعم على الشفاه، وتُثير الشجون وعلامات الاستفهام".

على أن المحقق الكرباسي يستدرك بنص في الجزء الرابع من كتاب "تاريخ المراقد" يعود إلى الرحالة ابن حوقل النصيبي الموصلي (ت بعد 367 هـ)، يحكي عن زيارة قام بها  لمدينة كربلاء قبل العام 367 هـ (880م)، لكن الحلقات بين ابن حوقل الموصلي وابن بطوطة وعلى مدى أربعة قرون تبقى مفقودة، مما يعزز من تساؤلات العطية. كما يشار أن أول الرحالة الغربيين من المستشرقين هو البرتغالي بيدرو تكسيرا (Pedro Teixeira) (ت 1640 هـ) الذي زار المشهد الحسيني في 29 ربيع الثاني 1013 (1604 م)، ووصف مدينة كربلاء المقدسة بأنها: "بلدة تحتوي على أربعة آلاف بيت، وكانت أسواقها مبنية بناءاً محكماً بالطابوق وملأى بالحاجات والسلع التجارية لتردد الكثير من الناس عليها".

 

إضافة متألقة

ينفتح كل باب من أبواب دائرة المعارف الحسينية الستين على خزين من المعارف يتفحصها الدكتور الكرباسي بعين الباحث ويتمحصها بمنظار المحقق، ولذلك يشكل كل باب إضافة جديدة إلى سلم المعارف، وتاريخ المراقد واحدة من درجات هذا السلم المتسامق، وحسب تعبير الدكتور عطية: "ولا ريب أن هذا الجهد المضني يُعدّ إضافة نوعية متألقة لدائرة المعارف الحسينية التي اضطلع بأعبائها سماحته منذ سنة 1408 هـ = 1987م، تلك الدائرة العملاقة التي وُصفت بأوصاف جميلة وفي نفس الوقت موضوعية منها: يتيمة الموسوعات ... ولا غرو في ذلك لكون الشخصية التي تتمحور حولها الموسوعة حفرت في ذاكرة الإنسانية أخاديد ووديان لا تُنسى مدى الدهر".

وبخصوص المنهج الذي استخدمه الكرباسي في تناوله لموضوعات تاريخ المراقد، يؤكد العطية أنه: "إذا عدنا إلى نصوص هذه الرحلات ودرسنا منهج الشيخ الكرباسي فإننا نجده قد اتخذ منهجا علميا فذاً، فهو ليس حاطب ليل، يكتفي بالنقل والجمع، بل نراه يناقش ويعلل ويحلل، كما نلمس حرصه على الأمانة العلمية وذكر التاريخ بالتقويمين الإسلامي والمسيحي، كذلك تحديد وفيات هؤلاء الرحالة وغيرهم، ومواعيد زيارات الرحالة للروضة المباركة.. الخ".

وعلى الرغم من الجهد الذي بذله المحقق الكرباسي في التنقيب عن المعلومة الخاصة بنظرات الرحالة والمستشرقين والكتاب والساسة والدبلوماسيين إلى المرقد الحسيني الشريف، لكن تبقى هناك معلومات محجوبة خلف ستار اللغات الأجنبية غير المترجمة إلى العربية، وكما يقول العطية: "على الرغم من كل الجهود الجبارة، المشكورة، التي بذلها سماحة الشيخ الكرباسي- حفظه الله- في جمع شتيت ما كتبه المستشرقون عن رحلاتهم إلى الروضة المقدسة، تبقى هذه الجهود غير مكتملة، لأنها اقتصرت على ما تُرجم إلى اللغة العربية إلى جانب بعض اللغات الأجنبية، وتبقى النصوص الأخرى المحتجنة باللغات الأجنبية، تحنُّ إلى من يُترجمها إلى لغة الضاد، لتضاف إلى دائرة المعارف الحسينية في طبعاتها المقبلة بإذن الله". وهذا أمل كل باحث ومحقق مجد، فعين الكرباسي بصيرة ولكن اليد قصيرة، ولو أسعفته المادة لأمكن الاستفادة من الناطقين بغير لغة الضاد في اكتشاف المزيد، ليس في باب العمارة الإسلامية فحسب، بل في كل الأبواب، لأن الذين كتبوا عن الإمام الحسين ونهضته المباركة، هم من بلدان مختلفة ولغات شتى.

وأنهى الدكتور العطية مقدمته بقصيدة للشاعر الجزائري عبد العزيز شبّين من 22 بيتا في إظهار معالم الروضة المباركة وشموخها، تُجاري وتُباري ما نظمه الشاعر السوري محمد المجذوب (ت 1964م) بشأن مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) حيث جاءت متطابقة معها في المضمون والقافية والبحر، والتي مطلعها:

أين القصورُ أبا يزيد وَلَهوها ... والصافنات وزَهوها والسؤددُ

أما الدكتور شبين، فيبدأ قصيدته بالمطلع:

يا شمسَ فاطمةٍ يبوحُ بها الغدُ ... هذا الحسينُ بشرقها يتوقدُ

ويضيف منشدا:

ذكّر يزيداً أين رسمُكَ في الفلا؟ ... ريحٌ تُبعثرُهُ وأخرى تُلحدُ

ثم يختتم القصيدة، بقوله:

يا كَونُ ارو عن الحسين روائعاً ... ودع الزمانَ بحُسنَيه يُرددُ

فلكم بزَغْتَ وشرقُ أرضكِ مظلم ... لكنْ أفَلْتَ وبومُ غَربكَ رُقّدُ

أحييتَ مثل الشمسِ كلَّ بلاقعي ... فعلى يديك مزارعٌ تتعقدُ

مازلتُ أنبُضُ ما بَصُرتُكَ طالعاً ... إني عهدتُّك أمّّةً تتوحدُ

 

الإستشراق والمستشرقون

لعل الباحث الفلسطيني الدكتور إدوارد بن وديع سعيد (ت 2003 هـ) أستاذ الأدب المقارن في جامعة كولومبيا الأميركية، هو من أبرز الباحثين المعاصرين الذين كتبوا عن علاقة الاستشراق بالإسلام في كتابه الشهير الاستشراق (Orientalism) الصادر في العام 1978م، والأغراض الظاهرة والخفية من رسالة الاستشراق، وكان الكتاب محل غضب عدد غير من المستشرقين الغربيين الذين آلمهم العرض والنتائج التي خرجها بها سعيد والتي كانت بالضد من المستشرقين.

 على إن الاستشراق الذي شكل جانبا كبيرا من هذا الكتاب يعرفه العطية بقوله، أن: "الإستشراق في الواقع تعبير يدل على أن شخصاً توجّه نحو الشرق في دراساته للبحث عن أمور أهل الشرق وثقافتهم وتاريخهم بما فيه الحضارة والمعتقد واللغة والعادات والتقاليد والتراث والآثار، ولقد أسهم هذا التيار الاستشراقي في صياغة الفكر الغربي عن الشرق بشكل عام وعن العالم الإسلامي بشكل خاص". كما إن العطية بحسه المعرفي وقربه من مصادر الاستشراق في فرنسا يدعونا إلى عدم الحكم على الاستشراق بعين واحدة، فالاستشراق من خلال الرحلات والمؤلفات والمؤتمرات: "خلق تياراً فكريا، وترك آثاره في الغرب ولم يبعد الشرق عنه، فلابد من التعامل معه بحذر وترقّب وريبة، ولكن لا يمكن الحكم على جميعهم بعصا واحدة، أو وضعهم في سلة واحدة"، إذ: "يقتضي الإنصاف القول أن كثيرا منهم كانوا موضوعيين، بل إن البعض منهم كانت له ملاحظات في غاية الأهمية، في كشف صفحات مهمة من تاريخ المراقد الشريفة".

أما الرحالة، فانهم عند العطية: "لم يخرجوا عن مهماتهم فهم يحبذون كشف المناطق ومَن عليها بل وما عليها، فمنهم عقائديون، ومنهم سياح لا تهمهم العقيدة، ومنهم جغرافيون وعلماء آثار، وربما الهواية عند بعضهم تفوق غيرها، وعلى المرء أن يقضي وطره من المعلومات التي قد يحصل عليها منهم بعد التمحيص".

ومن الرحالة والمستشرقين والدبلوماسيين الغربيين الذين ضمهم الكتاب:

 من الألمان الرحالة كارستن نيبور (Carstien Neibuhr) (ت 1815 م) الذي زار كربلاء المقدسة في 14 رجب 1179 هـ (1765م). المستشرق الألماني ثيودور نولدكه (Theodor Noldeke) (ت 1930م) الذي زار كربلاء في حدود العام 1851م. القنصل الألماني فردريك روزن (Fredrik Rozen) (ت 1935م) الذي زار مدينة كربلاء المقدسة في العام 1898م، ووصف المرقد الحسيني الشريف. الرسام الألماني ولتر أندور (Walter Andrae) (ت 1956م) الذي رسم المرقد الحسيني عند زيارته لكربلاء المقدسة في العام 1903م.

ومن البريطانيين: الرحالة جيمس سلك بكنغهام (James Silk Backingham) (ت 1855 م) الذي زار كربلاء المقدسة في صيف 1816 م. العقيد في الجيش البريطاني فارنت (Farrant) (كان حيا عام 1848م)، وقد زار كربلاء في نهاية العام 1842م بوصفه مندوب السفارة البريطانية في الآستانة، بمعية بوريس بوتنييف (Borriss Boutenief) (ت 1872م) مندوب السفارة الروسية في الآستانة. عالم الآثار البريطاني وليام لوفتس (William Kennet Loftus) (ت 1858م) الذي زار كربلاء المقدسة عام 1854م. الرسام البريطاني روبرت كلايف (Robert Clive) الذي رسم المرقد الحسيني عن قرب في العام 1862م. الجغرافي البريطاني الأيرلندي الأصل جون أشر (John Ussher) (ت 1874م) الذي زار كربلاء المقدسة في العام 1864م. الرحالة والسياسية البريطانية غيرتورد بيل الشهيرة بـ "مس بيل" (Gertrude Lowthian Bell) (ت 1926م)، التي زارت كربلاء في العام 1909م، التي كتبت تقول: "وبالنسبة إلى نصف الذين يقرّون بالعقيدة المحمدية، فإن هذا الضريح مقصد ليس أقل قداسة من مكة". في العام 1917م زار الضابط البريطاني رونالد ستورز (Ronald John Storrs) (ت 1955م)، مدينة كربلاء المقدسة، ووصف في مذكراته معالم المرقد الحسيني الشريف، وهو من على سطح أحد المنازل المجاورة. في العام 1924م زار كربلاء المقدسة المندوب السامي البريطاني هنري دوبس (Henry Robert Conway Dobbs) (ت 1934م) برفقة الملك فيصل الأول ابن الحسين (ت 1933م)، وقد انبهر دوبس بالقبة الحسينية والمئذنتين وما يحملانها من جمال وبهاء ساحر. وزار كربلاء المقدسة في العام 1928م الباحث البريطاني دوايت دونالدسون (Dwight M. Donaldson) (ت 1958م)، ووصف المرقد الحسيني الشريف وهو جالس في مقهى قريب.

ومن الأميركيين: المستطلع جون بيترز (John Punnett Peters) (ت 1921م) الذي زار كربلاء المقدسة في العام 1890م.

ومن الفرنسيين: الرحالة جان بيكر ديولافوا (Jane Baker Dieulafoy) (ت 1916م) التي زارت كربلاء المقدسة عام 1881م بمعية زوجها عالم الآثار مارسيل ديولافوا (Marcel Dieulafoy) (ت 1920م)، وقد أودعت الرحالة ديولافوا صورة عن مدينة كربلاء بريشة الرسام باركلي، الذي يحتمل أن يكون هو الرسام البريطاني إدغار باركلَي (Edgar Barclay)  المتوفى عام 1913م. المستشرق الفرنسي بارون كارا دي فو (Baron Carra de Vaux) (ت 1950م) الذي وصف في حدود العام 1898م المرقد الحسيني الشريف. الرسام الفرنسي جين ليون كيروم (Jean Leon Gerome) (ت 1904م) الذي رسم قبل نهاية القرن التاسع عشر الميلادي المرقد الحسيني الشريف، لكن المحقق الكرباسي يحتمل أن الرسم هو لضريح رأس الحسين (ع) في القاهرة. وجاء وصف كربلاء المقدسة والمرقد الحسيني الشريف على لسان المستشرق الفرنسي جاك بيرك (Jacques Augustin Berque)(ت 1995م)، في العام 1978 بعد أن زار المدينة في وقت سابق لم يحدده بالضبط.

وختم الكتاب بصورتين وخارطة، فأما الصورتان فهي للدكتور آية الله الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي وهو يسير في أحد شوارع مدينة لندن ويحمل اسم شارع كربلاء (KERBALA STREET)، ويعلق الدكتور عطية على الصورتين بقوله: "يطيب لي أن أنوه بأهمية مدينة الحسين (ع) في العراق – كربلاء المقدسة- لدى الغربيين من المستشرقين الرحالة حتى استهوتهم، فوضعوا اسم كربلاء Kerbala باللهجة القديمة على عدد من الشوارع في الغرب، وكان لسماحة المؤلف السَبَق الى كشف مثل هذا الأمر، حيث تمكن من رصد بعضها والذهاب إليها والتقاط صورة من موقع واحد في الأقل والذي يقع في شرق لندن"، وأقول إن الشارع الذي زرته مع المؤلف نحو العام 1996م ليس الأول الذي يحمل مثل هذا الإسم فهناك نحو ستة شوارع وأزقة في المملكة المتحدة تحمل الإسم نفسه بعضها تكتب (Kerbala) وبعضها (Karbala). وأما الخارطة فهي الأقدم وتمثل العراق والجزيرة العربية رسمتها يراع الشريف الإدريسي أبو عبد الله محمد بن محمد بن إدريس المتوفى عام 560 هـ (1164م)، ويظهر من الخارطة اسم سواد العراق وفي وسطها مدينة كربلاء المقدسة. 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org