مقالات

للمرأة العراقية أمان بسيطة

سناء صالح / هولندا

اعتدنا في سنوات الغربة الأولى نحتفل بالثامن من مارس في غرف صغيرة وبأصوات خافتة أن تعبر كل منا عن أمنيتها في هذا اليوم كامرأة ولم تكن الأمنيات سوى الحلم بحياة مستقرة واحترام وثقة المحيطين بها، وقانون يحفظ لها حقوقها ويمنحها موقعا في المجتمع كفرد كامل الأهلية.روت لي صديقة كانت ضمن فصائل الأنصار، أن أمنيتها كانت طيلة سنوات بقائها في الجبل أن تنعم في سويعات الراحة بارتداء الدشداشة التي حرمت من ارتدائها. حلمنا لم يكن أكثر من حياة مستقرة ونحن المحرومات من نعمة الاستقرار وهو من أبسط حقوقنا التي حرمنا منها الطاغية.

 وبعد التغيير في 2003 بدأت طموحاتنا كنساء تكبر خاصة حينما جرى الحديث عن إشراك النساء العراقيات في العملية السياسية وضمن مواقع قيادية في أجهزة الدولة، تبوأت بعضهن مراكز حساسة واحتللن مناصب وزارية واستشارية وإدارية للمؤسسات وتحددت نسب المشاركة في الوظائف العليا والبرلمان 25 بالمائة، إذن تحركت طموحاتنا نحن النساء, واتسعت رقعة أحلامنا، وتجاوزت قضية التغييرات في القوانين وجعلها أكثر رحمة الى مسألة القيادة في المجتمع والمشاركة في اتخاذ القرار، لكن سرعان ما ظهرت الحقيقة الجلية في كون أن هذه المراكز لم تكن سوى ديكورات لتزيين وتجميل الصورة ا لتي لابد أن تكون مغايرة لما سبق ونقيضة لها لكسب ثقة الناس وأن موقع المرأة في المجتمع لم يتحسن وانحسرت مشاركتها في العمل والإنتاج وتعرضت للقتل، فحجبت عن الأنظار خوفا عليها، وتراجعت الى حيث ماكانت عليه قبل أكثر من نصف قرن من الزمان.

تعالوا معي لندخل عالم المرأة العراقية وهي في السنة الثامنة من الألفية الثالثة ونقرأ دواخلها ونتوقف عند أحلامها

حلم فتاة في عمر الزهور :تحلم بملابس عصرية هي من يحددها قصيرة أم طويلة تسير بخطى واثقة رافعة عينها باعتزاز مسدلة شعرها دون أن تتعرض للتحرش أو الخطف أو التهديد والقتل وبدون حراسة من أب أو أخ.

 حلم فتاة في سن الزواج : تحلم باختيار الزوج بمحض إرادتها دون إجبار أو إكراه، تشاركه تأثيث بيت الزوجية من غير أن تمس آدميتها فتعرض كبضاعة خاضعة لقوانين العرض والطلب.

 حلم أم : أن ترى أبناءها يتوجهون الى مدارسهم بملابس نظيفة ووجوه نضرة وبطون شبعى و تحلم ببيت صغير نظيف صحي يقيهم برد الشتاء وحر الصيف.

 حلم امرأة في خريف العمر: أن يكون لها مورد يغنيها ذل السؤال ويساعدها على شراء دواء لمرض مزمن ألم بها.

 هذه هي أماني الشريحة الكبرى من نسائنا العراقيات اليوم، تلخصها الرغبة في حرية الاختيار والعيش بهدوء وأمان، نساء الريف، ونساء المدن، نساء البيوت الآيلة للسقوط، هي على بساطتها صعبة المنال في عراق اليوم. أما غيرها من أمنيات كنا نطمح إليها بها ولم نزل كالحلم بالمساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز على أساس الجنس، والمناصب الرفيعة والجلوس في البرلمان عن حق وحقيق والمشاركة في اتخاذ القرار إنما هي أحلام وأمان مؤجلة الى حين يصحو شعبنا من غفوته وهرولته خلف من اتخذ الدين ذريعة لتكريس التخلف، في مجتمع تشكل النساء فيه نسبة تزيد على ال50 بالمائة كما تشير الإحصائيات.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org