مقالات

تعال لنكتب

إنانا الأمير

 تعال لنكتب رسائلَ تحترف الصمت وتجيد اقتراف البكاء

تعال لنكتب عن حكاية الحب في زماننا الوبيل ،

زمان الطائفية والفجرِ المزروع ِ بالالغام

تعال لنكتب ،

ونلم اشلاء الرواية ،

تعال نعانق احلامنا

فقد يكون هذا لقاؤنا الاخير

قد يسرقوا مقعدنا عند ضفاف دجلة او يبدلوا وقت مواعيدنا ، فلاتقاسمنا الشمس بسمتنا من جديد ..

 

الرسائل :-

الرسالة الاولى :

 

كنت َ في مرسمك حين كان لقائي الأول بك

التقيتني كاتبة ً هاربة من حدود صدره الموغل بالخيانة ..

أحمل قَسَما ً في قلبي أن لن أحب َّ شاعرا مرة ً أخرى ، وإن عشت ُ الحب َّ من جديد فلن أعيشه كما يشاء النبض ، بل كما أشاء ، بلا أوراق ٍ ولاكلمات ، بلا حكاية سهر ٍ ودقات قلب ٍ تتسارع عند اقتراب الموعد . ..

 

كانت بلادنا وحدها تسكنني ، وأساطيرَ سومر تبعدني عن عالمنا الدَّامي

كنت أستعد لرسم قصة " إختطاف الأميرة السومرية " ، وكان هاجس العثور على رقيم ينبأني أنّي عشت ُ ستة آلاف عامٍ من البحث عن تموز ...

 

        كنت َ خارجا من أحد ِ الرُّقم الطينية وربما من مكتبة آشور بانيبال تعيش ُ فصول َ حضارات ِ العراق بألوانك  وكلماتك ، أدهشني أنك تعرف اسمي بل سنوات ميلادي وتاريخ جرحي ...حتى عدد عشاقي

أذهلني ...انك أنت َ...تموز ...

 

الرسالة الثانية

في لقائنا الثاني كانت أسطورة جديدة بدأت ْ السماء تكشف النقاب عنها ، وبدأ هطول المطر ليغسل آخر بقعة سوداء عن الواحها الطينية ، بريق ٌِ من الألوان ِ يخطف البصر قادني نحو كهف ٍ مليء بملاحم الفن الرافديني ، وكعادتي اشعلت بخورا ً في أحد أركانه وواصلت كتابة قصة " اختطاف الاميرة السومرية " هناك أربكني ظل قامتك على اوراقي حين همست ََ :

 

-         إنانا ، بخورك المقدس مسك قلبي وقادني اليك ِ

 

أجفل قلبي ،فأي مفاتيح َ كانت بحوزتك لتبعثر َ بها أقفال القلب عند عينيك ، وأي سرٍّ تملكته مفاتيحك ليرتبك قلبي وهو الذي عصا دواوين َ غزل ٍ إنحنت ْ تحت قدميه ؟!

 

الرسالة الثالثة :

 

ثالث لقاءاتنا ...

 

أتذكره ؟؟

 

يغمرني احساس مفعم بالبكاء أن َّ دجلة لن تنساه وأنَّها انتشت سعادة في ذلك المساء ، وأنَّها قد رقصت معنا حتى الفجر كما لم ترقص منذ زمان هولاكو ...

 

يغمرني يقين أنها همت بعناقك وأنت تقص لي حكاية كل حضارة قامت عند ضفتيها ، وحكاية كل رحّالة قصدها وكل شاعر ٍ داهمته عيون المها فوقف ذاهلا بين صوبيها ، وحكاية كل شهيد ثورة ٍ وحرب  وصرخة كل قلم .

 

 

الرسالة الرابعة :


 

أدمَّنا اللقاء ظهرا ومساء

علّمتني أوزان الشعر

عشقت بحر " الرَّمَل "

فهو يشبه حكايتنا ، يشبه لقاءاتنا ، متناغم وايقاع كل ماحولنا

السماء

العشب

الاشياء

كلها حفظت نشيد َ :

"ياإنانا إرجئي وعد الخريفْ

ولتطيلي موعد الحب لنا "

 

وبين عينيك وعيني

 يمشي بقامة ٍ فارعة " وجه بابل والجمال السومري "

 

الرسالة الخامسة  :

ثم قررت َ أن ترسمني ...

نخلة ً،

قلعة حصينة ،

أكمة قصب ،

وربما زيتونة ...

 

احتجت خامة اللوحة ؛ انهكتها انطباعيتك

 فعصتك الالوان وتوجهت ْ إلي َّ لتَوقِها أن ْ تَرسم َ:

 " عاشقان ِ بين َ مدن ٍ غريبة ٍ"


الرسالة السادسة

وبكيت ُ لأول ِ مرة ٍ في حكايتنا حين َ بدأت َ تقص ّ لي كل مامرَّ بك في صومعتِك َ المنسية ، عن الرماد المتطاير حول ساعات الذكريات ِ والأحلام ، حيث بددتها تواريخ ثلاث حروب ٍ وحصار ...

أخبرتني أن َّ عينيَّ كانتا حلما ً غير وارد ٍ ، بل إنها أشبه بقيامة ٍ للاماني المصلوبة ِ ، وأن َّ أجمل مابهما أنهما تحاكيان العراق
وبهما تلمح ُ الجنوب َ عاشقا ً
وفيهما يسكن ُ الفراتُ ظلا ً رطيب .
 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com