مقالات

بالمكتبة نكون...!

د. مراد الصوادقي

 تخيلوا معي أن يصبح العراق سعيدا هادئا هانئا مطمئنا فيه مكتبات عامة منتشرة بالقرى والنواحي والأقضية ومراكز المدن والمدارس والدوائر والمستشفيات وجميع المؤسسات. هذه المكتبات تحوي العديد من الكتب التي تنتجها مطابع العلم والمعرفة وفيها قسم خاص لأجهزة الكومبيوتر وقسم للتسجيلات الصوتية والفيديو وغيرها من وسائل المعرفة وأدواتها. وفي المكتبة قسم للأطفال وقاعة كبيرة للنشاطات الثقافية والفنية.

مكتبة في كل قرية وناحية وقضاء ,  هي المركز المهم في المدينة حيث يجتمع أبناء القرية والناحية  وينهلون من معين المعرفة ويتعلمون , وتغدو مركز إشعاع في المدينة وحاضنة لرعاية الطاقات الثقافية والإبداعية فيها. هذه المكتبة يتم تشيدها بالتبرع من قبل أهالي القرية والناحية والقضاء ويساهم في تجهيزها أبناء المدينة ويتبرع من يريد بالكتب إليها.

إن التحضر يعني المكتبة.

 والمكتبة في الدول المتقدمة لها أهميتها ودورها في حياة المجتمع ابتداء من القرية وحتى أكبر مدينة في البلاد. ولا يمكن لقرية أو مدينة أن تخلو من المكتبة في العالم المتحضر, لأن المكتبة عنوان الحضارة .

فالمعرفة قوة.

والمعرفة حرية.

والمعرفة ديمقراطية.

فبدون الوعي والثقافة لا يمكن أن يكون للناس رأي يصب في قنوات الديمقراطية ويساهم في بناء البلاد وتطور مسيرة الأجيال. إن الديمقراطية تعني الثقافة وامتلاك الرأي. ومَن لا يعرف لا يملك رأيا. ومَن لا يمتلك رأيا لا يمكنه أن يؤسس نظاما ديمقراطيا أو يعيش في نظام ديمقراطي, بل أن عليه أن يكون عبدا وتابعا يطيع إرادة الآخرين.

ولا يمكن لأي بلد أن يكون قويا إذا تعثرت فيه المعرفة أو أهملت المكتبات.

إن المكتبة من أسس الحضارة والتقدم البشري. إنها عقل المجموعة البشرية في أية بقعة أرضية. ولو نظرنا إلى الحضارات القديمة لأدركنا أن ما فيها كان مرتبطا بالمكتبات التي ابتدأت طينية وانتهت إليكترونية في زماننا المعاصر. فأول المكتبات في التأريخ كانت ألواحا طينية في بلاد الرافدين ومنذ حضارة سومر العريقة, وعندما أحرقت مكتبة آشور بانيبال ساهمت النار بفخر الألواح الطينية وإدامتها كرسالة إلى أجيالنا الحاضرة.

فما أحوجنا للمكتبات العامة ونحن نريد أن نكون برغم كل المعوقات  والمحبطات والأسباب المرافقة للوضع الحالي. فعلينا أن نتنادى لبناء المكتبات  ابتداء من القرية إلى الناحية فالقضاء وأن نجعل للمكتبة دورا مهما في حياتنا وبهذا نتحقق ونكون.

نعم إنها المكتبة وبدونها لا نكون.

صدقتم ذلك أم لا تصدقون....!

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org