أهل بيت النبي (ص) .. لماذا

 

محمد الموسوي/ باحث قانوني 

كثيرا ما استوقفتني الآية الكريمة التي تربط اجر النبوة وتبليغ الرسالة بمودة أهل البيت ودائما ما  أتساءل هل يعني ذلك مجرد تكريما للنبي (ص) من الله سبحانه وتعالى بان نقل رغبة النبي(ص) كما هي رغبة أي إنسان في قومه أن يحبوا أو يقدروا أهل بيته سواء في حياته أم بعد مماته أم إن الله كافأ المصطفى بذلك بان جعل هذه الرغبة في أية من أي القران الكريم لغرض تقديسها وحث المؤمنين عليها باعتبار أن القران مرجعية كلية للمؤمنين  وأي كان الحال  فالفرضين لا يعدان إلا تكريما للنبي ليس إلا وحقا فالله لا يضيع اجر المحسنين،أم إن الأمر يتعدى ذلك باعتبار إن القران مرجعا تشريعيا للأمة وان ما يذكر فيه إنما هو مرتبط بالإيمان من حيث الذات والوسائل وهو أمر لا يمكن لمؤمن استبعاده  وعلى هذا الفرض تكون مودة أهل البيت ليست مجرد محبه واحترام ومكافئة بل ترتبط بقواعد شرعيه يتم من خلالها معرفة أصل الشريعة وهو ما قد يوحي إليه تعبير المودة الذي لا يقف عند حد المحبة بل يتعداه إلى الشخص والعمل وهو ما قد يؤدي إلى ترتيب مفهوم الطاعة الشرعية  التي حددها الحق تعالى بت وبالنبي وأولي الأمر بحيث يتعلق مفهوم أولي الأمر بأهل البيت بالإلية التي أرادها  الله سبحانه  في تحديد درجة هؤلاء  التي لاتصل إلى النبوة بقوله  أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولو الأمر منكم  وهو أيضا ما يفسر إن الله تعالى قد طهرهم واذهب عنهم الرجس ليكونوا بذلك مصدرا من مصادر الطاعة الشرعية أو بالأحرى موردا من مواردها وكذلك الصلاة عليهم في التشهد  أثناء الصلاة وما روي عن النبي قوله الخلفاء بعدي اثنا عشر يمكن أن يعزز هذا الفرض، وبديهي انه لا يمكن قبول توسعة مفهوم أولي الأمر ليشمل حكام المسلمين بصورة عامة لان الله لا يأمر بطاعة ظلم ولا يجعل دينه قابلا للأهواء وهو ما تحتمه الطبيعة البشرية للحكام  والفروق الفردية التي تحكم البشر وهو ذات الأمر الذي يدعونا للتفكير والتأمل مليا بمبدأ العصمة الذي يقول به البعض  خاصة وان الله قد جعل لآل الأنبياء من قبل المصطفى شانا عظيما فاّل يعقوب وال إبراهيم جعل منهم الأنبياء ولا ضير أن يجعل من آل محمد أولياء أو أوصياء وهو ما أشار إليه المصطفى  حين خاطب عليا بأنك بمنزلة هارون من موسى و تقريره أن لا نبي بعده . وبغض النظر، في هذا الفرض، عن الاختلاف حول تحديد من هم أهل البيت المقصودين ذلك أن مسالة النظر إلى كونهم احد موارد الطاعة وكذلك فكرة العصمة المتعلقة بآرائهم اشد إلحاحا من تحديد هويتهم ولو كمرحلة أولى ذلك إن القول بهذا الفرض بمجمله يستوجب من المسلمين وضع أهل البيت بطبقة فرض الإتباع كونهم كاشفين حقيقيين عن سنة النبي الأكرم وقبلها مراد الشارع الحكيم وهو أمر لاشك في خطورته في مسيرة الإيمان الحق.

وبعد التأكد من صحة هذا الفرض أو صدقيته كان لزاما على علماء المسلمين تشكيل هيئة متخصصة في بحث أولا تحديد مفهوم أهل البيت وتحديد هوياتهم وثانيا ضبط آرائهم وسننهم وتنقية الآراء التي لا تنسجم مع ما اقروه دون أن يعني ذلك غلق باب الاجتهاد الذي يعانق فكرة التطور وصلاحية الإسلام لكل مكان وزمان إنما المقصود الآراء التي لا تشمل هذا المورد، والتخلص من فكرة تبني البعض لسنن أهل البيت وعدم تركيز الآخرين عليها أو جعل الأمر خاضعا للاختلاف المذهبي الذي كان  من ابرز ضحاياه هم أهل البيت أنفسهم وبالتالي الخروج على مورد من موارد الطاعة وهو أمر لاشك لا يريده أي مؤمن يرجو لقاء الله من أصحاب اليمين، فضلا عن ضرورة الابتعاد عن مارا فق  سيرة أهل البيت من أحداث تاريخية لان ذلك سيبقينا في المربع الأول زمن الاختلاف حيث إن المسلمين الآن  متفقين على رتبة أهل البيت ويمكن الآن بفضل التطور المعرفي النظر في كثير من الأمور بأسلوب البحث العلمي الذي يستبعد المصالح السياسية للحكام التي أثرت بشكل وآخر زمن الحكم الإسلامي في العصور القديمة لاعتماد هؤلاء الحكام فكرة الإمامة في الحصول على السلطة وهو ما ضعفت أساساته في زعامات الزمن الحاضر وأصبح بحث أحاديث مثل الأئمة من قريش وغيرها  ممكنا وفق أسلوب البحث العلمي الرصين الذي يتبع الدليل لا الأهواء ولاشك في وجود العلماء الربانيين الذين يرومون رضا الله وطاعته فليس في مصلحة احد من المسلمين الابتعاد عن أي مورد من موارد الطاعة التي تبلغ بالعباد رضا المعبود .

هي دعوة صادقة غير منحازة ولا على طريقة المفخخات السياسية التي يتبعها أصحاب المصالح الذين لم يألو جهدا في توظيف أي فكرة إسلامية لمصالحهم الشخصية فأصبح الظلم والقتل عنوانا لدين العدل والسلام  وهو ما جلب الويلات للأمة المرحومة  وهذا تناقض لابد من بحث أسبابه وقد يكون بحث منظومة أهل البيت سبيلا للتخلص من الفرقة والاختلاف كما كان المصطفى (ص) أمانا للأمة الإسلامية، والله من وراء القصد.

 

في بنت الرافدينفي الويب