مقالات

الفلسفة الاغريقية في السياسة والدولة .. الجزء الخامس .. ح 1

 

قرطبة الظاهر

أفلاطون

مقدمة:

لم يتوقع أفلاطون (428/427-349/348) ق.م. التلميذ الذي تربى وتعلم فنون الحكمة على يد معلمه  العظيم سقراط بان نظام حكم أثينا الديمقراطي سوف يعاقب أكبرَ أعلامه وأنصفهم. فبعد رحيل سقراط اصبحت نظرة أفلاطون للدولة مختلفة تماما. بعد سقراط انتهت الديمقراطية، لقد انتهت مدينة الاثينيين. لذا إتخذ من هذا المنطلق مبدأ اصلاح المدينة الفاسدة الظالمة بأنموذج لمدينة مثالية عادلة. والمدينة حسب اعتقاد أفلاطون تكون فقط عادلة عندما يحكمها الحكماءُ أي الفلاسفة. والفلسفة كما أسلفتُ الذِكرَ في الجزء الثالث تعني الحب للحكمة. الدرس الذي أيقنه أفلاطون منذ حادث إعدام سقراط جعلت الفلسفة، الحب للحكمة، تبتعد في مفاهيمها ومبادئها كثيراً عن الوعي الدارج آنذاك تجاه المدينة التي كانت تجتمع فيها الالوهية مع وعي المساواة و التنافس والامتياز والطموح إلى الاحسن والافضل. الان انقسمت هذه المفاهيم حيث اصبح وعي المساواة والمشاركة خلف التنافس والطموح إلى افضل النتائج. فقد تقدم الاختصاص على المشاركة والمساواة ولكل انسان حرفته التي يجيدها على احسن وجه ويمتاز بها. لقد جسّد أفلاطون برنامجه الاصلاحي للدولة في واحد من أعظم مخطوطاته واعماله الفلسفية ألا وهو بوليتايا "Politea" وتعني الدستور. نظام سياسي جديد لعهد ما بعد الديمقراطية المنتهية مع مقتل الفلسفة السقراطية السياسية التي تبنّت مبدأ الحكمة في الحوار ومعرفة جوهر الامور والاسباب التي أدّت إلى كل هذه الكوارث والحروب التي أتعبت أثينا وأهاليها. أعظم درجات الامتياز والحرفة لدى أفلاطون هي الحكمة في الفلسفة. فبعد أنْ كانت أثينا مدينة المتساوين والمتشاركين أصبحت الآن مدينة الامتيازيين والحرفيين ذات مجتمع طبقي. لم تعُدْ للشعراء وأساطيرهم القديمة أية أهمية. فبدلاً من الشعراء الذين كانوا آنذاك يهتمون بتربية الابناء حلَّ محلهم الفلاسفة الذين يتقلدون دور المربين والتربويين. أصبحت سياسة أفلاطون تعتمدُ على الميتافيزياء ( الميتافيزيقا ) المباشرة، على الفكرة وتوحيد الاشياء على أنها مجرد صورة من الحقيقة التي لا ندركها أو نستوعبها بعدُ. المدينة، الكون والروح البشرية تغدو جزءاً واحداً مجتمِعاً. أصبحَ أفلاطون يبحث عن كيفية عكس هذه الوحدة ما بين الفكرة في الروح مع المدينة ومع الكون. كيف يمكننا أنْ نرسمها كصورة من الحقيقة؟ العدالةُ هي أكبرُ وأخطرُ سؤال يدور في سياسة ومبادئ القيم لدى افلاطون . إحتلّت الأخيرةُ مكانا متميِّزا في الفلسفة الفكرية يعتبرها أفلاطون غاية ذاتية. الغاية للوصول إلى الاصلاح السياسي وإقناع أهالي أثينا بأنَّ الديمقراطية ليست الحل الامثل بل إنها كارثة للبشرية. يعتبر أفلاطون العدالة معياراً جوهرياً (intrinsic value) لا يستطيعُ المرءُ أنْ يُقيِّمَهُ من خلال الإفادة منه أو من خلال الإدلاء بآرائه بشأنه. إنها أعلى وأسمى القيم. في مدينة العادلين والمنصفين يستطيع كل انسان أنْ يعملَ ما يُتقنه ويتفنن به. تضعُ فلسفة أفلاطون بذلك بداية جديدة لفلسفة جديدة تستهدف الانسان لا المجموعة، الحرفة الواحدة لا تعددية الصنائع، الفرد لا المجتمع. أفلاطون يفرق بين المعرفة (doxa) والاعتقاد episteme)). فليس كل ما يعتقده الانسان يعرفه ويدركه. المعرفة شيءٌ لا يملكه إلاّ القلّة .

في نهاية حياة أفلاطون تحوّلَ فكرُهُ من سياسة الحاكم المثالي إلى سياسة القانون (Nomoi) التي جسّدها في عمله الاخير الذي اتضحَ لنا من خلاله بأنَّ الحضارةَ الإغريقية لا تنحرف عن مبدئها في البحث عن الامتياز تارة وعن الطموح إلى الوسطية في قياس الامور وموازنة المعضلات والتحديات تارةً أخرى.

ما هي الفكرة؟

يبني أفلاطون الميتافيزياء والسياسة على مبدأ الفكرة. فما هي الفكرة حسب مفهوم أفلاطون؟ إنها الحقيقة، العالم الاصلي، وكل ما نراه هو مجرد صور لهذه الحقيقة أو لهذا العالم. الافكار مثل العدالة والشجاعة، الجميل والجيّد، كل هذه الامور تجسّد الحقيقة. تعريب كلمة "فكرة" من الكلمتين (eidos,idea) و تعني النظر، المشاهدة، المعاينة. لكننا لا نرى هذه الاشياء. الفكرة تتكون في نظرتنا الفكرية فقط وعلينا أنْ نفكّرَ باستحداثها أولا. سقراط هو أول من اخترع الفكرة من خلال سؤاله: "ما هذا الشيء؟، ما هي العدالة؟، ما هي الشجاعة؟" كانت كل هذه الاسئلة تستهدف التمعّن في جوهر المسميات وكينوناتها. الافكار هي جوهريات (essentiae). الافكار في مفهوم أفلاطون هي شروط لامكانية الادراك وشروط لامكانية التفاهم. تنشأُ الافكارُ قبل الخبرة  والانسان لا يصنعها بل إنها تتوّلدُ في وعيه، انه مجرد يستذكرها. قبل أنْ تولدَ الأرواحُ تنظر إلى الافكار وتجسدها في وعيها الداخلي حسب وصف أفلاطون. هنا يطرح أفلاطون في أحد حواراته المثال الآتي: "أنظروا، يستطيعُ العبدُ أنْ يتفهّمَ نظرية بيثاغوراس مع العلم أنه لم يتعلم الرياضيات من قبل". وبدون الافكار كأمكانيات للتفاهم فيما بيننا لا نستطيعُ أنْ نعرفَ بأننا نتحدث عن نفس الموضوع. تستخدم الافكار بشكل عام للتبادل والادراك.

 

 الفلسفة السياسية الاولى لافلاطون : السفسطائيون

يتمحور الفكر السياسي لافلاطون على اقناع السفسطائيين على أنهم متهورو البلاغة وعليه يستوجب أخذ الحيطةَ والحذرَ وإدراك خطورة ما يقولون. في حواره مع السفسطائيين بروثاغوراس وغورغياس ينعكس وجه التنافس بين الفلاسفة الحكماء وبين فن البلاغة وتحوير اللغة في البحث عن المفهوم الحقيقي للقيم والسياسة. بينما يسعى أفلاطون جاهدا إلى ترسيخ قيم الحياة الافضل التي يعتبرها السفسطائيون مجرد عناوين بلا قيمة حقيقية ويؤكدون على حكم القويّ على الضعيف واستغلال الفُرص لمنفعة الذات.

يدور الحوار مع بروثاغوراس في بيت الثري كالياس. يبدأ المشهدُ الاوّلُ بسماع هيبوقراطيس خبرَ وصولِ بروثاغوراس إلى المدينة فيسارع لإيقاظ سقراط من نومه في الصباح الباكر. ولانهما لا يستطيعان أنْ يذهبا مُبكّرا إلى بروثاغوراس يمضيان الوقتَ في باحة المنزل ذهاباً وإياباً. يسألُ سقراط الصبيَّ هيبوقراطيس: "ماذا كنتَ تريدُ أنْ تتعلمَ من بروثاغوراس؟ فيُجيبُهُ هيبوقراطيس: "أريد أنْ أتعلمَ قوة البلاغة وفن التحاور". لكنَّ سقراط يحاول أنْ يُحذّرَ هيبوقراطيس من السفسطائيين ناعتاً إياهم بِ "خازني أو مُدّخري المعارف". إنهم سيحاولون بيع معرفتهم كما يبيعُ الخضّارُ خُضرته. ولأنَّ الخضّارَ لا يعرفُ ولا يعلمُ ما إذا كانت خضرته مفيدة لمشتريها ، كذلك لا يعلمُ السفسطائيُّ ما هو مفيد أو هام  لروح طلابه. يمضي سقراطُ وهيبوقراطيس إلى منزل الثري كالياس ويجدان فيه بروثاغوراس. يسمعُ  خادمُ المنزل صوتَ الطرق على الباب فيفتحها ويصيح: "مرةً أخرى سفسطائيون؟ سيدي مشغول، إنصرفا" ثم يصفقُ البابَ في وجهيهما بقوة. لكنَّ كالياس يسمحُ لهما بالدخول فيما بعد ويجدان بروثاغوراس يترنحُ يميناً ويساراً تُحيطهُ فرقةٌ تغنّي وترقصُ. يدور الحوار بين سقراط وبين بروثاغوراس في سِجالِ لغويٍّ محتدم يكون هو المنتصر تارة ويتغلب عليه بوثاغوراس تارة اخرى. يقترحُ عليه ما يتفنن به السفسطائيون وهو تحليل الشعر فيقولُ في النهاية: "تحليلُ الأشعارِ مَثَلهُ مِثلُ عدم التحدث أثناء الوليمة لذا يحتاج المرءُ إلى الحوار". يريد سقراط أنْ يشوّشَ على ذهن بروثاغوراس من خلال تقديمه أجوبة غير مناسبة. وبذلك يضرب سقراط السفسطائيين بأسلحتهم. وهذا ما كان يريدُ أفلاطون أنْ يتوصّلَ إليه عند أستهزائه بهم. هل يستطيعُ الإنسانُ أنْ يتعلمَ فنون السياسة والفضيلة؟ هذا ما أرادَ أنْ يتعلمه الصبيُّ هيبوقراطيس من السفسطائي بروثاغوراس. يتبنّى سقراط  دورَ المعلم ويعتبرُ  السياسة والفضيلة فناً قابلاً للتعلم لانهما تجسّدان أنماطا من المعرفة والفضيلة هي المعرفة. يشرحُ ذلك من خلال نظريته حول معرفة الفضيلة مع بروثاغوراس ويقول: "مَنْ يُدركُ الصوابَ ويعملُ بمقتضاه لا يسقطُ أبداً لأنَّ الانسانَ لا يُحبُّ السقوطَ التلقائيّ". لكن في واقع الحال نحن ندرك الكثير من الامور ونعي أخطاءَها إلا أننا لا نعمل على إصلاحها. إذاً يتطلّبُ التصرّفُ الصحيحُ المعرفةَ الصحيحةَ للأمور. لكنْ مَنْ يملكُ هذه المعرفة؟ يوضّحُ سقراط بأنَّ الديمقراطية لا يمكن أنْ توصلَ الانسان إلى المعرفة أو تعلّمُهُ فنونَ السياسة الصحيحة. لكنَّ بروثاغوراس يدافعُ عن الديمقراطية ويدافعُ عنها من خلال أسطورته مع بروميثيوس وابيميثيوس وزويس والتي ذكرتها في الجزء الثالث. إنها أسطورة الديمقراطية. فما يحتاجه الناسُ من أجل الحياة السياسية قد وزّعهُ عليهم الإله زويس بالتساوي. بمعنى آخر، ما تحتاجهُ السياسةُ متوفرٌ لدى الجميع. لذلك أصبحت السياسة للجميع وليس للمختصين بها. الفضيلةُ إذاً أمرٌ قابلٌ للتعلّم وهي تبدأ من المنزل وتربية الاطفال على الامور الصائبة والخاطئة. ثم يستمرُ هذا التعلّم في المدرسة ومِن ثمَّ ينتقل الانسان إلى الحياة العامة، إلى المدينة. التربية المنزلية قبل التربية العامة ... هذا ما سوف يؤكد عليه ارسطوطيليس في مخطوطاته. لكنَّ بروثاغوراس يؤكّدُ على أنْ ليس كل من يتقن العزف على آلة موسيقية هو موسيقار ناجح. اللعب على الآلة الموسيقية يتطلب بجانب التعلّم الممارسة المستمرة والموهبة.

يتناول الحوار الاخر مع غورغياس في امور غاية في الجدية مع سقراط. يتحاوران بهدوء عن فنون الحديث ومسؤولية المتحاور، عن العدالة والانتفاع، عن مصير العادل ونجاح الظالم. هنا تبدأ أم المعارك الفلسفية بين السفسطائيين وأفلاطون. يبدأ الحوارُ بطرح السؤال الآتي: "ما هي السلطة؟ وأين تكمن المسؤولية في الالقاء؟" يجيب غورغياس: "كل أمرِ مفيد ننجزهُ في حياتنا ـ مهما صَغُرَ ـ إنّما يخلقه الحديث. مَنْ يُتقنُ فنَّ الحديث يصل إلى السلطة ويُصبحُ حرّاً أو يستطيعُ أنْ يحكمَ الآخرين". لا تُعجبُ سقراط هذه النظرة تجاه الإلقاء وينبّهُ غورغياس إلى أنَّ "فن الالقاء يكمنُ في المعرفة لأنَّ المتحدثَ لا يستطيعُ أنْ يَحلَّ محلَّ الطبيب أو الاخصائي. إذاً هناك فرق بين فن الالقاء الذي يجعلنا نعتقد او نصدق في إمر معين وبين فن الحديث الذي يكون مبنيا على المعرفة". غورغياس يعارض ما يقوله سقراط ويضيف: "لا ينفع الطبيب أنْ يكونَ مجرّد طبيبِ يكتبُ وصفة طبية للمريض بل عليه أنْ يُقنعَ المريضَ بتناول الدواء. ولولا فن الالقاء في الخطاب والمشورة التي أعطاها ثميستوقليس للقائد بريكليس بخصوص بناءِ سورٍ حول مدينة أثينا لحمايتها من الاعداء، لما كانت هناك أثينا. فنُ الحديثِ مُحايدٌ في جوهره. مَنْ يُعلّمهُ لتلاميذه لا يتحملُ المسؤولية مستقبلاً إذا استعمله هؤلاء التلاميذ بشكلٍ خاطئ. إذاً الالقاء هو نوع من التقنية لذا فهو محايد". يحاول سقراط أنْ يثبتَ عكس هذا الطرف فيسأل غورغياس: "هل تستطيع أنْ تُعلّمَ العدالة؟ لأنَّ مَنْ يتعلم العدالة هو عادل". فيجيب غورغياس: "نعم أستطيع". يقع غورغياس في فخ سقراط الذي يجيبه بشدة: "غير ممكن. إذ انك قد ذكرت قبل قليل بان فن الحديث هو أمر حيادي. فمن غير المعقول أن يستعملَ مَنْ تعلّمَ العدالةَ فنَّ الحديث في التحدث عن الظلم. فإنَّ مَنْ يعرف الامر الصحيح يتقن إستخدامه". يتفّقُ غورغياس مع طرح سقراط لكنه يصرُّ على القول: "مَنْ منّا يعلم المعرفة ويضمنُ أنْ يستعملها الجميعُ بالشكل المطلوب؟ ومَن ذا الذي يستطيع القول عن نفسه أنه لم يتصرف يوما في أمر ما بلا معرفة؟". ينبري طالبُ غورغياس المجتهدُ بولوس للدفاع عن أستاذه ويستعمل الالقاء كأداة للسلطة ويعتبرُ القتلَ والسرقةَ والنفيَ من وسائل السياسي المتحدث. ولانه متحدث وملقن يستطيع أنْ يستغلَّ كلَّ وسائل السلطة وباية طريقة كانت. يعارضه سقراط فيما يخص السلطة فيقول: " تكونُ السلطةُ سلطةً حقيقيةً عندما تتفق تماما مع العقل والمغزى (Ethos). عندما تقومُ السلطة على أساليب قمعية فأنها لن تكون سلطة حقيقية. إنها قد " تبدو" لنا جيدة لان من يطمح إليها لا يملك معرفة ما هو جيد. فمَنْ يعاني الظلم لا ريبَ أفضلُ ممن يمارسهُ ومَنْ يُعاقَبُ هو أعلمُ ممن لا يُعاقب". يحاول سقراط من هذا المنطق أن يدافع عن وجهة نظر الفلاسفة ضد نظرة السفسطائيين الذين يربطون النجاح بالتسلط والسلطة بينما يهتم الفلاسفة بالروح في الدرجة الاولى. الروحُ هي التي تنفع أو تضرُّ نفسها. والعقاب هو الذي يجعل الروح تدرك الصواب وتعمل على اصلاح نفسها.

يستمر الحوار ويتدخل فيه كاليكليس سائلا سقراط : "هل أنتَ تعي واقعا ما تقول؟ إذا كان الأمرُ كذلك لأصبحت كلَّ حياتنا البشرية مقلوبة رأساً على عقب." يدافع كاليكليس عن وجهة نظره السفسطائية باستخدامه الفرق بين الطبيعة والقانون فيقولُ: "حسب القانون إنَّ مَنْ يقترف الظلم فهذا أمرٌ سيءٌ. أما حسب نظرة الطبيعة إنَّ منْ يعاني الظلم فهذا الأمر يُعدُّ أكثر سوءاً . القانون هو اكتشاف الضعفاء لان مكتشفيه ارادوا ان يقاوموا المخلوقات القوية التي خلفتها الطبيعة قوية ومقاومة. الاقوياء يأخذون بالقوة ما يريدون، أما الضعفاء فهم يكتفون بما يتبقى لهم في الطبيعة. الخلق والقانون يولدان من رحم الضعف والعجز". قانون الطبيعة يطغى في وعي السفسطائيين كحق القوي على الضعيف. وهذا الحق ينطبقُ على كل المخلوقات البشرية والحيوانات والبلدان أيضاً. لكنَّ سقراط ينفي ما قاله كاليكليس ويقول: "كيف إذاً يستطيعُ العبيدُ الضعفاء أنْ ينقضّوا على سيدهم القوي؟". بدلا من حق القوي الجسدي يحوّلُ سقراط حق القوي إلى فطنة. ويستذكر ما قاله هيراقليط :"التفوق هو ناتج عن الفطنة وليس عن القوة الاكبر قياسا وحجما". يدافع كاليكلس عن نظرته فيقول: "إني أقصدُ إستخدام حقّ القويِّ في السياسية فقط. الرجل العظيمُ لا يريدُ ملابسَ وأحذيةً أكثرَ من الآخرين إنما يُريد سلطة أكثرَ من الباقين. من خلال هذه السلطة يستطيع أنْ يحقق اطماعه ويعيشها. السعادةُ تكمنُ في تكثير وتكبير الاطماع. الحياة المليئة باطماع كبيرة تقودنا إلى الطغيان وحكم الطاغي الذي يستطيع أنْ يفعلَ ما يشاءُ بباقي البشر والبيئة.   

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org