مقالات

الوجه الحضاري للبيئة

 

يوسف خليل الفضل

توطئة:

عالم اليوم تؤرقه العديد من المشاكل. وبالرغم من التقدم المادي والعلمي والأقتصادي الذي تحقق خلال القرون الماضية فان البشرية تعاني من أزمات حادة. وتتمثل هذه الأزمات حتى في توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة لنسبة كبيرة من البشر والمتمثلة في توفر الغذاء والماء والسكن والهواء النقي بالأضافة الى شيوع العنف العقائدي والفكري والسياسي وتهديد اسلحة الدمار الشامل.

حينما ننظر بعمق لجذور هذه المشاكل المعاصرة نجد الأنسان وراءها ! فاسلحة الدمار الشامل من صنع الأنسان وازمة الطاقة وتلوث الهواء والماء وفقدان العدل وسوء توزيع الموارد واختفاء الغابات وارتفاع درجة حرارة الأرض من صنع الأنسان. ان الكائنات الحية مهددة برمتها.

لماذا هذا الأنفلات والفساد في الأرض؟ ان الحضارة التي ينتمي اليها الأنسان الفاعل لهذه المفاسد هي السبب وراء هذا الوضع الخطير. والحضارة الغربية هي المسؤلة عن كل ما يحدث في عالمنا المعاصر. فهي التي تحدد معظم توجهات العالم واحداثه. والأنسان يبحث حاليأ عن بديل حضاري مقبول يحقق اهدافه في حياة كريمة ويبعد شبح هذه الأزمات ويصلح ما فسد.

واعتقد ان الحضارة الأسلامية تملك كل المقومات اللازمة لتحقيق حياة كريمة والأصلاح على مستوى اقليمي او عالمي وسواء كانت الشعوب تدين بالأسلام ام لا ! نعم ان مدى تأثير الحضارة سيختلف بين شعب مسلم وغير مسلم اذا تساوت المتغيرات الأخرى – ثقافية وادارية وتربوية وتقنية واقتصادية.

ان اسلوب طرح المفاهيم الأسلامية الحضارية ينبغي ان يرقى الى مستوى حضاري تنافسي. فالحضارة لا يمكن فرضها بالعنف وقوة السلاح.

أقول ان هناك كم هائل من الركام مع التراث الذي توارثته الأجيال وتتبناه بحرارة ! هذا الركام الذي لا يمت للأسلام بصلة بل يسئ للحضارة الأسلامية والحياة وحتى وجودها الحضاري. العنف الذي نشاهده في التعامل مع الفكر والعقائد مثل صارخ على هذا الأنحراف ! ولكن هذا التوجه له منظرون ومؤسسات تحت يافطات اسلامية ! وتبني او تشجيع أنشطة تستهلك طاقات وموارد كبيرة تحت يافطات اسلامية ومذهبية ولكنها لا تخدم المسلمين بل تضرهم وتكرس تخلفهم.

لذا انبرى الأمام الصادق ع الى من يفتري او يشط بتفكيره عرض ما ينقل على القرآن فان خالفه فيضرب به عرض الحائط .

 مقدمة:

ما هي البيئة؟ ان البيئة في كوكب الأرض هو المحيط الذي يشمل كل المواد اللاحية abiotic   والمواد الحية biotic . وهذا يشمل الماء والتربة والغلاف الجوي والأشعة التي تصل الى الأرض وكل الأحياء سواء كانت نباتات او حيوانات او حشرات او احياء مجهرية.

 والبيئة ليست ثابتة بل تتغير مع الزمن بسبب مؤثرات خارجية كارتطام نيازك بالأرض او حصول تغير بنشاط الشمس مما يؤدي الى ارتفاع او ضمور درجة الحرارة الوافدة للأرض بالأضافة الى اسباب يمكن الأصطلاح عليها بالداخلية كحدوث براكين او تغير ميلان محور الأرض بين فترة وأخرى مما يسبب عصور جليدية في الأرض.

 اما البيئة الحية فانها تعتمد وتتفاعل مع البيئة اللاحية بدرجة كبيرة وان دخول الأنسان فيها كعنصر جديد ومؤثر أخل في توازنها بشكل عام ! حيث تسبب في حدوث خلل في الغلاف الجوي وضمور طبقة الأوزون في بعض طبقات الجو العليا وزيادة الغازات الحابسة للحرارة مثل ثاني أوكسيد الكاربون وفقدان اكثر من نصف الغابات التي كانت موجودة وتهديد العديد من الأحياء النباتية والحيوانية وتغير وتائر سقوط الأمطار والرياح والتيارات المائية البحرية والتي يتنبأ العلماء ان تؤدي الى حدوث تغييرات كبيرة مثل التصحر وارتفاع مستوى مياه البحار وحصول فيضانات واعاصير مدمرة.

 ان نشاط الأنسان كان ورائه اسباب عديدة. ومن تلك الأسباب زيادة النمو السكاني والثورة الصناعية والتقدم العلمي . ولكن السبب الرئيس وراء ذلك النشاط غير المنضبط للأنسان هو تصوره بانه السيد المطلق واهتمامه بتحقيق ارباح عالية وعدم وجود وازع اخلاقي في الحفاظ على البيئة سواء كانت حية او غير حية.

ولعل من الأنصاف والموضوعية اعطاء نشاط الأنسان الغربي الحديث ايجابيات عديدة منها حل مشاكل كبيرة كانت تواجه البشر كالنمو السكاني الكبير والذي حصل خلال القرنين الماضيين مما حدى بمالثوص بالتنبؤ بحدوث مجاعة بسبب ملاحظته ان النمو السكاني يتبع متوالية هندسية بينما النمو الزراعي يتبع متوالية حسابية خلال الفترة التي عاصرها. لقد استطاع الأنسان الغربي الحديث بتطوير الأنتاج الزراعي مما فاق النمو السكاني ! كان هذا النجاح المؤقت بفضل استخدام المكننة في الزراعة واستعمال الأسمدة الصناعية والمبيدات الحشرية واستخدام وتطوير سلالات من البذور ذات انتاجية عالية.

والغذاء ليس هو المادة الوحيدة التي يحتاج لها البشر في حياتهم. فهناك الحاجة الى السكن والماء والتخلص من مياه الصرف الصحي والحاجة الى وسائل نقل حديثة وصناعات عديدة التي تعتبر اليوم اساسية للحياة المدنية كالتبريد والتدفئة والتلفزيون ووسائل الأتصال الخ كل ذلك يتطلب مواد اولية مما يضغط على الموارد الطبيعية المتاحة كالأخشاب والوقود والحديد ومعادن اخرى عديدة والتربة الصالحة للزراعة والمياه العذبة من جهة وطرح مواد غير صالحة للأستعمال صلبة وسائلة وغازية. هذه المواد قد تسببت في حدوث خلل في توازن البيئة وتؤثر سلبأ على الحياة المتعارف عليها بشكل عام.

 العناصر الجديدة الفاعلة في البيئة:

ما هي اسباب الخلل في النشاط البشري على البيئة؟

يمكن تحديد عنصران اساسيان كأسباب لهذا الخلل البيئي الحديث:

الأول: هو سلوك شريحة كبيرة من البشر بنمط خاص والذي يرتبط بنظرة الأنسان وفلسفته للحياة والكون.

والثاني: النمو السكاني المفرط والذي حدث نتيجة التقدم العلمي وتطور وسائل الوقاية والعلاج.

ولعل العنصر الاول اكبر ثقلأ على البيئة لما ينطوي عليه من تأثير على مجمل الحياة بما فيها العنصر الثاني.

هناك اتجاهان عامان لتحديد سلوك الأنسان:

 الأتجاه الأول: تقرير سيادة الأنسان على كل المخلوقات والأيمان بالحرية لحد القداسة (المرجع:(Environmental Ethics p.32 وتبني نظرية الأقتصاد الحر كوسيلة لتحقيق المصالح الشخصية والعامة في آن واحد. ولم ترى هذه النظرية تناقضأ بين المصالح الشخصية والعامة بمحصلتها النهائية. ويمثل هذا التوجه نظرية الجبهة او رجل البقر وكذلك نظرية القوارب التي نظر لها كارت هاردن حيث استعرض فيها ثلاث حالات. ((Environmental Ethics p.33-36

 الأولى افترض فيها وجود قوارب للأغنياء مريحة وتتمتع بنسبة امان عالية. اما النوع الثاني من القوارب فهي للفقراء حيث تفقد وسائل الراحة ولا تتمتع بالأمان المطلوب. وحين تتعرض قوارب الفقراء للخطر وسقط احد ركابها فيمكن لقوارب الأغنياء ان تتكرم بانقاذه ! وقد اسبعدت هذه الحالة لأنها تؤثر على راحة وسلامة زوارق الأغنياء.

الحالة الثانية: افتراض وجود نوع واحد من القوارب يتمتع فيها الجميع بنفس المزايا من اغنياء وفقراء على حد سواء ويتعرضون لنفس المخاطر. وهذه الحالة لا يمكن القبول بها من قبل الأغنياء ولا تنسجم مع متطلبات البيئة حسب رأي منظرها.

الحالة الثالثة: زوارق تخصص للأغنياء فقط وأخرى للفقراء تترك لمصيرها ! وهذه الحالة اختارها صاحب النظرية كحالة مقبولة بئيأ !

الأتجاه الثاني: يرى ان هناك خللأ في النظرة الأولى حيث يمكن ان تتوافق او تتصادم المصالح الشخصية والعامة. وقد يتطلب تدخل الدولة لمنع مثل ذلك الخلل وخلق الوعي اللازم والدوافع الذاتية للحفاظ على البيئة.

ويمثل هذا الأتجاه نظرية المركبة الفضائية الذي طرحه أدلاي ستيفنسن عام 1965 في الأمم المتحدة. تشبه النظرية كوكب الأرض كسفينة فضاء. فسفينة الفضاء محدودة الموارد من طعام وشراب وهواء وفضاء ومحدودة الأستيعاب للبشر والأحياء عمومأ. فضلأ عن قابليتها على استيعاب الفضلات المطروحة والتي يجب تدويرها من اجل ديمومة الحياة. ولذا ترى هذه النظرية وجوب تمتع ركاب السفينة بالوعي اولأ وتحمل المسؤولية ثانيأ اتجاه السفينة وركابها . فالجميع سيتأثرون في حال وجود خلل ما في بيئة السفينة الفضائية مما يستدعي العدل في توزيع الموارد وتجنب التبذير والأفساد والتخطيط لعدد الركاب.

هذا الطرح الرائع يتبناه الأسلام. فنسيج الأسلام الحضاري بكل ابعاده وتفصيلاته تقدمه اطروحته عن الحياة والتي تمثله تشريعاته وآلياتها العبادية والأقتصادية والأجتماعية والعسكرية والزراعية والتجارية والصناعية.

 أطروحة الأسلام الحضارية للبيئة:

 1-   تحرير الأنسان من القهر العقائدي والسياسي وتوفير أجواء الحرية الفكرية المناسبة للأبداع.:

 " هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره "[1]  فاطر 39

واول مقدمات الخلافة تحمل المسؤلية والحرية في الفكر والعمل والا فان مفهوم الخلافة يصبح خاويأ ولا معنى له.

" ومن كفر فلا يحزنك كفره الينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا ان الله عليم بذات الصدور "[2]  لقمان 23

 1-   1 ضمان حقوق الأنسان والمواطنة بغض النظر عن العقيدة والدين والتوجه السياسي.

وورد في نهج البلاغة ما يلي: " وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن سبعأ ضاريأ تغتنم أكلهم فانهم صنفان: اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق. "[3]

يمكن ملاحظة استعمال مصطلح الرعية وليس المسلمين في النص. وهذا يشير بوضوح ان الحضارة الأسلامية ليست مغلقة وانما تستوعب البشرية كافة.

 1 -2 اتباع منهج الحوار السلمي مع الأديان الأخرى.

 " فأن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ءأسلمتم فأن أسلموا فقد اهتدوا وأن تولوا فأنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد"[4]

" قل يأهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئأ ولا يتخذ بعضنا أربابأ من دون الله "[5]  آل عمران 64 

 1 -3 اتباع منهج الحوار المنطقي مع جميع الأفكار والعقائد وبدون استثناء.

" قل يأيها الكافرون لا أعبدوا ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين " [6]  الكافرون 1-6 

" من كفر فعليه كفره "[7]  الروم 44 

 1 -4 اقرار ولاية المواطنين على انفسهم والذي يتمثل بمصطلح الديمقراطية السياسية. ومصاديق هذا المفهوم عديدة ومن ابرزها تولي الأمام علي ع السلطة وسلوك الأئمة من بعده.

هذا المفهوم قد يشكل احد الحقول الرئيسية التي يجد المفكرون المسلمون فيه مجالأ للبحث والتنظير لما يشمل من امور حيوية كالنزاعات الكامنة والقائمة. وقد يكون من المصلحة الملحة صياغة مفاهيم تتماشى مع الفكر القرآني ومستجدات الوضع العالمي مثل مناطق النزاع التقليدية او غير التقليدية مثل اوضاع البلاد التي خسر فيها المسلمون سلطتهم السياسية او العكس كالأندلس ومناطق عديدة من العالم. اضافة الى تواجد المسلمين في العديد من المناطق التي ليس للمسلمين سلطة سياسية فيها.

 2-   ضمان توزيع الثروة بشكل عادل من خلال تحديد اساليب تملك الثروة ونموها وتدخل الدولة عند الضرورة لضمان الأمن الأجتماعي.

 " ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط "[8]

" ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم "[9]

قال الرسول ص:" الناس عيال الله واحبهم الى عياله أحبهم اليه "

ويمكن التعرض لهذا الموضوع باختصار لأهميته:

ورد في عهد الأمام على ع الى مالك الأشتر حين ولاه مصر ما يلي:

" وليكن أحب الأمور اليك أوسطها في الحق وأعمها في العدل وأجمعها لرضا الرعية فان سخط العامة يجحف برضا الخاصة وان سخط الخاصة يغفر مع رضا العامة. "[10]

 2-1 تشجيع الأستثمار في الزراعة والصناعة والتجارة من خلال تقديم الدولة مساعدات مادية وحماية قانونية مثل تقديم القروض الميسرة والمنح والأضطلاع بتنفيذ البنية التحتية مثل شق الترع والأنهار وبناء الجسور والطرق وتوفير الكهرباء.

" ثم اوصيك بالتجار وذوي الصناعات وأوص بهم خيرأ: المقيم منهم والمضطرب بماله والمترفق ببدنه فانهم مواد المنافع وأسباب المرافق وجلابها من المباعد والمطارح في برك وبحرك وسهلك وجبلك. "[11]

عن رسول ال (ص) قال: " ما من مسلم يغرس غرسأ او زرعأ فيأكل منه انسان او طير او بهيمة الا كانت له به صدقة"[12]

عن رسول الله (ص): " ان قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فان استطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها"[13]

 2-2 فرض ضرائب على الأموال التي لا يستثمرها اصحابها.

 2 -3 تحريم الربا والقمار تحريمأ قاطعأ مما يدفع أصحابها الى الأستثمار في مجالات انتاجية.

 2-4 اعتبار الثروة الطبيعية ملكأ عامأ تديره الدولة نيابة عن المجتمع.

 2-5 تحريم الأحتكار والغش.

فقد ورد في عهد الأمام علي (ع) الى مالك الأشتر ما يلي: " فامنع الأحتكار فان رسول الله (ص) منع منه. وليكن البيع بيعأ سمحأ: بموازين عدل وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع فمن قارف حكرة بعد نهيك اياه فنكل به وعاقبه في غير اسراف "[14]

 2-6 توفير الأمن والأستقرار ومنع السرقة.

 3-   معالم رئيسية للأعتناء بالبيئة:

 3-1 اعتبار الأحياء الأخرى أمم أمثالنا لها حق الحياة وان الأنسان له دور الخلافة والرعاية كما هو واضح من منظور الآيات الكريمة.

" وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير في السماء الا أمم امثالكم"[15]

عن الأمام الصادق (ع): " أفضل الصدقة ابراد الكبد الحرى ومن سقى كبدأ حرى من بهيمة او غيرها أظله الله عز وجل يوم لا ظل الا ظله"[16]

عن رسول الله (ص) قال: " عذبت امرأة في هر ربطته حتى مات ولم ترسله فيأكل من حشائش الأرض فوجبت لها النار بذلك"[17]

 3-2 منع التبذير والأسراف بالموارد الطبيعية مثل الماء والطاقة وكل المواد من غذاء وخشب ومعادن وثروة.

 " وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا. ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا"[18]  الأسراء 27

" يابني ءادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين"[19]  الأعراف 31

" وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفأ أكله والزيتون والرمان متشابهأ وغير متشابه كلوا من ثمره اذا أثمر وءاتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين"[20]  الأنعام 141

 3-3 منع الفساد في الأرض كالصيد من أجل المتعة ومن دون حاجة والصيد المفرط للحيوانات البحرية وقطع الأشجار المفرط او قتل البشر من أجل الأستيلاء على اراضيهم الغنية بالثروات الطبيعية.

 "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون "[21]  الروم 41

هذه اشارة واضحة لنتائج الفساد الذي يمكن ان يقوم به البشر ولما نراه اليوم من خلل في البيئة والآثار الوخيمة على الأنسان والحياة.

. " واذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد"[22]  البقرة 105

" ولا تفسدوا الأرض بعد اصلاحها "[23]  الأعراف 56

" كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين "[24]  البقرة 60

 3-4 علاج حالة النمو السكاني المفرط.

وروي عن الرسول (ص) أنه قال: " تناكحوا تكاثروا فأني اباهي بكم الأمم يوم القيامة حتى بالسقط".[25]

هذا الحديث يشير الى الضروف الموضوعية التي كانت سائدة في وقتها. حيث كان عدد قليل من المواليد يكتب لهم الحياة وضرورة انجاب اطفال لجبر هذا الخلل.

. " قلة العيال أحد اليسارين" والتي رويت عن الرسول (ص) والأمام علي (ع)[26]

يشير هذا الحديث الى نقيض الحديث السابق. فالنمو السكاني المفرط تكون له آثار اقتصادية ومستوى الخدمات للعائلة والمجتمع. فتوفير فرص عمل وخدمات لخمسة ملايين من البشر ليست كالتي يجب تقديمها لثلاثين مليون نسمة ! ويمكن سحب هذا المفهوم على العائلة.

 3-5 التعامل مع الفضلات والنفايات بمسؤلية..

 آلية تطبيق نظرية الحضارة الأسلامية:

 

1-   الثقافة:

 ان الوعي البيئي هو نتاج ثقافي حضاري ينبغي على المؤسسات الثقافية رسمية ومدنية الأضطلاع به:

 1 -1 المؤسسات التعليمية – مدارس وجامعات

1-2 مؤسسات النشر والتلفزة والراديو.

1 -3 مؤسسات دينية.

1 -4 العائلة.

 2       - دور الدولة:

 ان للدولة دور اساسي في حماية البيئة واصلاح ما فسد منها من خلال اذرعها التشريعية والتخطيطية والتنفيذية:

 " وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم "[27]

ولذا قال الرسول (ص): " اللهم لا تفارق بيننا وبين الخبز كي نستطيع ان نعبدك "

2 -1 تشريعات الدولة ومؤسساتها الصناعية والزراعية والتجارية والصحية والخدمية.

2       -2 أجهزة تنفيذية بجانبيها التحفيزي والجزائي.

2 -3 التخطيط لجميع مجالات الحياة:

          2-3-1 النمو السكاني

          2-3-2 توفير فرص عمل

          2-3-3 توفير الخدمات

          2-3-4 النمو الأقتصادي المستدام

 خاتمة:

قد يصعب تسويق مفهوم الأسلام للبيئة من دون مصاديق على المستويين الفردي والأجتماعي. وهذه الصعوبة يمكن ان تواجه في اقناع المسلمين بضرورة التمسك بالتوجهات والتشريعات الأسلامية فضلأ عن غير المسلمين.

لذا يمكن اقتراح لتطبيق المفاهيم والتشريعات الأسلامية على مستوى مجتمع نموذج كاحدى المحافظات مثلأ والتي قد تشكل حجر الأساس في تسويق مفهوم الأسلام للبيئة. ولكن ذلك لا يمكن تحقيقه اذا لم تتظافر جهود الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني وخاصة الدينية منها لتحقيق هذا الهدف الجليل.

ولكن ذلك سيحتاج الى كوادر تعي المسؤلية التأريخية وتملك المؤهلات اللازمة للعملية التي تتصدى لها.

وستحتاج هذه التجربة الى وقت من اجل تحقيق التغيير المطلوب في البنية الثقافية والأجتماعية والأقتصادية . وان ذلك سيطال جميع اجهزة الأعلام والثقافة والأقتصاد والأدارة في المجتمع.

هل يمكن تحقيق مثل هذا المشروع ؟ او سنعيش حالة التنظير فحسب وتسير الأمور كما يخطط لها من قبل القوى الفاعلة في العالم المعاصر ؟!

 --------------------

المراجع التي تم الأطلاع عليها:

 المراجع العربية:

 1-   القرآن الكريم

2-   نهج البلاغة

3-   اقتصادنا للسيد محمد باقر الصدر

4-   تحف العقول

5-   ميزان الحكمة

6-   البيئة بين الحضارة الغربية والأسلام – يوسف الفضل-2004

 ----------------------------

المراجع الأنجليزية:

1- Healing the Planet – Paul Ehrlich & Anne Ehrlich

2- The Population Explosion - Paul Ehrlich & Anne Ehrlich

3- Environmental Science – Daniel D. Chiras 1997

4- Laboratory Earth – Stephen H. Shneider 1992

5- State of the World – World Watch Institute

6- Environmental Ethics – K. S. Shreder-Frechette 1998

7- The Limits to Growth (Extract) – The Club of Rome 1972

8- Iraqi ministry of Planning and Statistics

9- The Global Ecology Handbook, Edited by Walter H. Corson 1990

-----------------------------

[1] فاطر: 39

[2] لقمان:23

[3] 94 - 93 : البلاغة نهج

[4] آل عمران: 20

[5] ال عمران: 64

[6] الكافرون: 1-6

[7] الروم: 44

[8]المائدة: 8

[9] النساء:135

[10] 96: البلاغة نهج

[11] 101 : البلاغة نهج

[12] ميزان الحكمة: ج 4: ص 213

[13] ميزان الحكمة: ج 5: ص 22

98 111- نهج البلاغة: ص 110

[15] الأنعام: 38

[16] ميزان الحكمة: ج 4: ص 490

[17] ميزان الحكمة: ج 2: ص 559

[18] الأسراء: 26-27

[19] الأعراف:31

[20] الأنعام: 141

[21] الروم: 41

[22] البقرة:205

[23] الأعراف: 56

[24] البقرة: 60

[25]271 ص:4ج : ميزان الحكمة

[26] تحف العقول: ص 79

[27] العنكبوت: 60

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org