مقالات

ذلت فأهينت فكان مصيرها الانتحار!!

 

الاعلامي / ماجد ايليا – دهوك

كثيرة هي العادات والتقاليد التي فرض البعض منها على ابناء مجتمعنا، فمنها كانت منصفة بحق مجتمعنا ومنها من اجحف بحق هذا المجتمع التواق الى التطور ورؤية الامل والعمل للوصول الى مستقبل مشرق.

وموضوعي اليوم هو من احد الافات التي كانت ومازالت تضرب ابناء مجتمعنا الذي نامل دائما للوصول الى بر الامان والتطور والتماشي مع عصر الابداع، ولكن تقف امام كل هذه الامنيات افة باتت اقدم من القدم(ولا اقصد كل العادات والتقاليد انما فقط انوه للتقاليد والعادات التي من شانها تقييد المجتمع)، الا وهي العادات والتقاليد.. هذه العادات والتقاليد التي ورثناها ابا عن جد بغض النظر سواء كانت حسنة او ضارة، فبالامس كان ابناء مجتمعنا الشرقي متمسك بالعديد من تلك العادات والتقاليد وتحت حجة العيب والحياء والخجل وكلام الناس ووو غيرها من المبررات التي وبرايي الشخصي ارجعت عجلة تقدمنا ولحاقنا بباقي المجتمعات الى عصر الجاهلية ونحن في القرن الواحد والعشرين، وللوقوف على بعض تلك العادات والتقاليد والتي كما ذكرنا اعلاه ان البعض منها قد ارجعتنا الى الخلف، والتي وللاسف مازالت تلاحقنا وتبطش بنا الى يومنا هذا، وكالمعتاد فالضحية هي الانثى التي يراها البعض بالضعيفة عكس ما يراه المبدعين والمثقفين من ابناء المجتمعات المتحضرة.

لقد عانت الانثى ولعدة قرون من هذه الافة التي فتكت بالحضارة والبشرية(بعض العادات والتقاليد) والتي خلفت العديد من المعانات داخل الاسر والمجتمع، منها حرمان الفتيات من ممارسة الحب النضيف، واختيار الشخص المناسب لمستقبلها، كذلك فرض في اغلب الاحيان ابن العم عليها بحجة انها العادات والتقاليد، ناهيك عن اختلاطها بالمجتمع المتحضر وممارسة حقها الشرعي في برمجة حياتها اولا كانسانة وثانيا كحرة، فنرى العديد من الفتيات وللاسف ينساقون وراء فكرة وتنفيذ الانتحار ومعظمها ان لم تكن كلها بسبب العادات والتقاليد التي فرضت عليها لا لشيئ سوى انها انثى، فلماذا يا ترى؟

كلنا يعلم ان الفتاة كانت تباع وتشترى في العصور الجاهلية القديمة وكانت تدفن وهي حية ولكن يا عضماء المجتمع ومربي بعض العادات، لقد ولا ذلك العصر البغيت واتى عصر التطور والازدهار واحترام الحريات والوعي واحترام الانسانية فهل تريدون ان تعودوا بنا الى الماضي؟ والذي انتم نادمون اصلا على تفاصيله؟

لقد ذاقت الانثى الامرين: مرارة تطبيق رغبة عادات وتقاليد اهلها، ومرارة التضحية من اجل حريتها كبشر وانسانة مستقلة ولها راي، فماذا كانت لتفعل من التخلص من كل هذا العذاب الذي مازال يلاحقها، اما تراها هاربة الى المجهول واما منجرة خلف دهاليز فكرة وتنفيذ الانتحار، كما حصل ومازال يحصل داخل مجتمعنا اليوم هروب العديد من الفتيات الى اقدارهم المجهولة من جراء تنفيذ حكم العادات والتقاليد بحقها من قبل اهلها، واقدام عدد اخر ليس بالقليل الى فكرة الانتحار بمختلف الوسائل.. وكل هذا من اجل ماذا يا ترى؟؟ هل من اجل سمعة العائلة؟ ام رغبة الاهل لاستملاك انثتهم؟؟ ام حبا للتخلف والعودة الى الماضي؟؟

فعجبي كل العجب بتلك المفاهيم التي يفكرون بها بعض الاهالي الذين اعتقدوا ومازالوا بانهم يحمون عرضهم ومكانتهم دون التفكير بابنتهم ان كانت مرتاحة وسعيدة مع القدر الذي اختاروه لها ام لا!!! مفضلين تطبيق بعض العادات والتقاليد اسوة باقرانهم الذين يفكرون مثلهم في استعباد البشرية تحت حجج الدين والعقيدة والـــــــــــ: عادات والتقاليد.

وبين هذا وذاك، يبقى حظ تلك الانثى معلق بين الصالح والطالح على امل ان ترى نور الحرية ذات يوم.. ومازال العديد منهن معلقات ومهانات وذليلات .. ومفضلات فكرة الانتحار على العيش تحت ظل بعض العادات والتقاليد المتخلفة.
 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org