مقالات

اطفال عراق النفط .. يعيشون على اكوام القمامة (المزابل)

 

بقلم معتز الراوي

من منا لا يعرف أن العراق هو البلد الثاني لامتلاكه اكبر احتياطي العالم من النفط ويعد من المصادر الرئيسية للعالم وانة يمتلك ميزانية عالية جدا من الأموال النفطية

ولو قلنا أن العراق في السابق كان أكثر ميزانية الدولة تصرف على الأمور العسكرية ولكن ماذا بعد الاحتلال ومرور7 سبع سنوات وفتح الحصار على تصدير النفط أين الأموال التي صدر العراق النفط منها وأين أموال البنوك التي سيطرت عليها الأحزاب والأمريكان أثناء احتلال العراق لاتهمنا أمر النفط الآن لان النفط له أصحابه من السراق ولكن الموضوع الذي أريد طرحه ما هو حال أطفال العراق الفقراء والأيتام والمشردين أو ما يسمون الآن أطفال الشوارع أو أطفال القمامة أو أطفال النفايات

كل يوم بعد الاحتلال توجد صور وأفلام ومسلسلات ومسرحيات يمكن أن تكون كتب أو مقالات لا يمكن أن تنفذ عن قصص أطفال العراق الذين يعيشون وسط أكوام القمامة والذين يكونون على شكل جماعات أو ما يسمى بالكتل الجماعية كل مجموعة لها مكان معين ومساحة معينة من أماكن رمي النفايات أو رمي القمامة وحتى لهم شركاء من سواق سيارات البلديات لجمع الأوساخ

فكثير من الأطفال بعمر الزهور نراهم متجمعين ليس وسط الحدائق لجمع باقات الزهور وإنما وسط المزابل وجمع علب الألمنيوم أو البلاستيك أو الأخشاب أو أسلالك النحاس وغيرها من المواد التي يتم تجميعها ثم يتم بيعها فان كثير من هؤلاء الأطفال يكون لديهم من يرأسهم ويستولي على ما يعثرون عليه ويحلمون بالسلاسل الذهبية أو بعض الحلي أو النقود أو بالمواد التي تصلح للبيع أو الاستعمال وحتى الأكل لهم أو للحيوانات

وتصديق لهذه الحالة ما عرضته قناة الشرقية بمسلسل دار دور بطولة الفنان القدير قاسم الملاك واحد المشاهد التي يتم وضع الأموال في احد أكياس النفايات فتقوم الزوجة برمي الكيس بدون علمها ما يحتوي ويقوم الفنان قاسم الملاك بدور مظلوم بالبحث وسط القمامات ويتم عثوره على حقيبة فيها سلسلة ذهبية ويتعرض مظلوم إلى اعتداء من قبل الأطفال المتواجدين في تلك المزابل على انه اعتدى على حدود موقعهم ويتعرض للضرب من قبل هؤلاء الأطفال ويزداد حجم ظهورها يوما بعد آخر

هذه صورة حيه حقيقية عن واقع الأطفال المشردين أو أطفال النفايات وأكوام القمامة فوجوههم مسودة ومفحمة من اثأر الأوساخ وملابسهم رثة ووسخة من اثأر  الزيوت والأوساخ وأيديهم متسخة وأظافرهم طويلة تحتوي تحت طياتها كم من الجراثيم والقاذورات وهناك روائح كريهة تنبعث منها أنواع الغازات والسموم من آثار التفسخ والتعفن لبعض اللحوم من الحيوانات الميتة التي ترمى في تلك المزابل والقمامات والروائح الكريهة والدخان المتصاعد ليل نهار جراء حريق القمامة والأكياس السوداء المكدسة وهذه الأوساخ والروائح تزكم الأنوف وتؤثر على صحة الرئتين أما أقدامهم فهي حفاة عراة يدوسون على كل أنواع الأوساخ ويعبرون في المياه المتعفنة والمتصينة النتنة الآسنة ويتسلقه من أعالي القمامات كأنها جبال بحثا عما يحتاجونه هذه هي الصورة الأولى لهؤلاء الأطفال وأنهم يأكلون ما يلقونه من الأطعمة وقد تعودوا على هذا الوضع السيْ وإنهم معرضون للاوبئه والإمراض

أما الصورة الثانية التي يمكن وصفها هي السكن لهؤلاء الأطفال سكنهم عبارة عن صفائح التنك للدهون والزيوت والأخشاب والطين وفرشهم عبارة عن بعض الكارتون الفارغة للاجهزه الكهربائية واونيهم مما يحصلون عليها من المزابل طبعا بدون كهرباء ولا حمامات أو تواليت ولإماء حياتهم كلها مرارة وفقر وأمراض و غطائهم كل ما يعثرون عليه من بطانيات أو قطع من الإسفنج التالف واحتمال كبير فيه أنواع الأمراض ويستخدمون العصي المعدنية ذات الرأس المعقوف للبحث بين القمامة

يفرح الأطفال عند عثورهم على قطع كهربائية أو قطع أثرية قديمة يتم تلميعا إما بيعها أو الاحتفاظ بها في كوخهم الصغير شغلهم الشاغل هو العثور على شيء ثمين لبيعة ويفرحون عند عثورهم على بعض الملابس أو أشياء أخرى ويتقاسمون ما يعثرون عليه ويعتبر جامعوا هذه القمامة إن هذه المهنة هي الوحيدة التي تعيلهم ونخرجهم من الفقر المدقع الذي يعيشونه

أما الصورة الثالثة التي يمكن أن نصفها عنهم هي الحالة الصحية لهؤلاء الأطفال لأنهم باتوا يتعايشون مع هذا الوسط البيئي الملوث من كثرة الأوساخ والغازات والسموم التي أثرت تأثير مباشر على الجهاز التنفيس والرئتين لهؤلاء الأطفال والمراهقين ومن كلا الجنسين فهم بصابون بالأمراض وتنتشر العدوى بينهم فهم محرومون من الهواء النقي لان كثرة الغازات المنتشرة من القمامات وحرق النفايات والروائح الكريهة لها تأثير مباشر على هؤلاء الأطفال ووجود الذباب والبعوض قي تلك القمامات يعرض الأطفال الصغار والمراهقين للإصابة بالكوليرا والسل وبالالتهاب المعوي الفيروسي وبعض الأمراض الخطيرة الأخرى مثل الأمراض الجلدية والجرب وهناك أمراض تعرض لها أطفالنا لم يستطيع الأطباء تشخيصها، وان سبب هذه الأمراض عدم توفر الخدمات الصحية إضافة إلى البيئة الملوثة تماما بسبب هذه النفايات التي تقوم الجهات المشرفة على عمليات الطمر تكون في اغلب الأحيان غير صحيحة وقانونية

أما الصورة الرابعة والخطرة جدا هي الفقر والتشرد والاعتداء الجسدي والاغتصاب

هناك عوائل تعيش في وسط المزابل في محافظات العراق كافة  مناطق المعامل التي تنبعث منها الغازات السامة والفضلات المميتة حتى حيث تلاحظ على جانبي الطريق (السياحي) تلال من الزبال توحي للناظر البعيد بأنها منطقة قد انتهت بها معركة حامية الوطيس قبل لحظات بسبب رائحة الموت المنبعثة من المكان

ففي كل محافظة من محافظات العراق وفي مناطق المزابل التي ترمي البلدية نفاياتها فيها هناك مايقارب الف عائلة وعائلة تقطن تلك الأماكن العشوائية

وفي تلك الأماكن تتكون الفضلات الصلبة من خليط من عدة مواد بعضها بقايا المنتجات الزراعية والوجبات الغذائية، والبعض الآخر يتألف من البلاستك، الورق، الزجاج، المعادن وغير ذلك

يعيش في منطقة القمامات والمزابل عدد  كبير من العوائل الفقيرة باخواخ وخيم صغيرة وبسبب الغلاء المعيشي والبطالة والقتل والتهجير الخطف والسلب تكونت هناك جماعات كبيرة من العوائل معتمدة على معيشتها على تلك القمامات وبسبب عدم وجود وسائل الراحة والثقافة وعدم إرسال الأطفال إلى المدارس والفقر الكبير يجعل الأطفال يتعاطون التدخين والمخدرات والاعتداء الجسدي والجنسي لبعض الأطفال الذين ليس لهم عوائل وكلهم يحلمون بالسعادة والسكن الجيد الصحي والمناخ النظيف  وبوجود المستشفيات والمدارس والأسواق والبيوت النظيفة الصحية والماء والكهرباء والطرق الواسعة والأماكن المفتوحة والحدائق

ولكن لماذا لا يكون هذا الحلم حقيقة والعراق يعد من البلدان الغنية جدا بالزراعة والصناعة والتجارة والسياحة الأثرية والدينية والبيئة المائية والثروة الحيوانية والثروة النفطية التي تعتبر هي العمود الفقري  وعصب الدولة العراقية بالاقتصاد المالي ناهيك عما كان هناك من الأعمار والبناء قبل الاحتلال فأين تلك الأموال وأين الأعمار وأين التعليم المجاني وغيرها وغيرها من الأمور الخدمية فيجب على الحكومة العراقية إذا تعتبر نفسها اليوم هي المسئولة عن الشعب ومن ضمنه هؤلاء الأطفال الصغار والمراهقين والنساء وعوائلهم الفقيرة  النظر في أمورهم وتحسين وضعهم السكني والصحي والمعاشي والاجتماعي والعلمي وتشغيل العاطلين عن العمل وتوزيع الرواتب في الرعاية الاجتماعية واعادة الأطفال إلى المدارس وتوفير الماء والكهرباء وهذا ابسط أنواع حقوق الشعب العراقي صاحب النفط بالاسم فقط 

أليس هذه هي الحقيقة اعذرونا                            

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org