هل الانترنيت سلاح ذو حدين؟

 

أستطلاع: حسن المعموري

بنت الرافدين / بابل

من بين الامور التي تميز بها عصرنا الحديث عن باقي العصور الاخرى وجود الانترنت الذي احدث نقلة كبيرة في حياتنا المعاصرة اذ استطعنا من خلال جهاز الكومبيوتر العجيب والانترنت بان نرى العالم وكانه قرية صغيرة اذ تذللت به الصعاب وتحولت المعضلات الى امور صغيرة يمكن معالجتها بمرور الوقت، لكن هناك من اساء فهم استعمال الانترنت وراح يوظفه ويروضه الى ما يهدر الوقت ويهدم القيم والاخلاق.

لذلك ارتأت بنت الرافدين اجراء استطلاع حول اذا ما كان الانترنت سلاح ذو حدين، فكانت وقفتنا الاولى مع السيد رائد نصر عويد(مهندس الكترونيات 45 سنة ) الذي حدثنا قائلا : كثيرا ما كنا نسمع عن الانترنت واهميته بالنسبة للحياة المعاصرة حيث انه حول العالم الى قرية صغيرة كما يقال ونحن على وجه الخصوص في العراق قد حرمنا طوال حكم النظام البائد من هذه الخدمة الضرورية وبعد ان تنفسنا عصر الحرية الذي اعقب عصر العزلة الفكرية الذي فرضه علينا النظام السابق اخذ اليوم والبعض منهم يفهم استخدام الانترنت فهما مغايرا لاستخدامه الحقيقي الذي يخدم البشرية ولايهدم الاخلاق فكما هو معروف ان الانترنت ذو استخدام مزدوج فيه السيء وفيه الجيد كما في كل مكان لكن يبقى العائق في عملية التنقية وتلقي المعلومات على شخصية الفرد نفسه .

واضاف الاخ ماجد سعد الاعرجي(استاذ الاجتماع 35 سنة ) قائلا : انا سعيد جدا بهذه الخدمة التي ليس لها مثيل والتي من شانها ان تجعلنا في مصاف الدول الكبرى المتقدمة تكنلوجيا فكثيرا ما دخل الحاسوب والانترنت في كل مجالات الحياة والوظائف المختلفة من باب انه يقدم المعلومات بصورة سريعة وتقنية عالية اما بخصوص الخروقات التي تحصل من قبل بعض الاشخاص والمتمثلة بتصفح المواقع الاباحية فهي مستوحاة من شخصية المتصفح وتتبع تربيته ولا يستطيع احد برأيي ان يحد من هذه الحالة كائن من يكون الا ضمير الفرد نفسه والتزامه بتربيته وتقاليده الاصيلة التي تربى عليها في بلده .

توجهنا الى احد مقاهي الانترنت وطرحنا على صاحب المقهى(ع.م.ع 30 سنة ) وقد تحفظ عن ذكر اسمه لاسباب امنية سؤالا عن الاجراءات المتبعة داخل المقهى التي تمنع من تصفح المواقع الاباحية فاجابنا مشكورا :

في الحقيقة اكون كاذبا لو قلت انه هناك اجراءات صارمة ورادعة بشكل قاطع لانه نحن اصحاب المقاهي بواقع الحال لانستطيع الوقوف على راس المتصفح لانه يعد اعتداء على الحرية الشخصية للمتصفح والتي تتمثل برأيه بهذا المكان فعندما يدخل على المواقع الغير مسموح بها يكون دخوله فرديا محصورا وليس جماعي ونحن في اغلب الاحيان نكتفي بوضع لافتة مكتوب عليها عبارة (ممنوع تصفح المواقع الاباحية ) لكن هذا لا يعد اجراء قانوني واضح لاننا ليس جهة تنفذ القانون او شرطة فضمير الشخص هو الذي يقوده نحو الالتزام وليس القوة .

وفي هذا المقهى كان لنا هذا اللقاء مع المتصفح المهندس سامر عباس 40 سنة ) سألناه عن طريقة ما يمكن خلالها السيطرة على عدم تصفح هذه المواقع غير المرغوب بها فأجابنا قائلا :

لا توجد طريقة تشفير لهذه المواقع ولكنها غير فعالة اذ لها تاثيرت سلبية على سرعة الاشارة ولكن بالامكان اتخاذ خطوات يقوم بها صاحب المقهى للحد من هذه الحالة منها طرد كل متصفح يعمد فتح هذه المواقع ويعمل على تركيز المرتقبة على المتصفحين من خلال نشر العيون داخل الصالات او وضع الحاسبات في صالات مفتوحة لا تفصلها الكابينات وتكون شاشة الكومبيوتر مقابلة للصالة وليس مواجهة للجدار .

جال في فكرنا سؤال هل هناك حالة نفسية معينة تكون وراء اتجاه بعض الشباب والمراهقين الى سوء اختيار مواقع الانترنيت من قبلهم فاجابنا عن سؤالنا الاستاذ في علم النفس احمد محمد سليم قائلا:

ان لكل فعل رد فعل وأن كل ممنوع مرغوب اذ انه هناك عدة جوانب نفسية تقف وراء اقدام البعض للقيام بفعل سوء استخدام الانترنيت بالصورة الصحيحة التي يرضاها الدين والمجتمع واستخدامه بصورة مشبوهة تشوه الدين وتعود على المجتمع بالشئ القبيح والذي يلوث قيم واخلاق الشباب من هذه الجوانب \"الحرمان والكبت \" ورغبة اكثر هؤلاء الشباب في الرغبة الشديدة في الاطلاع ومعرفة ما يجوز معرفته عدا اضافة الى سهولة استخدام الانترنيت التي اتاح لهم فرصة اشباع رغباتهم وتطلعاتهم وان كانت دون الصواب واضافة الى عدم وجود رقابة وقانون يحكم هذه الوسيلة الاتصالية سمعت ان في بعض الدول الاوربية يوجد ما يسمى بالبوليس الالكتروني فيا حبذا لو طبقت هذه الفكرة في بلدان الشرق. ولضعف وتصدع البناء الاسري والنفسي والديني لدى اغلب هؤلاء الشبان اثره في اندفاعهم نحو سوء اسخدام الانترنيت نحو ما يخدم بشريتهم لا حيوانيتهم وان عدم بناء جسر تفاهم بين هؤلاء الشباب وبين اسرهم هو سبب من الاسباب تدفعهم نحو فعل ما يروق لهم اذ يجب على كل اسرة متابعة ابنائها وتعليمهم وتثقيفهم بنفسها لان عدم متابعتهم يعني خروجهم الى الشارع والى الاصدقاء غير الجيدين والى هذه الوسيلة المتاحة للحصول على المعلومات التي يكونون متعطشين للحصول عليها لا سيما اذا كانو مراهقين يحصلون عليها بصورة مشوهة في هذه الحالة لا بد من الاهل اتخاذ الابناء اصدقاء لهم وتعليمهم وتقوية الجانب الديني فيهم فأنهم اذا ما ادركوا بأن فعلهم منكر فأنهم لا يقدمون عليه لان يرفضه الله وتدفعهم مخافته تعالى لتركه .

وللدين الاسلامي رأي بهذه المسألة فألتقينا بالسيد محمد الياسري احد رجال الدين اجابنا مشكورا: هذا العمل مزلة للشيطان فلا يسمح به الدين وينبغي على صاحب المقهى ان يمنع هذا الفعل بشتى الوسائل وان هذا الفعل يوجب ضعف المناعة الدينية والاخلاقية وان المسؤولية اولا وبالذات تقع على الشخص المتصفح ولكنها تقع ايضا على صاحب المقهى اذا كان بأمكانه منع ذلك وكان مقصرا في هذا الجانب لجلب مزيد من الاشخاص فهو بذلك قد يكون من المشجعين على اشاعة الفساد .

وذا كان التصفح موجبا للمعصية والمفسدة حرم مع القطع بعدم المفسدة وتهيج الشهوة المحرمة لا يصح بحرمته وان كان الترك مع عدمها مطلوبا ومرغوبا فيه.

وعلى شبابنا تنقية معلوماتهم من الانترنت فكلما كان الموقع معروفا وكما يقال الكتاب معروف من عنوانه وكلما كانت الصفحة جيدة المعلومات كان الحوار هادفا يستفيد منه العاقل وبالنهاية تعود فائدة هذا الشيء الجميل الى عقول شبابنا لتجعل منها عقولا عامرة بالعلم والمعرفة هذه العقول النبيلة التي يحتاجها وطننا لبنائه .

يبقى الضمير هو الحي القريب الذي لاينام بداخل كل فرد منا فاذا ما صلح الضمير الذي بداخلنا صلحت نفسنا واذا كان فاسدا فسد ذاتنا فهو ذلك الصامت الناطق الذي به ندرك خير الامور وشرها وبه نميز الخبيث من الطيب والجيد من السيء ولندعو الله بان يبقى ذلك الرقيب (الضمير ) حي بداخلنا ليحييا وطننا باجيال تعيد فيه نفحات البناء والاعمار وتمحو سني الظلم والطغيان .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com