طلبة بابل الجامعيين ومشاريعهم لقضاء أوقات العطلة الصيفية

 

استطلاع: لقاء الربيعي

بنت الرافدين / بابل

العطلة الصيفية هي ذلك الوقت الذي يمنح للطالب والذي يقارب الثلاثة الاشهر او اكثر بقليل بعد مرحلة من الدراسة الطويلة وخضوعه لمجموعة من الاختبارات ويكون اهمها الامتحان الاخير وكما يقال (عند الامتحان يكرم المرء او يهان) فهو الذي يحدد فشله او نجاحه في هذه السنة الدراسية. وفي فترة ما قبل بدء العطلة الصيفية يضع الطالب في خياله مشروع او مخطط يحاول من خلاله الاستفادة من ايام العطلة الصيفية. فهل يا ترى لكل طالب مخطط او مشروع يسعى له؟ ام سيلجأ إلى دوامة الكسل والضجر ويتخذ من العطلة كفراش يستريح به كما يفعل العامل بعد مضي يوم شاق ومتعب من العمل؟ أم أنه سيجعل من الوضع الامني الذي يمر به بلدنا الشماعة التي يعلق عليها سبب ضياع الكثير من فرص التقدم التي يمكن انجازها في وقت الفراغ؟ أم سيلجأ البعض الى طريق اكمال مشوارهم في الاستزادة من قربة العلم والمعرفة ويكونون بهذا السيوف التي قطعت الوقت بالعمل المفيد.

لهذا أرتاينا الالتقاء بطلبتنا الاعزاء لمعرفة خططهم وبرامجهم ومشاريعهم لتمضية اوقات العطلة الصيفية:

*كيف ستقضي اوقات العطلة الصيفية؟

يجيب الطالب.م.م (جامعة بابل_ كلية التربية الرياضية) سأتابع ممارسة هوايتي في العطلة فليس مجرد انتهاء فترة الدراسة يعني ان نطوي خبراتنا مع طي الكتاب لا فلابد من تنمية العقل على الدوام وساتعرف على عالم الرياضة اكثر عن طريق القراءة المستمرة والتدريبات واطمح للوصول الى مكانة يتشرف بها بلدي بين الاقطار في هذا المجال والرياضة هي ليست احراز الكوؤس وانما هي كذلك تربية للنفوس وصحة للجسم والعقل.

*هل للفتيات يا ترى مشاريع لقضاء اوقات العطلة الصيفية؟

تجيب الطالبة و. س..م(كلية العلوم المرحلة الرابعة) والله ان البرامج كثيرة لكن يبقى تنفيذ اي برنامج محاصر بثلاث جهات الجهة الاولى هي عادات بعض الاسر وتقاليدهم التي تقيد هدف المرأة وهواكمال دراستها الجامعية لتجلس في البيت كأي جماد (طبعا اذا تفضل الاهل ومنحوها فرصة اكمال الدراسة) ومن جهة ثانية وضع البلد غير المستقرة وجهة الثالثة هي طموحي الذي يدفعني الى الامام دائما فاين نحن من اهدافنا واين.

* هل يعني هذا لاتوجد طرق اخرى نبحث عنها لقضاء فترة العطلة ونستسلم لضياع الوقت؟

تجيب الطالبة س.م.ا(كلية الهندسة _جامعة بابل) ربما انا واحدة من الفتيات اللواتي لا يجوز لهن العمل في العطلة وممارسة هواية او عمل الذي يتطلب الخروج من البيت لكني أطمح في العطلة الى قراءة الكتب في المواضيع العامة للعلوم والمعرفة غير أني أحب الاكثار من قراءة الكتب الدينية لاننا بصراحة نحن الشباب باشد الحاجة الى الارشاد والموعظة خاصة في عصرنا هذا عصر الستلايت والفساد الخلقي فعلى الاقل استطيع تحصين نفسي وافراد عائلتي والفائدة الكبرى هو اطلاعي على واجبي الديني المطلوب مني لان الانسان موجود باحث عن الكمال وان اتعلم الكومبيوتر ذلك الجهاز العجيب الذي ينمي العقول.

وقد دخلت في حديث الاخت س. م. الطالبة ب. ر قائلة وبسخرية (يا كتب يا معرفة هي وضعية البلد تشجع والافضل الجلوس في البيت واضع يدي على خدي او اتفرج على التلفاز بدون هدف لأني متاكدة جدا بعدم تحقيقه.

وتجيبها الطالبة سهير محمد (كلية الاداب _ قسم الانكليزي) هذا الراي غير صحيح فهناك اكثر من طريقة يحقق الانسان ولو هدف صغير يشعر من خلاله بانسانيته وخاصة ان المراة يمنحها وقت الفراغ فرصة ذهبية لكي تستغل مواهبها وتزاول هوايتها التي تحبها النساء مثل الخياطة والحياكة وغيرها وتستفيد من هذا الشيء كمردود مادي وبهذا قد حققت فائدة للطرفين لها وللاخرين.

كما حدثنا الطالب ح.ك (كلية الهندسة المدنية) بصراحة لايتوقف طموح اي انسان الا اذا توقف قلبه ويجب ان يكون هو اقوى من اي ظرف فانا طالب في كلية تحتاج الى المصاريف الكثيرة لسد الحاجات وعائلتي غير قادرة على سدها فهنا يكون الاعتماد على النفس خير الوسائل ومشروعي في العطلة هو ايجاد العمل الذي يوفر لي مصاريف السنة القادمة وهذا حتى لو كلفني السفر خارج المحافظة وتبقى الاهداف والطموح هي اكبر من اي شيء.

* كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور عارف عبد العظيم استاذ الاجتماع وقد حدثنا عن وقت فراغ الشباب في العطل قائلا:

ويحتاج الشباب إلى أنواع من الأنشطة المسلية للقضاء على ذلك الفراغ. هذا هو التصور الذي يقدم لنا عن الإجازة الصيفية. ولهذا التصور دوره في المعالجة. فهل الإجازة فراغ طويل؟ وهل نريد القضاء على ذلك الفراغ؟ ان وقت الإجازة يشكل نسبة من أعمارنا وهي ليست رخيصة عندنا لنقضي عليها. إن تحديد المشكلة ينبغي أن يوضع في تصور آخر يجعلنا نحس ان هذه الإجازة جزء من أعمارنا الحقيقية وان القضاء على هذا الفراغ الطويل ينبغي أن يوجه ويستغل فيما يفيدنا.

نعم إن فترة الصيف تختلف عن المواسم الأخرى من السنة من حيث الرغبة في العمل والإنتاج بحكم تأثير المناخ على نشاط الإنسان. لكن ينبغي أن لا يصل الأمر إلى شطب هذا الجزء من أعمارنا ليصبح صفراً في حساب الزمن.

إن الإحساس بأهمية هذا الوقت تدفعنا بدون شك لاستغلاله فيما يفيد وفي حدود الطاقة الإنتاجية التي تتناسب مع الصيف نفسه. ان الشباب أنفسهم خير من يقدر قيمة الوقت إذا عرفوا الحاجة إلى استغلاله ، خاصة وان الكثير من المهارات الأساسية الضرورية تنقص معظم شبابنا. وهم يشعرون بذلك النقص في الحياة العملية التي تتطلب منهم تلك المهارات مثل :

- مهارات القراءة السريعة

- مهارات الكتابة السريعة

- مهارات الوصول إلى المعلومات من المراجع

- مهارات فهرسة المعلومات

- مهارات النسخ على الآلة الكاتبة

- مهارات تصنيف المكتبات

- مهارات ترتيب الأفكار وإعداد التقارير المختصرة

- مهارات تنظيم الرحلات

- مهارات الاستفادة من الرحلات

- مهارات العلاقات العامة

- مهارات المقابلات الشخصية

- مهارات إعداد اللقاءات

- مهارات تشغيل الحاسب الآلي

- مهارات استخدام البرامج الجاهزة للحاسب الآلي فهذه المهارات الأساسية والهامة في الحياة العملية نحزن عندما نشاهد شبابنا في الجامعات وفي المدارس الثانوية لا يتقنونها، كما نلاحظ تفوق من يتقن بعض المهارات التي يستلزمها عمله أو بحثه أو دراسته. فتجد الطالب الذي يكلف ببحث مبسط يمضي عدد من الساعات والأيام وهو لا يحسن الوصول إلى من مصادرها، وإذا وصل إلى تلك المعلومات بمساعدة غيره من أمناء المكتبات أو بعض رواد المكتبة نجده يمضي الساعات الطوال في ترتيبها وإعداد تقريرها. ونجد بعض الشباب في رحلاتهم الخاصة أو الرحلات التي تنظم في الجامعات أو المدارس لا يحسن تنظيم وقت رحلتهم وتتحول الرحلة إلى نزهة وتناول طعام وما ذاك إلا بسبب عدم المقدرة على تنظيم الرحلات وهي مهارات سهلة وميسرة لو أن الطالب درب عليها لإمكانية الحصول على فوائد كثيرة من رحلته تفوق النزهة والطعام.

إن معالجتنا لمشكلة الفراغ في الصيف ينبغي أن تنطلق من مسلمتان أساسيتان أن هذا الوقت هام بالنسبة للشباب ، وان الشباب في حاجة إلى اكتساب مهارات أساسية في هذا الوقت بالذات لان الأوقات الأخرى مليئة بمسؤوليات أخرى.

إن الانطلاق من هذه المسلمتان سيلزمنا بتغيير تصوراتنا وتصورات شبابنا حول الصيف والفراغ. وذلك لن يكون أمرا سهلا يعالج من خلال مقالة أو مقالات تكتب في الصحف ولكنه يحتاج إلى جهود منظمة تبدأ من تحديد التصور الواضح للمشكلة وتصويرها للشباب لمعايشتها من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة ليتفاعل معها ويستوعبها.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com