مقالات في الدستور

 

 

نعم لدوائر انتخابية متعددة على قاعدة المحافظات، لا لدائرة انتخابية واحدة

 

محسن صابط الجيلاوي

Mohsen_khashan@hotmail.com

 

 العراق دائر انتخابية واحدة – على قاعدة التمثيل النسبي- جعلت الناس تنتخب ليس على أساس المصالح أو ما تقدمه هذه القائمة أو تلك بل على أساس الطائفة أو العرق أو القومية وبالتالي خلقت واقعا برلمانيا مشوها لا يمت لروح الوطنية العراقية، وروح أمّة عراقية بأي شيء...
 

يمكن أجمال فوائد البديل الانتخابي بتعدد الدوائر وعلى أساس المحافظات بالتالي:-

 1- ستجعل الناس ينتخبون مرشحيهم على أساس معرفة مباشرة بهم وبتوجهاتهم السياسية والعملية...

2- ستُمثل جميع المحافظات عل أساس العدد السكاني وعدد أصوات الناخبين المسجلين فيها، تمثيل حقيقي ومتساوي..

3- ستجعل الحديث عن توصيف الناس خارج إطار عراقيتهم منتهيا بحكم كوننا سنحصل على مندوبين في الجمعية الوطنية يمثلون كل محافظة بواقع يتناسب مع حجم كل مدينة وليست قراءات أخرى طائفية أو قومية أو مذهبية أو غيرها...

4- ستلغي فكرة سني البصرة سيصوت إلى قائمة سنية في الرمادي بل سنجعل هذه المواطن يصوت على من يضمن مصالحه الفعلية في المدينة التي يسكن فيها وكذا الحال ينطبق على الكردي في بغداد، والشيعي في الرمادي...سنجعل الناس يصوتون لوصول ممثلين عنهم على صله وثيقة بمشاكلهم اليومية من خدمات وسكن وعمل وحياة معيشية...

5- ستُفعل دور المستقلين في الحياة السياسية وستتيح ظهور كيانات سياسية جديدة تراعي مصالح الناس المباشرة..

6- ستضمن وصول ممثلي كل قضاء وقصبة ومدينة عراقية، في طريقة دائرة واحدة حصلت مدن صغيرة على عدد كبير من مقاعد على حساب تغييب كامل لمدن أخرى...

7- ستقضي على الاعتباطية والارتجالية في تمثيل كل محافظة عندما يوضع ذلك وفق اعتبارات حزبية خاصة في حال الدائرة الواحدة..فمثلا أصوات أبناء مدينة العمارة قد أوصلت أكثر من أربعة من أبناء مدينة كربلاء ذلك ظلم حقيقي للناس هناك...

8- في حال الدائرة الواحدة لا يعرف المواطن من يمثله بشكل محدد، أي شخص، وبالتالي تصبح صعوبة الاتصال بمن يمثله بشكل مباشر صعبة من حيث المكان والمعرفة الحقيقة كونه بالأساس لا يعرف لمن ذهب صوته بالضبط...

9- ستقلل من دائرة التزوير التي شهدناها في نظام الدائرة الواحدة، فنحن أمام عدد من الدوائر معروفة طاقتها الانتخابية وعدد المقاعد المتاحة لها...وفي واقع العراق الحالي نستطيع أن نقلل من ترهل وفضفاضية نظام الدائرة الواحدة...

10- لتعزيز فاعلية هذا النظام- ولإسكات الأصوات التي تتباكى على حقوق الاثنيات الصغيرة - يمكن تعزيزه بقانون يعطي استثناء للإثنيات الصغيرة من الحصول على الحد الأدنى من الأصوات وبالتالي جعل الباب مفتوحا لوصول مرشحين يتناسب وحجم تواجدهم في كل مدينة في حال اتفاقهم على مرشح خاص بهم، وبهذا نحقق للجميع أوسع تمثيل سواء في مجالس المدن أو البرلمان...

11- ستحفظ الدوائر المتعددة حقوق كل محافظة بمقاعدها في حال عدم استطاعة الناس الذهاب إلى صناديق الاقتراع بسب الظروف الأمنية مثلا، كما حدث في الانتخابات السابقة..وهذا ما يتيح لهذه المدينة أو تلك من خلال نخبها السياسية وأعيانها من اختيار ممثليهم من خلال التوافق مثلا كحالة استثنائية جدا ووفق قانون خاص، وبالتالي لا تذهب أصوات هذه المحافظة أو تلك إلى قوائم أخرى كما حدث ظلما في الانتخابات الماضية بحيث جعلت قوائم تتضخم بعدد مقاعدها رغم ان ذلك لا يتناسب أطلاقا مع عدد مؤيديها...

12- باعتقادي نظام الدوائر المتعددة سيفتت (البلوكات) الطائفية والقومية وسيتيح للتعدية والتنافس السياسي حرية أكبر وهذا ما يحتاجه العراق في الظروف الماثلة، وبالتالي سنخلق تحالفات جديدة على أساس برامج سياسية وليس على أساس اعتبارات أخرى...

13- بالنسبة للخارج ممكن أن يكون استثناء في عدد مناسب من المقاعد على قاعدة التمثيل النسبي للقوائم المتنافسة أو أن يعطي الناخب صوته إلى قائمة متنافسة في مدينته الأصلية، المهم صيغة عادلة تضمن مشاركتهم السياسية...الأصل هو تحسين الوضع داخل الوطن في أي معالجة سياسية..!

 أعتقد أن من يقف بالضد من هذه الفكرة هي تلك الأطراف التي ليس لها قاعدة شعبية أو تلك الأطراف التي يسيل لعابها على أصوات كثيرة ذات بعد قومي أو طائفي ولكنها لا تقع ضمن إطار دائرة نفوذها الجغرافي كما في حالة الأحزاب القومية الكردية لأنها لا تريد أن تخسر أصوات مليون مواطن كردي في بغداد، ونزعتها القومية المحدودة ذات الأفق الضيق تتجاهل مصالح هؤلاء الذين هم بأمس الحاجة إلى إيصال ممثليهم في مناطق سكناهم، تلك هي أنانية عبثية حقا..أما الكذبة الكبرى- رددها بعض من الأكاديميين والمثقفين في لندن من الملاحق الثقافية للأحزاب الهامشية ومن التيارات القومية العالية الصوت - القائلة أن هذا النظام لا يتيح للمجموعات الإثنية المنتشرة في العراق من إيصال ممثليها فهو حق يراد به باطل والسؤال هل دائرة انتخابية قد أوصلت الشبك أو الصائبة أو الأرمن أو اليزيدية إلى الجمعية الوطنية الحالية ؟ أم جعلتهم في حالة بائسة أمام القوى الكبيرة ومحاولة وضعهم بوضع المستجدي- حاشاهم الله-؟..أنا أقول أن نظام المحافظات سيجعل من الصعب تجاهل الصابئة في العمارة أو الشبك أو اليزيدية في الموصل أو الأرمن والكلدو- أشور في بغداد وستتيح تمثيل حقيقي لأبناء عينكاوا وشقلاوة وبحزاني والقوش...أما أن نجعل هذه المجموعات أمام رحمة الأحزاب المتجبرة والتي تضع هؤلاء كتحصيل حاصل للحصول على أصواتهم فقط وبترتيب يضعهم في ذيل قوائمها فهو ذل حقيقي..وبالتالي إذا كنا نسعى لوطنية حقيقية فلماذا تصنيف الناس على خلفياتهم الطائفية أو المذهبية لماذا لا أصوت أنا ابن الكوت لمسيحي أو صابئي أو فيلي يمثلني في برنامجه خير من أنتخب شخص حتى ولو من عائلتي لا أجد في برنامجه ما يمثل طموحي ومصالحي...؟!!

نظام الدوائر المتعددة يتيح لنا الخروج من التمثيل الطائفي والقومي وتقسيم الناس على أساس العواطف والدوس على الروح العراقية بل سننتخب ناس يمثلون مصالحنا بحق على أساس برنامجهم الانتخابي وسلوكهم اليومي في الدفاع عن هذه المصالح، قربهم من ناخبيهم ستتيح رقابة أكبر على أدائهم وأفعالهم، وسيكون المعيار هو الكفاءة والمساواة في الفرص والحرص على مصالح الوطن، وأتعجب شخصيا على مثقفين أن ينزلقوا في مستنقع تفتيت الناس بدعوى أن هذا النظام لا يمثل المجموعات الإثنية والطوائف في حين نراهم ينتقدون الطائفية ليل نهار..أليس نظام الدائرة الواحدة هو الذي عزز من تقسيم المجتمع على أساس المذاهب والطوائف والقوميات؟ ولكن كما يبدو عندما تتهدد مواقع أحزابهم الهامشية أو نهجهم الفكري نراهم يتباكون على استمرار نظام انتخابي لا يصلح لواقع العراق الحالي، أليس تلك أنانية وازدواجية معيبة؟ ولكن من جرد أسماء مثقفي لندن- مع احترامي للبعض من الحضور على حسن النية - سنصل إلى مفارقة عجيبة عن ناس لطموا ولازالوا في كل عزاء فبعضهم من منظري التطور اللارأسمالي إلى الكفاح المسلح والآن لبسوا ثوب الديمقراطية( للكشر)، هؤلاء لا يريدوا أن يصدقوا أن هناك نخب جاوزتهم فكرا وسلوكا وتنظيرا..متى يتخلصون من روحية المعلم وهبة الأمة.. الم يحن الوقت لمراجعة أفكارهم التي حطمت بلدا...؟ لا أتعجب اغلبهم خريجي الدول الاشتراكية حيث لا علم ولا دراسة ولا مستوى أكاديمي، بعضهم تبروز بـ (د ) دون أن يدخل مجال العمل الحقيقي يوما ما...تجمعاتهم تناغي أحزاب خربة يعلوها التزلف والصداقات وحب الكراسي والتنظير لسلطات هذا الزعيم أو ذلك..

نظام الدائرة الوحدة يصلح لشعوب فيها استقرار سياسي، دولة قوية، دولة فيها مؤسسات قوية ونظام إحصائي دقيق ولا تتعرض هوية الأمة فيها إلى نقاشات واختراقات، فيها جدل المساواة والمواطنة قد حل منذ زمن بعيد كما في السويد مثلا....في العراق الحالي هناك نقاش حاد على هذه التفاصيل ووجود نظام الدائرة الواحد سيعزز من ضعف الأمة ويضعف الروح الوطنية وروح المساواة بين الناس، وهذا لا يعني أن نظام الدوائر المتعددة مفتوح بل يجب أن يُحكم بقانون يحفظ حقوق الجميع ويؤهل أوسع تمثيل حقيقي للناس عبر إعطاء استثناءات للأقليات تتيح لها إيصال ممثليها بكرامة وبروح المواطنة العالية...إن الديمقراطية العراقية ديمقراطية وليدة فالناس لا تعرف طبيعة هذا الكم الهائل من الأحزاب ولا طبيعة برامجها لهذا الأجدر بنا أن نُقرب الناس من دائرة النقاش في الحياة السياسية عبر من ينوي تمثيلهم ولا نبعدهم إلى عالم أشباح لا يعرفوه أبدا، نحتاج نظام دوائر انتخابية محلية متعددة سواء لقوائم الأحزاب أو الأشخاص وفق تسلسل يستطيع الناخب أن يعرف من هو مرشحه وأي كيان يمثل وبالتالي على كل مرشح واجب الاجتهاد بأن يقدم للناس برنامج حزبه مضافا إليه برنامجه الشخصي في كيفية حل مشاكل المدينة التي ينتمي إليها ومشاكل الوطن كذلك وبهذا يستطيع الناخب أن يختار ما يعتقده صالحا لتمثيله بشكل جيد..

كما أن خروج هذا المقترح من ما يسمى( القائمة الشيعية) لا يعني أن نرفض حالة تخدم مستقبل هذا الوطن، لا أعرف دوافع هؤلاء ؟ ولكن الوطنية ليست حكر على أحد، اعتقد أن الشيعة تضرروا كثيرا من الواقع الطائفي وأعتقد أنهم بهذا المقترح يريدوا الوقوف الواضح بالضد من ذلك لأن ذلك لا يخدمهم داخليا أو إقليميا أو دوليا، كما أن إتحادهم يبدو في نهاية عمرة لهذا فهم يدركون أنهم بحاجة إلى النزول في منافسة فيما بينهم بعد أن تقل مخاطر شكل وجود وضع طائفي أو قومي بشكل يبدو كمن يقف ضدهم مجتمعين، أتمنى أن أكون مصيبا في تقديراتي هذه... ورغم اختلافي الكامل مع الكثير من طروحاتهم ولكن إذا كان المقترح جاء من جهتهم لا تعني أن أرفضه فتلك فوضى في العقل وفي طريقة إدارة الصراع السياسي....، دعوة لكافة القوى السياسية لطرح مقترحات تعمق ايجابيات النظام الانتخابي البديل بما يؤمن حق الجميع بالمشاركة وعدم التهميش...

 نعم لدوائر على أساس المحافظات وفق ضوابط صارمة في طريقة حساب عدد أصوات الناس الذين لهم حق التصويت والمشاركة السياسية...، نعم لتفعيل دور الأغلبية الصامتة في أن يكون لها دور في بناء محافظاتهم وبالتالي بناء العراق الجديد....
لنعمل جميعا من اجل إقرار دوائر انتخابية بعدد محافظات العراق تتيح للجميع تمثيل متساوي وشراكة حقيقة في صنع القرار بعيدا عن التقسيمات الحالية التي أنهكت وطنا عريقا وأدخلته في هذه الدوامة المهلكة حقا...!

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com