مقالات في الدستور

 

كتبنا دستورنا بأيدينا!!
 

                                                         طارق حربي

tarikharbi@chello.no

http://www.summereon.net/

15.8.2005

اليوم هو 15.8.2005 وبعد ساعات يعلن الدستور الدائم في الجمعية الوطنية، قبل اطلاقه للمناقشة العامة ثم طرحه على الاستفتاء العام في منتصف شهر اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، ويتنفس شعبنا الصعداء بعد طول انتظار، ولن يدوم الوقت طويلا حتى تتجه انظار العالم إلى وطننا، ويكتب عن معجزتنا الجديدة الإعلام في كل مكان.
دستور عصري يستنهض الأمة العراقية في تنوعها الإثني والقومي والمذهبي والعقائدي بل وحتى الأفكار المتمايزة في غناها وتنوعها، ويضع الأسس الصحيحة والقوانين لقيام دولة حديثة.
يُضمن مستقبل العراق بالدستور الذي يحمي حقوق العراقيين الثقافية والإدارية والسياسية.
اليوم يوم الدستور العراقي المجيد حيث تنطلق الشراكة في الوطن الغالي، ويكون تقاسم ثروات البلاد بالعدالة والمساواة والشفافية، في جمهورية العراق الاتحادية.
دستور يرسم الطريق الصحيح لشعب أضله عن نيل حقوقه (رئيس!) غير منتخب ودول كبرى لاتخشى الله وأقدار ماحقة لاتشبهها تراجيديات شكسبير ولاالمآسي اليونانية.
 مرحلتان تأريخيتان الماضي المليء بالدم والدموع، والحاضر والمستقبل الذي نكتبه بأيدينا، دستورنا كتبناه بأيدينا، قضاتنا وفقهاؤنا ومثقفونا وأكاديميونا هم من كتبوا دستورنا.
كل التنازلات التي قدمتها الكتل السياسية من أجل تقديم الدستور في موعده المحدد، حسبما هو منصوص عليه في قانون إدارة الدولة، كل التنازلات تصب في خدمة القضايا العادلة للأمة العراقية، وستحسب الوقفة التأريخية للكتل الممثلة في الجمعية الوطنية اليوم وغدا. اليوم كتبنا دستورنا وبعد نحو أربعة أشهر سنخضب أصابعنا في أعراس الانتخابات القادمة، فأي عصر جديد دخل فيه العراق لتتبعه الشعوب العربية المقهورة.
ويقينا فإن أول المشتعلين بنيران الدستور العراقية هم أعداء شعبنا من سكنة الجحور إلى عشاق الظلام إلى المنافقين في الفضائيات إلى سوريا البعثية الفاشية التي لاتتردد عن ذبح المواطنين العراقيين بالسيارات المفخخة والإرهابيين، حسنا ليتخلص هذا الدستور من أسوأ عقده التي نصت عليها جميع الدساتير العراقية ابتداء من الدستور الاول الدائم (القانون الأساسي) الصادر العام 1925  وحتى دستور 1970، حيث نصت جميعها على أن العراق جزء من الأمة العربية!!
الحدث العظيم الذي يفصل بين مرحلتين تأريخيتين، دستورنا العراقي الذي أرجو أن لايطول الانتظار كثيرا حتى يتحقق حلم كل العراقيين، بوصول إشاعات من الدستور والتغييرات الجذرية الجارية في عراق اليوم إلى دول المحيط الخالية من الدساتير!، من وقف منها مع الصنم الساقط قبلا وبعدا، ومن وقف ضد العملية السياسية أو في الحياد أو في الظلام وقذف وطننا العزيز بالمفخخات والأجساد النتنة التي تذبح شعبنا يوميا.
أهلا بدستورنا الجديد أمل هذا الشعب المظلوم الذي انتظره طويلا.
 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com