مقالات في الدستور

 

التصويت للدستور بـ "نعـم" يرمي بالبعث ومن والاهم في مزبلة التاريخ

 

أحمد الخفاف

ALKHAFAFAHMAD@YAHOO.COM

 أيام معدودات تفصلنا عن تحديد المصير... مصير العراق ومصير شعبه وطوائفه وكيانه.. مصير الأمة والوطن.. أيام وسيقول الشعب العراقي كلمته.. سيقول لا للدكتاتورية.. لا للاستبداد.. لا للبعث بحلته القديمة والجديدة.. سيقول لا كبيرة لحكم الأقلية على الأكثرية.. سيقول لا لحكم الطغاة الصداميين المجرمين على عباد الله الآمنين.. أيام قلائل وسيعلن الشعب رأيه وسيهتف الشعب عاليا.. "نعم" لعراق ديمقراطي حر تعددي فدرالي يتعايش فيه السني مع الشيعي.. والكردي والتركماني مع العربي.. والمسلم مع المسيحي والصابئي.. والعلماني اللبرالي مع المتدين دون مشاحنات ولا تفرقة ولا مصادمات.. فأرض الرافدين للجميع وليس كما كان لطائفة أو لعشيرة أو لقرية أو لعائلة أو لشخص منحرف مجرم مغمور لعب بالبلاد والعباد كأن العراق مال سائب سقط بأيدي حثالات الخلق من المجرمين..

 أيام وسيهتف الشعب عند صناديق الاقتراع "نعـــم" كبيرة للحرية واحترام حقوق الإنسان وضمان حقوق كل الطوائف والفئات.. سيصيح الشعب.. لا مكان للقتلة المجرمين من أتباع جرذ العوجة.. ولا لعودة الضباع الصدامية إلى الحكم.. ولا رجعة للذئاب البعثية إلى مؤسسات المجتمع.. لا مكان لهم بعد اليوم في عراق الدولة والمؤسسات.. فأبوابها عليهم مؤصدة.. عليها عَمَد ممددة..

الاستفتاء المصيري على دستور العراق قادم بخطى سريعة وهو على الأبواب يقرعه بقوة ليفيق الغافلين من غفلتهم وسباتهم.. استفتاء سيمهد الطريق إلى إقامة عراق جديد وبلد جديد لا مكان لعصابات البعث فيه.. عراق ديمقراطي تعددي يحترم مبادئ الإسلام وحقوق الإنسان.. عراق بعيد عن الطائفية والمذهبية والصدامية والسلفية والبعثية والعروبية والعنصرية والتطرف.. عراق متسامح حرّ يحترم الدين ويستنبط منه الأحكام ولا يحكم باسم العمائم سواء كانوا رجال دين أو علماء أفاضل!! فأبناء الشعب حسب دستور العراق الجديد كلهم أفاضل.. ولا أحد يتفضل على آخر إلا بما يخدم الشعب ويخلص للوطن ولا يعتدي على الحرمات!!..

التصويت على الدستور بعد أيام.. وستكون حقا ضربة قاصمة للأنظمة الدكتاتورية الطاغوتية والأحزاب الفاشية.. البعثية منها والقومية.. الشوفينية والطائفية.. المذهبية منها والسلفية.. فلنزدلف أزدلافا باتجاه صناديق الاستفتاء.. ولنحافظ على وطننا من أي مكروه قد يلحق الأذى به في العقود المقبلة.. علينا أن نصونه من الديكتاتورية والعسكرتارية والفاشية.. نصونه من عصابات البعث بشكلهم القديم وزيّهم الجديد.. نصونه من أيتام حزب البعث الفاشي وأفكاره الدموية وممارساته القمعية.. نصونه من الصداميين وحلفائهم من الإرهابيين من أعراب الغدر والإجرام..

أيام قلائل وتُلقى الأصوات والتي هي أمانة في أعناق أصحابها في صناديق الحرية.. فهي التي ستحدد النظام الذي سيحكم العراق كوطن وكمحافظات وكمدن وكشوارع..وكذلك سيحدد معالم التعليم والصحة والدفاع والداخلية والتجارة والنفط والوقود والاقتصاد والمواصلات والسياحة والسفر والحريات والدين والدولة.. وسيحدد آفاق كل شيء وصولا إلى أبسط مقومات الحياة!!..

سيقيم المواطن العراقي الشريف يوم الاستفتاء على الدستور عرسا عراقيا لم يشهده تاريخ العراق مثيلا له.. لتذهب الأصوات إلى الدستور الذي صاغه الوطنيين والشرفاء الذين لم تقترب أيديهم بأي شكل من الأشكال من البطش بالشعب والتنكيل بهم.. لتذهب الأصوات إلى مبادئ الأخيار الذين يريدون صالح العراق ويسعون لبناء مستقبل واعد زاهر لأولادنا والأجيال المقبلة بعيدا عن الشعارات الجوفاء والمليئة بقيح "القومية العربية" وغيرها من مهازل الشعارات التي ظل الشعب العراقي يدفع ثمنا باهظا لها، كان أولها المقابر الجماعية وآخرها ذبح أبناء الشعب وتفجيرهم في الشوارع وقتلهم بالآلاف ورميهم من على الجسور في الأنهار!!..

أيام وشمس الحرية والتحرر يبزغ في أفق أرض الرافدين.. العراقيون حينها سيلقون بورقة "نعــم" بشموخ في الصناديق مستذكرين مآسي الشعب مع البعثيين القتلة وحزب البعث التافه وصدام المجرم والصداميين الأراذل وكل من التصقت به رائحة البعث النتنة أو تعلق في بدنه رجس من أرجاس البعث الغادر.. سيدلي الشعب بصوته لصالح الدستور رفضا للبعثيين أبطال المقابر الجماعية الذين رضعوا الدم بدل الحليب من ثدي الجريمة والذين يسعى ممثليهم اليوم لاقتحام البيت عبر الشباك بعد أن طردوا من الباب شر طردة واركلوا على أستهم شر ركلة!!

الاستفتاء مقبل غير مدبر.. كرار غير فرار.. فليمنح العراقي الشريف صوته للدستور الجديد ثمرة التضحيات التي قدمها الشعب على مسلخ النظام البعثي الساقط..  ولينتبه العراقيين أن كلمة "لا" للدستور ستمنح المتعطشين لدماء الشعب الذين يريدون العودة إلى ارتكاب المزيد من المقابر الجماعية، شرعية الوصول إلى مفاصل الدولة في العراق الجديد ليتمكنوا من جديد من رقاب الشعب..لا ينبغي على العراقي الشريف أن يفكر ولو لمرة واحدة أن يملي ورقة الاستفتاء بـ "لا" حتى لا يمنح صوتا مجانيا للبعثيين أو أشباه البعثيين الذين يسعون بقوة السلاح والتهديد والتلويح بشن حرب أهلية إلى العودة إلى سدة الحكم.. إن إعطاء كلمة "لا" للدستور معناه أن اليوم الذي سيظهر فيه "الزيتوني" في شوارع العراق قريب.. وأن رفع الرايات السوداء لعصابات البعث الدموي لن يكون عنا ببعيد!!..

أيام قلائل وتتغير المعادلة في العراق ويولد عراق عصري جديد يخرج من كهوف البعث المظلمة.. فليصوت الشرفاء في الاستفتاء على الدستور بـ "نعــم" وليرموا بالبعثيين المتعفنين ومن والاهم من سقط المتاع في مزبلة التاريخ.. سندلي بأصواتنا لصالح الدستور الذي يطارد شراذم البعث ويقاتل فكره ونظرياته وإجرامه ويمنع عودته ولو على حساب تقسيم العراق.. سنقترع للدستور الذي يهتف: لا للبعث النازي.. لا للبعثيين الدمويين.. لا لفلول صدام المجرم.. لا للعفالقة الغادرين.. ليمنح العراقيين أمانة الصوت للمظلومين الذين يستحقونه بجدارة.. ليصوتوا للمبادئ السامية التي كافح من أجلها الذين قبعوا لعقود في دهاليز وأقبية السجون الصدامية واستشهدوا على يد الجلادين البعثيين.. ليصوتوا للقيم التي حملها الذين عارضوا حزب البعث بكل بسالة ودون خوف ولا وجل وكانوا عرضة للتصفيات والاغتيالات والقتل والغدر.. ليصوتوا للدستور الذي سيكون ضمانة لعدم عودة فلول البعثيين وأيتام المجرم صدام.. ليقترعوا لصالح  مواد الدستور التي تجتث البعث وفكره وتمقت الحزب العفلقي وأهله.. وحتى لا يكون بين العراقيين الشرفاء بعثيين غدرة مكرة ليكن شعار المصوتين يوم الاستفتاء هو.. لا لعودة عصابات البعث المجرم.. لا للبعثيين.. سلفهم القديم أو خلفهم الجديد..

أيام معدودة والصناديق تستقبل العراقيين بزهو نسيم الحرية والاختيار.. هذا الاستفتاء الذي سيكون فرصة تاريخية كبرى لعزل كل من له علاقة بحزب البعث المجرم والنظام الصدامي المنهار من الحياة السياسية في العراق.. إنها الفرصة الكبرى لطرد الأشرار من مفاصل الدولة الرئيسية والى الأبد.. المفاصل التي طالما تحكّم بها الجلاوزة طيلة عقود من الزمن.. لنجعل استفتاء الدستور في الخامس عشر من أكتوبر المقبل في العراق غربالا نغربل فيه التراث الأسود المتراكم على جسد العراق وننفض الغبار البعثي والصدامي عن بلاد الرافدين والى الأبد.. ولنرسل عبر التوجه إلى صناديق الاقتراع حزب البعث والبعثيين إلى سراديب المتاحف، ولنرميه في مزبلة التاريخ ليكون درسا لأجيالنا المقبلة وعبرة للديكتاتوريات العربية القميئة المحيطة بنا الذين لا تصدر لنا إلا الموت والقهر والعذاب.. إن مزبلة التاريخ تنتظر بشغف يوم الاستفتاء الميمون لتحتضن حزب البعث وعصاباته ولتدفنه في ثناياها وتقبره في أعماقها من دون رجعة..

أيام تفصلنا عن الفرصة التاريخية التي جاءت بعد تضحيات جسام تحملها الشعب العراقي المضطهد دفع من دمه وأبنائه وحريته ومصيره.. حانت الساعة الضائعة منذ عقود من الزمن البعثي الأسود .. فصناديق الاقتراع بانتظار الشعب الذي سيسجل للتاريخ أن الشعب العراقي قد تعلم الدرس من التاريخ وشارك بكثافة وفاعلية في ملحمة تأسيس دستور وطن ودولة.. لا ينبغي أن نفقد هذه الفرصة التاريخية.. إنها أتت إلى أبوابنا تقرعها بقوة أن أخرجوا لبناء مستقبل للوطن والدولة والشعب.. فاحتضنوها وارعوها حق رعايتها فالأجيال المقبلة ستلعن من تخلّف عن ركب المشاركة في الاستفتاء وقبول الدستور.. وسيقولون حينها لأبنائهم.. أجدادنا لدغوا من الجحر مرتين ولم يسمعوا لأئمتهم الذين قالوا.. حذار من أن يلدغ المرء من جحره مرتين..!!

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com