مقالات في الدستور

 

 

لماذا نقول نعم للدستور؟

 

 

زهير كاظم عبود

zouher_abbod@hotmail.com

يوم 15 من الشهر الجاري سيتم طرح مسودة الدستور العراقي الدائم على التصويت ، وسيشارك بهذا التصويت جميع العراقيين البالغين لسن الرشد من كلا الجنسين داخل العراق ، وتنتظر جماهير العراق بفارغ الصبر عملية التصويت على الدستور .  

وكانت هذه المسودة نتاج نقاش وحوار وتبادل أفكار وأختلاف في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة ، وممثلي الأحزاب الوطنية ، والشخصيات المستقلة التي شاركت باللجنة ، وضمن الفترة المحددة تمت صياغة المسودة التي عكست بقدر ما تستطيع التوافق الوطني ، ووضعت الحلول الستراتيجية لمشاكل عراقية كانت تقفز عنها السلطات السابقة ، وشكلت المسودة المطروحة للتصويت تلبية لتطلعات العديد من الرؤى والأفكار والطموحات العراقية ، وان كانت لاتلبي جميع طموحات العراقيين ، وأن كانت لاتحقق الحلم الذي راود العديد من المناضلين  ، الا انها أكدت على حرية الأنسان في العراق ضمن نظام  ديمقراطي يحقق الفيدرالية ويضمن الحقوق وينص على آلية الخروقات الدستورية حيث يكفل مقاضاة السلطات ومراقبتها مع نصوص أيجابية عديدة .

عموماً فأن المسودة العراقية التي تعبر بصدق عن القواسم المشتركة للعراقيين تواجه حملة ظالمة وأتهامات باطلة من جهات تريد كل السوء بالمستقبل العراقي ، وتحشد في سبيل ذلك امكانياتها المادية وماتوفره لها وسائل الأعلام العروبية المعادية لشعب العراق  والمتنكره لحق شعب كردستان بالفيدرالية تحت شتى المزاعم والتبطين ، وقد احتشدت تلك الجهات تدعو لأبطال مشروع الدستور ورفضه واهماً انها أستطاعت ان تجعل ملايين العراقيين يقعون في حبائل وهمها ويصدقوا اغراضها المبطنة .

  (( قال بيان لتنظيم القاعدة على موقع بالانترنت يحمل عادة رسائل هذه الجماعة "بذهابكم الى المراكز الانتخابية تكونون قد اعطيتم للصليبيين الغطاء للتصرف بمصائركم كيف شاءوا."
وقال البيان  الذين يعارض كثيرون منهم مسودة الدستور "لا تشاركوا في اعطاء الكفار الشرعية لجزركم."
وقال البيان "وما حالنا مع الامريكان والدستور والانتخابات الا كحال ذلك الرجل المسكين الذي اوهم نفسه باسترجاع حقه بالتحاكم الى من ظلمه."
وقد اعلنت جماعة الزرقاوي بالفعل حربا شاملة على الاغلبية في العراق  وكثفت هجماتها قبل موعد الاستفتاء المقرر في 15 اكتوبر تشرين الاول.  ))

أما وقد عرف اهل العراق الحرب الشعواء الذي تشنها هذه الجماعات الأرهابية ضد العراقيين وتريد بهم السوء وترتكب بحقهم اخس الجرائم  ، وتحاول أيقاف عجلة مستقبلهم وتعرقل رحيل القوات الأجنبية عن أرض العراق ، وتريد هذه المجموعات المتشكلة من عناصر لاتمت للعراق بشيء ولانصدق ان لها دين مثل أديان البشر ، تريد هذه المجموعات أن نرفض الدستور ، فهل نصطف معها ونلبي طلباتها الشائنة والغريبة عن العراق والمعادية لشعب العراق  ؟  

أن ماورد ببيان منظمة القاعدة الأرهابية  ونداء المجرم المهووس  الزرقاوي يتطابق مع الأصوات التي تنادي ضد مشروع الدستور ، فقد وقع عدد قليل من العراقيين في حبائل هذه النداءات ،  مما يستلزم من العراقيين ان يتوحدوا ويقفوا موقفاً عراقياً وينادوا بصوت واحد وعال ( بنعم للدستور ) ، وهذا ما سيتطابق عليه العرب والأكراد والتركمان والكلدان والأشوريين والسريان ، وهذا ما سيتناخى عليه المسيحيين واليهود والمندائيين والايزيدية والمسلمين من كل المذاهب ، وهذا ما سيتحدى به اهل العراق  كل التنظيمات الأرهابية والمتطرفة وكل أعداء العراق ، وكل من يريد السوء بمستقبل العراق تحدياً سبق ان كان  واضحاً وصريحاً  في الأصرار على انتخابات الجمعية الوطنية .

يوم 15 من تشرين الأول سيكون هناك ضفتين لاوسط بينهما ، الاولى يقف عليها  اهل العراق يقولون نعم لأول دستور عراقي دائم  كتبته ايادي عراقية بعد القانون الأساس لايمثل نهج سلطة معينة ولايعبر عن رغبات السلطان والحكام ، الجبهة الأولى يقف فيها كل من تضرر من نظام البائد صدام وكل من ناضل وجاهد ضد سلطة الدكتاتور والأرهاب والظلم ، وكل من يتطلع الى غد عراقي مشرق  ، وفي الجبهة الثانية يقف أعداء العراق ويقف معهم يدري أو دون ان يدري عدد قليل من ابناء العراق ممن يعتقد ان مصالحه ضربت وأن السلطة فرت من يديه ، وتتعاون معهم كل التنظيمات الأرهابية التي تنشر الدم والموت والخراب بين العراقيين .

وهنا ليس للعراقيين سوى خيار الجبهة الأولى تحديا للأرهاب ولأعداء العراق ولكل من يريد السوء بالعراق ، ولكل من يريد ايقاف عجلة التقدم العراقي ، ولكل من يريد اطالة أمد بقاء القوات الأجنبية في العراق يدري او لايدري ، هنا ليس للعراقيين سوى ان يتمسكوا بخيار العراق الجديد ، عراق الديمقراطية والسلام وحقوق الأنسان وحقوق الأديان والقوميات ، وهنا ليس للعراقيين سوى ان يتمسكوا بهذا الخيار الذي يحقق لهم القاعدة الأساس لدستور يهيء لمستقبل العراقيين العدالة والوحدة والحياة الكريمة ، ويضمن لهم الكرامة التي فقدها اهل العراق في الزمن الصدامي البغيض .

ليس للعراقيين سوى ان يقولوا (( نعم للدستور )) ليس فقط تحديا لشراذم الأرهاب وتنظيمات القاعدة التي تتخذ من بعض الأوكار والأعشاش في العراق  مركزاً لقتل العراقيين ، وتقوم بتفخيخ البهائم العربية المستوردة تقتل بهم فقراء اهل العراق تحت سمعهم وبصرهم  وسرورهم الدفين  ، وأنما سيقولوا (( نعم للدستور )) بأعتباره يشكل توافقاً وقاسماً مشتركا لكل الأحزاب الوطنية والشخصيات العراقية المستقلة ، الدستور الذي سيشكل لنا القاعدة الأساس التي نبني عليها دولة القانون ،  وحين يريد من يلغي الدستور أن يعيد حال العراق الى ماكان عليه في زمن الخراب الطائفي والشوفيني ، فأن صوت العراقيين سيتوحد هادراً مرة أخرى ليقول نعم للدستور ونعم للعراق الجديد .

 

  

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com