آمينة قادر عبد الله

المناضلة المربية آمينة قادر عبدالله هي واحدة من بنات الشعب الكوردستاني التي تحدّت السلطات القمعية، ولم تستسلم للضغوطات التي مورست بحقها من قبل جلاوزة النظام الكتاتوري الدموي في العهد السابق.

في10/5/1944 فتحت عينيها للحياة في عائلة فلاحية وطنية في قرية (باخ) القريبة من قرية داري كه لي التابعة لناحية بازيان في السليمانية.

توفي (قادر) والد آمنة، لتعيش وهي صغيرة مع عائلتها المكونة من (6) إخوان، وأختين، السيدة ماموستا شيرين، والسيدة فاطمة زوجة الرفيق الشيوعي المعروف العريف مجيد فرج.

أنهت السيدة آمينه قادر عبدالله دراستها الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية في مدينة السليمانية، ومن ثمّ دخلت دار المعلمات لتتخّرج في عام 1967، وتصبح معلمة لمدة (3) سنوات في مدرسة ماوه ت الإبتدائية.

في حزيران عام 1971 تخطو خطوتها الأولى لبناء حياتها الأسرية بزواجها من الموظف المالي في ناحية شارزور إبراهيم صوفي محمود.

تعرضت إلى نكبة نفسية جراء العمل الجبان من لدن الأعداء بمحاولة إغتيال وتصفية شريك حياتها ابراهيم الذي نجا من المحاولة التي نفذت أمام الباب الرئيسي لبيتهم في ناحية سيد صادق. ثم تنتقل إلى مدينة أربيل، وتصبح هي معلمة في إحدى مدارس أربيل.

في أربيل تشارك بنشاط في الفعاليات الإجتماعية مع العديد الأساتذة ومعلمي أربيل، ورابطة المرأة الكوردستانية.

تعرضت آمينه خان إلى حملات الإعتقالات والإستدعاءات لدوائر الأمن والمخابرات، في أربيل، والضغط عليها للتوقيع على مطالبيهم ومراميهم التي تنصب في معاداة الجماهير والخضوع للبعث وتأييد الدكتاتور، ولكن رغم قساوة هؤلاء المجرمين، والوقفة البطولية لها تفشل محاولات الأعداء.

على إثر الملاحقة والإعتقال عادت آمينه إلى مدينتها السليمانية، وأستطاعت أن تجد مكاناً لها ولاولادها عند الأقارب والمعارف، وأن شريك حياتها ابراهيم قد ترك هو الآخر عمله كعضو في ""المجلس التشريعي"" لمنطقة كوردستان، وأستطاع الخلاص والإلتحاق بمقر من مقرات الحزب في جبال كوردستان.

في السليمانية لم تتوقف دوائر الأمن والإستخبارات في ملاحقة آمينه خان، بل بالعكس تواصلت متابعتها وإستدعاءها، والطلب منها هذه المرة هو العمل أن تعيد زوجها المطلوب إليهم، ولكنها، وكأي مناضلة من مناضلات شعبنا دافعت ببسالة عن زوجها وعن موقفه، ما اضطر السلطات الحاكمة الى نقلها إلى مدينة جنوبية بعيدة عن أهلها وأقاربها ومعارفها.

بعد (12) سنة من الخدمة في وزارة التربية كمعلمة في المدارس الابتدائية تم نقلها إلى {وزارة الصناعة والتصنيع العسكري} وإلى معمل {سمنت السماوة}، وهي لا تعرف أحداً يساعدها، ولأول مرة ترى مدينة عربية، بعيدة عن أطفالها، وحر الصحراء يزيد من شوقها لهم.

تصاب المربية آمينه خان بالمرض، وتحصل على إجازة مرضية وتعود إلى أطفالها في السليمانية، وبعد انتهاء إجازتها تعود إلى السماوة، وتنقل فيما بعد إلى معمل سمنت سرجنار في السليمانية، وتبقى في وظيفتها حتى الإنتفاضة الجماهيرية ضد الحكم الدكتاتوري عام1991.

عن طريق منظمات الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي تصل المناضلة آمينه خان السويد مع أولادها، ويلتقون مع الزوج والأب أبراهيم صوفي محمود الذي سبقهم بالوصول إلى السويد عند إصابته البالغة في كوردستان أيام مقارعة دكتاتورية نظام صدام.

أصيبت السيدة آمينه قادر عبدالله بمرض مزمن في بداية عام 2001، وراجعت خيرة الأطباء في السليمانية ودمشق وألمانيا، والمراجعة الدائمة في مستشفيات السويد المختلفة، ولكن المرض كان أقوى وسيطر عليها بحيث أصبحت مشلولة كلياً، ورغم كل الآلام بقت بشوشة، تستقبل المعارف والأصدقاء والأقارب بإبتسامة، وبقت على حالها حتى وفاتها في 30/7/2007.

كتبت أم تارا: أفتخر، بأنّي كنت أماً حنونة وعطوفة وناجحة، وأستطعت تربية أولادي في العائلة وتربية أبناء الناس عندما كنت معلمة بشكل صحيح، وقبل وفاتها أعتذرت من الجميع، وخصوصاً من أبناء زوجها من زوجته الأولى لكل ماحدث، ولو انّها عملت على تلطيف الجو العائلي، وأن لا يعكر شيء علاقاتها معهم.

توفيت المربية والمعلمة المناضلة (ماموستا) آمينة قادر عبدالله في 30/7/2007 في مدينة إسكليستونا السويدية.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reser-ed.
 info@bentalrafedain.com