مساهمات

.. وللنمل ايضاً حياته الاجتماعية الخاصة

حوراء عامر

كلية العلوم ـ جامعة بابل

عظمة الله تتجلى في خلقه

ننقل هنا فقرات مما جاء في مقالٍ كتبه الدكتور عبد المحسن محمد صالح، المدرس بكلية العلوم في جامعة القاهرة عن النمل الأبيض وما أودع الله تعالى فيه من قدرات.

((النمل الأبيض حشرة تعيش في جماعات على مستوىً عالٍ من الحياة الجماعية، ولكنه مع هذا الرقي وباء مدمر. يعيش في سراديب أرضية دون أن يُرى، ويخرب دون أن يحسَّ به أحد، فهو يقوم بعمل سراديب أو أنفاق كثيرة مختفية في الشبابيك والأبواب وسقوف المنازل، فهو يأكل الخشب والتبن الذي يدخل في (اللبن) أي في الجدار المصنوع من الطين.

و لمعرفة أوسع، تعال معي لزيارة مستعمرة من تلك المستعمرات الضخمة التي بناها النمل الأبيض في أواسط إفريقيا:

ستجد برجاً شامخاً في الهواء، يبلغ ارتفاعه عن سطح الأرض حوالي ستة أمتار. ومحيط قاعدته قد يصل إلى خمسة عشر متراً. إنها كحصن من حصون العصور الوسطى مصممة بطريقة خاصة. و مادة البناء مكونة من الطين الذي يخلطه النمل بلعابه فتصير متينة قوية. وهذا المبنى الضخم مقفل كأنه القبر، ساكن سكون الموتى، لكنه يموج من الداخل بملايين الأفراد.

و الآن تعال لنزور إحدى هذه المستعمرات ولكن من الداخل: ستجدها مدينة منظمة يسكنها عدة ملايين من الأفراد، يحكمها ملك وملكة، ورعية تتكون من العساكر والشغالة. لكل منهم وظيفة معينة. سآخذك الآن إلى القاعة الكبرى التي تتوسط المستعمرة، إنها حجرة فسيحة نظيفة جهزت لعودة الملكة من حفلة زفافها في الهواء. و عندما يتم التلقيح تعود ومعها الملك ليدخلا الحجرة الملكية ولا يتركانها بعد ذلك أبداً لعدة سنوات قد تطول إلى 30 أو 50 سنة. و يفقد الملك و الملكة أجنحتهما، ثم تأتي الرعية لتتمسح بملكتها ليظهروا لها الولاء والمحبة.

ويحيط بالملك والملكة حرسٌ أقوياء لا يغفلون عن الحراسة أبداً. ويأتي الشغالة ليقدموا للملك و الملكة غذاءً ملكياً خاصاً. وتظهر على الملكة أعراض الحمل. فتنتفخ بطنها حتى تصل إلى مائة مرة من حجمها الأصلي. و تتحول بعد ذلك إلى آلة سريعة لوضع البيض، ووراء الملكة يقف نفرٌ من الشغالة يحملون البيض إلى حجرات خاصة تشبه حجرات التمريض حتى يتم فقسه)).

ويدور سؤال في النفس: من الذي أودع النمل الأبيض هذه الحياة الاجتماعية الرائعة، إنّ كل ذلك و بلا شك دليل واضح على وجود الله القادر المتعال فهو الذي أودع في كل زاوية من زوايا هذا الكون من وسائل الاعتبار والتدبر ما يبهر العقول.

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com