مساهمات

الحوار والجدل

شهد مازن/ الكفل (بابل)

 

عاشت هاتان الكلمتان في حياة الإنسان ووعيه منذ أن بدأ يواجه الحياة الإجتماعية التي تختلف فيها الآراء وتتنوع عندها الأفكار...لتجسد له المعنى الذي تنطلق فيه أفكاره في مجال العرض وفي ميادين الصراع.

وهذا ما توحيه لنا كلمة الجدل...فهي توحي لنا بمعاني الحوار الذي يعيش في أجواء الخلاف الفكري والعقيدي... بينما توحي لنا الكلمة الأولى بأوسع من ذلك.

لقد لجأ الإسلام إلى الجدل القائم على الحوار المباشر الذي ينطلق من طرح الفكرة في ميدان الصراع، من أجل إشغال الساحات بعلامات الإستفهام التي يطرحها الإسلام مع أجوبتها.

كيف نشأ الحوار والجدل:

لقد جاء في القرآن الكريم عن الإنسان قوله تعالى:

((وكان الإنسان أكثر شيء جدلا))

فقد نستوحي من هذه الآية الكريمة أن هذه الصفة ـ الجدل ـ من الصفات اللازمة للإنسان في طيبة خلقه وتكوينه، وكما نجد أن الحوار والجدل لم يتحركا في التفكير الإسلامي ليكون فناً قائما بذاته يصنع للحياة الطاقات الفكرية القادرة على الدخول في المناقشات الدائرة كما ونجد الجدل في كثير من الموضوعات في البيئة والمحاولات المقصودة لذاتها وهي المقام الأول.

وتأتي الرغبة في الوصول إلى حل المشكلات الفلسفية في الدرجة الثانية من الأهمية، وليس القصد منها الخروج بنتيجة ـ بصدد المشكلة المعروضة ـ بقدر ما تجعلنا أقدر على الجدل في كل الموضوعات.

وينشأ الجدل ويتحول إلى أسلوب من أساليب الإقناع تارة والتبرير أخرى أو التلاعب بالألفاظ والتركيز على القوة البيانية التي تتلاعب بالمفاهيم مرة ثالثة... كل ذلك في محاولات متنوعة تستهدف الدخول في المعركة الفكرية والعقائدية التي تخوضها كل الأطراف لتسجل لنفسها الإنتصار أو تواجه في موقفها مرارة الهزيمة.

وقد نجد في القرآن الكريم ملامح هذا الخط الذي يتجه إلى رفض الجدل على أساس كونه فناً قائماً بذاته يتحول محترفه إلى شخص جدلي لاهم له في المجال الفكري إلى أن ينقلب على خصمه، أو ان يلف ويدور لإشغال الفراغ بمجالات تضيع الوقت وتبتعد عن الهدف لأن ذلك يساهم في تشويه الكيان الفكري للإنسان بما يشيره في طريقة تفكيره من الإبتعاد عن القضايا البديهية في الحياة ، يبقى مشدوداً إلى الإفتراضات البعيدة التي تغذي الجدل وتحجب عن الإنسان رؤية الواقع.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com