مساهمات

أمي .. مدرستي الأولى في الحياة

أبو نصرالله الجبلاوي / بابل

hf_895@yahoo.com

تقول أحدى الفتيات المثقفات بعد أن نالت حظاً من التعليم لا بأس به :

لقد كان الى جانب مدرستي ـــ التي تعلمت فيها ـــ مدرسة ثانية .. تلك هي أمي .. ففي كل يوم كنت آخذ منها درساً لاتقدّمه المدرسة لي . فلقد رأيتها وهي تدير البيت والأسرة بحكمة عالية , وسعة صدر عجيبة .. فاذا جاء أبي متعباً أو متألماً أو شاكياً من أمر رأيتها: الصديق الصدوق , والممرضة الحانية ,, والمعين الذي لايبخل بنصح وبكلمة طيبة وبمشورة رائعة ,. كانت تتحدّث معه وكأنّها خبيرة نفسية .

واذا عانى أحد أولادها وبناتها من أمر دراسي أو حياتي أو أي شيء آخر .. تراها كالمستنفرة لاتهدأ حتى يزول ما به من شعور بالضيق أو الألم أو الانزعاج ..

عجيبة هذه ( الأسفنجة) التي تمتص كلّ مابنا .. وتكتم ما في نفسها فلا يعلمه أحياناً الاّ الله .

تعلّمت منها .. أنها قريبة جداً من الله تعالى ..فهي تجد عنده كلّ شيء .. عافيتنا .. ونجاحنا .. وسلامنا ..وتوفيقنا .. ورزقنا .. ولا يفتر فمها من الدعاء لنا ..

وفوق هذا وذاك .. كانت ذات حكمة في التعامل البسيط والعميق مع المشكلات التي تواجه الأسرة .. فقد نتحيّر في مسألة , حتى أذا جاء دور ( ماما ) قالت بلطفها المعهود : (( ضيّقها تضيق .. وسّعها تتوسع )) وكم هي تنظر الى بعيد .. كانت تشير عليّ أن لا أصحب فلانة .. وكنت أتضايق من بعض آرائها رغم أنّها تبيّن لي بعض الأسباب .. لكنها تقول أيضاً : غداً ستدركين أنّ ما أشرت به عليك هو الصواب .. ويأتي الغد وهو يحمل صواب رأيها .,., أمي مدرستي الثانية التي تعلمت منها الحياة .. واني لأنصح أخواتي الفتيات أن يتعلمن دروس الحياة من أمهاتهنّ خاصة اذا كنّ على وعي وايمان وفهم عميق للحياة ..

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com