واحات

إلى ريحانه مع التحية!

بقلم / مريم المدحوب

marayem2@hotmail.com

إلى من سكنت ربيع القلوب.. إلى من شعلتني بالشوق والحب .. إليك يا ريحانه أرسل كلماتي ..

غاليتي .. ريحانه..

كم يعذبني أن أراك مظلومة مقهورة مغصوبة الحقوق في عالم برزت الحرية ابرز مزاياه ، فها أنتي ذا تعانين من حضارتهم العصرية من حيث لا يحتسبون ، أصبحتِ ماركة تجارية يتاجرون باسمك في بضائع الأسواق ، المراكز والمجمعات التجارية .. والأهل في وادٍ غير ذي واد .. كم صعبٌ عليّ أن أراك تتعذبين والآخرين يحتسبونك في قمةِ الحبور والسعادة .. فأنتي اليوم وبفضل حريتهم المزعومة أصبحتِ تمارسين جميع حقوقك في هذا المجتمع الفذ بعدما كانت معاصم أخواتك  مكبلة بقيود سجن الإسلام العتيد. ولكن أختاه لا وألف لا .. هيهات أن نسكت ونركن لمآربهم الشيطانية..  لابد لنا من ثورة نصب جام غضبنا فيها .. فإلى متى ستبقين آلة في معاملِ تجارتهم ؟؟ فمن ينادى بهذه الحرية المزعومة إنما ينتظر من ورائها جني أرباحه بعد قطف ثمار عفتك وعزتك الشامخة بالإسلام..

 فلتعلمي يا حبيبة قلبي أن ليس هناك أحدا نادى بحريتك وكفلها لك غيره، نعم ليس هنالك من أحدا نادى بتكريم هذا الجنس البشري غير الإسلام المحمدي الحسيني.. فلتأتي معي نقلب في أوراق الزمن الغابر ، لننظر إلى النقلة التحويلية التي أطلت علينا ببركات الرسالة السماوية وجهود المعصومين سلام الله عليهم أجمعين ، انظري يا عزيزتي إلى هذه الأوراق الصفراء ألا تجدين أنها تحوي بين طياتها كلمات الإله العزيز فها هي الكلمات النورانية تسطع أشعتها لتبرق ببريق النور السرمدي تخبرنا بأن لا فرق عند الله سبحانه وتعالى بين الجنسين ، بين الذكر والأنثى ، فها هو عز من قال يقول (ياايها الذين امنوا اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءاً). بالله عليكِ مَن مِن الأديانِ السابقة صرّح بهذا التصريح _ المساواة بين الجنسين _ ؟؟ ومع ذلك نرى أن الاتهامات مازالت تتراشق عليه من كُلِ حدبٍ وصوب ، وحملات تشكيكية ليس لها من انقضاء وتبرم !

أيعقل قطعة قماش تغطي بها الفتاة المسلمة مفاتنها تثير حفيظتهم إلى هذا الحد ؟؟ تسلبهم الرقاد ؟؟ تجعلهم يشنون حملات على حضارتنا الإسلامية المجيدة ليبتذلون فتياتها ويقضون على العفةِ والحياء فالحضارةُ الغربيةُ بذلت الجهد الكبير من اجلِ تحريرِ المرآة َمن عفتها والقضاء على طهارتها . وما زالت إلى اللحظة تسعى دائبة ليل نهار على ابتذالها وكل ذلك تحت شعار " الحرية" ! وكأنما الحضارة الإسلامية مضيقة الخناق على فتاتها بتحجيبها..

ففي وجهة نظرهم السوداء أن الفتاة المتحجبة فتاة مخنوقة محرومة من الحرية بيد أن الإسلام يرى في الحجاب درعاً واقياً للمجتمع من الانغماس في مستنقعات الرذيلة النتنة ، فبالحجاب تكون الفتاة  أكثر حصانه من تلك المبتذلة نفسها ،كما أن البعض منهم يعترف ويسلم بهذه الحقيقة التي لا جدل فيها، فقد قرأت مقالاً يقولون فيه أن حكومة اليابان لما أخذت تتلقى الشكاوي من الشعب على التحرشات التي تلاقيها الفتيات ، طلبت منهم التعاون مع الحكومة وذلك عن طريق التحكم في ملابس فتياتهم _  أي يرتدينّ لباس محتشم ساتر _ لتعمل على تقليل الإثارة الجنسية .

ريحانه ..

 أتعلمين أنهم ينادون بالمساواة الجسدية ! وهذا محال ، فالطبيعة الأنثوية التي جبلت عليها أنتِ الفتاة تختلف عن تلك الذكورية التي جبل عليها الشاب ، بينما نجد الشارع المقدس يوازن في نظرته المادية والروحية فلا يجعل الماديات تطغى على الروحيات ومع ذلك وللآسف الشديد حقاً  هو وجود شريحة من فتياتنا ينظرون إلى  الحضارة الإسلامية من زاوية القصور ،النقص والتخلف .

 

آنستي..

دعي الجميع .. وتثبتي بحبل منار النور .. فاطمة الزهراء سيدة هذا الكون .. لتكوني ممن دعوا ( ربنا أهدنا الصراط المستقيم ) فلبى ندائهم.. واعلمي من لا يعلم أنكِ ( ريحانه وليست بقهرمانة) !

 

   

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com