معاناة أجيال ليست لها حلول

أبو نصرالله

aljablawi@hotmail.com

 

عانت المرأة في مجتمعاتنا من نير التخلف والجهل .. ليس بأيامنا تلك أو الأيام القريبة منا .. ولكن منذ عصور موغلة بالقدم والمرأة مخلوق عليه فقط أن يعمل ويتحرك وينتج ويحرق نفسه دون أن يشكر أو يقدم له الأمتنان أو يرد له الجميل بالعرفان حتى .. ولو نظرنا نظرة بسيطة لكل قوانين الحياة الموروثة والمعدة الآن وجدنا أن المرأة لم يهتم بها كأنسان تدير دفة الحياة أكثر من الرجل أحياناً وأحياناً كثيرة .. وألا فلولا المرأة الأم لماكان هناك رجلاً يقود الحياة ويتحرك فيها .. ولولا المرأة الزوجة لما أستمرت الحياة تنبض بالعطاء .. ولكن هذا الجهل المطبق على تفكيرنا أنحى بالمرأة الى تداعيات خطيرة حتى أنها أنست الجهل وأستأنست به وكأنها عرفت قدر نفسها بذلك .. حيث أنها تعاني الكثير في مجتمعاتنا العربية والأسلامية .. لا وبكل مجتمعات العالم .. وبنظرة أخرى لواقع أكثر ألماً وهو واقع المرأة الريفية التي أنتهكت حرمتها بأبشع صورة فنجدها تزف الى العريس الذي يشتهيه أبوها ويملك من الأعمال الصعبة والشاقة التي تدر عليه الأموال المكنوزة تحت الأرض والتي لا تجعل المقابل يستشعر بقيمتها عند صاحبها وكأنه من الفقراء .. لذا وجدتُ في عالم الريف الكثير من الأنتهاكات لكرامة المرأة وأستخدامها كأجيرة أو أقل من أحترام ألأجير .. لأن الأجير ممكن يثور على صاحب المال ويرفض التعامل معه وبعدها يأخذ أجرته .. الآ أن المرأة هناك عليها العمل حالها حال بهائم زوجها التي تذهب الى المرعى صباحاً وتعود الى الزريبة مساءا . لابل أنه يصرف على تلك البهائم من أمواله العزيزة عليه جداً ليشتري لها العلف وبعض اللقاحات عند الضرورة .. حيث روي لي مرة بأن أمرأة ريفية توفيت في مكان تجمع الحيوانات ( الزريبة ) وأشبعوها ضرباً وهي ميتة مقتنعين بفكرة وهمية بأنها تريد أن تعمل نفسها مريضة لكي لاترعي الغنم وعندما ذهبوا بعد أن يأسوا منها وعادوا وقت القيلولة وجدوها بمكانها جثة هامدة وساعتها عرفوا أنها فعلاً ميتة ولم تتظاهر بذلك لكي لاترعي الأغنام وبذلك أرتاحت فعلاً من حياة بائسة مملة لم تعرف فيها لماذا خلقها الله ؟ وماذا يعني الحساب أو حتى الصلاة والصوم ؟ لقد جهلوا الكثير من معاني الحياة وما عرفوا غير هذا الهم اليومي من ضنك وشضف العيش .. دعوة للجميع أن يوصلوا حركة الحياة وأفق الحركة الى أبعد مكان على الأرض وأن نحرر أنفسنا من عقدة الحيادية وأن نعمل بتكليف الواجب المقدس وبوخزة ضمير على مستقبل الأجيال .. ولله دركِ يابنت الرافدين الريفية .. وأملي بمساحة بنت الرافدين أن تعي الجميع لتشملهم برأفتها ومحبتها ..

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com