حكايات من ذاكرة الريف.. (22)

عرب الشيخ شمران

حسين الهلالي

huseinalhilaly@yahoo.com

اشتهرالشيخ شمران بفراسته وحكمه العادل كفريضة تحتكم عنده القبائل وكريم بطبعة عمله في هذه المنزلة التي اختارته العرب في حل مشاكلها، نزل احد الأشخاص عليه وهوغريب عن هذه الديرة والغريب يسمونه (كصير ) أي المجاور وله حق الجوار والحقوق الأخرى التي تشمل هذا النزيل وفي احد ايام رمضان كان الشيخ شمران قد اقام وليمة فطور (للفريج ) ونظر الى الذين حضروا فلم ير الكصير بينهم واسمه حجاب المري وسأل عليه فقالوا له :- ( منذ ان فقد ولده الرضيع وهو لم ينقطع عن البكاء عليه ) قال لهم نادوا عليه اريد احجي معه بعد الفطور 000 ذهب الرجال وعادوا ومعهم حجاب حزين قال له الشيخ شمران سمي بالرحمن وافطر معنا وبعد الفطور سوف اتلو عليك حكاية حدثت معي والشهود حضور معي وبعد ان اعلن موعد الفطور تقدم الجميع نحو الطعام وبعد الفطور احتسوا القهوة وادوا الصلاة و، وتصدر اليشخ شمران المضيف المكتض برواده وبدأ بسرد حكايته :-

قال الشخ شمران :- (انا ابن شيخ وهب شيخ هذي العشيرة حبيت بنت عمي ووالدي حي ماعطاني عمي البنت، وبعد وفاة والدي طمع برئآسة العشيرة وتقدمت لخطبتها مرة ثانية شرط علي شروط قاسية وهذي الشروط هي :-

1- ان اتنازل عن الشيخة له

2- ان ارحل من الفريج !

3- ان لايكون زواجي بهذا الفريج

وافقت على شروطه واخذت بنت عمي ورحلت الى قلب البادية وتزوجت اهناك وفي هذه الأرض الخضرة ومتطرف عن البشر وعندي حلالي وفرسي الأصيل وتفكتي الصلحة وراسي بارد من الطلايب اوصاروا عندي صبيان ثلاثة وبنت وهذا خير من رب العالمين وفي يوم من الأيام تأخر الحلال راحت بنتي تشوف ويش اخر الحلال ونظرت من فوك التل، ماشافت لاالحلال ولاالراعي اوصاحت علينا بأعلى صوتها راح الحلال يوبه انهضوا اولادي الثلاثة وركبوا اخيولهم اومشوا ايشوفون اللي صار بطوا علينه رحت آنه وراهم لكيت اولادي الثلاثة ميتين من اثر مهاجمة اللصوص الجثيرين عليهم واختهم ماتت حزناً عليهم، تسمع يلخفاجي وانت ماتلك ورووص وتبجي عليه صرت ادفنهم وحمدت الله وثنيت عليه ورجعت لبيتي وخبرت زوجتي ابموت اولادهه بجت ابحركه وكمت اصبر عليهه وعلى طول المدة حمدت رب العالمين اوسكتت،ونص الليل اجه درويش وكمت بواجب الضيافة اله وعندما كمت اكضي حاجتي بعيد عن البيت كام الدرويش وشعل مايشبه البخور وسحر على زوجتي اوكادهه من ايدههاوطلعوا خارج البيت يمشون، وعندما رديت مالكيت الدرويش ولازوجتي ركبت افرسي ابهاي الليلة المكمرة ورحت اغير بالصحراء ادور على زوجتي اووصلت لديرة لكيت الدرويش وزوجتي ميتين حفرت اوطميتهم،تسمع يلخفاجي وانت ماتلك طفل وتبجي عليه، والصبح اخذت ولدي الرضيع وعادلته على الفرس مع السقاء وهديت البيت على مافيه وارحلت امشي بهاي الصحرا ولكيت بير ونزلت وحطيت الدلو بيه وسحبته جفلت الفرس وطاحت بالبير هي وولدي صبرت وحمدت رب العالمين على هاي المصايب،تسمع يلخفاجي وانت ماتلك طفل وتبجي عليه،اومشيت بالصحرا وكلت الدنيه من تجبل على واحد تنطيه محاسن غيره او من تجفي عنه اتسلبه محاسنه مرة وحده وبعد الصار ماعاد عندي تفكير كبل فكرت اروح لهلي وهسه ماظل عندي تفكير ولاراي اليرشدني وين اروح بعد اكثر من شهر امشي آكل الحشايش واشرب ماي من الغدران وآنه امشي لاحلي فريج من بعيد وخجلت من نفسي ان اروح للديوان اوظليت لمن ايصيرالمغرب وبعدهه مشيت اوطبيت ابأطرف بيت من الفريج لكيت شايب جاعد ور الدلال رحب بيه وصاح على بنته جابت الفراش نظرت الهه او كلت ابكلبي سبحانه الخالق جانت حيل مزيونة،ومع جيت الحلال من المرعى اجه ابن الشايب ورحب بي وكالو ابوه هاتوا العشه الخاطركم 000 وكان بين آونة واخرى ينادي على ولده ( هاتوا العشه ) وعند ما اتناصف الليل جاب الولد الصحن اوحطاه جدامي ويالهول ماشفت، شفت بالصحن راس شاب حلو مذبوح توه وتفاجئت بالرجال الجبير يحط الخنجر على ركبتي يريد يذبحني كالو ولده يبوي انجتفه وندفنه مع غريمنه00 او جتفوني بالحبال اوكلت وي نفسي الحمدالله 00 منيتي جابتني لهناه، اتمنيت روحي تروح وي اعزازي لهان الموت اوياهم، وطلعوا بيهواخذوا جثة الشاب اوياهم وبتهم شايله الفاس وبعيد عن فريج العرب بده الشاب يحفر وابوه يوصيه ان يعمج القبر ويعرضه حتى ياخذ اثنين آنه والشاب المذبوح وتوجهت ابسري الى الله سبحانه وتعالى ان ينجيني من محنتي هاي والروح عزيزه اذا جانت الوسيلة في موتها الدفن وآنه حي وشفت نفسي عندي قوه اللي اتمكني من الهرب منهم

اوركضت بكل قوتي وآنه مجتوف الأدين وطلبوني وركضوا وراي يرموني بالفاس وبالرمح وبالخناجروبظلام الليل رميت روحي بكبر صريم عالى وبدوا بالدوران حول شجرالصريم العالي ويهبشون بسلحتهم وآنه ما صيح آخ عندما يشجني الرمح اويلوحني طرف السيف ومرة شجني الرمح بيعيني، ماتشوفني يلخفاجي اعورومغطي عيني بوصلة سودة الى ان عجزوا وخافوا ينفضح سرهم وينكشف امر القتيل الشاب، كال الولد لبوه ماظن موجود بالصريمأ وانجان موجود اظنه مات، رجعوا عني وحمدت ربي كوني نجيت من شرهم وعندما تيقنت من ابتعادهموكبل خيوط الفجر الأولى زحفت بعدما حليت الحبال من اديه ازحف نو العرب وجابني القضاء والقدر لديوان شيخ العرب وكبل الديوان لكيت بيت مفردعن باجي البيوت رفعت الستارة ودخلت لكيت بيه بنت مثل الكمر فزت البنت وكالت من انت يارجال، كلت وجيع يابنت الأجاويد ودخليل عندكم، كالت ياهله بالدخيل 000وبعد ما شافت جروحي اخذت طاسه وراحت تكوم النوك من الأبل وتجمع بولهن وتغسل بيه جروحي وظلت تداوي ىالجروح وانا ابيت بنت الشيخ تعتني بيه وتطعمني وتطلب من خادمتهه ومن اهلهه الأجل والشرب الذي آنه اريده واشتهيه وافردتلي منام خلف الغراض في بيتهه، وتمر الليالي ثكيله وان دبت بيه الحياة شويه شويةوبعد مرور خمسة وعشرين ليله على دخولي بيت بنت الشيخ سمعت لغط وصياح وهرج بين العرب، واستفسرت منهه عن ذلك 000 كالت وبصوتهه رنت الحزن :- اخوي الزغير صارلو خمسه وعشرين ليله مالفه للبيت وبوي وده وراه ارجال للبر خاف بالصيد والكنص 000 وسأل كل صحبانه وعربنه مالكالو اثر وبعد ارسل طروش للعربان المجاوره بالبادية وماكو خبر منو اوبوي يتوعد ويهدد ويتهم هاذه وذاك وبعد ذلك يرجع عن كلامه 00 والحزن مخيم علينه وعلى الفريج كله

كلتلهه اسألج بالله ان تسمحين لي بكشف وجهج اذا جان يشبه وجه اخوج الصغير واناابكلبي سروبعد التردد رضت ونظرت للبنت شفت وجهها عين وجه الشاب اللي جابوه لي بالصحن ابيت الشايب بعدها اخبرت البنت بكل اللي شفته اوماصابني لحين دخولي بيتها كالت :- ( يخو العرب اذا جان كلامك ماهو صحيح اموت انا وانت واصير سافه للعرب كلت لها اعتمدي على الله وعلي نادت على الخادمه وكالت لها ناديلي ابوي ياتي لعندي انا عندي امرهام 00 واج ابوهه واخوتهه وروت لهم حديثي، وكالت لي اطلع من مجانك،وكالي ابوهه انجان حجيك صدك نجيت وفزت وانجان جذب هلكت ومن معك بهذا البيت يالخفاجي خفت موش على روحي، لجن على بنت ألأجاويد صاحبة الفضل وهي وحده من عشرات من الناس اللي يسوون الخير والمعروف بدون مقابل يعملون الخير لأجل الخير خفت على النفوس الجبيرة اللي تضمد جروح المظلومين من اسلحة الأشرار وبهاذ عملهه اتسوي للحياة طعم لذيذ اووجه ضاوي،وخرجت مع الشيخ وامر بالقبض على الشايب وولده واخذتهم لمجان القبروجان الله بعوني وبعد الحفر لكوا ابنهم المذبوح وتعرفوا عليه وآمر الشيخ ان يدفن الشايب وولده بالكبر 0 نتيجة لعملهم الخسيس لالشي الأ هذا الشاب يحب بنتهم وهي تحبه ولاتتعجب يلخفاجي 000 اذا كلتك ان الشايب اخو الشيخ وبعد ما عرف هو وبنه بالعلاقة بين الشاب ابن اخيه وبين بنتهم تربصوا بيه يجتمع مع بنتهم قرب ستارو البيت امسكوه وذبحوه بذيج الليلة اللي آنه جنت عندهم ( واعترفت البنت الى عمها الشيخ ما سواه ابوها واخوها 000 وبعد فترة الحزن والعزاء كال الشيخ للعرب آنه رايح اكرم هذا الزلمة وانتم يا عربنا كل واحد ياتيني ابعير وشاة، وصار عندي حلال جثير واكرمني وكال لي انت ظليت بالبيت مع بنتي خمسة وعشرين ليلة وجيع وجريح لازم شفت ايدهه رجلهه يبني البنت اجتك حرة الك بالحلال واكراماً لك جيف خبرتنا بسر اختفاء ولدنا

وافرد الشيخ لي بيت وتزوجت بيه اوظليت معزز مكرم عندهم صاحب جاه وحلال وزوجة جميلة يلخفاجي رحمة رب العالمين جبيرة، وجزاه عظيم وسريع ومالت

للوحده وحياة العزلة بمرابع البادية وطلبت من عمي الشيخ موافقته على الرحيل لهلي وعشيرتي وكصدي غير ذلك،وهاي حجه جبتها، انااريد اوجه وجهي للبادية،وافق الشيخ ورحلت بعد ما ودعت عيال الشيخ ورجال الفريج وصرت بهذا المجان البعيد بكلب البادية والتمت علي العربان وزهت الدنيالي والحظ يكبر والغيوم السود تنجلي،وهل تشوفني شيخ جبير لهل العرب والله رزقني بأربعة اولاد هم هل الحين زلم نشامة وشجعان، ثم نادى بصوت عالي لزوجته، يافلانة هذا الحجي صحيح جاوبت من خلف الستارة 00 من يوم طحت عندي وجيع ولهاذه اليوم والساعة حجيك كله صحيح 00 وليّ كبله الله اعلم به، يالخفاجي الله ارحم الراحمين،وانت عندك نعمه اولاد وحنه كلنه تحت رحمته وقسمته وتقديره