دنيا الطفل

 

العناصر البيئية المؤثرة في التربية

 

تشبه البيئة الاجتماعية في مضمونها وتأثيراتها وايحاءاتها تأثير البيئة الطبيعية فكما ان البيئة الطبيعية الملائمة لتربية الانسان من حيث ما يتنفسه او ما ينظر اليه أو يسمعه او يلمسه او يشمه تنفتح به على عالم من الفرح والطمأنينة والاسترخاء والجمال وما الى ذلك والبيئة غير الملائمة تثير في داخله الضيق والتشنج والحزن وما الى ذلك فإن تأثير البيئة الاجتماعية مشابه لذلك تماماً، ولكن على المستوى المعنوي لا المادي.

فالبيئة الاجتماعية التي تختزن الفرح والتسامح والمحبة والقيم الروحية والأخلاقية والإيمان تترك تأثيراً ايجابياً على شخصية الطفل والكبير ايضاً بينما البيئة المشحونة بالعداوة والبغضاء والانحراف واللاايمان والقسوة وما الى ذلك تؤثر سلباً على الطفل خصوصاً باعتبار ان مثل هذه المعاني السلبية تقتحم عليه مشاعره وتحكم افكاره وانطباعاته عن العالم لذلك فإن تأثير البيئة هو تأثير حتمي في جانب السلب والايجاب لان كيان الانسان يتنفس اجواء البيئة الاجتماعية كما يتنفس اجواء البيئة الطبيعية بشكل عفوي ولا شعوري فهو لا يختار افكار البيئة ولا هي تختاره بل ان تأثيراتها تنفذ الى مسام احساسه وشعوره ومعقولاته بشكل غير مباشر لذا فإن تأثير البيئة يتعاظم في حالات الغفلة التي يعيشها كحالة استسلام لا شعوري للمحيط.

وقد أكد الاسلام على تأثير البيئة القوي في الحديث الشريف (كل مولود يولد على الفطرة ألا ان أبويه يهودانه او يمجسانه او ينصرانه).. وفي هذا الحديث تأكيد على دور الوالدين المباشر في التربية قبل أي مؤسسة اخرى. ولذا نهى الاسلام عن الزواج من خضراء الدمن في الحديث الشهير: (واياكم وخضراء الدمن، قالوا: وما خضراء الدمن، قال: المرأة الحسناء في منبت السوء). بلحاظ ان منبت السوء يترك تأثيره السلبي على داخل الحسناء فيجعلها قبيحة الداخل في الوقت الذي تحمل مظهراً خارجياً جميلاً ولذا وعند حدوث أي مشكلة تربوية عند الطفل على المربين ان ينفذوا الى داخله ليدرسوا مدى تأثير المفردات البيئية السلبية في شخصيته تماماً كما يدرس الطبيب تأثير الجراثيم على وضع الإنسان الصحي وعليهم بعد ذلك معالجة المشكلة إما بطريقة العزل عن البيئة او بايجاد دفاعات داخلية تقتل تأثيرات البيئة السلبية من الداخل عن طريق الجرعات التربوية الملائمة من الحنان والاحتضان والنصيحة وما الى ذلك.

إننا نتصور ان للبيئة تأثيراً كبيراً على شخصية الانسان الطفل والشاب والشيخ والمرأة لكنها مع ذلك لا تغلق امام الإنسان كل منافذ التنفس من الجو النظيف، وعلى المربين الاستفادة من هذه الثغرة التي تتركها البيئة في الشخصية الانسانية عادة لينفذوا منها الى تهيئة الوسائل العلاجية الملائمة لاي مشكلة يعيشها الإنسان هذا ما تؤكده التجربة الانسانية التي نجحت احياناً كثيرة في تجاوز مؤثرات البيئة بطريقة او بأخرى ومما لا شك فيه ان المسألة تحتاج الى دقة وحكمة ووعي وذكاء في فهم طبيعة المؤثرات وطبيعة العلاجات.

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com