تحقيقات

 

النجف مع بدء الشتاء .. مداخلها حفر و مطبات، وشوارعها تلال من النفايات

 

اعداد: حيدر الزركاني

منظمة بنت الرافدين

 

 كثيرة هي الأموال التي يعلن عن رصدها لتطوير الخدمات البلدية وتنفيذ مشاريعها المختلفة لكن هذه الخدمات وباعتراف كبار المسؤولين في محافظة النجف الاشرف لم تصل الى المستوى المطلوب والذي يتناسب والحد الأدنى مع ما تتمتع به ألمدينه المقدسة من مكانه دينية وسياحية حتى غدت مداخل المدينة من شمالها وجنوبها تستقبل الزائرين بالحفر والمطبات منذ فترة ليست بالقصيرة ؟!!

  لإنجاز مشروع يقال انه لتصريف المياه المطرية وقد داهمنا الشتاء و المشروع لم ينجز حتى بمراحله الاولى.

 

فوضى الأرصفة

 إما شوارع النجف وأسواقها وأحيائها فتعاني من النقص الحاد في الخدمات البلدية إضافة إلى الفوضى في تنفيذ المشاريع وعدم التنسيق بين مختلف دوائر المحافظة مما جعل الأرصفة مكسرة وتملاها الحفر بعدما استخدمت لمد شبكات الماء أو الكهرباء أو الهاتف والصورة جلية في مختلف شوارع المدينه وأحياءها

يقول احد المهندسين المختصين : هناك مقاطع تصميمية ثابتة للأرصفة والشوارع يعرفها المختصون لكن عندنا لايتم العمل بها بصورة صحيحة أعطيك مثل شارع عرضه عشرة أمتار يكون عرض الرصيف فيه 1،5 متر إما الشارع عرض 12متر فان عرض الرصيف فيه يكون 2,5 متر و يفترض إن يقسم الرصيف إلى ثلاث مقاطع تمد خلالها الخدمات وبشكل التالي :المقطع الأول والقريب من الدور السكنية و المحلات التجارية يكون لمد خدمات الهاتف والاتصالات إما المقطع الوسطي من الرصيف مخصص لخدمات الكهرباء إما القسم الأخير فمخصص لمد شبكات الماء ويضيف موضحا لو إن كل جهة من هذه الجهات استغلت الجزء المخصص لها لما كان هناك قطع للكيبلات أو تكسر في شبكات الماء، إما العمل الان فهو فوضى حقيقية إذ تعمل كل جهة على حدة ودون تنسيق مما يؤدي إلى تخريب الأرصفة وجعلها كما تبدو الان كل ينجز عمله ويترك الأنقاض والرصيف دون إعادة رصفه فيصبح مكان لتجمع الأتربة والنفايات إضافة إلى أنقاض العمل التي لاترفع الا بعد مدة طويلة

 

شركة الامتثال وأعمالها

السيد هادي السلامي عضو اللجنة البلدية في المجلس الاستشاري في مدينة النجف الاشرف يقول أن شركة الامتثال أخذت العقد من وزارة البلديات والأشغال مباشرة وهو مشروع لإنشاء شبكة لتصريف مياه الأمطار في مدينة النجف الاشرف هناك خلل في اعمال هذه الشركة وعدم مطابقتها للمواصفات منها على سبيل المثال صب قوالب المجاري في مناطق ( النزيز) في حي الجمعية ورغم اعتراضات مجلس المحافظة والجهات الأخرى في المحافظة والشركة تقوم بأعمالها دون تعديل او العمل وفق المواصفات والغريب أن اعمال هذه الشركة غير خاضعة لجدول زمني معين لإنجاز الاعمالها خاصة ان المشروع يخص المياه المطرية و الشتاء على الأبواب ومداخل المدينة الرئيسية شارع كربلاء نجف وشارع المناذرة نجف مليء بالحفر والمطبات التي أحدثتها هذه الشركة والتي تتضمن اعمالها تغير القوالب الجانبية وإعادة اكساء هذه الشوارع.

 احد المسؤولين في مديرية بلدية النجف يقول إن اسعار الأعمال التي تنفذها الشركة ارتفع إلى الضعفين عن التخمينات التي أعدتها البلديه.

المواطن في النجف وكذلك الزائر إلى المدينة يعاني من المطبات والحفر في الشوارع وخاصة أصحاب المركبات وسواق النقل العام ويطالبون الشركة بإنجاز اعمالها وفق المواصفات وبسرعة مناسبة.

 السيد مصطفى احمد سائق يسخر ويقول إن الأمطار هذه السنة ستهطل بكثرة والشوارع ستغرق لولا اعمال الشركة وكان مجلس المحافظة قد تحفظ على أولوية المشروع للمحافظة

 

التنظيف و إمكانيات البلدية

لعل اهم المهام التي تقوم بها الدوائر البلدية هي اعمال التنظيف ورفع النفايات ومعالجتها والنفايات هنا تشمل المخلفات التي تطرحها المنازل والمحال التجارية والقطاع الصناعي وغيرها وهي الواجهة التي تقيم بها هذه الدائرة الخدمية المهمة لذا يجب توفير الآليات والكوادر المتخصصة بجمع ومعالجة النفايات إما ان تترك تتكدس في شوارع رئيسية في المدينة والأحياء السكنية فهو أمر خطر لان هذه النفايات والمخلفات سببا لكثير من الامراض الخطرة وتعد ملوث حقيقي للبيئة ويستطيع أي شخص يتجول في شوارع النجف إن يرى الكثير من الأمثلة عن هذه الشوارع التي لا تصلها كوادر البلدية الا في أوقات متباعدة بعد إن تكون النفايات والازبال المتراكمة فيها تلال لا يستطيع المار فيها التنفس بسبب الرائحة التي تنبعث منها ولعل ابرز هذه الشوارع شارع المكتبة العامة وسط المدينة وفي هذا الشارع مدرستان ابتدائية وثانوية إضافة إلى المكتبة المركزية ولابد للمار بهذا الشارع ان يغلق انفه بيديه ليخترق الرائحة التي تنبعث من النفايات المتكدسة وهي عبارة عن مخلفات القصابين ومحلات تنظيف الدجاج ويبدو ان البلدية لا تمر بهذا الشارع إلا بين الفترة والأخرى وكذلك الشارع الذي يعد المدخل الوحيد للمدينة القديمة في حالة غلق الشوارع الرئيسية والرابط بين شارع المدينة وساحة المواد الغذائية إضافة إلى هذه الساحة نفسها والتي تعاني الإهمال وتراكم النفايات والفوضى التنظيمية فيها وتجد تراكم الأوساخ والنفايات حتى في الشوارع الرئيسية للمدينة ويرى المواطنين في اعمال الاكساء التي تجري الان مجرد عمليات سرقة لأنها خارج المواصفات التي تضمن نجاحها.

 

أراء الناس

المهندس المتقاعد أبو حيدر 55 عام يصف خدمات البلدية في المدينة القديمة بالضعيفة ولا تتناسب مع مكانة المدينة التي يؤمها عشرات الآلاف من الزائرين كل شهر من جميع أنحاء العالم ويقارن بين ما شاهده في مشهد عند زيارة الإمام الرضا (ع) ويقول إن الأمر يدعو إلى الأسى والمسؤولين في المحافظة لم يقدموا للناس شيء منذ عام وانظر إلى شارع الطوسي وتعرف الأمر حتما.

 السيد حمزة كاطع موظف 30 عام يقول نادرا ما أرى سيارات أو عمال البلدية في الحي الذي اسكن فيه وعندما ترى العمال في بدلاتهم البرتقالية فإنهم كثيرا ما يضيعون الوقت ولا يتم تنظيف الشوارع وهي أساسا غير مبلطة وتصبح مستنقعات في فصل الشتاء وتسائل لماذا لا يتم التبليط في الأحياء غير المبلطة بدل مشروع المياه المطرية غير المفيد حسب كلام السيد كاطع.

 

ماذا يقول المسؤولين

مسؤول في البلدية قال إن عدد العمال الذين يقومون باعمال التنظيف في المدينة على الملاك الدائم هم 45 عامل فقط والمفروض إن يكون العدد 1500 عامل.

عضو اللجنة البلدية في المجلس الاستشاري السيد هادي السلامي يقول اعمال المجلس في مجال التنظيف ورفع النفايات والأنقاض بعد الاحداث العسكرية التي شهدتها النجف العام الماضي كانت ناجحة بشكل كبير وتمت خلال شهر واحد وبالتنسيق مع البلدية وكانت اللجان المشكلة تعمل بنجاح وحازت رضا الناس في المدينة رغم صعوبة الظروف في حينها، إما اليوم فمدير البلدية الجديد لا يبدي أي تعاون واعمال المتابعة التي كان يقوم بها المجلس شبه متوقفة نتيجة لضعف الإدارة المدنية في هذا المجال مما انعكس على الخدمات المقدمة للمواطنين إضافة إلى عدم وجود استمرارية في اداء الأعمال في الإدارات المدنية المتعاقبة حيث تعطى المشاريع إلى شركات معينة وعندما تتغير الإدارة تتغير الشركات وتأتي أخرى دون اكمال المشروع وخذ مشروع الكراج الذي لازال لم يفتتح رغم مرور اشهر عن موعد التسليم.

لا يخفي كبار المسؤولين في المدينة حقيقة ضعف الخدمات البلدية رئيس مجلس المحافظة قال لنا في حديث سابق إن المحافظة بحاجة إلى نقلة نوعية وكمية في هذه الخدمات وأضاف لا يوجد دعم حكومي ونشعر إن النجف مغيبة في قرارات الحكومة وميزانية الدولة إما محافظ النجف فقال امام عدد من الصحفيين النجفيين الشهر الماضي إن الإدارة المدنية لم تعثر على الشخص المناسب لإدارة البلدية ورفع مستوى الأداء فيها.

 

مقترحات لتطوير إعمال البلدية

 وتبقى مشاكل البلدية كثيرة وكبيرة المتضرر الأول فيها المواطن البسيط ولعل المشكلة الأساسية حسب مسؤولي البلدية هي الامكانات المالية التي تعتمد على التمويل الذاتي حيث يتم التمويل من أملاك البلدية التي تقدر وارداتها بملياري دينارلا تحصل البلدية إلا على 25% منها بسبب الوضع الأمني في هذا المجال يقترح السيد هادي السلامي عضو اللجنة البلدية في المجلس الاستشاري في النجف الاشرف إعادة تأجير ممتلكات البلدية عبر المزايدات العلنية وتطويرهذه الإيرادات بالعمل على تأجير بعض أبنية الدوائر المنحلة لشاغلها وفق القانون وممتلكات البلدية كبيرة وكثيرة نتوقع ان تصل إيراداتها إلى 12 مليار دينار ممكن من خلالها الاعتماد على توريد إيرادات حقيقية لتمويل مشاريع البلدية وتحسين اعمالها خاصة إن الدول المانحة تعزف عن تمويل هذه المشاريع بسبب الفساد الإداري وسرقة الأموال.

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com