لقاءات

 

مقابلة مع إلفريد يلينيك الحائزة على جائزة نوبل للآداب عام 2004

أجرى اللقاء : ماريكا غريسيل

ترجمة : صالح الرزوق

salehrazzouk@hotmail.com

إلفريد يلينيك الحائزة على نوبل للآداب عام 2004، مولودة في 20 تشرين الأول من عام 1946، في بلدة مورزوشلانغ من مقاطعة ستايريا النمساوية. أبوها يهدوي من أصل تشيكي، عمل في مجال الكيمياء، ثم خدم في مصنع استراتيجي صناعي أيام الحرب العالمية الثانية، ولم ينقل إلى معسكرات الإبادة مثل غيره. لكن أمها كانت من عائلة أرستقراطية ثرية تنتمي إلى فيينا. حصلت إلفريد على الإجازة الجامعية عام 1964 في المسرح والفنون الجميلة، ثم درست الموسيقا. بدأت بكتابة الشعر، وأول كتاب لها عنوانه (ظل ليزا) صدر عام 1967. ثم تتابعت أعمالها الهامة ومنها : نساء عاشقات (1975)، أزمنة رائعة رائعة (1980)، معلمة البيانو (1983). آخر أعمالها : بابل، مسرحية صدرت عام 2004، وبطبعة ثانية معدلة عام 2005.

تقول يلينيك عن الأزمنة الحديثة : إنها تخلت عن الماركسية كإيديولوجيا مستقبلية. ولكنهاما تزال متعاطفة مع الجناح اليساري الذي يقاوم العنف والتسلط والقهر الرجعي. وإنها ضد الغزو الأمريكي للعراق، بمقدار ما تعادي مفهوم الذكورة الموجه نحو النساء في المجتمعات البطريركية جنسانيا.

 

ماريكا غريسيل : لم تحولت إلى كاتبة ؟ وما هي مصادر إلهامك ؟.

إلفريد يلينيك : كما يقال عن معظم الكتاب، من جهة كل ما أقدمت عليه مذ كنت طفلة هو القراءة، وكنت متوحدة، وقد تأصل ذلك بطريقة معاناتي مع الوالدين وتربيتي. من جهة أخرى، كلما قرأت أكثر، كلما شعرت بتلك الفجوة المعروفة جيدا بيننا، أنا والعالم. لقد بدأت ذلك في فترة مبكرة من الحياة، فيما بعد على ما أعتقد حاولت أن أغلق هذه الثغرة بشيء في متناول اليد، ولكن كان كل ما توجب علي أن أقوم به هو الكتابة. جاءني الإلهام على وجه الخصوص في الخمسينيات عن طريق حلقة فيينا التي أسسها الكاتب هـ. س. آرتمان. لقد علمتني أنه للتعبير عن أمر ما يجب أن ندع إلى اللغة مهمة قوله لأن اللغة بالعادة أكثر دلالة من محتوياتها المجردة التي يعمل المرء على توصيلها. وإن تدريباتي ومؤلفاتي الموسيقية، فيما بعد، قادتني إلى نوع من السيرورة اللغوية التي تتبنى الإيقاعات، والتي بها، على سبيل المثال، كان صوت الكلمات الذي اعتمدت عليه هو الذي أماط اللثام عن معانيها الحقيقية رغما عن أنفها، إن شئت القول.

ماريكا غريسيل : مضت فترة منذ تم الإعلان عن فوزك بجائزة نوبل للآداب عام 2004. هل تعتقدين أن لذلك أي تأثير مستقبلي على كتاباتك ؟.

إلفريد يلينيك : لدي إحساس أنها سوف تؤثر في كتاباتي اللاحقة، إلى درجة يغيب معها القلق المادي حول إمكانية تطور عميق وتلقائي وسهل الهضم كتابيا. قد يكون ذلك جيدا فيما يتعلق بإنتاج اللغة، الأمر الذي أقول عنه إنه ينحو إلى أن يكون تركيبيا، وربما يقتبس من المخزون الهائل لموضوعة الحرية. وقد ينجم عن التهكم أسلوب تلقائي أبسط.

ماريكا غريسيل : ما هو الأثر الذي يعزى إلى الإنترنت عليك ككاتبة ؟.

إلفريد يلينيك : الإنترنت مجرد حالة من وجه نظري. لا أرغب أن أطور إحساسا بالكتابة " إلى ما لا نهاية "، إن لسرعة الإنترنت، إذا، جاذبية. في أحد الأيام وضعت عنوانا لصفحتي الرئيسة أطلقت عليه اسم " Notizen " و" ملاحظات "، وبه حاولت أن أقبض على مفهوم سرعة تسجيل الأشياء، كما هي الحال في البريد الإلكتروني، والذي من ناحية يعترف بالأحداث الراهنة، ولكن من ناحية أخرى لا يشبه الحفر بالحجر. عوضا عن ذلك إنه مثل شيء أنت تكتبه بأصابعك على رمل مبلل بالماء. بوسعك أن تمحوه في أي لحظة، أما الكتاب فهو شيء مادي " يبقى "، كما أنه شيء محسوس تقبضين عليه بيدك.

ماريكا غريسيل : برأيك ما هو أكثر إلحاحا بين الموضوعات الاجتماعية في المجتمع الغربي اليوم ؟.

إلفريد يلينيك : ذلك سؤال تصعب الإجابة عليه. أعتقد أن العزلة هي مشكلة عويصة، عائق مستمر يسد على التضامن السياسي طريق الحياة. في الماضي قد نقول : تطور الوعي الطبقي. إن التبرجز البائس مجتمعيا، وعلى الرغم من الآفاق المحتملة لصعوده الاجتماعي واستجابة لمسألة السقوط الوشيك في أية لحظة (ليس هنالك بعد الآن " على مدى الحياة "، كل امرئ على شفا الهاوية، العمل أصبح باضطراد في خطر، ومع ذلك يبدو أن هذا لا يقودنا إلى تضامن أوسع مع آخرين نشترك معهم بظروف مماثلة) ـ إن هذا يبدو شديد الخطورة من وجهة نظري. التضامن المتآكل إشكاليا يجعل المجتمع عرضة لأذى تكوين البدائل، الغوغاء والفاشية ذات الأنماط المتعددة.

ماريكا غريسيل : كحاملة للقب نوبل سوف تسنح لك الفرصة لترشيح أحدهم ليحوز على الجائزة في المستقبل. أي نوع من الأدب تمنحينه جائزة نوبل عن رغبة ؟.

إلفريد يلينيك : الأدب الذي يوظف موجات ألسنية ورسمية للتعبير عن صورة بانورامية وعامة للمجتمع ككل بينما هو في نفس الوقت يعريه، ويمزق الأقنعة التي تستر وجهه ـ ذلك عندي هو الأدب الذي يستحق جائزة نوبل.

 الترجمة من الألمانية إلى الإنكليزية : أليسون براون.

 المصدر الأصلي :

 * Elfried Jelinek – Interview , by : Marika Griehsel, Nobel Prize org., Nobel Foundation, 13 October, 2005.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com