حوارات

  

حنان الفتلاوي: اني متفائلة بواقع المراة العراقية ومستقبلها

 

حاورتها علياء الانصاري

في بيتها المتواضع المطل على شارع حلاوي تهالك اسفلته مع الزمن ـ كغيره من مخلفات الحقبة الماضية ـ التقيت دكتورة الامراض الجلدية حنان سعيد الفتلاوي، سيدة في مقتبل العمر تختزن الهمّ العراقي في نظراتها ونبرة صوتها كما تجسد نضال المرأة العراقية وكفاحها لأجل بناء الغد المشرق.

د. حنان الفتلاوي عضو الجمعية الوطنية، وجود المرأة بنسبة لا بأس بها في الجمعية الوطنية مؤشر حضاري ولكن هل لهذا الوجود صوت مؤثر في صناعة القرار السياسي أم هو رقم يضاف الى المجموع؟!

ابتسمت حنان رفضاً وهي تقول: بل صوت مؤثر، نحن كتلة المستقلين في قائمة الائتلاف لنا صوت قوي، يستشيروننا .. يثقون بنا ولكن ليس الجميع، مع الأسف هناك اصوات نسائية ضعيفة او صامتة ولكني افرض صوتي وبقوة ويحسب لي حساب دوماً.

ـ كيف ينظر الاعضاء من الرجال اليكن؟

د. حنان: نظرة الند الى الند .. ولكن هناك ايضاً نظرة ضيقة للمرأة من بعضهم لا يمكن انكارها.

ـ لماذا لم تكن هناك امرأة عربية في الحقائب الوزارية؟

د. حنان: للأسف الشديد مازال هناك الكثير يتحكم في رؤانا وثقافتنا ويحدد بل يضيق النظرة الى المرأة .. بالنسبة لكتلة المستقلين طلب منا السيد الجعفري ان نرشح اسماً من السيدات وللحظات الاخيرة كان ينتظر منا وكان اسمي من المرشحين ولكن الكتلة او بالأحرة القيادة في الكتلة ارتأت ان يكون المرشح رجل.

ـ هل تتوقعين ان تكون هذه الحالة غي نمطية حتى في اختيار اللجنة التي ستدون الدستور؟!

د. حنان: ماذا تقصدين بالضبط؟

ـ أقصد تمثيل المرأة في هذه اللجنة، دعيني اصوغ السؤال بصورة أخرى هل سيكون للمرأة مكاناً واضحاً وبارزاً في لجنة اعداد الدستور؟!

د. حنان: النسبة في لجنة اعداد الدستور كما هي النسبة في تمثيل اعضاء الجمعية الوطنية فبالنسبة لقائمة الائتلافق  نسبتها النصف + واحد، القضية المهمة الآن ان الجميع يريد ان يصعد الى لجنة الدستور، كل الكتل وكل الأطياف .. وكل الكتل والاطياف سترشح رجل!! لذلك في لجنة الدستور ستغيب المرأة إلا إذا فرضت الجمعية الوطنية وجود المرأة كما فرض في تشكيل القوائم.

ـ حقيبة حنان الفتلاوي، ماذا بها من برامج للمرأة العراقية؟!

د. حنان: المرأة العراقية هي المرأة المضحية المجاهدة الصابرة التي قدمت الكثير .. وجودنا في البرلمان بفضل تضحيات المرأة ودماء الشهداء .. هناك الكثير من البرامج وستكون الأولوية للمضحيات، للنساء اللواتي قدمن شهداء وقدمن ارواحهن وزهرة شبابهن في زنازين البعث.

ـ د. حنان هناك قضايا مصيرية تلعب دوراً مهماً في رسم ملامح الواقع النسائي العراقي ولعلي لا أبالغ لو قلت أن مسألة الامية على رأس هذه القائمة حيث ان غالبية الفتيات في القرى والارياف والنواحي والأقضية وربما حتى في المدينة يتركن المدرسة، فهن حاصلات على الشهادة الابتدائية وربما تعدمها هذه ايضاً ...

د. حنان: هذه المشاكل تحتاج الى تضافر جهود من قبل الجميع، يجب ان نتحرك على كل المحاور شيوخ العشائر، رجال الدين، منظمات المجتمع المدني لها دور كبير في هذا المجال، اضافة الى قوانين صارمة في هذا المجال ..

ـ هناك من يتخوف من كتابة الدستور على اساس الشريعة الاسلامية .. لماذا؟

د. حنان: هذا التخوف له اسبابه، منها يعود الى الاعلام حيث يخلق هالة من الرعب تجاه الاسلام وهناك ايضاً مخاوف الغرب من تكرار التجربة الايرانية، اضافة ـ وأنا اقولها بصراحة ـ نحن لا نعرف كيف نعكس الصورة الجميلة للاسلام، الناس المتصدين يميلون الى التطرف في حين ان الاسلام ليس كذلك، أنا شخصياً التقيت بالسيد السيستاني ورأيت عن قرب مدى تواضعه وعمق فكره وأصالة رؤيته قال لي بالحرف الواحد: (النساء كالرجال لا نفرق بينهما، المرأة لديها قوة تفكر، قوة تشخيص، وقوة إرادة).

أما في واقعنا لا نرى ذلك، السيد السيستاني أوصانا بالسنّة قال لنا طالبوا بحقوقهم كما تطالبة بحقوقكم، مفكرينا ورجال الدين الكبار يطرحون الاسلام ولكن للأسف عند التطبيق هناك من الاشخاص من يسيء الى الاسلام وعلى أية حال نحن لم نقل يوماً ولم نتحدث عن حكومة اسلامية  بل ندعو ان يكون الدين الرسمي هو الاسلام وان يكون المصدر الاساسي في التشريع.

ـ كيف تقيمون الواقع السياسي للمرأة العراقية؟

د. حنان: مسيرة الف ميل تبدأ بخطوة، وعلى الرغم من الحقبة المستبدة الماضية فإن المرأة العراقية أثبتت وجودها في الرلمان المؤقت والآن في الجمعية الوطنية هناك عدد كبير من النساء من ذوي الشهادات والكفاءات، الاخلاص لديهن كبير، حقاً ان التجربة قليلة ولكن هناك اندفاع المرأة اثبتت وجودها ايضاً في منظمات المجتمع المدني، حضور فعال ... إني متفائلة بواقع المرأة العراقية ومستقبلها والمسألة مسألة وقت.

ـ بناء على تجربة الانتخابات السابقة، ايهما تفضلين الانتخابات المباشرة ام القوائم؟!

د. حنان: لواقع العراق .. القوائم أفضل.

ـ لماذا؟

د. حنان: لأن درجة الوعي الثقافي والسياسي لم تصل الى مرحلة النضوج، يمكن لبعض الشرائح في المجتمع العراقي ان تعبأ الجماهير لها، ولكنها ليست بالمستوى الوني المطلوب او لا تكون مثقفة بالدرجة المطلوبة.

وفي الحقيقة لا يمكن ان نبحث أو نوجد قائمة مثالية ترضي الجميع، في رأي ما نحتاجه الان هو الانسان المثقف وهذا الانسان قد لا يستطيع ان يعبأ الجماهير بالشكل المطلوب فيخسر وجوده ونخسره.

ـ د. حنان الفتلاوي ... شكراً لك مع امنياتي لك ولجميع اعضاء الجمعية الوطنية بالتوفيق لاداء رسالتكم الوطنية في خدمة هذا الشعب وهذه الارض؟!

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com