تحقيقات

 

بنت الرافدين في اروقة مديرية الاعداد والتدريب في بابل

 

جهود مخلصة وبشارة امل لفضاء تربوي مشرق

 

اعداد: علياء الانصاري

تصوير: كوثر الكفيشي

 الواقع التربوي لمحافظة بابل – كغيره – من محافظات البلاد، يستصرخ الالم فينا لواقع تربوي مأساوي لابنائنا ما بين مخلفات النظام السابق ومنظومته الفكرية المستأصلة في كل زوايا وابعاد الواقع التربوي والتعليمي، وما بين قلة الخدمات والامكانيات العلمية والثقافية وحتى الصحية في مدارسنا الابتدائية والثانوية... والفجوة الكبيرة ما بين عراقنا ودول العالم في شتى المجالات واهمها مجال التربية والتعليم.

وانطلاقا من هذا ومن غيره... حملت بنت الرافدين هموم عالم التربية والتعليم واحزانه وكل آماله المبعثرة هنا وهناك ويممت شطر وجهها الى مديرية الاعداد والتربية في محافظة بابل لتصرخ هناك باعلى صوتها لعل تلك الصرخة تمزق حجب علامات استفهام كثيرة ترافق المواطن البابلي وخاصة المراة البابلية الام حيث هي الاهم والاكثر معاناة لهذا الواقع من خلال تأثيرات افرازاته على مفردات الحياة اليومية لابنائها....

ولكن...

ارتأت بنت الرافدين ان تبتسم عوضا عن الصراخ... بعد ان غمر قلبها فرحة لم تكن تتوقع ان تولد في اروقة تلك المديرية...

استقبلنا الاستاذ فاخر خليل دخيل مدير الاعداد والتدريب بتحيته المشرقة وابتسامته الطيبة، واستضافنا بادئ الامر في غرفته الجميلة ودار حديث طويل حول الواقع التربوي والتعليمي لمدراسنا والعقبات الكثيرة التي تقف بوجه العاملين الساعين الى الاصلاح والتغيير وسيكون لهذا الموضوع مقالا آخر في حينه.

وجدنا في عمل المديرية واقعا جميلا ما بين ركام مآسينا المتجددة يوميا... واتساءل اين وسائل الاعلام المحلية والوطنية من هذا العمل الراقي المشرق، ليصل صداه الى المواطن العراقي الذي يتساءل يوميا: ماذا تغيير؟

يتحدث الاستاذ فاخر والامل يبتسم في عينيه: استلمت هذا المبنى يوم 25 / 4 / 2005 وكان عبارة عن انقاض وبناء قديم بحنفية ماء واحدة فقط... وبعد دراسة واقع حال المبنى وجهود حثيثة متوجة بجهود الدكتور حمادي العوادي مدير تربية بابل الذي وضع خطة جديدة وراقية لعمل المديرية حيث الان لدينا مبنى للتدريب والاعداد يتكون من 6 قاعات دراسية، 8 مرافق صحية للرجال والنساء، قاعة كبيرة للندوات، قاعات خاصة لدورات الحاسوب... اضافة الى ترميم المبنى وبناء سياج له وكراج للسيارات.

وفي معرض حديثه عن الدورات التي اقامتها المديرية من تاريخ 30 / 7 / 2006 الى 31 / 12 / 2005 قال:

اقمنا دورات خاصة لكل المهجرين الذين كانوا خارج البلاد وعادوا الى الوظيفة لغرض اعادة تأهيلهم وقد شملت هذه الدورات 1868 معلم ومدرس في الحلة.

هناك ايضا دورات اللغة الانكليزية وقد شملت كافة مدرسي الحلة، حيث تم تدريب 526 مدرس في خلال 11 دورة.

وكذلك اقمنا دورات للحاسوب المرحلة الاولى شملت 568 مدرس والمرحلة الثانية شملت 850 مدرس، انتهت هذه الدورات بتاريخ 29 / 4 / 2006.

 هذه الدورات كانت بدعم وتعاون من قبل منظمة creative  الدولية التي تتبنى برنامج (دعم التعليم الاساسي) بالتنسيق مع وزارة التربية العراقية حيث تم التنسيق معها بارسال مدربين الى عمان للدخول الى دورات تدريبية خاصة، حيث عادوا على اثرها واقمنا دورات في طرائق التدريب المعاصرة والمبتكرة شملت 950 مدرس.

وفي معرض حديثه عن دورات طرائق التدريب المعاصرة قال الاستاذ فاخر: هذا المشروع، مشروع دعم ا لتعليم الاساسي والذي اجريناه على شكل ورش عمل هو جزء من جهد طويل الاجل يهدف الى تعزيز مهارات المعلمين التدريسية، وفي نهاية المطاف مهارات التعلم لدى الطلاب، سوف يساعد كلا من المعلمين والطلاب في دفع تقدم النظام التربوي في العراق وفي بناء مواطنيه في المستقبل. وهذا المشروع سيغطي 20,000 معلم في مدارس العراق الثانوية.

وعن محتويات هذه الورش قال الاستاذ فاخر: ورشة العمل تستمر لمدة سته ايام موزعة على المواضيع التالية: نجاح المعلمين والطلاب وغرف التدريس، الاساليب المبتكرة لعلم اصول التدريس، ادارة غرفة التدريس لتحقيق النجاح، التقييم، انشاء ثقافة التدريب الخاص وتعليم الكبار والتعلم  التجريبي.

ومن غرفة الاستاذ فاخر خرجنا عبر ممرات المديرية المتميزة بالنظافة والترتيب والنظام الحاكي عن ادارة حكيمة وراقية وكادر مخلص حيث التقينا بالموظفين والموظفات هناك في شعب  المديرية المختلفة والتي هي عبارة عن:

1 – شعبة تدريب المعلمين.

2 – شعبة تدريب المدرسين.

3 – شعبة تدريب الموظفين.

4 – شعبة اعداد المعلمين.

5 – مراكز العلوم والاشغال اليدوية.

وفي ختام جولتنا التقينا بالسيدة ريا رحمان حسين، مدربة اساسية في المديرية، ذات الوجه الباسم والنظرة الثاقبة الموحية بالحيوية والحياة والاخلاص ايضا، عنصر نسوي فاعل في اروقة المديرية مناط بها انشطة كثيرة ولها دور متميز حدثتنا قائلة:

عملنا هنا جميل بل هو رائع، هذا المكان اختزن في ذاكرته صور كثيرة وعديدة للدورات الكثيرة التي اقمناها ، بالنسبة لعملي فانا اعمل كمدربة اساس في دورات الحاسوب، وقد دربنا الى الان ما يقارب 1418 مدرس على الحاسوب، وفي الشهر السابع ستكون لنا دورات متقدمة في علم الحاسوب.... واني فخورة بعملي هذا وسعيدة به عندما ارى المتدربين ياتون الى هنا لا يعرفون شيئا عن الحاسوب وكيفية استعماله وبعد فترة الدورة يتخرجون بامكانيات متقدمة للعمل على الحاسوب وهذه خطة ممهدة لكي نعد كوادر بشرية اولا ثم ندخل الحاسوب الى المدارس بحيث يصبح لكل مدرسة حاسوب وكادر يعمل عليه لادخال الدرجات واعداد الشهادات وامور المدرسة الاخرى كلها ستصبح على الحاسوب ولكن بعد ان نعد كوادر بشرية قادرة على ادارة الحاسوب في كل مدرسة... واني متفائلة بالمستقبل لما ارى من تفاعل المتدربين في ورشنا ورغبتهم الشديدة في التعلم .

وفي نهاية جولتنا في قسم الحاسوب اخبرنا السيد فنر علي جوده مدرب اساس ايضا في قسم الحاسوب انا منظمة اليونسكو قد ارسلت الى المديرية 40 جهاز حاسوب متقدم سوف يتم نصبه خلال الشهر القادم وبذلك يكتمل مختبر الحاسوب في المديرية  حيث ستكون لهم دورات صباحية ومسائية لتغطية اكبر عدد ممكن من المدرسين والمعلمين.

وفي معرض تسائلنا عن السقف الزمني المتوقع لاكمال هذا المشروع وادخال ثقافة الحاسوب الى كل مدرسة، اجابنا السيد فنر بالقول: مشروع دعم التعليم الاساس يغطي 20,000 مدرس ومعلم، نحتاج لتدريب هذا العدد الى خمسة مختبرات في هذه المختبرات نقيم دورات ابتدائية، مدة كل دورة 12 يوم على مدى ست ساعات يومية، هذه الدورات تكون مستمرة وبمعدل 400 مدرس كل شهر.... اذن نحتاج الى اربع سنوات لكي نغطي العشرين الف مدرس ونستطيع ان نقول باننا انجزنا عملنا بنجاح... نحن نحتاج الى زمن لكي نصلح ما افسده الدهر، ولكن الناس تستعجل دائما الامور وتريدنا ان نقوم بالتغيير والاصلاح من خلال زر سحري نضغط عليه وهذا مستحيل.

ومن قسم الحاسوب انتقلنا الى السيد سليم شمخي جبر مسؤول الاشغال اليدوية في المديرية والذي انتهى قبل فترة وجيزة مع كادره الفني بانجاز المعرض الفني السنوي الثاني الذي اقيم على قاعات العرض في مبنى المديرية في حي الاسكان بتاريخ 30 / 4 / 2006 والذي استمر لمدة اسبوعين وحظي باعجاب فريد من نوعه لكل من زاره. هذا المعرض الذي ضم 500 عمل فني من اعمال المدرسين والمعلمين الفنية في مجالات النجارة والفن التشكيلي والخياطة والخط والزخرفة والسيراميك والنحت.

قال لنا الاستاذ سليم شمخي متحدثا لنا عن المعرض:  كنا ولازلنا نخلق الجمال ونمنحه لمدينتنا الجميلة الخائفة التي تهددها اصوات القتل والدمار ولاجل اصلاح الامور قطعنا تلك الجذور التي تجردنا من انسانيتنا وزرعنا بذور الاخلاص لعلمنا الذي هو شرفنا فاصبح صرحنا عالي. ويوما ما سوف تكتشف الاجيال القادمة حجم اخلاصنا من اجل جمال مدينتنا ومجدها وتدرك ان الارض يرثها عباد الله الصالحين.

ومن اجمل ما قرأته في دفتر الزيارات لهذه المعرض عبارة كتبتها طالبة في كلية الفنون الجميلة منال ا لعبيدي اثناء زيارته الى المعرض قالت فيها ( بعد موت الفن في كلية الفنون الجميلة... اعيد احياؤه في مركز الاشغال اليدوية)

تحية الى كل العاملين في هذه المديرية والى كل المخلصين الذين يعملون لخدمة الانسان في العراق وخاصة انسان الواقع التربوي والتعليمي، لانه حاضر ابنائنا ومستقبلهم.

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com