تحقيقات

  

حمزة الدلي: نقطة منسية على خارطة بابل

 

 

 

اعداد: التفات حسن واميرة عباس

اشراف: علياء الانصاري

 في ذلك الصباح الدامي الذي سقط فيه عشرات من شباب الحلة شهداء الارهاب الحاقد على كل ما هو جميل وخير في وطننا كان فريق منظمة بنت الرافدين يشق طريقه نحو منطقة (حمزة الدلي)  ـ وسط الحلة ـ وفي طريقه شاهد اشلاء الضحايا فأغمض عينيه على دموعه واسرع في الاتجاه الى هدفه لان هناك من يعاني من مآسي قد تفوق مأساة الموت، فما اكثر ماسي شعبنا في العراق وما اكثر جراحه.

ورحلتنا اليوم ستكشف اللثام عن احدى مناطق الحلة المنسية والمغيب عنها الكثير من الخدمات الحياتية المهمة وكأن سكانها ليسوا من البشر او اشباه البشر!!

وهذه الاسطر مهداة الى كل من يهمه الامر من مسؤولين وقادة واصحاب القرارت في كل امكنة الدولة واجهزتها وكذلك الى كل من يهمه امر العراقيين ويسعى الى اصلاح حالهم واعمار بلادهم والارتقاء بهم فالانسان العراقي متعب بل هو تحت الصفر فأين هم من ينادون بحقوق الانسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل........ اين هم ..

تعالو معنا لنقرأ هذا التحقيق وهو نموذج لمئات الحالات المشابهه في عراق النفط والنخيل ومنظمات حقوق الانسان:

وصل الفريق الى اطراف حمزة الدلي البالغ سكانها ثلاثة الاف نسمة .. يزرعون طريقا ترابيا صحراويا تضم افرعه او بتعبير آخر افرعه عبارة عن حاويات لنفايات المناطق  الاخرى حيث تنقل نفايات المناطق الاخرى لترمى في حمزة الدلي وهناك ثلاث او اربع مستنقعات مائية تصلح لان تكون مناطق سياحية للذباب والبعوض والقبائل المشابهه!!!

صادف الفريق وجود خريطة معمارية لحسينية ومدرسة ابتدائية واسواق ولكنها وقف التنفيذ ولا ادري مع سبق الاصرار والترصد ام عن كثرة المشاغل والمسؤوليات!!

قال لنا سكان المنطقة ان هناك منحة جاءت لبناء الحسينية وعندما سألنا شيخ  (مختار) حمزة الدلي عن هذا الخبر قال: نعم جاءت منحة باسم حسينية حمزة الدلي ولكن لاندري اين ذهبت وقد رأى الفريق اللافتة الكبيرة المخطوط عليها تم تبرع لبناء حسينية من قبل المحافظة ويتساءلون عن ساعة الصفر اي ساعة التنفيذ!!

انتقل الفريق الى بعض الدور واجرى لقاءات مع بعض السيدات هناك وكلهن نساء عراقيات صابرات على المحن .. لا كهرباء في المنطقة ولاعيادة صحية ولا لجنة تلقيح كاملة تغطي المنطقة ولامدرسة ابتدائية حيث ان اطفال الابتدائية يقطعون مسافات طويلة ويعبرون شارعا رئيسيا عريضا يخشى الكبير مجرد النظر اليه وهو شارع (60).

وتقول النساء ان شارع 60 اكل الكثير من صغارنا بسبب المدرسة .. بعض الامهات اعربن عن اقتناعهن عن ارسال الاولاد وخاصة البنات للعام القادم الى المدرسة، ولكن عدم وجود مدرسة قريبة يقف حائلاً أمام هذا الهدف. وقالت (ام بنين) لن ارسل ابنتي الصغيرة الى المدرسة وهي في الصف الاول البتدائي لاني اخاف عليها.

وقد اجمع الاهالي على انهم مستعدون للانتظار عاما كاملا ويحرمون اولادهم سنة دراسية كاملة اذا قامت الحكومة بانشاء مدرسة ولو عبارة عن حيطان وسقوف لاولادهم حيث قال السيد عباس حسن عبيس: (ليبنوا لنا مدرسة وسوف ننتظرهم عاما كاملا نضحي فيه حتى تكتمل المدرسة ونضع اولادنا فيها لان المدرسة تشكل كارثة لنا).

بعد ان تجول الفريق في انحاء حمزة الدلي التي تتمتع بتلوث بيئي كبير وخصوصا التلوث البيئي بمخلفات الحرب حيث لوحظ وجود مخلفات تلك الحرب من حاويات مع فقدان الرعاية الصحية والطبية وفقدان ابسط مظاهر العلم والحضارة الا وهي المدرسة حبست دموعها النازفة على ضحايا الصباح لتذرفه عند اطراف حمزة الدلي وهي تغادرها لان هناك مآسي يعيشها العراق تفخخ كل يوم حياتهم وامالهم ومستقبلهم. فالمستنقع قنبلة تفخخ صحة اطفالنا وبناءهم السليم وفقدان المدرسة قنبلة تفخخ العلم والمعرفة لاطفال العراق. وفقدان المستوصف قنبلة تفخخ ابسط حق للانسان في الحياة. ولن اتحدث عن الكهرباء فهي مأساة العراقيين اجمعهم. ولن اتحدث عن الماء الملوث فهي مأساة عراق بلاد النهرين.

حمزة الدلي نموذج لقرى وارياف ونواحي واقضية عديدة تستغيث ولامغيث لها..!

وفي لقاء الفريق مع شيخ حمزة الدلي في مضيفه حيث استقبل الفريق بالكرم العراقي الاصيل والخلق العراقي الذي لانظير له وهو الشيء الذي مازال المواطن العراقي يحتفظ به رغم كل المآسي، قال لنا هذا الشيخ الجليل: (لقد رفعنا الكثير من احتياجيات المنطقة الى المحافظة وطالبنا بحقوق الناس ولكن بلا جدوى ولا من مغيث).

وقد طلب الفريق من الشيخ تقديم عريضة الى المحافظ تقوم المنظمة بايصالها ومتابعة الامر مع الجهات المسؤولة. كما تعهدت المنظمة للشيخ ان تقوم بدورات تثقفية صحية وتربوية وثقافية لنساء المنطقة لرفع مستواهن ووعيهن بحقوقهن وحقوق اطفالهن والعمل معا لاجل اخذ هذه الحقوق بكل السبل المتاحة وقد وعد الشيخ بان يكون مضيفه في خدمة المنظمة.

وستسعى المنظمة لايصال هذا الصوت المقهور لهذه الفئة المهمشة في مجتمعنا الى الجهات المسؤولة على انهاض الواقع المتردي في هذه المنطقة خاصة الواقع الثقافي والتربوي.

 

  

  

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com