لقاءات

الأديبة فاطِمة فتح الله: لازلت هاوية .. واحتاج للدعم والتشجيع

 

نُسلط الضوء عبر هذا اللقاء مع أديبة روائية تُمثل لنا نموذجاً رائداً في فتيات اليوم المتمثلة في الطموح والقدرات والمواهب الإبداعية ؛؛ تمثل لنا الفكر الملتزم أدباً ورصانة ثقافة.

عرفناها من خلال قلمها الرائع وأسلوبها الممتع الشيّق ؛؛ ومن خلال قصصها القصيرة وخواطرها ومشاركاتها في المواقع الأدبية والثقافية.

أحبت قلمها وسافرت في بقاع الأدب ؛ وسماء المعرفة , تخطو خطوات ثابتة لتصل إلى قمة الغرض الإبداعي بكل روح مثابرة كان أول إصداراتها " مُذكرات مُراهِقة " .. إنها الأديبة " فاطِمة فتح الله الحجاج " آملين أن يصبح قلمها سلاحاً قوياً في خدمة الدين والمجتمع ونصرة الحق...

بشكل موجز..متى وكيف بدأت الكاتبة فاطمة فتح الله مسيرتها الأدبية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم ..

بدأت الكتابة منذ أن كنت في الصف الرابع الابتدائي حينها كان عمري 10 سنوات تقريباً .

وكانت بدايتي قصص قصيرة ومن ثمّ خواطر وبعدها روايات .

لقبكِ سابقا " الحوزوية " ؟ لماذا اخترني هذا المسمى ليحمل اسم فاطِمة فتح الله سابقا ؟

كنت أحبّ أن ألّقب بهذا الاسم " الحوزوية " لأنني كنت للتوّ منتسبة لدوحة القرآن الكريم بسيهات .

ومن ثمّ عرض عليّ احدهم المشاركة باسمي الحقيقي كوني كنت أشارك في النشرات الدورية باسمي الحقيقي ؛ لم أمانع أبداً ؛؛ولازلت أحتفظ بالحوزوية كلقب .. وفاطِمة فتح الله كاسمي وتعريف لشخصي .

ولما تم تصريحكِ فيما بعد ؟

كان لقب "الحوزوية" لمدة أسبوعين لا أكثر .. وفعلاً كنت انوي تغييره.

لمن تكتب فاطِمة فتح الله ؟

لا أتقيد بالكتابة لشخصٍ ما أو نوعٍ ما ,, ولكني أكتب لمن يهتمّ بالقلم ويقدّس الحرف ؛؛ويشجع المواهب ؛؛ وينتقدني نقد هادف لأرتقي ..
باختصار اكتب للناس ولنفسي .
كيف تقيمين تجربتكِ الأدبية حتى الآن ؟؟
لازلت هاوية .. واحتاج للدعم والتشجيع ..
أذكر أننا قرأنا لفاطِمة رواية " أرواح الملائكة ".. ما هي أنواع القصة أو الأساليب القصصية التي مارستها الأديبة فاطِمة؟
رواية "أرواح الملائكة" لم تخرج للنور بمعنى أن شرائح وفئات الناس تداولتها .. أو توافرت في مكتبات المنطقة فلقد اقتصرت على ثلة من الأهل والأصدقاء ..
وكانت تتناول الحالة السياسية والاجتماعية في إحدى الأُسر في جنوب لبنان؛؛ ورواية أخرى بعنوان"مشكلتي وحدي" وهي قصة اجتماعية وكانت أول رواية لي أي ما قبل 7 سنوات تقريباً .
أما القصص القصيرة فأكثرها كانت ذات طابع اجتماعي .. أوديني ..
هل لديكِ أفكار جديدة بالنسبة لإصدارات أخرى؟
في الحقيقة نعم ؛؛ أعكف على كتابة رواية كبيرة ومنذ سنتين وأنا اجمع خيوطها وأفكارها ؛ اسأل الله التوفيق لإنجازها.
من يعجبكِ من الأديبات في المنطقة ؟
كنت اقرأ سلفاً لمن كانوا يكتبنّ في النشرات الدورية التابعة لجمعية تاروت الخيرية"العطاء" ..
وأنا اعرف إن هناك كثير من الأديبات اللاتي يكتبن في المنتديات ؛؛وهنّ بحاجة لدعم وتشجيع ليظهروا إلى المجتمع!
ومن هنا ادعوهنّ لتفعيل القلم النسائي في المنطقة .
ما نصيحتكم لجيل الشباب من الفتيان والفتيات، خصوصا في المجال الخلقي والأدبي ؟
على الصعيد الخلقي : تفعيل دور القدوة في حياتهم ؛؛ والسير على نهج أهل البيت عليهم السلام لأنهم –عليهم السلام-منهج حياة متكامل .
على الصعيد الأدبي: تنمية ثقافتهن عن طريق القراءة والإطلاّع ؛ومن ثمّ ترجمة فِكرهم المُكتسب عن طريق الكتابة وليقرأ أكثر مما يكتب ؛ فالقرآن الكريم يحثّ على القراءة والدليل إن أول آياته كانت"اقرأ" ..
هل تنصح فاطِمة الحجاج قرائها بقراءة كتابات/ روايات معينة في المكتبة العربية/ العالمية؟ وهل ترى بأساً في قراءة الروايات غير الإسلامية للاستفادة من خبراتها الفنية والأدبية؟
هناك كتب راقية ومتنوعة ؛والمكتبات تعجّ بالكتب والروايات الهادفة .
و الفتاة لكي تؤسس لها قاعدة وأساس قبل أن تقرأ الكتب الأجنبية أو غيرها ؛؛ عليها بكتابات الشهيدة بنت الهدى ؛؛ والأديبة خوله القزويني ؛؛ وعلياء الأنصاري ؛؛ وعالية محمد صادق ..
ومجموعة من الأدبيات الأخريات ممن يهتممن بالتربية وزرع بذرة الأخلاق الحسنة ؛؛ وبالنسبة للقصص والروايات العالمية أجد إنه من الجيّد أن نطّلع عليها للاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين أو لمجردّ الإطلاع على ثقافتهم.
هل تستلهمي قصصكِ وأبطالكِ من الواقع أم من محض الخيال ؟
غالباً تكون خيالية بحته ؛؛ وأحياناً من الواقع ؛؛ وفي النادر تكون أنا .
كيف وجدتِ نفسكِ و أنتِ سائرة على طريق الإبداع ؟
اسأل الله التوفيق لأصل حقاً إلى مآربي ؛؛ فأحاول المشي بخطى ثابتة سائرة على أرض صلبة ؛ فالكاتبات اللاتي اقرأ لهنّ رسمن لي منهجاً أسير عليه .
لمن يعزي نجاحكِ ؟
دائماً ما كنت أعزي نجاحي لكل من يشجعني وفي الصدارة "والدي العزيز" أطال الله بقاءه ومتّعه بدوام العافية ؛؛.
-الأستاذ "عبد الأمير السنيّ" فلن أنسى حثه إياي على المشاركة في الأمسية الأدبية أثناء فترة الترشيح للانتخابات البلدية .
كما إن للأهل بشكل عام والأصدقاء أيضاً الدور الرئيس في تشجيعي ؛؛ ولا أنسى دور " زوجي" الذي ساعدني كثيراً وشجعني لإظهار كتاباتي إلى النور.
هل فن الكتابة لديكِ موهبة أم هواية ؟
الاثنان طبعاً .. فهو موهبة فمنذ أن كنت صغيرة كنت اكتب؛؛ وهواية أمارسها في أوقات الفراغ أو استرق الوقت لممارستها.
لكل كاتب رسالة وهدف من أجله يكتب .. فما هي رسالتكِ التي تودين تبليغها للعوام من خلال القلم؟
حقيقة أنا لا اطمح أن أظهر أمام الأدباء والأدبيات بشكل لائق ؛؛ولكن من خلال كتباتي أريد تعزيز قيمّاً معينة ؛والتكلم عن مشاكل المجتمع بدون إساءة له أو مجرد لكشف المستور عن طريق الفضائح ؛ ففي "مذكرات مراهقة" تكلمت عن المشكلة بدون أن أعرّيها من الحياء ؛ فأصحاب مثل هذه المشكلة كُثر؛ ولكن لم يكن غرضي الفضيحة بقدر ما كان التحذير من الوقوع في شِرك هذه الأوهام .
هناك من يفصل بين الأدب النسائي والأدب الذكوري هل هناك ضرورة لهذا الفصل ؟
قطعاً كلاّ .. لأن الأدب الجيد هو الذي يحمل خواص عصره وتفاعله مع الهمّ الإنساني العام الذي يعاني منه الرجال والنساء على السواء في المجتمع، فالأدب يكتبه الأديب لقضايا الإنسان عامة .
وأؤمن بأن كل إنسان يجب أن يدافع عن قضيته بفكره الخاص .. وبأسلوبه الخاص .. بغض النظر عن جنسه .
ما تقييمكم لوضع المرأة في المجتمع في الوقت الحاضر ؟
برأيي إن المرآة قادرة على الحصول على حقوقها بغير إجحاف أليست هي نصف المجتمع ؟!
ولقد اختلف الوضع كثيراً عن السابق فهاهي تشارك .. وتكتب .. وتبدع.. وتُدير .. و الخ !!
وأصبحت المجالات لها مفتوحة وواسعة لإثبات وجودها وقدرتها.
فقط لتتحرك هي .. وستجد كل شيء مسخرّاً لها .
يُقال أن الثرثرة مرضاً يصيب المرأة لذلك تكتب الرواية أو القصة ، فما رأيكِ ؟
تعليق جميل ؛؛ ولكن قد يكون القلم والورق متنفساً للكبت الداخلي ..
وأحياناً ليشعر الإنسان بأنّه حُرّ يستطيع الكتابة ما يشاء وعمّا يشاء متى ما أراد .
ما أبرز العيوب في الرواية التي تكتبها المرأة برأيكِ ؟
حينما تكتب ومن ثمّ تترك الكتابة فترة وبعدها تواصل ؛ فيكون هناك خلل أو تغيير في الأفكار ولا تلحظها فيتشتت ذهن القارئ .
أو إن الخيال الأدبي لا يكون له نصيب في الرواية .
أو عنصر التشويق فيها ضعيفاً.
هل صحيح أن الأدباء الشباب لا يبرزون إلاّ إذا كان عمله به ما يخدش الحياء؟
ربما نعم ؛؛ وذلك بسبب الفضول ؛؛ أو قوة الإعلان المّروج للرواية ..
فهل انعدمت الأفكار وتلاشت حتى يتجه الكاتب لكتابة مثل هذه الروايات !!!؟وماذا يجني القارئ منها ؟؟ غير إشباع فضوله في الاقتناء والحصول عليها لقراءتها .
وما رأيك برواية " بنات الرياض " ؟
بصراحة أتعجب كثيراً من ترويج الإعلام لمثل هذه الروايات التي يصطحبها الكثير من التطبيل والتزمير ؛؛ ومع كل الأسف ثقافة المجتمع العربي أصبحت ثقافة جسد وجنس وفساد ؛؛ ولأن الكتّاب الذين ينحون إلى هذا المنحى من الكتابات يجدون من يقرأ لهم ويستسيغ كتاباتهم..
أما بالنسبة لرواية " بنات الرياض" تلك الرواية التي أثارت ضجة إعلامية في الوطن العربي ؛ ذلك الإعلام الذي بات لا يرّوج للروايات الإسلامية أو الروايات التي تدعو في مضامينها إلى القيم الإنسانية، والأخلاق الحسنة؛ بقدر ما يولي أهمية للشاذ والناذر .
فعندما قرأت رواية بنات الرياض كنت أتساءل عن الداعي الذي من أجله نفضح بنات الرياض أو بنات من الرياض ؟ وما الهدف من وراء هذه الرواية؟
وبعدها سمعت ترويجاً أيضاً لرواية بعنوان" قُبلة المساحات الضيقة " على غرار رواية بنات الرياض .
وكنت أتساءل عن الغرض الذي من اجله يكتب الكاتب مثل هذه الترهات متناسياً إننا نسعى لبناء شعباً واعياً وتربية أجيال صالحة ؛وإن القلم يُسخّر لخدمة المجتمع وإصلاحه ؛؛ وبرأيي إن من يظهر على أكتاف الكتابة حول ما يخدش الحياء غرضه فقط الشهرة والعالمية والثراء المادي والانتشار فقط لا غير .
ماهي مواصفات كاتب القصة الناجح؟
الذي يُشعر القارئ بأنه جزء من الرواية ؛ فيهتمّ بأمور مجتمعه ومشاكله وهمومه ويترجمها على هيئة قصص وحوارات .
والذي يجعل عنصر التشويق في القصة كبيراً ليشدّ القارئ إليها.
برأيي القاصر أن الكاتب بجب أن يكون ملماً بالعديد من الثقافات ومطلعاً على العديد من تجارب الآخرين00
وأن تكون قراءاته متنوعة ومتعددة وان يُخالط الآخرين ليكون له دراية بهمومهم ومشاكلهم ومعاناتهم 00
كيف نفعل دور الأدب في أصلاح المجتمع وتطويره ؟
متى ما كانت المادة هادفة وغرضها هو الإصلاح لا التستر؛؛ ومتى ما اسُتغِل الأدب في ما يُفيد ليصبّ في مصلحة المجتمع.
فبإمكاننا تقديم انتقادنا وأفكارنا وحلولنا للمجتمع عن طريق الشعر أو النثر أو القصة .
كلمة أخيرة ؟
شكرا جزيلا .. ووفقنا الله وإياكم لكل خير ؛؛وأمنيتي أن أرى أسماء لامعة في سماء الأدب لكاتبات من المنطقة..

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com