لقاءات

الشاعر والأديب شفيق العبادي :

ما نحتاجه في القطيف لكسر هذه العزلة الشعرية أكبر من مجلة !

 

يصنع من الحروف فن ..
تتوهج الكلمات بين يديه ..فيصيغها كحبات اللؤلؤ المكنون ..قلمٌ لا يعرفُ الصمت.. لا يعرف الملل..
 طار حباً في أهل البيت .. وغرد على أغصان أهل الكساء .. عندما تقرأ قصيدة تتميز بالعذوبة .. ويتوهج من بين حروفها الإبداع .. فاعلم بأنك تقرأ للشاعر والأديب شفيق العبادي
 

السيرة الذاتية
الاسم/ شفيق العبادي الكنية " أبو فراس "
كاتب وشاعر " مؤسس وصاحب منتدى الغدير الأدبي "
ساهم في مختلف الأنشطة الأدبية تنظيما ومشاركة وفي كثير من الأمسيات الشعرية داخليا وخارجيا, وفي كثير من الملاحق الثقافية والدوريات وكثير من المنتديات .. وعلى مستوى اللجان الثقافية مشاركة ورئاسة نادي(الهدى بتاروت)
كما له مساهمات في العمل الاجتماعي بجمعية تاروت الخيرية
يعمل حاليا في إدارة الشئون الأكاديمية والتدريب بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر

نرحب جميعا بالشاعر شفيق العبادي.. ونشكره لقبول الدعوة ..

 

بسم الله الرحمن الرحيم ..

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم أخوتي وأخواتي جميعا في الله ورحمة الله وبركاته وبعد ..
أتشرف أن أكون معكم هاهنا بين أخوتي وأخواتي نتجاذب الحوار فيما يعود بالنفع علينا جميعا إن شاء الله ..

 متى بدأت بمزاولة الشعر؟ وبمن تأثرت؟
بدايتي للشعر تقريبا منذ مرحلة الطفولة أي (في المرحلة الابتدائية) قرزمة، وقراءة، وتأملا ..
أما الشعراء الذين تأثرت بهم فمنذ البداية كان رهاني على اللغة الرائعة وفقط دون الالتفات للعبة التصنيفات الضيقة, وإن كنت لا أنكر إعجابي بالجواهري ولازلت،معتقدا أنه ارتباط نفسي في الدرجة الأولى، وهل الشعر إلا  ذاك .

 أين نشا شفيق العبادي؟ وكيف قضى أيام طفولته وصباه؟ وأين كان يسكن بين ربوع تاروت؟من هم أصدقائه وكيف كان يقضى أوقاته معهم؟

 وإن كنت أؤمن بنظرية موت المؤلف لكن استجابة لسؤالك سأجيب  نشأتي وطفولتي وسكني في تاروت الرائعة الزمردة الخضراء ما أغاضني منها فقط هو غياب البحر عن أحضانها، البحر الذي كنت ولازلت أعشقه لذا أحببت جارتها سنابس (الأثيرة لقلبي) هي وناسها الطيبون أصدقائي كل الناس الطيبين البسطاء في أنفسهم العظماء في أرواحهم من كل الأجناس والأعمار والانتماءات والطبقات.

 ما هي أول قصيدة كتبها وأول محاولة شعرية له؟

 أول قصيدة لازالت محفورة في ذاكرة الجدران.

 وفي الأخير من هم من الذين يعتبر شفيق العبادي لهم دور في مسيرته من الأهل والأساتذة والأصدقاء
أين نجد الشاعر الكبير بين وسائل الإعلام

 الذين لهم دور كثيرون جدا لكن الفضل الأكبر لجمهوري الأول(جمهور المناسبات)!!! أما عن وسائل الأعلام .. فأفضل أن نلتقي في فضاءات الإنسانية الخالدة

بدايتك في الكتابة الشعر هل كانت دراسة أم رغبة أم ماذا،وما هي الحوافز التي جعلتك تصل إلى هذا المستوى؟
بداية الكتابة كانت موهبة دعمتها بالقراءة .أما الحوافز .. من أحب شيئا أوتي حكمته

ما هي مدرستك الشعرية التي تسير عليها؟

مدرستي الشعرية هي مدرسة الشعر بكل ما تحتويه من تنوع وثراء .
ما هي الأساليب التي تعين الفرد على تطوير قدرته الأدبية؟
الأساليب التي تعين الفرد على تطوير مقدرته الأدبية هي القراءة ثم القراءة ثم القراءة ثم الكتابة ولا ننسى التأمل الواعي لصقل مرآة الشعور الداخلي .
 لماذا لم نرى ديوانا للأستاذ شفيق العبادي؟
لأنني أبحث عن الشاعر في داخلي، حيث آفاقه القلوب، وليس الشعر حيث عشه الورق .

 ماذا يمثل لك الشعر؟
الشعر هو الشمعة التي متى هرمت فتيلتها سأشعر بالوحشة كالآخرين
ومتى ستنشر ديوانك؟
حينما ينتهي الشوط سيترجل الفارس عن جواده

قال النقاد القدامى أن ((أعذب الشعر أكذبه)) ما معنى هذه العبارة، وما مدى صحتها؟
معناها مقدار ما تحمله لغة القصيدة من شحنة تخيلية وهي(جناح الشاعر المبدع والحقيقي) تبعدها عن شراك النظم الجاف . أما عن مدى صحتها هي واقعية وإن اتخذت معاني مختلفة حسب الظرف الزماني
لقد مرت المنطقة بمواسم كانت جميلة شعرا ونثرا ، كانت لقاءات واحتفالات ، أين ذلك النشاط؟
وإن كانت المناسبات تعتبر الحوامل الأساسية لأمسيات وأنشطة ثقافية كانت مشهودة في فترة ما،إلا أننا لا يمكن أن نغفل عن الظروف الموضوعية لموجة ثقافية أو(ما يسمى وسائط) استطاعت أن تكرس مناخا،ورموزا ستبقى جزءا من ذاكرة مرحلية سيظل طعمها هو الأقوى لذاكرة جيل عاش نبضها حرفا حرفا، وبذلك يرد على من يصنفون ما أفرزته هذه المرحلة بأدب مناسبات مبتعدين كليا عن أي نقد موضوعي ومنهجي يفصل الأسباب عن مسبباتها .

أين ذلك النشاط؟
كباقي الطفرات لابد من تبييئها لضمان الديمومة !!!

 كشفت المنتديات الأدبية عبر الانترنت عن عدد كبير من المواهب المبدعة في المنطقة ، كيف ترى إمكانية الارتقاء بهذه الأقلام؟ ولماذا لا يجدون الاهتمام الكافي في كثير من الأحيان؟
لاشك أن الإنترنت وما أوجده من واقع معايش يعتبر بوابة عبور لكل المؤهلين والقادرين على الوصول بعيدا عن كل الوصيات .
أما أمكانية الارتقاء بهذه الأقلام فأعتقد أن المواهب الأصيلة قادرة على فرض نفسها من خلال تأكيدها على قيمتها الحقيقية وفقط . وهذه(نصيحة أخوية مني لكل المواهب الواعدة ساعدوا أنفسكم ليعترف بكم الآخرون.)
ولماذا لا يجدون الاهتمام الكافي في كثير من الأحيان؟
من المفروض لو كنا مجتمع مؤسسات، لكني أكرر لا تخوف على الموهوبين الحقيقيين فأغلب المبدعين شقوا طريقهم بأنفسهم .
هل تقبل بكتابة القصائد للرواديد؟
لي الشرف في خدمة أهل البيت عليهم السلام لكن مناخي الكتابي لا يلتقي وشروط قصيدة العزاء ..
ما رأيك بالأقلام الشعرية من النسوة في المنطقة؟
بالنسبة للأقلام النسائية كان لي رأي من خلال طلب إحدى المجلات مني تقييم الأقلام الواعدة والتي كانت تنشر في أحد أبوابها وذلك في تاريخ 1410هـ تقريبا حينها توقفت أمام قلم نسائي رائع كانت صاحبته لها حضور كبير (وهي الكاتبة ليلى العوامي) كما لا زالت ذاكرتي تحضن اسما آخر من خلال صفحة أقلام واعدة في جريدة اليوم هو قلم نسائي أيضا (لا يحضرني الاسم لكن اللقب أعتقد أسليس),عدا عن كثير من الأصوات المتميزة والتي تطل علينا عبر أحد برامج إذاعة الجمهورية، إضافة للأسماء الكثيرة التي لازالت تخشى المواجهة حتى اللحظة (أتمنى أن تتاح لي الفرصة لنشر مقال لي حول المرأة وثقافة الصورة يثري هذا الموضوع).
وهل باعتقادك بأن لها مستقبل في إنتاج قصائد محكمة تكون مناسبة للإلقاء في المناسبات؟ وبما تنصح القلم النسائي؟

نعم، شرط فضح لعبة اللاوعي لدى المرأة من خلال شطب هذه الثنائية الطبقية من قاموسها فأي نتاج هو إنساني بالدرجة الأولى بغض النظر عن مصدره (رجل أم امرأة)، والتاريخ شاهد ولازال على ذلك.
هل لتعلم علم العروض لتزيد من رصيدها الأدبي أم تنصح بممارسة هوايتها حتى التمكن؟! وبعدها تتجه للدروس؟

سيان، فالأهم هو التدرب على رفع درجة الحساسية اللغوية لأنها رهان العمل المبدع
متى تجد نفسك بحاجة إلى الكتابة؟

 حينما أختلف مع الواقع..
إلى من تشكو همومك؟

أنا من اللذين يجيدون الإصغاء إلى هموم الآخرين، لكن ليس من اللذين يفرطون في همومهم.
هل كتبت شعرا غزليا؟
كتبت شعرا وجدانيا مع تحفظي على لفظة (غزل) لأني أرى أن المرأة أكبر من أن تكون مادة غزلية هي أكبر ونريدها أن تكون أكبر، فالمرأة في كل ما كتبت هي (رمز) تارة تأتي باللفظ وتارة بالاسم ففي الأولى هي الحاضرة الغائبة (المرأة المثال), وفي الثانية هي رمز الخصوبة والانتماء.

هل تضمن خصوصياتك في شعرك؟

من المفترض على الشاعر تعرية الواقع من أقنعته، ومن المفترض أول ما يبدأ بنفسه.
ما رأيك في الشعر الحر؟
وأي شعر إن لم يكن حرا!
مرة أخرى ألرهان للغة بعدها لا يهم فأي قالب جاءت عموديا أم حرا أم نثريا

هل كان لمحيطك دور في صقل موهبتك؟
-الشاعر نبت محيطه لذا أول ما نرى انعكاس ذلك على قاموسه اللغوي كما أن الأرض القاحلة لا تنبت أم هو رأيك.
من ابرز الشعراء في منطقتنا؟
أبرز الشعراء ...
عبد الله الجشي (أبو قطيف) وسيد عدنان العوامي
وهل يوجد نساء منهم؟

حينما تتحرر المرأة في مجتمعنا من عقدة الرجل سنرى ..

 متى يكتب أبو فراس؟

-أحيانا بأمر القصيدة وأحيان حين يستفزني حدث ما.
في كتابة الشعر، ما هو أصعب شيء بالنسبة لك؟

أصعب شيء في كتابة الشعر .. أحيانا الشرارة الأولى للقصيدة لكن في كل الأحيان العنوان.
في بداية مشوارك لمن كنت تكتب؟

دائما الموضوع هو الذي يفرض نفسه
هل تلقيت نقدً لبعض قصائدك؟

من المفترض على الشاعر الجيد أن يكون هو ناقد شعره في الدرجة الأولى شرط أن لا يزيد الجرعة فيصبح ذلك النقد معوقا للعملية الإبداعية.

 هل اهتمامك الأدبي ينصب على مجال الشعر وفقط؟ أم لك مجالات أخرى بالمقالات والنثر ألخ؟
لأنني قرأت لكم مقال بعنوان"رثاء رجل" قبل ستة أعوام تقريبا كان تاريخها؟

لي كتابات أخرى غير الشعر (المقال) وقد نشرت العديد منها في دوريات فكرية وثقافية.
ما هو تقييمك للساحة الأدبية في المنطقة؟

أي تقييم يكون مجروحا لمنطقة تمتد جذورها الأدبية في عمق التاريخ، لكن من المؤسف أن الدراسات التي تناولتها كانت من الندرة أنها لم تبرزها في المكانة التي تستحقها، نتمنى أن نرى أقلاما لا تعيش عقدة التغريب فتنفض عنها هذا الغبار الذي طال سباته.
برأيك هل تُساعد الأوضاع الحالية للمجتمع وللعالم اجمع على خلق شاعر ومساعدة شاعر؟

 في البدء لابد أن نفرق بين الشعر والشاعر فالشعر هو الذي يحتاج إلى الوسائط لحضوره لاعبا في معادلة الحياة، بينما الشاعر يستمد جذوته من عالمه الداخلي ومغايرته للواقع ورؤيته المتفردة والثاقبة للأحداث وصيرورتها.
ماهو تعريفك للنقد الأدبي؟

هناك عدة وظائف للنقد الأدبي يطول شرحها لكن مادمنا في رحاب الشعر فهو إبراز الجمالي في النص وعلاقته الوظيفية بواقعه.
ما رأيك بالحضور النسائي في الوسط الثقافي كفاعلية وليس كمشاركة فقط؟

بصفتي متابع لظاهرة (الإحتفالات) والأنشطة والمنتديات النسائية أرى أنها سيكون لها حضور فاعل وقوي في المستقبل القريب جدا وسنجد تغييرا جذريا في الطرح والحضور النسائي .

 طالما كانت المرأة منبع كثير من الشعراء في إبداعهم على مختلف التوجهات والمدارس الشعرية ، كيف تقيم صورة المرأة في الشعر العربي لا سيما في هذا العصر هل أختلف عن ما في القرون الماضية؟

لاشك أن المرأة كانت ولازالت حاضرة وبقوة في واقع الشعر العربي مع تغير طريقة التوظيف نظرا لعلاقة اللغة العضوية بينها وبين أسس الحضارة،بالإضافة لفتح الشعر الحديث آفاق أوسع مما انعكس ذلك على عمق استثماره للطاقة اللغوية الكامنة في الأشياء.

هل بإمكاننا أن نكتب الفنّ لاتّخاذه وثيقة تاريخية؟

باعتقادي من أصدق الوثائق التاريخية لأنها نابعة من أعماق النفس الإنسانية مصبوغة بلحظات الصدق الشعوري. 

كيف وجدت نفسك وأنت سائر على طريق الإبداع؟

مشيناها خطى كتبت علينا **** ومن كتبت عليه خطى مشاها

و كيف وصلت وسرت على درب الإبداع لتكون شاعراً مبدعاً؟

لم أصل بعد ولازلت أتحسس دربي ..
 هل الموهبة ضرورية جداً ليكتب المرء ما يتعلم في نفسه؟ مع العلم هناك أناس يكتبون الشعر والشعر الحر والنثري وتكون نصوصهم رائعة على الرغم من افتقارهم للموهبة ولكنهم يتبعون طرقاً غيرها ككثرة القراءة والاحتكاك مع الشعراء وممارسة الكتابة أي تكون موهبتهم مكتسبة لا فطرية ... فهل عايشت هؤلاء في حياتك وكيف تراهم وهم لا يملكون نبعاً مستفيضاً من الموهبة؟ وكيف تجد شعرهم؟
بمقدار الموهبة يكون حضور الشاعر، وغير ذلك لا يعدوا كونه نظما لا يخفى على من لديه أدنى دراية.
تمر قصيدتك الشعرية بمخاضات ما قبل ولادتها ... حدثنا عن تلك المخاضات؟ وكيف تكون حالتك قبل الكتابة وأثنائها وبعدها؟

أعتقد أن أفضل إجابة هي توصيف حالة الكتابة والمعاناة الحقيقية بحالة الولادة والمخاض قبلها وأثناءها وبعد أن يأتي المولود ويكون له حضوره في معادلة الحياة وما يكتنف تلك المحطات من ألم وأمل وشعور بالسعادة.
بعد ولادة نصك الأدبي ورؤيته للنور ونشره على الملأ ... هل يعد نصك هذا ملكاً لك بعد النشر أم ملكاً للعوام مبيناً وجهة نظرك؟؟ مع أنني أرى أن النص ملك لصاحبه لكن ما أن يرى النور حتى تكون لغيره فيراه كلٌ بعينه ويحلله على هواه؟

تنتفي علاقة الشاعر بنصه من حيث الوصاية (وهذا ما يقصد بموت الشاعر في أدبيات النقد الحديث)
يتعرض الشاعر والكاتب الأدبي أحياناً لنكسة أدبية عند نضوب فكره وجفاف مداده فيتوقف عن الكتابة؟ فهل مررت بهذا وكيف تغلبت على ذلك؟ وما هي السبل الأخرى التي تحاول الاستفادة منها في حالة النضوب؟

النضوب الوقتي طبيعي للشاعر المفطور والأصيل لأن ذلك الشاعر من تكتبه القصيدة وليس من يغتصبها.
عندما تهاجمك زخم لفظي وزحف معني وتحلق في سماء فكرك كلمات وتغزو عقلك أفكار لكن ما أن تمسك بمدادك حتى تتطاير هربة تلك الكلمات ولا تستطيع إليها سبيل فتترك الكتابة دون الخروج بنص أدبي كان حائماً حولك وقائماً في فكرك فكيف السبيل في نظرك لمواجهة تلك اللحظة وإرغام النفس على الكتابة؟

 نادرا ما ينغلق على الشاعر في حالة توفر بيئة الكتابة من اللفظ والمعنى والكلمات لأنها من الحالات الاستثنائية والتي من القوة لا يستطيع الشاعر أن يهرب منها مهما كانت الظروف وليس العكس.

 في المنطقة (القطيف عموما) راج شعر الجنسي إن صح التعبير وهؤلاء تقريبا من مدرسة نزار قباني ، سؤال هو أين حدود الشاعر في كتابة الشعر؟ هل هناك حدود حقيقة أم لا؟ وقد قيل من بعض الشعراء كلمة في ملتقى ثقافي (و هل الأدب إلا جنون) فما رأيكم؟
الحرية مطلوبة في كل شيء وللشاعر بالذات بصورة أكبر لكن يبقى هناك ضوابط وحدود ووظيفة لما نقوم به وإلا استحال عبثا لا فائدة منه.
أما علاقة الأدب بالجنون فيقصد به خروجه على الأطر المنطقية والخاصة بالكلام العادي(المحكي).
كيف ترى الحداثة في الشعر العربي هل هي سلبية أم العكس وما مفهوم الحداثة في الشعر أصلا (إذا ممكن التوضيح)؟
مفهوم الحداثة : رجل في القديم ورجل في المعاصرة,وليس معناه التخريب بدريعة التجريب
أما الحداثة في الشعر الحديث فهي بلا شك إيجابية من خلال الفتوحات اللغوية والذوقية التي أحدثتها التجارب الرائعة والإبداعية في شعرنا المعاصر وهي كثيرة.
كيف نقيم الشعر؟
نقيم الشعر من خلال الذوق الأدبي المدرب والمشبع بكلام هو جميل,ومن خلال النقد الأدبي المسئول والممنهج,الغير انطباعي، ولا المزاجي.
هل الشعر " القطيفي " عموما مفقود في دائرة النسيان؟
فيما يخص الشعر القطيفي هو في بئر النسيان وليس في دائرة النسيان وحسب حتى تطرب حمامة الحي!!!
ما هو أفضل كتاب مبسط غير معقد لشرح علم العروض؟
أعتقد أن هناك كتاب تحت مسمى (هكذا) مختصر علم العروض للدكتور عبد الهادي الفضلى سيكون مفيدا .

 هل ترى أن الشعر الحالي عامة في تقدم أم في تراجع؟

 في ثقافة القبح التي ينتجها عصر العولمة لابد أن يتراجع كلما هو جميل وعلى رأسه الشعر، ولكن التاريخ أدوار ولابد لموجة الثقافة أن تعود لتداعب شاطئ الإنسانية من جديد.

 ماهي أفضل قصيده لقيتها؟ وأين؟

 أفضل قصيدة ألقيتها هي التي شاركني الجمهور بها أين في ذاكرة الناس.

 هل نظمت شعراً ارتجالياً؟

 بالنسبة للشعر الارتجالي كان شائعا في القديم نظرا لبساطة الحياة وانعكاسها على الصورة الشعرية المتعلقة مع أنشطتها وومجوداتها مباشرة غير أن الأمر اختلف الآن مع تعقد الحياة في وقتنا الراهن.

 ما هو دافعك الأساسي نحو نظم الشعر؟

الدافع الأساسي من الشعر إعادة صياغة الأشياء وفق رؤيتي وفلسفتي الخاصة.
كيف تنظر للشعر الحسيني؟

الشعر الحسيني يستحق أكثر من ذلك بكثير على مستوى التعاطي وعلى مستوى المضمون.

 عندما نتصفح موضوعات شعركم نجدها طرقت معظم أبواب الشعر التقليدية، بحيث يصعب تصنيفكم، إذا كانت التصنيفات مجدية؟ فكيف تصنف نفسك؟
لعبة التصنيفات باختصار عبارة عن صيغة توافقية لأذواق معينة في ظروف معينة،ولأن الفنان الحقيقي لا

يستجيب سوى لشروطه الداخلية والخاصة لذا وجدنا أن أكثر الفنانين خلاف هذه التصنيفات قديما وحديثا.
دعني أسألك بصراحة لماذا لم يحصل شفيق العبادي على أي من الجوائز الشعرية، رغم انك شاعر مجيد ومميز؟ فهل أنت لا تسعى إليها؟ أم إنها هي التي لا تسعى إليك؟، فإن قلت غير ذلك فأنت متهم بالسعي إليها؟ متهم بالحضور الشعري المناسباتي؟ شعر المناسبات هل يكتشف أدوات الشاعر وقدراته أم انه يبدد طاقاته تلك؟ أم لا هذا ولا ذاك؟
كان لي مقال نشر في أحد المنتديات قاربت فيه ظاهرة الدواوين (الإلحاح على هذا الجانب) والجوائز الأدبية (الغير محسوبة) حيث أشرت لاتكائهما على لعبة النسق الثقافي المنسل من تاريخنا الاجتماعي (القبلي) وعلاقتهما بالاستفحال فكثرة الدواوين = رصيد الفحل من الأبناء الذكور وانعكاس ذلك على قيمته القبلية، والجوائز (الغير محسوبة) = الهبات التي كانت تمارس في فترة معينة من تاريخنا الثقافي، لذا فموقفي منها محسوم، ولا أدري كيف اتهمت بها علما بأنه حصلت لي فرص أكثر من الجوائز بكثير لمغازلة الإعلام، لكن رفضت أن أساوم على حياة (الصعلكة الشعرية) الجميلة.
للأمانة قدم بالنيابة عني (دون علمي) قصيدة في عام 1412هـ من قبل اللجنة الثقافية بنادي الهدى عن طريق الأستاذ حسن الطويل، حازت على المرتبة الأولى على الشرقية والمملكة.
عموما أنا أسعى لجائزة واحدة هي قلوبكم فهل أحظى بها أنا في انتظار الإجابة.
أما عن الشعر المناسباتي
أولا :-شعر المناسبات في ضوء النقد قصدت به القصائد التي تكتب لأجل مناسبة معينة فإذا كان المقصود من المناسبات المحرم فهل وطنا أمميا كعاشوراء بامتداد الزمان والمكان يسمى مناسبة، أم هل عظيما كالحسين هذا الشهيد والشاهد على الدنيا تسمى الكتابة فيه مناسبة أم هل يسمى السيد حيدر الحلي وأقرانه هذا الشاعر العظيم، والشريف الرضي والجواهري والسيد مصطفى جمال الدين شعراء مناسبات.
ثانيا :- مدة التحامي بهذه الأمسيات تقريبا ثلاث سنوات في بدايات انطلاقتي (هذه الأمسيات التي صارت تاريخا للأسف) كما أن النصوص التي كتبتها في هذا المجال تمثل تقريبا خمسة بالمائة مما كتبت (وأنا أقولها هنا ليس للتبرير حيث أنني مقصر في هذا الشأن)، لكن لكيلا نقلل من قيمة ما نملك، ولنضع الأمور في نصابها.
أخيرا (أذكر بكلمة عظيم من عظمائنا كل ما لدينا من عاشوراء)
حتى في جانب الشعر والذي يعده النقاد من أصدق وأجمل الشعر.
في الوقت الذي يستعجل بعض الشعراء -وخاصةً الشباب منهم- نشر دواوينهم الأولى، نرى في المقابل أن بعضهم عمدوا لتمزيق ما كتبوه من شعرٍ متصورين بأنه لم يرقَ إلى المستوى المطلوب وذلك بذريعة بحثهم عن الأجود، فهل تؤيد هذا المنحى، أم أنك ترى فيه حالة من الفشل، وعدم الثقة بالنفس، وهل عمدت لتمزيق شعرك يوماً ما؟
كل الشعراء الكبار أعادوا نظرا لاحقا بدواوينهم المبكرة .
هل تعتقد أننا في القطيف نحتاج إلى مجلة تهتم بالشعر؟

ما نحتاجه في القطيف لكسر هذه العزلة الشعرية أكبر من مجلة !

 هل سبق وأن ألقيت إحدى القصائد كأنشودة...
وهل كنت تريد إيصال فكرة معينه من خلال هذه القصيدة؟
وإن لم يكن هنالك قصائد ألقيت لكم من قبل بالإنشاد فلماذا لا نرى أبو فراس يكتب للإنشاد؟
فهل المانع الأسلوب في الكتابة أم مضمون القصيدة أم أن الأفكار التي تتناوله القصيدة لا تتناسب مع الإنشاد؟

اسمح لي أن أسأل بدوري ..
هل نستطيع أن نطلب من كاتب الرواية كتابة قصة قصيرة, والقصة كتابة مسرح, وكاتب القصة كتابة قصة أطفال وكلهم ينتمون إلى جنس واحد,أو هل نطلب من كاتب القصيدة المحكمة كتابة القصيدة الملحمية.
كل تلك الممارسات الإبداعية وإن كانت تنتمي لجنس واحد إلا أن ثمة أسلوب يخضع له الكاتب ناتج عن عدة عوامل (الأسلوب هو الجل), لذا ولكي نصل إلى تكامل المشهد الثقافي لابد من عمل مؤسساتي من خلال توزيع الأدوار، كل يلعب ما يلائمه من دور.

 لماذا لا تكون هنالك أمسيات شعرية مستمرة لتكون مجمعا يلتقي فيه الشعراء بمتابعيهم من عامة الناس وينتظرون منهم جديدهم.. فالوضع الحالي هو عبارة عن أمسيات مناسبات من فرح وحزن في أهل البيت عليهم السلام فلماذا لا تكون الأمسيات موجودة بشكل مستمر ومتنوعة من شعر رثاء ومدح لآل البيت وبقية الجوانب الإبداعية من وجدان وغيره من الفنون والتوجهات ... وإلا هل فعلا ما ينتجه الشعراء ليلقى هو شعر مناسبات وقصص وخواطر؟

 المشكلة ليست في الأمسيات والي أقمنا منها العشرات آخرها في رمضان الفائت والذي حضرها حتى شعراء من خارج المملكة، ولا في الديوان وكل قصائد الشعراء ومنهم أنا منشورة إما في المنتديات والدوريات الثقافية والملاحق، ولا في الكاسيت وكل القصائد موجودة أيضا.
المشكلة في توسيع دائرة الاهتمام الثقافي والفكري لكيلا نعيش في غيتوات مغلقة ينتمي كل منها إلى ثقافة خاصة به تخلق من الشقوق أكثر مما تجبر.
وقبل أن أختم الإجابة أريد أن أرجع بذاكرتي للوراء حينما كان عمري أثني عشر عاما يومها كانت هناك أمسية شعرية للأستاذ / المرحوم محمد سعيد المسلم في القطيف
وكان محضورا علي مغادرة باب المنزل حين يهطل المساء فضلا عن الخروج إلى الحارة, وللاحتيال على الوضع استثمرت وجود زواج جار لنا حيث كان من العادة الجارية في تلك الأيام قبل وجود المطاعم الذهاب للمسلخ (بين القطيف وتاروت)
لذبح الخراف وقتها ذهبت معهم إلى المسلخ ومنه إلى مقر الأمسية مشيا غير مكترث للنتائج همي الوحيد حضور الأمسية وفقط. وبعد حضور الأمسية بحثت عن من يرجعني ولحسن حظي صادفت أحد الأساتذة من سنابس حاضرا الأمسية فرجعت معه ولن أكمل ما حصل لي بعدها... (للإبداع ثمن فهل دفعته)

 كلمة أخيره؟

 أخواني الأعزاء بالإجابة على هذه الأسئلة الأخيرة أكون وصلت معكم إلى نهاية هذه المقابلة التي يعز علي إنهاؤها لولا وجود ارتباطات كثيرة لدي, اشكر جميع الإخوة والأخوات على المشاركة في الحوار ;واشكر السادة إدارة الملتقى الزينبي

وكل من أتحفني بكلمة دافئة وكلكم أتحفتموني وسؤال أفادني,آملا أن أكون قد وفقت للإجابة على أسئلتكم بالصورة المطلوبة وإلا فالعذر عند كرام الناس مقبول. وأنا مستعد لكل استفسار سواء عن طريق الملتقى الزينبي وبريدي الالكتروني sfiras@maktoob.com

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com