تحقيقات

دار الأيتام في الناصرية.. حضن الدولة الدافئ

 

الناصرية / تصوير وتحقيق طالب خيون كاظم الموسوي

 

عندما ياتى الطفل إلى الحياة يجب أن يحصل على رعاية والديه، تلك هي سنة الحياة بيد أن الظروف قد تقف في بعض الأحيان عائقا لتفقده الرعاية والحماية للأبوين...

إن أطفال العراق عموما عانوا الكثير من الويلات وترعرعوا في ظل خوف دائم من ممارسات النظام السابق وتأثيراتها السلبية عليهم، المعارك وأصوات الانفجارات ومناظر الدم والعمليات الانتحارية... فما بالك بعدم وجود الوالدين مع هذه الظروف ؟؟.. حيث الشعور بالخوف والضياع يكونان هاجس هذا الطفل البرئ، لم يجد القلب الحنون واليد الرحيمة التي تنتشله وتقوده إلى طريق الحياة الطويلة..

دور رعاية الأيتام هي مؤسسات عادة تستقبل أطفالا فقدوا إباؤهم وأمهاتهم لسبب أو لآخر، وعادة ماتدير هذه الدور جهات تابعة للدولة أو منظمات خيرية.

 

دار رعاية الأطفال في الناصرية

الباحثة الاجتماعية حياة حسن مهلهل مديرة إدارة رعاية الأطفال في مدينة الناصرية التقينا ها وهى تلهوا مع أطفالها العشرة في حديقة الدار لتستقبلنا معهم بصوت واحد(اهلابالضيوف الكرام) وببراءة الأطفال المعهودة... اصطحبتنا مديرة الدار الى مكتبها لنجرى معها هذا الحوار حيث قالت :

دار رعاية الأطفال في الناصرية هي من الدور التي ترعاها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، حيث نستقبل فيها الأطفال الذين تعرضوا للعديد من متاهات الحياة التي تكون الأسرة هى السبب الرئيس فيها وهو التفكك الأسري فهناك مثلا الأطفال الذي فقدوا أمهاتهم وآخرين لا يوجد لديهم من يعيلهم، فنحن نستقبلهم بصدور واسعة مملوءة بالحنان ونسعى جاهدين لتوفير كافة الأشياء التي من شانها أن تعيد لهم البهجة والسرور، وان دار رعاية الأطفال تضم في الوقت الحاضر أربعة عشر طفلا أربعة منهم خارج الدار لدى أقاربهم لقضاء أجازاتهم والباقون موجودون حاليا في الدار، كما إن نسبة استقبال الدار للأطفال متفككي الأسر انحصرت بعد سقوط النظام لأسباب عديدة منها تحسين الحالة المعيشية.

 

المنظمات الإنسانية ودورها في هذا المجال

 إن الدعم الذي حصلنا عليه ومنذ تسنمنا مهامنا في هذه الدار هو قدوم شركة كويتية قامت بإعادة الحياة إلى هذه الدار من حيث التأثيث وإعادة بناؤها من جديد وتوفير كل المستلزمات التي من شانها توفير الأجواء المناسبة للمستفيدين من الأطفال في هذه الدار. كما ان هناك منظمات أخرى ساهمت مساهمات بسيطة ومنها ( منظمة أطفال الحرب) التي أخذت على عاتقها تزويد الدار بمادة الخبز والماء وبصورة يومية، وان هناك منظمات أخرى شاركت بإسهامات مختلفة ومنها منظمة (أبجيل) حيث زودتنا بالماء المقطر يوميا، ومنظمة ا(R.T.I) حيث أخذت على عاتقها بتجهيز المستفيدين بالكسوة الصيفية والشتوية.

 

المشاكل التي تواجه العاملين في الدار

هناك ثمة أمور تقف عائقا أمام عملنا ومنها شمول الدار بالقطع المبرمج للكهرباء مما يضعنا في مشكلة وخاصة إننا نتعامل مع أطفال في سن الشهرين وان ما يتوفر في الدار هو مولدو كهر بائية وهي عاطلة باستمرار لكثرة الاشتغال عليها لاسيما ونحن فى فصل نكون فية أحوج مما كنا علية للكهرباء في الشهور الماضية، أما مانواجهة من صعوبات أخرى هى وجود سيارة واحدة فقط وهى الأخرى نعانى بسببها من العطلات المستمرة وان الدار بحاجة ماسة لخدمات هذه السيارة.

 

أين تجار وأصحاب رؤوس الأموال من أبناء الناصرية عن هؤلاء الأيتام

إننا نعلم كما غيرنا إن اهالى مدينة الناصرية لهم خاصية تختلف تماما عن باقي سكان هذا البلد المعطاء من الكرم والجود والنخوة والضيافة وكل الصفات الحميدة التي أوصى بها الله جل فى علاه لكنه الغريب فى الأمر إننا لم نتشرف بزيارة لأي احد من هؤلاء باستثناء شخص واحد وهو شخص بسيط يشارك أبناء مدينة الفيحاء وهم أبناؤنا جميعا بما يستطيع، حيث يقوم السيد (عبد الرزاق الزهيري) بتقديم المال والكسوة الكاملة شهريا للأطفال المستفيدين ولحد ألان. ونحن ندعو كافة أبناء المدينة الفيحاء الى تقديم المساعدة لهؤلاء الأطفال وهم فى نهاية الأمر أبناؤنا.

 

هدية رئيس جامعة ذي قار

وهنا لابد من الإشارة إلى أن الأستاذ الدكتور على إسماعيل عبيد رئيس جامعة ذي قار قام بتقديم وهدية بسيطة وهى عبارة عن كسوة صيفية كاملة من حسابه الخاص وهى مشاركة وان دلت على شئ فأنها تدل على مدى الاهتمام والمشاركة من السيد رئيس الجامعة ولكل شرائح مجتمع مدينة الناصرية

 

حالات نادرة

ان دار رعاية الأيتام فى مدينة الناصرية كغيرها من دور رعاية الأيتام تستقبل الأطفال وتسهر على رعايتهم وإننا فى الدار يوجد لدينا فى الوقت الحاضر عشرة أطفال تتراوح أعمارهم من شهر الى ثماني سنوات، وقد حصلت بعض الحالات التى لابد من الإشادة بها، حيث ان احد موظفات الداروالتى لم تنجب أطفالا منذ خمسة وثلاثين عاما و قد تبنت احد المستفيدين من أطفال الدار وبعمر ثماني سنوات وهى انثى وبعد مرور شهر على تبيها لهذه الطفلة رزقها الله بطفلتان ليصبح عدد أطفالها بعد مرور هذه السنين ثلاثة أطفال وهى مازالت مستمرة بالدوام.

كما ان هناك حالة مماثلة لأحد العوائل حيث قدموا الى الدار يرومون تبنى احد أطفال الدار وبعمر شهرين وبعد مرور خمسة عشر عاما على زواجهما دون أطفال وبعد مرور شهر على تبنى هذه الطفلة رزق الله العائلة بمولود جديد. وهناك حالة يجب الوقوف عندها وهى ان أحدى المتطوعات التي توفى زوجها لتترك البيت مع أطفالها الثلاثة وتعمل كمتطوعة منذ سنتين وبدون اى مقابل ويقوم العاملون فى الدار الى جمع مبلغ من المال وبحدود عشرة آلاف دينار شهريا وتقديمها للمتطوعة ونطالب المسؤولين فى المحافظة الى تخصيص راتب لهذه المتطوعة وأطفالها الثلاثة كما ندعوهم أيضا الى تعينها على ملاك الدار وهى تستحق المساعدة بكل إشكالها

 

زيارات المسؤلين فى المحافظة

إننا نعتب عتبا كبيرا على المسؤلين في المحافظة ونحن نعتبرهم الراعي الرئيسي لهؤلاء الأيتام، حيث لم نتشرف مرة بزيارة لأحد المسؤلين فى المحافظة ومن خلالكم ندعو المسؤلين في المدينة لدعم الدار وتوفير كل الاحتياجات التي نحن بأمس الحاجة إليها، كما ان العاملين في الدار يريدون طرح بعض القضايا التى تخص الأعمال اليومية والاحتياجات التى لا تتوفر حاليا ونحن بأمس الحاجة اليها،لاسيما وان الأطفال المستفيدين ينظرون إلينا بعين الابوة والحنان ووقوفنا معهم شيئا ملحا ولابد منه ونجن جادون بالعمل وتوفير الأجواء التى تجعلهم يشعرون بالأمان والحنا ن الذي قد فقدوه.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com