تحقيقات

سجناء تسفيرات الديوانية .. حاجة ماسة الى الرعاية الصحية

 

اجرى التحقيق / الرابطة الانسانية العراقية لحقوق الانسان في الديوانية

 

المقدمة :

ان تحقيق العدالة والمساواة واحقاق الحقوق واعطاء الانسان الذي كرمه الله تبارك وتعالى اعظم تكريم حقه في الحياة الكريمة البعيدة عن جميع اشكال الاهانة والمعاملات اللانسانية وعن جميع انواع التعذيب،امر نصت عليها عدد من المواثيق والاتفاقات والمعاهدات الدوليه التي تسعى الى تحقيقها واقرارها واظفاء الشرعية الدولية عليها ومن بين الحقوق التي تهدف تلك المواثيق احقاقها واقرارها (العدالة السجنيه) والتي تعدها مطلبا انسانيا نبيلا والتي نرو م – نحن منظمات المجتمع المدني – تحقيقها في عراق ما بعد 2003 .

 وايمانا منا باهميه وخطورة هذه القضية والتي تعد هما دوليا يوضع في اولوية المهام الانسانية النبيلة، فمنذ تاسيس الرابطة الانسانية اخذنا على عاتقنا (السجون وما تعانيه) والمطلع على التقارير المعدة والزيارات التي قمنا بها يجد مصداق ذلك وهي منشورة على شبكة الانترنت .

 اما اليوم فقد قامت الرابطة الانسانية العراقية لحقوق الانسان في الديوانية – وكالعادة – زيارة موقف التسفيرات للوقوف على مستوى الخدمات (الصحية، الغذائية، النظافة، الطبية) فضلا عن الاجراءات القانونية للاعتقال والتوقيف التي نص عليها الدستور العراقي الدائم والمواثيق الدولية .

 شكلت الرابطة فريقا من اعضائها ومن ذوي الاختصاصات المختلفة (قانون، علم نفس، علم اجتماع، متدربين في مجال حقوق الانسان والديمقراطية).

  هذه الزيارة تمت بثلاث مراحل :

 الاولى : وكانت بتاريخ 13/8/2006 التي توجه فيها فريق من الرابطة الانسانية العراقية لحقوق الانسان في الديوانية الى سجن التسفيرات الكائن على طريق الدغارة على بعد (10) كيلو متر من مركز المدينة اذ ضم الفريق عددا من المختصين في مجال علم الاجتماع وعلم النفس والقانون وحقوق الانسان بعد استحصال الموافقة الشفوية من قبل السيد نائب مدير شرطة الديوانية العميد حميد عبد زيد، فكانت هذه الزيارة هي زيارة تفقدية لحال القاعات التي امر السيد قائد شرطة الديوانية ببنائها لحل مشكلة الاكتظاظ التي اشرنا بها في التقرير السابق اثر الزيارة التي قامت بها الرابطة الانسانيه العراقية لحقوق الانسان الى نفس الموقف بتاريخ 7/5/2006

بغية الوقوف على مستوى الخدمات فيها، وكانت هذه الزيارة بطلب السيد نائب مدير شرطة الديوانية

 والبالغ عددها ثلاث قاعات متوسطة الكبر مع قاعة خاصة للمفرزة الطبية .

 

الرصد :

 تبين الصور المرفقه بالتقرير ان القاعات الملحقة الثلاث هي ذات كبر متوسط تسوعب الواحدة منها (ثلاثين) سجينا حسب ماقاله السيد ضابط السجن، والحقيقة ان مستوى الخدمات والبناء كان على مستوى جيد قياسا ببقية القاعات الاخرى، فقد حوت كل قاعة على حمامات عدد (2) ومرافق صحيحية عدد (2) وقد توفرت على مفرغات هواء (2) لكل قاعة .

 اما القاعات – وكما تبين الصور المرفقة بالتقرير – مجهزة بمبردات هواء عدد (2) مع مراوح عدد (2) مع انارة جيدة . اما القاعة المخصصة للمفرزة الطبية فقد حوت على مكيف هواء مع مروحة وبذلك تكون هذه القاعة هي افضل بكثير من القاعة السابقة .

  

المرحلة الثانية :

 وبعد قيام الرابطة بالزيارة المذكورة اعلاه توجه وفد من الرابطة الانسانية العراقية لحقوق الانسان بتاريخ 15/8/2006الى السيد نائب مدير الشرطة للتباحث معه حول واقع سجن التسفيرات واطلاعه على مستوى الخدمات المتوفرة فيه واخذ الموافقة الرسمية لزيارة السجن في اليوم التالي لاكمال عملية الرصد والتقييم فابدى الترحيب والمساعدة مع الوفد المؤلف من السادة :

1- السيد احمد ناصر المحنه – رئيس الرابطة

2- السيد حسام حمد جلاب - نائب الرئيس

3- السيد مقداد كنوش نور – عضو الرابطة

4- السيد حسن جابر ناصر – عضو الرابطة

 

 المرحلة الثالثة

 بتاريخ 16/8/2006 توجه الفريق المكلف بالزيارة نفسه لاتمام عملية الرصد التى تمت بمراحل وعندها التقى الفريق مع السيد امر السجن العقيد (صبر الزيادي) الذي كان متعاونا هوباقي الضباط للغاية مع الفريق اذ امر بفتح ابواب القاعات للفريق القائم بالرصد والزيارة .

 

الرصد :

 الظروف المادية المتعلقة بالاحتجاز والايقاف :

التصنيف : اختلاط اصحاب القضايا الاجرامية بمن لديهم مشاكل او مخالفات لا تصل الى حد الإجرام مما جعل جو الزنزانة الواحدة مكانا لعدوى اخلاقية ممكن ان ينمي الروح العدائية لدى الإنسان العادي واذا اعتبرنا ان السجن يحمل الى جانب مبدأ العقاب مبدأ اخر هو الإصلاح وإعادة وتأهيل الفرد الى المجتمع ليكون فردا معطاء لا ان تصبح سجوننا مصانع تفريخ مجرمين وهذا بخلاف ما نصت عليه القواعد النموذجية الدنيا للسجناء حيث جاء في النقطة الثامنة القفرة (ب) : (يفصل المحبوسون احتياطيا عن المسجونين المحكوم عليهم) وكذلك ما نصت عليه القفرة (ج) من نفس القواعد : (يفصل المحبوسون لاسباب مدنية بما في ذلك الديون، عن المسجونين لسبب جريمة جزائية) وعند مسائلة ادارة السجن عن هذه الحالة غير الصحيحة اجابوا هذا بسبب ارتفاع نسبة الجريمة في البلد ويقابله قلة القاعات وصغرها داخل الموقف .

 

الطعام والشراب :

شكى بعض الموقوفين من ردائة نوع الطعام المقدمة اليهم، والبعض الاخر اكدوا ان الطعام جيد فلابد لادارة السجن ان توفر لكل سجين في الساعات المعتادة وجبة طعام ذات قيمة غذائية كافية وهذا ما نصت عليه المادة (20) (1) من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء .

 

النظافة الشخصية

 اغلب السجناء نظافتهم دون المستوى المطلوب من النظافة الشخصية وهذا جاء نتيجة لقلة الماء داخل الحمامات ولقلة عدد الحمامات، مما سبب انتشار الامراض الجلدية التي سوف نعرج عليها في الفقرة التالية .وهذا يتعارض مع ما نصت عليه المادة (15) من القواعد 

 

الرعاية الطبية

وفي هذه الفقرة حقيقة لا نعلم من اين نبدا، هل نبدا من الطبيب ؟ ام نبدا من العلاج ؟ ام نبدا من الامراض المنتشرة والروائح الكريهة ؟ بصراحة العناية الطبية تكاد تكون مفقودة، العلاج غير متوفر وحتى البسيط منه، علما ان عددا كبيرا من السجناء هم مصابون بامراض مزمنه وامراض جلدية معدية، فالمفرزة المكلفة من قبل صحة الديوانية لا يوجد طبيب متخصص ضمن كادرها، فضلا عن افتقارها المستلزمات الطبية البسيطة وعند اللقاء مع مسؤول المفرزة الطبية اعرب انه مخصص له كمية قليلة من الدواء وهي لا تكفي للاعداد الهائلة من السجناء الذين يتزايد اعدادهم يوما بعد يوم .

 

معاملة السجناء

شكى عدد من السجناء لتعرضهم لحالات من التعذيب الجسدي اثناء التحقيق في حين نفى الاخرون حدوث حالات التعذيب اما المعاملة داخل الموقف كانت جيدة كما افاد السجناء

 

 القاعات

 ان القاعات والباغ عددها (9) قاعات مكتظة بالسجناء مما ولد حالات لا انسانية، مثل انتشار الامراض المعدية والسارية وقلة الهواء وهي على النحو الاتي

 

القاعة الاولى

العدد : (19) موقوفا

القاعة الثانية

العدد : (43) مختلط محكومين مع موقوفين

القاعة الثالثة

العدد : 43 محكوما

 القاعة الرابعة

العدد : (61) محكوما

القاعة الخامسة

العدد : (56) محكوما

القاعة السادسة

العدد (40) محكوما

القاعة السابعة

العدد (47) موقوفا

القاعة الثامنة

 

العدد (50) مختلط محكومين مع موقوفين

القاعة التاسعة

العدد (18) احداث

علما ان القاعات ذات مساحة صغيرة لا تستوعب هذه الاعداد الهائلة كما يوجد في كل قاعة مبردة هواء عدد 2

 

الحق في معرفة التهم المسندة ليهم

بعض الموقوفين يعرفون التهم الموجهة اليهم الا ان البعض الاخر الى الان لم يعرض بعد على القضاء وقد تجاوز المدة القانونية البالغة (24) ساعة اذ وجدنا ان بعضهم قد تجاوز مدة (4) اشهر ولم يعرضوا على القضاء

 

الحق في الاتصال بمحام

 اعرب بعض الموقوفين ان ادارة السجن تسمح لهم الاتصال بمحام وفق ظروف جيدة، الا ان هذه الحالة مقتصرة على ذوي الدخل الجيد الذين يستطيعون تحمل تكاليف توكيل المحامي .

 

حالات عامة

  تشترك جميع القاعات بمعانات مشتركة منها  

1- المرافق الصحيية غير جيدة

2- التهوية غير كافية

3- عدم توفر اسرة للنوم

4- الحمامات غير كافية قياسا لعدد السجناء

 

حقيقة لابد ان تقال

 ولكي نكون موضوعين ومنصفين لابد لنا نذكر ما يعانيه القائمين على ادارة هذا الموقف وما يواجهونه من مشاكل وعقبات والتي نذكر منها :

1- عدم تعاون دائرة الصحة في الديوانية مع ادارة الموقف مما اثر سلبا على مستوى لخدمات الطبية والصحية داخل الموقف، فسجن بهذا الحجم وبهذه الاعداد الهائلة من الموقوفين لا تكفيه مفرزة طبية بسيطة ان توفر الخدمات الطبية اللازمة لجميع المقوفين وبشكل جيد .

 2- عدم استلام المحكومين من قبل سجون الاصلاح في الحلة وبغداد وهذا السبب وراء الاكتظاظ الملفة للنظر داخل الموقف على الرغم من بناء القاعات الاضافية التي اشرنا اليها في تقرير المرحلة الاولى من الزيارة فهي تخفف بشكل بسيط من المشكلة الا انها لا تقضي عليها .

 3- ارفاع نسبة الجريمة والتي تتنوع بين الارلاهاب والسرقة والقتل والجنح البسيط والمخالفات التي جاءت كنتيجة طبيعية لغياب دولة القانون والرقابة .

 4- ابدى الرائد كتاب وباقي المنتسبين المساعدة والتعاون والترحيب بفريق الرابطة المكلف بالزيارة ناهيك عن المعاملة الجيدة التي تعاملوا بها مع الفريق فاطلعونا على مستحدثات الامور في السجن كون الرابطة لها زيارات متعدد لهذا السجن .

 

حالة خاصة

 رصدت هذه الحالة في القاعة الاحداث وتكمن في حالة حدث طرد من اهلة تولد 1993 من اهالي النجف لم يرتكب اي جريمة سوى انه لا يوجد مكان ياوي اليه، الوالدان منفصلان الاب متزوج من امراة اخرى والام متزوجة من رجل اخر فاتهم بتهمة التسول فوجد نائما في احد شوارع المحافظة فالقي به في السجن، ومن هنا نناشد ذوية ان يتقوا الله فيه ويحسوا بالمسؤوليه اتجاهه

 

 التوصيات

  1- ضرورة وجود طبيب متخصص بالمراض الجلدية ومرض التدرن الرئوي لان اغلب الموقوفين هم مصابون بهذه الامراض

2-  ضرورة وجود باحث اجتماعي متخصص

 3- نوصي ان تكون أساليب التحقيق والاجرآت القانونية أكثر إنسانية وأسلوب حضاري يؤمن كرامة الإنسان من أي جنس او لون

4- ضرورة وجود رجل دين يقوم بالبتوجيه والاصلاح

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الديوانية - العروبة الثانية مقابل سوق العروبة-رقم وثيقة التسجيل في وزارة التخطيط والتعاون الانمائي1h4557 ومصدقة من قبل وزارة الخارجية

موبايل07801541229 / 07904375301 والبريد الالكترونيihlhrad@yahoo.com

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com