لقاءات

الشاعرة العراقية سما حمد محمود اللامي في حوار مع بنت الرافدين

أول قصيدة كتبتها وأنا أغادر ارض الوطن

الرسم هو الذي جرني لكتابة الشعر

 

 

حاورها / طالب خيون كاظم الموسوي (الناصرية / بنت الرافدين)

صبية بعمر الورود اغتالتها لحظات الخوف من اللحظة، فغادرت تاركة حقيبتها الذهبية .. ووريقاتها البيضاء التي حملت صفاء قلبها وتطايرت تريد اللحاق برفيقة الأيام الجميلة بحلوها ومرها، لكنها لم تفلح، غادرت البلاد كغيرها من أبناء هذا البلد،غريبة حاملة الذكريات، سمى حمد محمود شاعرة عراقية ترعرعت بين أحضان وادي الرافدين هاجرت العراق واتخذت من دولة الإمارات العربية المتحدة ملاذا آمنا تستطيع من خلاله أن تطرز الحروف وتبعثها إلى بلد عاث الخراب بكل شبر منه وتزعزع أمنه،" بنت الرافدين" حاورت الشاعرة من خلال الهاتف لنحقق معها هذا اللقاء  عسى أن يسمعوا ممن يتخبطوا في الماء العكر صوتها ويتركوا عتبة دارها ونخلة حديقتها لها ولأبناء بلدها الذين يسعون معها جاهدين لتضميد الجراح العميقة التي سببها وتسبب بها سرطان قاتل أراد أن يفتك بالجسم العراقي الواحد ..

 

من هي سما؟

أنا من مواليد 1989 ومن سكنة العاصمة بغداد وترعرعت بين ازقها وشوارعها وعاداتها الجميلة وتعلمت أشياء لم أكن اعرفها، فالعادات الجميلة التي يحملها البغداديون، لكن الغيمة السوداء التي لبدها نظام جائر احل الحرام بأرض الأنبياء والمرسلين وزرع الرعب والخوف بقلوب أبناء البلد الواحد، وملئ زنزاناته بالأبرياء وقتل الأطفال والشيوخ والنساء والحياة عموما، وهاجرت مع عائلتي إلى الإمارات العربية عام 1990 تاركة ذكرياتي في بلدي الذي ذرفت دموعي له ومن اجله .

متى بدأت بكتابة الشعر؟

بدأت في كتابة الشعر عندما كنت في العاشرة من عمري حيث كتبت قصيدة آنذاك ولم احتفظ بها للأسباب التي ذكرتها لكنى أتذكر مقطعا منها حيث يقول :

سلمت مفاتيح بغداد

بيد الجلاد

وحملت حقائبي

ودعت الباب الصدئ

وبكيت على شوارع البصرة

هذا مقطع من القصيدة التي بدأت من خلالها رحلة الشعر التي لازالت تبحر بأعماق الجراح التي سببتها الغربة التي أعيشها كما يعيشها غيري من أبناء بلدي العراق، حيث أصبح كل واحد منهم موسوعة كاملة تحتاج لسنين حتى تنتهي من قراءتها وأنا صفحة من هذه الموسوعة الكبيرة .

هل شاركتى ضمن مسابقات أو مهرجانات شعرية؟

لم أشارك باى نشاط في المسابقات أو المهرجانات لكنني أقوم ينشر كتاباتي على الصحف الالكترونية والمواقع التي تهتم بالأدب والثقافة، ووجدت تشجيعا كبيرا من والدي ووالدتي اللذان وقفا إلى جانبي ولازالوا يقومون بتقديم كل ما من شانه مساعدتي وتوفير الأجواء المناسبة للكتابة .

هل لك أن تطلعينا والقراء الكرام على نتاجاتك الشعرية؟

بالتأكيد وان لدى مجموعة من القصائد وسوف أطلعكم عليها بكل ممنونية لكم ومن خلالكم لبنت الرافدين الجريدة الجميلة التي أتلذذ في التصفح بها وقراءة أخبار أهلنا من خلالها فى العراق واليك مقطع من قصيدة كانَ الاحتراقُ جميلا :
  و الأوراق ما زالت طرية
  أما الأشجار فخضراء، غضة
  كان القلب ما زال شابا..
  يستطيع أن يحمل ثقل الحب...
  قبل عام:
  كان دجلة فائضا...
  و كانوا يقولون :
  النهر لا يحن إلى نبعه ..
  لكن دجلتي قد عاد إلى وطنه الأم...
  الجبال التي كانت تحتضن صلواتي في البرج العاجي
  ترنو
  إلى سماء صافية.. تزينها النجوم...
  و تخدشها الشهب...
  قبل عام...
  كنت ُ تلك الراهبة التي لا تعرف للأمومة طعما
  أما القديس فقد كان يجلس في الصومعة الصغيرة الغافية
  بين أضلعي
  ذلك.. كان.. قبل عام مضى ..
  و لكن ...و بعد ذلك العام ..
  و على شرفة العام الثاني..
  صلبوني..
 اسمها قبل عام .

هل شاركتى بقصائد تحمل الوجع العربي ونزيف الدم الذي لاينقطع؟

نعم شاركت بلدي أولا والألم الذي تصاحبني أينما ذهبت وأينما حللت، وكتبت إلى المأساة الإنسانية التي عاشها الشعب اللبناني من خلال قصيدة كتبتها وأنا مشبعة بالآهات ومامر على الشعب اللبناني مررنا به نحن أيضا، فقد كنا نموت ألف مرة وبكل لحظة للمعاناة والفقر والجوع والألم، فقد شاركت أهل لبنان من خلال هذه القصيدة :

لبنان

يا صوت الناي المكسور

يا غضب الله

و حُزن النور

و رحمة عجائز بيروت

و أمجاد كنعان

و صُوْر

يا لبناني الحبيب!

فيكَ مَرَت حضارتي

و عانقتُ فيكَ أحبتي

في ( صيدا) عَلَقتُ قلبي

و الموتُ يحومُ اليوم

و سرب العُقبان العربية!

آه يا ( بيروت)

يا وجهَ الطفولة

مجروحُ الخدين

و العين تدمع

من صوت الخناجِر

العربية!

لبنان!

يا صرخة في القلب تحتَضر

على آه ميتةٍ في حنجرتي

أي آه تندبُ فينا؟

الصوتُ يا لُبنان قدَ رحل

و أُخرِسَت أفواهُنا

و صوت فيروز!

ضاع في المدى!

هل من كلمة أخيرة؟

أتقدم لكم بفائق التقدير والامتنان لهذا اللقاء الجميل والذي أحسست به ولأول مرة بالحنان والحب العراقي الذي كنا نعيشه بمختلف أشكالنا والمودة والطيبة التي نتحلى بها، كما أتقدم بالشكر والامتنان والتقدير لأسرة تحرير بنت الرافدين من خلالكم، ولكم ولكل الشعب العراقي الموفقية داعين لأهلنا الاستقرار والأمان حتى نعود كما كنا بعون الله .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com