لقاءات

على هامش مهرجان بابل الاول للفنون:

المرأة هي المحرك والدافع والملهم للفن التشكيلي

اجتمعنا لنقول للإرهاب بأن هذا الشعب مستعص على الموت

تحقيق: كوثر الكفيشي

تصوير: زهراء سعدي

(تحت ظلال العنف نلملم جراحات الشعب لنقول لكل ألوان الإرهاب نحن في هذا المهرجان في بابل نعمل وننتج أقل ما يمكن فعله لهذا الوطن هو أن نقدم انجازاتنا المتواضعة هذه)

هذه ما كانت إلا كلمات نطقت بها شفاه الأستاذ حميد شاكر نقيب فناني بابل في المهرجان الأول للفنون في بابل ضمن كلمته الإفتتاحية التي ألقاها في المهرجان الذي اقيم على خشبة مسرح نقابة الفنانين في بابل.

وكانت بنت الرافدين بكادرها النسوي وكاميرتها الصغيرة حاضرة لإيصال رسالتين الأولى همة المرأة العراقية ورغبتها في تغطية معظم النشاطات العلمية والثقافية والفنية أما الثانية فهي أن المرأة بدأت تعي دور الفن وأهميته وأخذت هي بالتالي تتذوقه كونها هي المحور الأساسي الذي يحرك هذه العجلة الرقيقة.

وبالفعل أخذت بنت الرافدين بالتجوال في أنحاء المهرجان لتشاهد اللوحات التي زينت جدران الحائط الأجرد بمواهب أصحابها ولتلتقي بأصحاب تلك الأقلام الساحرة التي سلبت بخفتها وروحها الحساسة الأنظار والألباب. وأثناء تجوالها التقت بالعديد من الشخصيات الفنية سواء على مستوى الممثلين أو الفنانين أو التدريسيين أو الطلبة الخريجين وأصحاب النفوس الحساسة من الناس العامة.

كان لقاؤنا الأول مع الدكتور صفاء السعدون اختصاص فنون جميلة/ رسم/ خريج جامعة موسكو.

بنت الرافدين: استاذنا العزيز من خلال فنك كيف تستطيع أن ترسم لنا المرأة؟

د.صفاء: أنا أعتقد بأن المرأة في الفن التشكيلي تشغل حيزا كبيرا وهي تكون دائما فكرة رئيسية للفنان وأنا شخصيا أعتبر المرأة هي المحرك والدافع والملهم لذلك من المكابرة أن يقول الرجل أنا استطيع العيش من دون المرأة فما بالك بالفنان الذي هو كله أحاسيس وهو بحاجة إلى الدفئ والحنان والكلمة الطيبة والرقة وهذه الصفات ليست مجتمعة إلا في المرأة ولايوجد شخص قادر على إعطائها سواها.

 بنت الرافدين: هل تمتلكون أعمال فنية حول المرأة؟

د. صفاء: نعم أنا عندي أعمال تعبيرية كثيرة حول المرأة غير أنها غير معروضة هنا للأسف.

عندما وصلنا في حوارنا إلى هذه النقطة التحق بنا الدكتور حيدر خريج أكاديمية بغداد فرع الرسم ونقيب الفنانين في الديوانية فرحب به الدكتور صفاء وقدمه لنا ليكمل الحوار ويضيف عليه المزيد من الرقة الفنية.

بنت الرافدين: شهدت مسيرة الفن في العراق بعد السقوط بعض الإرتباك فكيف تقيمون مسيرة الفن بين الماضي والحاضر الساخن؟

د. حيدر: الفن موجود، قد يتعرض لضعف معين ولضغوط معينة غير أنه يظل موجوداَ.

بنت الرافدين: أي الفترتين أفضل للفن السابقة أم الحالية؟

د. حيدر: والله اعتقد اللاحقة لا الماضية ولا الحالية يعني أنا اتطلع للمستقبل لأننا نمر حاليا بفترة لم يمر بها شعب بالتالي أتوقع أن تكون هذه المرحلة بالرغم من آلامها انطلاقة كبيرة للفن العراقي وانسانه أيضا.

 بنت الرافدين: كيف تقدر عمل هذا المعرض الفني؟

د. حيدر: أنا معجب جدا وها أنا قد تجولت فيه للمرة الثالثة وقد جذبني بعض الأسماء مثل عبد علي عبد حسن.

 بنت الرافدين: هل توجد أعمال ومشاركات نسوية ضمن هذا المعرض؟

د. حيدر: هي أعمال قليلة غير أنها رغم قلتها رائعة وقد جذبني عمل الفنانة فاطمة عمران حيث لاحظت التوظيف الجميل والحساس في لوحتها. كذلك عمل الفنانة رنا سلطان وهي قد اعتمدت اسلوب غير معتاد طبعا لاضير في استخدام أي أسلوب لأن الحاصل هو النظرة الجمالية.

عند هذا الحد وشكرنا الدكتور حيدر وأخذنا نكمل جولتنا في انحاء هذا المعرض لنلتقي بالدكتور محمد خصير أستاذ في كلية الفنون الجميلة قسم المسرح.

بنت الرافدين: نحن نعلم بأن سؤالنا سيكون عريضا ويحمل في طياته حقبة طويلة غير أنه وبايجاز نريد أن تقيموا لنا مسيرة المسرح بين الماضي والحاضر؟

د. محمد: المسرح العراقي عمره أكثر من 125 عاما وقد توالت عليه عدد من الأجيال وبالطبع كانت بداياته متواضعة والإنطلاقة كانت من الموصل. وقد رافقت هذه البدايات الإنتفاضات السياسية وثورات العشرين أما في الخمسينات فقد أخذ المسرح يتجه جانب الوضوح وصولا إلى فترة الستينات التي تعتبر خط شروع لآليات التجريد كما تأثر المسرح في هذه الحقبة بالإهتزازات السياسية والفكرية الذي شهدها العراق والوطن العربي والعالم على العموم وأخذ التجريد مدياته الواضحة في السبعينات.

أما الهوية الأخرى التي يمكن الفقز عليها هي فترة الثمانينات والتسعينات وهي فترة شهدت اتجاهات شبابية وتجريبية ونتيجة للحرب الطاحنة التي عاشها البلد فقد تأثر المسرح حيث أصبح الخطاب الجمالي واضح مع لمسة من التجريد كما تم اقصاء اللغة والإهتمام بالجسد والسينوغرافية هكذا استمر الحال وصولا إلى الوقت الحاضر وهذه هي ومضة متعجلة جدا عن المسرح العراقي وليس للتعريف عن هويته.

 بنت الرافدين: أين هي المرأة من هذا المسرح؟

د. محمد: المرأة بصراحة حاضرة على مستوى الأداء والكتابة ولكنكم تعرفون طبيعة المجتمع الشرقي وهو مجتمع ذكوري والرجل هو المهيمن ولكن رغم ذلك كله فالمرأة حاليا مشاركة للرجل على ساحة المسرح كممثلة وكاتبة ومخرجة.

 بنت الرافدين: في أي الفترات كانت المرأة أكثر مشاركة؟

د. محمد: في الخمسينات كانت المشاركة متواضعة وعبارة عن محاولات مثل فرقة الفن الحديث ولكن رغم هذا كله هناك نجوم لمعت أسماؤهم كزينب وناهدة الرماح ولكني اعتقد بأن المشاركة في تلك الفترة كانت أكثف وأعلى مستوى من هذه الفترة غير أنه سيبقى دور المرأة فعالا وأثره خالدا سواء حضرت أو غابت ونحن ضد أن نقول حضور للمرأة وحضور للرجل بل يجب أن تكون هنالك معادلة متكافئة وخطاب فني بعيد عن الخطاب الذكوري أو الأنثوي.

بعد هذا بدأ المهرجان الفني والذي تخلله بعض النشاطات الفنية من رواد هذا السلك الفني وكان الكادر حاضرا هذه الفقرة وصولا إلى مرحلة الإستراحة من أجل البدء بالعرض المسرحي الأول فاستغل الكادر هذه الفرصة ليلتقي بالدكتور مكي عمران أستاذ في مادة التقنيات ومدير منظمة الفن البيئي ليساله:

بنت الرافدين: حضرتكم من ضمن الكادر التدريسي في الكلية فما هي المعوقات التي تواجهكم؟

د. مكي: بصراحة التخصيصات المالية الممنوحة لنا نحن كلية الفنون الجميلة هي مخصصات قليلة جدا إزاء حجم الكلية وازاء امكانياتها العملية هذا جانب أما الجانب الأخر هنالك اشكاليات في سياسة القبول حيث أنه في رأيي أن تعطي سياسة القبول للكلية المزيد من الحرية لنا بأن نختار الفنانين المبدعين لاسيما وأن الكلية تغص بالأعداد الهائلة من الطلبة غير الموهوبين للأسف الشديد.

بنت الرافدين: نحن نعلم بأن كلية الفنون الجميلة هي من الكليات المكلفة ماديا للطالب من حيث احتياجه إلى الأدوات المتعددة فما هو حجم دعم الدولة للطالب في هذا المجال؟

د. مكي: هناك دعم في الكلية لكل الطلبة المتميزين وذلك من خلال توفير المستلزمات غير أن هذا الدعم ليس بالمستوى الذي نراه نحن، طبعا القصور ليس في ادارة الكلية بل هي في صرف الميزانية على الهوامش والجوانب الإبداعية الأخرى مثل إقامة المعارض والمهرجانات التشكيلية وهذا ليس له اسنادات مالية لذا فهو يبقى عملية قاصرة عن مستوى الطموح المطلوب.

كما كان لنا خلال تجوالنا لقاءاً مع كل من الفنان الكوميدي حيدر الياسري والفنان سهيل الطائي المختص في الفن التشكيلي وصاحب قاعة عشتار للفن التشكيلي، والذي سألناه عن رأيه في هذا المهرجان المقام في هذه المحافظة فأجاب:

أنا لا أتحدث عن المستوى بل أتحدث عن التوقيت حيث أن اقامة مهرجان من هذا النوع في هذا الوقت يكون أجمل رد للإرهابيين ولنقول لهم بأن هذا الشعب مستعص على الموت.

كذلك توجهنا بمثل هذا السؤال إلى الطالب علي عبد الكريم علي / قسم الفنون المسرحية ومن ضمن الجهة المنظمة للمهرجان فأجابنا والإبتسامة والأمل يعلوان وجهه:

نحن كطلبة مسرح انفتحت لنا باب جديدة من خلال هذا المهرجان لأننا بصراحة كنا محتاجين إلى مثل هذا الجو حتى نبرز الطاقات التي اندثرت في السنوات الماضية ونحاول أن  نقدم شيء لأنفسنا نحن كشباب أولا ولمحافطتنا العريقة ثانيا.

هكذا كان هذا المهرجان عملا استثنائيا وبادرة طيبة في وضع يعاني منه البلد أحلك الأزمات السياسية ليقول للعدو نحن باقون رغم قتلك وليقول للمتشائم الحياة جميلة وستظل مستمرة فابتسم وامسح الحزن المرير.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com