لقاءات

مدير التخطيط في صحة بابل: خطتنا الخمسية ستكون الأنموذج لباقي المحافظات

لقاء: كوثر الكفيشي

ـ ستفتح إعدادية للتمريض في كل من الهاشمية والكفل والمسيب والمحاويل

ـ الدائرة الصحية تشهد شحة في الكادر النسوي العامل فيها

ـ سيكون عندنا في الفترة القادمة كل من جهاز ال أم آر آي وقسطرة القلب

 ـ العراق وللأسف يحتل المركز 103 في السلم الصحي عالميا

 ـ أغلقنا العديد من العيادات الطبية التي تفتقر إلى الشروط الصحية

 

الصحة هي نعمة عظيمة قد لا يدركها الكثير منا إلا عند الحرمان منها، وكثير منا قد لا ينتبه إلى معاناة المرضى وآلامهم إلا عندما يبتلى بالمرض نفسه، والغالبية العظمى منا قد لا يدرك معاناة المريض المعدم وهو يبحث عن المال ثم الدواء لإبنه أو لزوجته أولنفسه المريضة، فهل تنبه أحد منا لهذا؟! والسؤال الأهم ماذا قدمنا؟

وإنطلاقا من هذه الأسس المفروشة على أرض الواقع ومساهمة في نقل الحقائق وفتح وخرق ذلك الجدار المتين بين المواطن والمسؤول انطلقت بنت الرافدين بسعيها الحثيث من أجل المساعدة اولا والمساهمة في فتح باب الحوار البناء ثانياً للقاء عدد من مسؤولي مديرية الصحة في بابل. غير أن هذه المرة كانوا هم الأسبق في هذا المجال حيث قاموا بزيارة المنظمة من أجل لقاء مديرة المنظمة الهيئة الإدارية والكوادر العاملة فيها من أجل النظر عن كثب إلى اعمال هذه المنظمة و لتظهر الصورة التي كانت عندهم عن هذه المنظمة بوضوح وشفافية أكثر.

ونحن ككادر صحفي في هذه المنظمة أغتنمنا فرصة وجودهم الثمين هذا معنا واجرينا مع عدد من مسؤولي المديرية الحوار التالي وقد قاموا باجابتنا عن اسئلتنا الكثيرة والمتشعبة بصبر وسعة صدر كبيرين.

في البداية توجهنا بالسؤال إلى الأستاذ الدكتور ثامر جاسم خضير مدير قسم التخطيط في المديرية مستفسرين عن خطة دائرة صحة بابل لعام 2007 فأجابنا قائلاً:

د. ثامر: في المقدمة أشكر لكم إهتمامكم هذا وبهذه الناحية الصحية بالذات وأما عن الخطة للعام القادم هذا فنحن حاولنا أن تكون محافظتنا متميزة ضمن محافظات القطر فعملنا خلال مدة سنة من أجل إعداد خطة متميزة تليق بالمحافظة فوضعنا  خطة خمسية ودرسنا من خلالها الإحتياجات الصحية للمحافظة وذلك بصورة تفصيلية وعلمية وقد عرضت هذه الخطة الخمسية على مجلس المحافظة ولقيت الترحيب كما عرضت على مجلس خمس محافظات أخرى فقد أخذوا فكرة تفصيلية عن خطتنا هذه وانطلاقا من خطتنا هذه قاموا بوضع خطة مشابهة على غرارها كما قمنا بإرسال هذه الخطة إلى الوزارة وكرمنا بسببها وأصبحت بمثابة إنموذج لباقي المحافظات.

 بنت الرافدين: الآن ننتقل للسؤال الجندري كما يقال لنسألكم عن خطة الدائرة لتوسيع دائرة نشاط الكادر النسوي داخل المجال الصحي؟

د. ثامر: في الواقع تشهد مؤسستنا الصحية شحة واضحة في الكادر النسوي وخاصة التمريض منها وهذا يدفعنا للتركيز على هذا الجانب وفتح باب الحوار من أجل أن يحصل تنسيق اوسع بيننا وبين منظمتكم النسوية الموقرة من أجل تشجيع النساء للدخول في هذا السلك حيث نحن بذلنا الجهود الحثيثة للحصول على التسهيلات اللازمة للعمل على فتح إعداديات التمريض في الأقضية والنواحي والحمد لله نحن قد حصلنا على موافقة لفتح إعدادية التمريض في الكفل والهاشمية والمسيب والمحاويل فيما كانت في الماضي هذه الإعداديات مقتصرة على مركز المحافظة فقط.

 بنت الرافدين: بسبب إهمال النظام المقبور الناحية الصحية ومن أجل ربط المواطن بالهموم اليومية شغله باستمرار، اقتصر تركيز العناية بالعاصمة ومحافظة البصرة فيا ترى متى يستطيع المواطن البابلي الإستغناء عن السفر إلى خارج محافظته؟

د. ثامرٍ: الجواب على هذا السؤال سيدتي العزيزة يتطلب شرح جزء من الخطة الخمسية للدائرة، وانتم والعديد من قرائكم يعلمون بأن النظام الصحي العالمي ينقسم إلى ثلاثة أقسام الصحة الأولية، الصحة الثانويةٍ، الصحة الثالثة وقد اهتمت خطتنا بهذه الأقسام الثلاثة:

فمن إجراءاتنا ضمن باب الصحة الأولية والتي تشمل المراكز الصحية الأصلية والفرعية ونحن ولله الحمد عندنا حالياً 7 مراكز صحية نموذجية مؤثثة بكامل الأثاث الصحي وخاصة السونر والتي ستفتح في الربع الأول من هذه السنة. أما عن هذه المراكز فهي لم تقتصر على المركز فقد شملت ثلاثة مراكز في الأقضية وهكذا كما تشاهدون فنحن ضمن باب الرعاية الأولية لا نملك أي خلل أو تخلف عن الحد الأصلي.

أما عن الباب الثاني ألا وهي الرعاية الثانوية والتي تشمل المشافي والإستشاريات، المشافي: نحن الآن لدينا 4 مشافي جديدة سوف تفتح خلال النصف الأول من هذا العام وهي مشافي حديثة وفنية كما سنباشر هذا العام بفتح مشفى في مركز المحافظة بـ 400 سريروسيكون المشفى النموذجي الأكثر تطوراً في المنطقة.

أما عن الرعاية الصحية الثالثة والتي تشمل المراكز الصحية التخصصيةٍ، وفي إطار هذا جانب قد حصلنا على موافقة لفتح مثل هذه المراكز في الأقضية والنواحي إضافة إلى المركز.

هكذا سيشهد هذا العام إن شاء الله تطورا ملحوظا في الجانب الرعاية الصحية وبالتالي سيستغني أبناء محافظتنا الأعزاء عن الذهاب إلى المناطق المجاورة للعلاجِ.

 بنت الرافدين: حسب المعلومات المتوفرة لدينا بأن الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة تشهد شحة في المراكز الصحية فما هو ردكم على ذلك؟

د. ثامر: نحن بصورة علمية وحسب الضوابط  والمعايير العالمية لفتح المراكز والتي تقضي فتح مركز لكل 10 آلاف نسمة، وضمن الموجود على أرض الواقع عندنا نحن قد وفرنا لمواطنينا الأعزاء أكثر من الحد الأدنى وأفضل مما هو متوافر لدى المحافظات المجاورة وحتى الدول المجاورة هكذا فنحن متميزين من هذا الجانب وقد تخطينا الكثير من العقبات الصعبة. وكلامنا هذا ليس معناه بٍأننا سنكتفي بما هو موجود بل نحن نقر بأن هذا قليل وقليل جدا ونحن من هنا نعد أحبائنا من المواطنين ببذل المزيد من أجل توفير أعلى مستوى صحي لهم بإذنه تعالى.

 بنت الرافدين: في الماضي شهدت مشافي محافظتنا العزيزة افتقاراً إلى بعض الأجهزة الضرورية كال إم آر آي و جهاز القسطرة للقلب فأين خطتكم الجديدة من توفير هذه المستلزمات الطبية؟

د. ثامر: معكم كل الحق، حيث وللأسف الشديد شهد العراق في زمن النظام المقبور تأخراً في توفير مثل هذه الأجهزة على عموم القطر وليس على محافظتنا فقط غير أنه وبعون الله استطعنا في هذه الفترة الجديدة الحصول على بعض منها مثل جهاز المفراس وهو حاليا الوحيد الموجود في الفرات الأوسط وحصلنا على موافقة للحصول على جهاز ال أم آر آي ونحن حالياً نباشر ببناء البناية وخلال أشهر سيدخل ال أم آر آي أو الرنين المغناطيسي وبذلك سيكون الجهاز الوحيد أيضا هنا وفي المحافظات المجاورة أما بالنسبة ٍإلى قسطرة القلب كذلك حصلنا على موافقة لجلبه ونحن نباشر حاليا بتجهيز البناية أو المركز لإستقبال هذا الجهاز وذلك ضمن إطار حدود مشفى إبن مرجان وقد وصلنا إلى مرحلة جيدة في هذا المشروع وإن شاء الله سيفتح خلال هذا العام.

 هنا توجهت أنظار المنظمة إلى الأستاذ هادي عبد الحسين مدير قسم التفتيش للإستفادة من حضوره الفعال لطرح مجموعة أسئلتنا المتبقية على حضرته الكريمة.

 بنت الرافدين: الفساد الإداري هو مرض استشرى في جميع أنحاء جسد الدولة  فكيف هو الحال في مديرية الصحة؟

د. هادي: الفساد الإداري هو مصطلح عام موجود في كل دول العالم وفي كل زمان ومكان ولكن الفساد الإداري في زمن النظام البائد وبسبب الوضع الإقتصادي المتردي كان منتشراً بشكل أوسع غير أنه ونتيجة للتحسن المادي والمعاشي الذي نشهده الآن قلل كثيراً من هذه الآفة ولا أقول بأن هذه غير موجودة نهائياً بل هي موجودة بسبب الأمزجة والنفوس المتنوعة  ولكن حصل تحديد لها ومع ذلك ونحن كمركز دائرة وبجهود قسم التفتيش المضنية استطعنا أن نحد كثيراً من هذه الظاهرة وما زلنا على تواصل لإجتثاث هذا المرض من عروقه المقيتة.

 بنت الرافدين: لو توجهنا إلى شارع الري أو كما يقال شارع الأطباء لوجدناه شارع بعيد كل البعد عن مظهره الطبي سواء من الناحية الخارجية أو من الناحية الداخلية فالبناية تكاد تفتقر إلى النظافة والتي هي أبسط الشروط الصحية التي يجب أن تتوفر فما هي نظرتكم تجاه هذا الموضوع؟

د. هادي: أنا معكم فالمراكز الصحية والطبية غير نظيفة ولا يوجد عليها رقابة، ومن جانبنا نحن كادر المديرية قمنا بجولات على هذه المراكز غير الحكومية وقد أعطينا الإنذارات وأغلقنا عدد من هذه العيادات المخالفة.

ولأكون معكم صريح أكثر أن العنصر العامل في نطاق الصحة في العراق عنده جهل بالنظام الصحي حيث أن العراق يحتل المركر 103 عالمياً بينما نجد تقدما للدول العربية الأخرى في هذا المجال فعلى سبيل المثال تحتل دولة عمان المرتبة السادسة على السلم الصحي العالمي. وهذا مرده إلى كل تلك السنين من القهر والقمع اللذان عاشه وطننا بأرضه وأهله، ومحافظتنا سارت خطوات واسعة بنظام الإحالة وهو الخطوة الأولى نحو النظام الصحي، ومحافظتنا هي المحافظة الوحيدة التي سارت على هذا الدرب وستكون الأمثولة الرائعة لباقي المحافظات إن شاء الله تعالى.

 بنت الرافدين: قبل فترة تم إغلاق عيادة لطبيب أسنان لفترة وجيزة جد ا وقد استطاع الطبيب إعادة فتحها مرة ثانية فما هو تعليقكم على هذه الظاهرة الخطيرة؟

د.هادي:ِ نحن من جانبنا نطبق قانون العقوبة للأطباء، ومهمتنا هي الزيارة واصدار الحكم اما التنفيذ فهي من واجبات الشرطة فهي تمثل السلطة التنفيذية ومن واجبها أن تغلق العيادة ونحن بعد شهرين نعود للتأكد من تطبيق ما أصدرنا غير أنكم وكما تشاهدون يوجد هنالك حاليا نوع من عدم الإنضباط والتميع في تطبيق القانون بسبب الظروف الأمنية السيئة الذي يعيشها عراقنا الجريح اليوم غير أنه مهما طال الزمن ومهما استطاع المرشي أن يرشي لابد أن يأتي اليوم الموعود لكي يتلقى جزاءه العادل للتسيب والإهمال الذي بذلهما تجاه حقوق المواطن.

 بنت الرافدين: هل تقوم مديرية الصحة بزيارة المدارس وتفقد أحوال الطلبة من الناحية الصحية؟

د. هادي: نعم، توجد هنالك زيارات ميدانية مستمرة للمدارس حيث لدينا شعب خاصة مهامها زيارة المدارس سواء لجنة أطباء الأسنان أو أعطاء اللقاحات اللازمة للطلبة، هكذا فنحن نهتم بهذا الجانب ونوليه الرعاية الأولى خاصة وأنهم جيل المستقبل والبذرة المنشودة.

 بنت الرافدين: أصحاب الأمراض المزمنة يعانون من شحة في توفير الأدوية الحياتية لهم فما هي إجراءات الدائرة الصحية تجاه هذه المعضلة؟

د. هادي: نحن لا ننكر هذا الواقع المؤلم ونقول توجد هنالك مديرية خاصة لهذا الموضوع هي مديرية العيادة الشعبية وهم تابعين لنا فنياً فقط أما إدارياً إلى دائرة العيادات الشعبية في بغداد وللوزارة وأن استيراد الأدوية وصرفها وتأمينها للمواطن هي من مسؤولياتهم ونحن نؤكد مرة أخرى بأن هذا الأمر موجود ونأمل بأن تعتني الوزارة بهذا الجانب في المستقبل القريب إن شاء الله.

 بنت الرافدين: التهجير مشكلة ظهرت في الآونة الأخيرة بسبب ظهور حالة الطائفية والإرهاب ومحافظتنا قد ضمت العديد من هذه العوائل المهجرة فما هي إجراءات الدائرة الصحية تجاه هذه العوائل خاصة هم يقيمون في أماكن بعيدة كل البعد عن الشروط الصحية؟

د. هادي: لقد نظرنا إلى هذا الموضوع بعين الإهتمام والرعاية وقد قمنا بعديد من الجولات على هذه العوائل وزيارتهم في مساكنهم وإعطائهم العلاج مجاناً، كذلك نحن من هنا ومن على شاشتكم الصغيرة بحجمها الكبيرة بمفعولها إن شاء الله نناشد كل من يرغب بتقديم الدعم لأخوته من المهجرين بأننا نفتح أبوابنا لهم ونبدي كافة الإستعداد لوضع يدنا في أيديهم لتقديم أكبر ما يمكن من العون والمساعدة لهذه الشريحة من أبناء وطننا المظلوم.

 بنت الرافدين: نحن نملك أعمال إنسانية عديدة فيا ترى هل يمكن أن يحصل تعاون ما بيننا وبينكم في المجال الصحي وللعوائل المهجرة تحديداً؟

د. هادي: هذا شيء مفرح جداً لنا خاصة وأن سيادة المدير العام يرحب بمثل هذا النوع من التعاون وهو يفتح بابه على مصرعيه لمثل هذه الأعمال التي تقدم الخدمات الإنسانية. كذلك نحن نبدي كافة الإستعداد لإرسال الفرق الصحية إلى أي مكان ترغبون بزيارته سواء أنتم أو غيركم من المنظمات.

 بنت الرافدين: في الختام تشكر لكم منظمتنا زيارتكم الأخوية هذه وتسألكم هل هناك من كلمة أخيرة تودون أن تتفضلوا بها هنا؟

أجاب الدكتور ثامر قائلاً: في الختام أحب أن أثني على جهود هذه المنظمة التي تعمل على رفع مستوى المرأة البابلية ونحن بدورنا كدائرة صحة نبدي تعاوننا مع هذه المنظمة من أجل رفع وتطوير المعلومات الصحية بين فتياتنا ونسائنا خاصة ونحن نشهد كما قلت سلفا شحة في الكادر النسوي العامل في هذا المجال وذلك بسبب سوء في الفهم أو سوء في النظرة السائدة تجاه العاملات في هذا النطاق. وأتمنى لكم التوفيق والتقدم باستمرار لإعطاء كل ما هو خير لنساء محافظتنا أولا ولوطننا ثانيا وأنموذج رائع للمرأة العراقية أمام العالم ثالثا.

وفي نهاية الجلسة تم الإتفاق بين مديرة منظمة بنت الرافدين السيدة علياء الأنصاري والأساتذة الحضور من مديرية الصحة من أجل التنسيق لمساعدة العوائل المهجرة لتوصيل الخدمات الطبية لهم والتخفيف من شدتهم وآلامهم وتقديم كل ما هو مستطاع سواء في المجال الطبي أو غيره.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com