تحقيقات

 

المستشفيات الاهلية في الديوانية بين المستوى المتدني واستغلال المريض

 

 

اعداد: الرابطة الإنسانية العراقية لحقوق الإنسان

المقر العام الديوانية

 

بتاريخ 22/6/2005 قام كادر من الرابطة الإنسانية العراقية لحقوق الإنسان بزيارة إلى المستشفيات الأهلية في الديوانية للوقوف على نوع الخدمات التي تقدم إلى المواطن الذي يرتاد هذه المستشفيات بعد أن يعيا من الاستطباب في المستشفيات الحكومية لأسباب منها مقصودة والغرض جعل المرضى يراجعون المستشفيات الأهلية وأجراء العمليات مهما كان نوعها ولكن بثمن باهض يدفع الكثير من المرضى إلى بيع مقتنياتهم ودفع أثمانها للأطباء مقابل إجراء العملية إلى جانب ما يمر به البلد ونتيجة الحصار الجائر الذي فرض على العراق وما تترتب عليه من تداعيات في كافة مجالات الحياة وبالأخص المجال الصحي الذي ولد زخما كبيرا على المستشفيات التي تعاني نقصا حادا في المستلزمات الطبية المختلفة مما عطل القدرات الصحية في إمكانية تغطية دورها بما يتناسب وحجم المتطلبات الصحية المتردية.

لهذين السببين كان دائما الضحية المواطن المريض ومن خلال جولاتنا الميدانية السابقة حول محيط المستشفيات الأهلية وجدنا نفايات من العلميات الجراحية ومخلفات أدوية وأجزاء مستأصلة قد تعفنت وحقن طبية... الخ. من ما يتعلق بعمل المستشفيات ترمى خلف المستشفى وبين البيوت مسببة تهديدا لحياة الكثير من المواطنين علاوة إلى تلويث البيئة وإساءة للذوق العام.

 بعد أن تكونت لدينا صورة من خارج المستشفى كان لابد من الوقوف على مافي الداخل كجزء من مسؤوليتنا الإنسانية تجاه المواطنين والدور المفروض على المؤسسات الإنسانية وبالواقع لم نكن متفائلين وفوجئنا بما رأينا ************؟؟؟؟؟؟؟

 ولم نكن نتوقع هذا المستوى المتدني من استغلال المواطن المريض وكانت لنا هذه المشاهدات آلاتية.

 

زيارة مستشفى الديوانية الأهلي

النظافة

لم يكن جو المستشفى صحيا حيث تتوفر مفرغات هواء ولضيق المساحة التي بنيت عليها المستشفى لم تكن هناك فضاءات واسعة تسمح بدخول الهواء أوضوء الشمس بل تم استغلال المساحة ببناء غرف صغيرة لا تتجاوز (2×2.5 م) من ضمنها مرافق لا صحية بالمرة وكانت الإضاءة سيئة داخل الغرف والرائحة كريهة والاسرة غير نظيفة والأغطية والوسائد عليها رواسب من دماء أو سوائل من المرضى الذين تناوبوا عليها وهي ذات ألوان داكنة وغير مطابقة للشروط الطبية وانتشار القاذورات في الغرف ولا يتوفر أي نوع من التعقيم... أما الممرات بين الغرف فهي غير نظيفة وبعض المناطق تأثرت بالرطوبة حتى المكان الذي يوضع فيه الطفل حديثا غير نظيف. وكذلك السرير المتحرك الذي ينقل عليه المريض من صالة العمليات إلى مكان اخر جفت عليه الدماء وترسبت مما أدى إلى تغير لون سطح السرير إلى لون داكن.. وعند دخولنا إلى صالة العمليات كان الوضع أسوء بكثير كانت غرفة العمليات ضيقة وقديمة ضعيفة الإضاءة وكل شي غير صحي من جدرانها إلى الأرضية أما ادوت العمليات الجراحية فهي قديمة والصدأ والرواسب في بعض الأجزاء والأدوات الطبية وسرير العملية قديما جدا وغير نظيف واثار الرواسب غير واضحة.

 

 ملاحظات حول الزيارة

1- لا تصلح البناية كمشفى وذلك لصغر المساحة مما جعل غرفها صغيرة لا توفر الجو الصحي والنفسي للمريض الراقد.

2- بناء المشفى في منطقة سكنية أهله بالسكان وملاصقة للدور مما تشكل مصدر تهديد صحي فيما لو حصل أي تلويث نتيجة المرضى الراقدين فيها.

3- لم تبن المشفى وفق مواصفات فنية كما تبنى المشفيات التي تتوفر فيها شروط الفضاءات الواسعة والحدائق والتهوية والإضاءة الطبيعية وما يتعلق بغرف المرضى وصالة العمليات.

4- استخدام أدوات وعدد ومستلزمات طبية غير صحية وقديمة في صالة العمليات.

 

  توصيات لجنة الزيارة إلى مشفى الديوانية الأهلي

1- على ضوء المشاهدات التي رآها كادر الرابطة والموثق بصور تبين لنا إن هذه المشفى مصدر تهديد لحياة المريض وذلك لمخالفاتها الصحية والفنية ولقربها من الدور السكنية ورميها النفايات ومخلفات العمليات الجراحية قرب البيوت.. (يرجى من أصحاب القرار في المحافظة أو الدولة بشكل جاد ونتمنى أن تتحقق من ذلك لتقدر الوضع السيئ للغاية وللحد من امتهان المواطن واستغلال ضرفه من قبل البعض الذين لا يهمهم سوى الربح والإثراء ولو على حياة الآخرين).

 2- نسال نقابة الأطباء أن تأخذ دورا إنسانيا متجاوزة التعاطف ومحاباة المهنة الواحدة لتكون أكثر تأثيرا في عملية البناء والخدمة الإنسانية لأبناء هذا البلد الذي دام ظلمه.

3- كان من المفروض على لجنة حماية البيئة والتي لها تنسيق مع دوائر الصحة أن تؤدي دورها فيما يتعلق بالنفايات ومخلفات العمليات الجراحية لما لها من تأثير خطير على الصحة والبيئة فماذا كنتم تقولون في تقاريركم؟؟!!

 وإذا ما علمنا إن عملية حرق النفايات هي من مسؤوليتكم اننا نضع هذا الامر أمام المسؤلين في الدولة.

4- من حقنا وحق أي مواطن أن نسال المسؤولين في صحة المحافظة، ماذا كانت تعمل لجانكم الرقابية؟؟ وماهي تقاريرها وتقييمها للوضع الصحي والفني ؟؟.

 من خلال زياراتها إلى هذه المشفى وغيرها فالحال الذي كان ولم يزل في مشفى الديوانية الأهلي هو ليس وليد اليوم وإنما وليدة مدة ليست بالقريبة من تقادم وتهري الأجهزة والأدوات وكل ما يتعلق بعمل المشفى.

 اننا نقول للسادة المسوؤلين في المحافظة إليكم هذه الحالة المؤلمة التي تندرج في خانة التهاون على اقل تقدير.

5- كيف سمحت نفوس الأطباء الذين يقيمون العمليات الجراحية في هذا المشفى وهي بهذه الحالة ؟؟!!. نقول أين الضميرالانساني؟؟!!. أين أخلاق المهنة أين القسم؟؟!! اللهم اننا نبرأ اليك مما يفعله الآخرين.

 ولنرى ماراي السادة المسؤولين بهذا الاستغلال؟؟!!

 

زيارة مشفى دار الشفاء الأهلي

بعد زيارة مشفى الديوانية الأهلي قمنا بزيارة مشفى الشفاء الأهلي في الديوانية وكان هناك فرقا واضحا في النظافة وان كانت لاترقى إلى مستوى السياق الصحي المعمول به إلا ان رضانا بما هو موجود لايبرر ان المشفى كان تعوزه الكثير من الأمور وتوجد هناك قواسم مشتركه بينه وبين مشفى الديوانية الأهلي.

1- ضيق مساحته.

2- بناءه داخل الأحياء السكنية.

3- عدم تطابق المواصفات الفنية الصحية كمشفى.

4- نظافته لاتصل إلى مستوى التعقيم الذي يؤمن تفشي الأوبئة خصوصا انه مكان يلوي المرضى.

5- لم يسمح لنا بدخول صالة العمليات!! لذلك لم نرى أو نسمع ماذا كان في داخل صالة العمليات؟ بحجة التعقيم الذي كان من الممكن معالجته.

 

 مشاهدات متفرقة

1- معظـم العمليـات النسائيــة قيصريــة وبأسعـار (150000) مائة وخمسون ألف دينار وعند سؤل لماذا لا تجرى في مشفى الحكومة ؟؟!! جوابهم لا ضمانة أو اهتمام هناك وهنا الحال تختلف لان كل شي مقابل مبلغ من المال.

2- تجرى عمليات ولادة في العيادات الخارجية.... في بعض العيادات النسائية رغم غياب الجو الصحي وما قد يترتب عليه من مضاعفات طارئة وأكثر العمليات هي اسقاط الأجنة حسب ما اخبرنا من موظفين يشتغلون في الصحة وعلى مقربة من مكان الحدث وهذا ما يفسر لنا عثور أهالي المنطقة أكثر من مرة على جثث أجنة في النفايات الطبية المرمية في خلف المشفى.

3- لا تؤمن المشفيات الأهلية الطعام للمرضى أو المرافق للمريض وسعر مبيت الليلة الأولى (10000) عشرة آلاف دينار والليلة الثانية (15000) خمسة عشر ألف دينار والدواء يصرف على حساب المريض.

4- توقف إجراء العمليات في مشفى الولادة إلا للحالات الطارئة جدا ذلك لعدم وجود مخدر أو خيوط عملية وهذا ما اخبرنا به ؟؟!! وعند سؤالنا لماذا لايتم تامين المواد أولا وثانيا لماذا لا يوجد لديكم خزين احتياطي؟! فكان جواب احد الأطباء في المشفى ان الوزارة لا تؤمن لنا ذلك بالرغم من تقديم الطلب منذ أكثر من شهر والجواب يأتي متأخر والسبب الإداريون في الوزارة وبين كل هذه الفوضى من سوء إدارة او تامين الدواء أو التخزين ينعكس كل هذا سلبا على حياة المواطن الخاسر الوحيد.

5- بامكان صحة الديوانية والمسؤلين معالجة بعض الصعوبات التي تحصل مثل عدم وجود مخدر أو خيوط العمليات الجراحية. بالامكان شراؤها من السوق المحلية من وارد المشفى وتأمينها خدمة للمرضى وإنقاذ حياتهم وهذا ما اخبرنا به احد العاملين والقريبين جدا في الصحة وبحضور طبيب وأيده في الرأي مما اثار دهشتنا يمكن ان يموت الناس بمرأى من الأطباء ولا يمدون لهم يد المساعدة؟!.

6- عدم تزويد المنطقة التي تتواجد فيها المشفيات الأهلية وحاويات نفاية رغم مفاتحة المشفيات في البلدية وكان جواب البلدية بعد مرور أكثر من شهرين لا توجد في الوقت الحاضر وسنزودكم بها عندما تتوفر.

 

 

الرابطة الإنسانية العراقية لحقوق الإنسان – المقر العام الديوانية

 ihlhrad@yahoo.com

aalmuhana@yahoo.com

Mobil :07801541229


 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com