تحقيقات

النفط .. بين الحاجة الماسة والسعر المرتفع

 

تحقيق: زينب الشمري (بنت الرافدين) / بابل

z_alshemary@yahoo.com

عادةَ ما ترتسم على وجوه المواطنين العراقيين عند دخول النفط الابيض الى منازلهم لاحتياجاته الضرورية ليس للتدفئة من برد الشتاء فحسب وانما لاستعماله بديلاَ عن الغاز عند الضرورة.

لكن عدداَ من المواطنين اثاروا بعض الاشكالات حول مبادرة وزارة النفط بتوزيع برميل من النفط لكل بطاقة تموينية استعداداَ للشتاء القادم.

يقول السيد (أبو احمد) وهو في العقد الرابع من العمر انا اعمل في حافلة (سائق) لنقل الطلاب من (كراج) باب الحسين الى (جامعة بابل) وانا اب لأربعة اولاد وجميعهم في المدارس ومن جانبي اشكر الحكومة ووزارة النفط على هذه المبادرة بأنهم هيئوا لنا النفط في هذا الوقت لتجنيبنا متاعب فصل الشتاء. لكن سعر البرميل (45000 الف دينار) وانا ليس لدي امكانية لشراءه فأنا اسكن في الايجار وواردي اليومي (12000دينار).

السيدة (أم مهدي) وهي من العوائل المهجرة تبلغ من العمر (75 عاماَ) امرأة متعبة محملة بالهموم والاحزان ومغطاة بالسواد من اطراف رأسها حتى اخمص قدميها تقول لقد هجرنا من منطقة اليرموك في بغداد بسبب تهديد ارهابي لم نعيره اهتماماَ في بادئ الأمر فبقينا في منزلنا حتى جاءنا تهديد آخر وانتهى هذا التهديد بجريمة قتل ولدي (العريس) إذ لم يتعدى على زواجه الشهر ولذلك اجبرنا على الخروج من المنطقة والنزوح الى محافظة بابل. استأجرنا منزلاَ في حي الأكرمين (250 الف دينار) ونحن عائلة كبيرة تضم اربع عوائل جميعهم اولادي ومتكونة من (15 فرداَ) فمن اين نجلب مال لشراء براميل نفط ألا يوجد تخفيض بالسعر؟

(أين السيارات الحوضية) بهذه الكلمات بدأ السيد (ابو عباس المرشدي) يبلغ من العمر 56 عاماَ يسكن في حي الكرامة في الحلة قال أنا اعمل (اسطة بناء) ولكني اعيل ثلاث اسر وان لدينا ثلاث بطاقات تموينية ولكل واحدة لها حصة برميل نفط سعره (45 ألف دينار) ويكون مجموع السعر (135 الف دينار) اضافة الى ذلك لقد سمعت قولاً بأن وزارة النفط ستوزع النفط على الاهالي بالسيارات الحوضية فأين الفعل؟

السيدة (أم زيد) تبلغ من العمر (35 عاماَ) فقدت زوجها بحادث ارهابي وهي ام لثلاث اطفال تقول لقد كان مصدر رزقنا عربة كان يتنقل فيها زوجي لبيع الخضروات وبعد وفاته سجلت بالرعاية الاجتماعية وهم يعطونني (150 الف دينار) بالشهر وهي لا تكفي حتى نهاية الشهر فمن أين اوفر مال لجلب برميل نفط الى المنزل وسعره بهذه القيمة العالية.

ويقول السيد لؤي مسلم الموسوي مسؤول اعلام شركة توزيع المنتجات النفطية فرع بابل: بالنسبة الى سعر البرميل فهو (33 الف دينار) وذلك عملاَ بأوامر وزارة النفط حيث يكون سعر اللتر (150 دينار) لكن المتعهدين الذين يجلبون النفط الى المواطنين يرفعون الاسعار ونحن لا نملك الحق بالتدخل بعملهم واضاف انه من حق المواطن ان يستلم حصته من المحطة بقيمة (33 الف دينار) وان اي اضافة على السعر يعاقب عليها صاحب المحطة والعامل على الفور.

واما السيارات الحوضية قال الموسوي: فأن الأمر مستحيل وذلك خشية من الاعمال الارهابية التي قد تستهدف السيارات المملوءة بمنتوجاتنا مما يعني كارثة كبيرة تطال مناطقنا الآمنة.

أما العوائل الفقيرة والمحتاجة قال المسؤول الاعلامي: ان لديها شبكة حماية اجتماعية وبأمكانها مراجعة الدائرة المعنية للحصول على المساعدة وكذلك العوائل المهجرة فأن الحالة المعيشية لأغلب العوائل العراقية صعبة وبالتالي صعوبة مساعدة الجميع وان سعر اللتر محدد من قبل الوزارة وليس باستطاعة الدائرة ان تضع سعرين لأنها ملزمة بتطبيق التعليمات.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org