لقاءات

المرأة العراقية .. من سبات الاستبداد إلى فضاء الحرية

المهندسة بتول الداغر رئيسة مركز حقوق المرأة في محافظة المثنى: نأمل من المرأة المزيد العطاء للوصول إلى نتائج مرضية

جاسم فيصل الزبيدي

sunsetaa@hotmail.com

لم تعش المرأة العراقية كباقي نسوة العالم اللواتي يتنعمن بخيرات اوطانهن المنعمة حيث شطآن الراحة والاستجمام الصيفي وراحة البال والهناء وماذا تلبس وأين ستقضي فترات العطل الرسمية.

اما المرأة العراقية فاغلب همومها هي البحث عن فرصة لايجاد لقمة العيش الكفاف والجري وراء العمل من اجل ستر الحال تاركة الاهتمام بنفسها وجمالها في يد القدر الذي أخطه يد الحكام والطغاة الذي وهبوها اليُتم والترمل والتعاسة..لانها بحسب ارائهم مجرد كائن او بضاعة تباع وتشتى في زمن الجواري والعبيد.

ان المراة العراقية تركت حقوقها مرغمة من اجل الحفاظ على اجواء بيتها وهيبت عائلتها حتى لا تقع فرسة سهلة بيد الزمن المر لذا تراها متعبة ومنهكة بسبب انفاعها الى العمل في اعمال لا ترتقي الى المنزلة التي وهبها لها الله عزوجل فقد عملت في (البالات وبيع الشاي وفي مهن خطرة كالحدادة والعمالة بل وحتى سائقة تكسي)فعانت ماعانت من تعب وارهاق اثمر التجاعيد في وجهها وعانت من قساوة الزمن حتى وصل الحال بالمراة العراقية ابان الحكم السابق الى ان ترتدي الام وبناتها (عباءة)واحدة يتقاسمنها فيما بينهن،ناهيك عن قصص ومآسي يجدها القارئ الكريم بين طيات قلب المراة العراقية...كل ذلك من اجل ان لا تمد اليد الى البعض وتستجدي فعزتها تابى لها ذلك.عليه الرغم من دعوى النظام المقبور بمكانة المراة من خلال (اتحاد النساء)الا ان غياب النشاط النسوي كان واضحاً جداً فلا ترى أي من تلك النشاطات سوى ماكان (الاتحاد النسوي البعثي)يفعله في اجبار النساء على الخروج في مظاهرات معدة سلفاً ومن لا تحضر فالتُهم جاهزة في ادراج( الاتحاد النسوي)فلم تكن المراة العراقية تؤمن بنظرية البعث الداعية بمساواة المراة والرجل بعد الجرائم التي اقترفها النظام المقبور فترى المراة تخلت عن كامل حقوقها وضحت من اجل المحافظة على منزلها وابنائها.

وبعد سقوط النظام ظهرت على الساحة العراقية منظمات نسوية ومراكز ترعى حقوق المراة وتحاول هذه التنظيمات ان تعيد الامل الى المراة وتسترد عافيتها تدريجياً من خلال اقامة الندوات والمهرجانات لبث الوعي التثقيفي بين الوسط النسوي..ومن هذه المراكز مركز حقوق المراة في محافظة المثنى الذي دأب على المطالبة بحقوق المراة النسوية على كافة الاصعدة من خلال تنفيذه العديد من الانشطة والمحاضرات والندوات والدورات الخاصة بشر مبادئ حقوق المراة والتعريف بها.

ولمزيد من الاضواء التقينا المهندسة(بتول الداغر/ رئيسة مركز حقوق المراة في محافظة المثنى)التي بدأت الحديث قائلة: ان المراة العراقية غابت في عراق البعث كما يحلو (لسيدة الخاسر) ان تسميه فلا وجوةد لها الا في اتحاد (منال يونس) كما اهنت كرامتها ولقد ملئت السجون بالعديد من النساء بحجج واهية.مشيرة الى انه:بعد تحرير العراق من براثن الصداميين نهضت لتشق طريقها اتجاه واجباتها الاساسية . ونحن لا نطالب المراة العراقية بالانفتاح الاوربي ولكننا نطالبها بالنهوض بالواقع كما يراه العقل والضمير الانساني ونبصرها بالحقيقة التي غابت عنها في كل الميادين..

واشارت الداغر الى ان :الواقع اليوم لا نرى المراة قد حققت لنفسها ماتصبو اليه وبالنسب المرضية وفي كل المجالات ولكن رغم ذلك نأمل مزيد من العطاء للوصول الى النتائج المرضية فمن النساء نراها تسارع لتشكيل منظمات نسوية لتحقيق اهداف معينة ومنها مانراها في ظل اهداف منظمات لرفع مستوى المراة التعليمي او لتعليمها القراة والكتابة فاسرعت لفتح دورات سريعة لمحو الامية في القرى والارياف وبالتعاون من مديريات التربية..فالكثير من المنظمات ومركزنا واحد منها نفذ العديد من المحاضرات والدورات الخاصة بنشر مبادئ حقوق الانسان وتعزيزها في مجتمعنا حيث تم توزيع(200)نسخة من المطبوعات الخاصة بالاعلان العالمي لحقوق الانسان.

وعن مجال التعليم قالت مدير المركز:في مجال التعليم والاهتمام بضمان حق التعليم الجيد لابد للمنظمات المجتمع المدني ان تستنزف طاقاتها في فتح فصول محو الامية او فصول تقوية او دور حضانة او دفع مصروفات او امداد المدارس ببعض التجهيزات ،تلك الجهود هي من صلب اختصاص منظماتنا.لان منظمات المجتمع المدني مهما تعاظمت في هذا التوجه لن توقف تزايد الاميات والاميين او تنهي حالات التسرب من التعليم والذي هو حق مشروع لكل انسان ومن اخطر التحديات التي تواجه الدولة والمجتمع هو كثرة الامية والتسرب من التعليم بسبب الفقر.وان شاء الله سنعمل جاهدين على بذل المزيد من الجهود للتخلص من الشعارات الفارغة من اجل تجسيد مبادرات جماعية وفردية في تنمية برنامج الحوار والعمل المشترك مع اجهزة التربية والتعليم للنهوض بمستوى التعليم ولتقليص عدد المتسربين من المدارس والقضاء على الامية...مشيرة الى ان ممارسة المضايقات ماهي الا غيض من فيض مما كنا نتوقعه وقد هيئنا انفسنا لاكثر من هذه المضايقات ولن تثني من عزمنا في مواصة طريقنا بل هي تعطينا دفعة اضافية وعزمنا اكبر دليل واضح على جدوى عملنا وتاثيره ولن نتراجع.

وعن حضور المراة السماوية قالت:ان مركزنا يؤمن بان حضور المراة واجب شرعي قبل ان يكون واجبا واقعيا انطلاقا من قول الرسول الاعظم(ص): من راى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان)فالمراة هي الام والاخت والزوجة والمهندسة والطبيبة والعاملة ،والمراة هي الكل وليس النصف فالمراة استطاعت في العديد من المجالات ان تحل محل الرجل وبكل قوة بل تجاوزت ابداعتها اعلى مستوى.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com