لقاءات

الفنان حسين نعمة: الفن العراقي خليط متعدد ومتجانس

حاوره: جواد كاظم اسماعيل

* أمارس لعبة الدومينو لأهرب من لعبة النفاق

* المرحلة التي يعيشها العراق الان مرحلة قلقة

* أصدقاءي الفقراء والبسطاء من أبناء مدينتي الطيبة..!

 لم اختر موعدا محددا معه لكنني اخترت مكانا هو يأنس به ويأنس له فيه يجد متعته ولذته مع أصدقاء اعزاء علية يسميهم بالفقراء مسيرتي لهذا المكان ليست بالطويلة لاسيما وأنه أخذني أليه أيضا ردحا من الزمن لأستشعر فيه طعم الألفة الممزوج بالهيل ودخان الأركيلة على أرائك ذلك المكان أحضرت معي بعض تساؤلات مهمة بحثا عن أجابة تشبع نهمي ونهم المتابعين والمختصين والمحبين ففي لحظة جلوسي وأستراحتي( صبحني بالخير) سابقا الأخرين وكعادته دوما أنه بحق طائر الجنوب هذا الطائر الذي مرت مرحلة مسيرته بين الصعود والهبوط والشكوى والحسرة والندم والألم و من بين هذه الكيفيات دخلت معه دون رخصة منه او من صحبه وفتحت معه حوارا لايخلو من الصراحة لكنه أصر على أحتسائي الشاي وبعدها يسمح لي بالولوج الى عالمه وأي ولوج يكون لاسيما وأنك تحاور فنان كبير بمستوى الفنان حسين نعمة فأنه الصوت الجنوبي الذي سحر الكثير وأمتع محبية بأعذب الألوان الغنائية الأصيلة أبتداءا من أغنية ( ينجمة) وحتى لحظة جلوسه في مقهى الناصرية دماثة خلقة وأبتسامته شجعتني لأعاجله وأفتح معه الحوار التالي:

  كيف تنظر الى تجربتك السابقة..؟؟

 حسن نعمة: بالرغم من نجاح ما قدمته من عطاء فني وأبداعي وبشهادة الأصدقاء والأعداء فمازلت أشعر بأني هاوي لأن الفن حالة أبداعية ليس لها حدود أو نهاية, الفنان الحقيقي أن يكون مواكبا للأستمرارية والتجديد والتجدد وما تجربتي السابقة الأ حالة مكملة لما يأتي دون توقف وأن لم أعط فمعنى هذا نهايتي كفنان...!!

  أذا قيمت تجربتك الشخصية فكيف تقيم تجربة الغناء العراقي بشكل عام..؟

 حسين نعمة: الغناء العراقي بشكله العام منذ قيثارة أور عبارة عن خليط متعدد ومتجانس أنبثق من البيئة والحالة الأجتماعية والنفسية للمجتمع العراقي وهو فن أصيل ذو عمق حضاري وتاريخي ليس له شبيه في كل الأمكنة والأزمنة لروعة وتعدد ألوانه وصفاته فهناك الغناء الريفي المتعدد الألوان مثل( الحياوي_ السوكاوي_ طور شطت_ _ الشطراوي_ المحمداوي وغيرها) والغناء البدوي مثل:( الحدي_ السويحلي_ العتابة_ الجوبي.. الخ) كذلك لون المقام العراقي والأغنية البغدادية فضلا عن أبداعات أشهر الملحنين العراقيين الذين لو سنحت لهم الفرصة الاعلامية لكانوا من أوائل الملحنين العرب أمثال:( محمد جواد أموري , طالب القرة غولي, محسن فرحان, وعلي سرحان, وجعفر الخفاف, وعباس جميل, ومحمد نوشي , وياسين الراوي, وعبد الحسين السماوي, وأخرون).

 كيف تنظر الى المرحلة الحالية..؟ وماذا يمكن أن تضيف الى رصيد الأغنية العراقية..؟

 حسين نعمة: المرحلة الحالية مرحلة قلقلة كونها تمتاز بحالة تغير كبير لسايكلوجية الانسان العراقي الجديد وأكيد ستكون هناك أفرازات وأنعكاسات بسبب هذا التغير وأنا متفائل بأن العطاء الأبداعي سيكون أ فضل لأن حالة التغير الأنية وترسبات الماضي سوف تعرض بصيغ تتصف بحرية التعبير دون رقابة كما كان يحصل سابقا وهنا على المعنين من الفنانين في هذا المضمار أن يكونوا صادقين في العطاء والأبتعاد عن أي نوع من أنواع المجاملات على حساب الموهبة والعمل الأبداعي.

من الذي أطلق عليك طائر الجنوب وماذا يعني هذا اللقب بالنسبة لحسين نعمة..؟

 حسين نعمة: لا أعرف من أطلق هذا اللقلب وربما كان القصد منه الحنين أي حنين الطيور المهاجرة الى أعشاشها أو مكانها الطبيعي.. وأنا أقول لابأس بهذا اللقب لأني أفيض حنين وشوق دائم لمدينتي الناصرية..!!

 كثير من الشباب أعادوا أغانيك السابقة بأصواتهم دون رخصة منك لاسيما المطرب محمد علد الجبار بماذا ترد على ذلك..؟؟

 حسين نعمة: هذا تجاوز لاأخلاقي على مبادىء االفن وانه يتصف بالصلافة والعتو ولو أستأذنوا مني لكان أفضل لهم فأنا كريم والحمد لله..

  المقهى يأخذ الأكثر من وقتك ولعبة الدومينو اللعبة الغاوية لك والتي استطيع القول بأنها سحبتك عن ساحة الفن.. ما السر وراء ذلك..؟؟

 حسين نعمة: ألعب الدومينو لأني التقي مع أصدقاء طيبين أقضي معهم وقتا مسليا بعيدا عن النفاق والنميمة وحين يكون عندي عمل فني أو غير فني فأعتذر لهم عن غيابي ومن الطرائف أني غبت عنهم عدة أيام فجاوءني للبيت ومعهم هدايا معتقدين أني مريض فهؤلاء الفقراء من أبناء مدينتي هم ناسي وأحبائي..!!

 الناصرية موطن هروبك من الأنتكاسات التي تواجهك كما حدث ذلك من قبل لكن أشاعة تقول أنك تهرب من كاظم الساهر كيف ترد على ذلك..؟؟

 حسين نعمة: الناصرية هي المرفأ والحضن الدافىء والمراجعة مع الذات والأمان.. كل شيء فيها يغمرني بالحنان ولا اعتقد أن لكاظم الساهر دخل بهذا الموضوع وهو صديق حميم لي وأعتقد أن هذا السؤال هو أستفزاز لا اكثر..!!

  هناك رأي يقول أن جيلكم يعيش موهوما على مجد غنائي أنكم صعنتم جمهورا يتذوق الأغنية (القضية) في حين أن الفنان كاظم الساهر يصنع الأن جمهوارا خاصا متذوقا للأغنية التي تحتوي مضمون وشكل جديد يختلف عن جيلكم تماما فأين تكمن الحداثة في الأغنية برأيك..؟؟

 حسين نعمة: أرفض رفضا قاطعا وجهة نظرك هذه وأرفض الرد على هذا السؤال لأني لأ اريد أن أعبر بصراحتي المعهودة وأفقد بسببها الكثير وأن سؤالك هذا أزداد من أستفزازي لكني لم أخرج عن طوري أطلاقا..!

  لنترك الأسئلة المستفزة ونعود نسأل : ماهي اخر اخبارك الفنية..؟

 حسين نعمة: هي مجموعه اغاني لعدة شعراء وعدة ملحنين لم أصور أي واحدة منها لحد الان وهي:( خسارة يازمن, وحضن المحبة, وفاركونة راجعين) وهي من الحان محسن فرحان وطالب القرةغولي وعبد الحسين السماوي.

  هل هناك فشل يختتم مسيرتك الفنية..؟

 حسين نعمة: الفشل حالة يمكن أن يتعرض لها أي أنسان وفي أي وقت.. ولكن في أعتقادي هي دافع جديد لتخطي هذا الفشل... وأصلاح الخلل والأنطلاق من بدايات جديدة أنها تخلق التواصل احيانا لأن على الانسان أن يتعلم من الخطأ الصح وعكسه لايكون نجاح أو أنبعاث من جيد بل يكون الموت بعينه..!

  كلمة لك وليس لي وبعيدا عن أستفزازك ماذا تقول بها..؟؟

 حسين نعمة: شكرا لك أخي وصديقي جواد كاظم اسماعيل على هذه الأصبوحة التي أخذتني قسرا من هوايتي المحببة وعن أصدقاءي الأعزاء ودعائي الى الباري عز وجل أن يمن على العراق والعراقيين بالأمن والأمان والتوفيق لجميع الخيرين في هذا البلد الطيب...

 شكرا لك أبا علياء على هذا الوقت الجميل وشكرا مرة اخرى على تحملك أيانا وعلى أسئلتنا التي كشفت عصبيتك المستورة عنا منذ زمن...!!!

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com