لقاءات

الشاعرة أمنة عبد العزيز: إذا مافصلنا المرأة عن الحب لن يكون هناك شعر

حاورها: جواد كاظم اسماعيل

* الشعر يدغدغ   خبايا المرأة ويعاكس فيها روح الأنثى وصور الجمال

* يسكن روحي الجنون الأيجابي الذي يبحث عن سالبه لكي يولد طاقة لاتفضي الأ للعقل والحقيقة

* كيف يمكن أن أعيش وسط هذا الكم من صور المرثيات دون عشق

تقف متأملة..حالمة... تتيه في حلمها الشفيف عله يأتي، أنه من يقلقها من يقض مضجعها من يحرك كوامن سكونها وهواجسها...لاتعبأ بالأشياء من حولها طا لما هي في سكرات الحلم حلمها هي وحلم القادم الفارس البعيد الذي تنتظر منه أن يمنحها المطر ليبل شفاهها المتيبسة من شدة الأنتظار والترقب. عطشها لايشبه عطش الأخرين أنها تفتح فمها بوسع حجمه وكم تمنت أن يتسع لتلتقط المزيد من حبات السماء قبل سقوطها الى الأرض لتسبح وتسبح روحها بفرح طفولي وتأخذه بنشوة تشبه الصياد الذي يحظى بغزالته وحتى طعم القطرات يمتزج بلذة لاتدرك تفسيرها فهي مخلوطة بطعم الماء والعسل، ربما هو اللغز الذي يجعلها تنتظر هذا الانتظار المزمن، ربما هي الحياه لكنها لم تفلح بأدراك ذلك السر الذي جعلها تفتح ذراعيها على أخرهما ولكن كيف للمطر أن يستقر بين ذراعين مفتوحتين ..؟؟؟هل يمكن أن يستقر الماء في غربال أم أن البلل يكفي للأرتواء..؟؟؟ العطش والأرتواء هما من يشعلان النار في روحها المتوهجة دوما في طريق الأنتظار .. ورغم هذه النار الوهاجة فالذي يعنيها هنا هو كيف تحضن نسمات زخاته الباردة والباردة جدا قبل أن تدنسها الشكوك المقيتة هكذا تشتهي دوما أن تكون مبتلة بقطرات مطره ..هذه هي انثيالات أمنة عبد العزيز كما عبرت عنها في قصيدتها ( المطر يأتي معك)ولأجل أن نعتلي سموات بوحها حاولنا الولوج الى عالمها عل ماأصابها من بلل يصيبنا رغم أننا لاندرك مسالك الطريق مثلما هي ألا أن الرغبة في التحدي والظمـأ لمعرفة هذا السر في لذة هذا المطر خاطرنا بالخطى نبغي سبر غور أمرأة صفتها الجمالية هي الأنثى الكاملة... لذلك قبلنا الانتظار حتى ينتهي المطر مطرها هي وأسعفنا حالنا بمشاطرة توهانها وأغترابها في محطة حوارنا فقبلت منا مشاركتنا بمثل قبولها المطر فكان معها حوارانا التالي:

*هناك تضاد في نصوصك مفردات تواجه الاخرى في ما يسمى شعرية التضاد ما السر وراء ذلك..؟؟

أمنة عبد العزيز :الانطفاء و الاشتعال والذوبان والانجماد والموت والميلاد والضياء والظلام، الحب، الكره،الظمأ الارتواء، الخوف الشجاعة الى آخر هذه التضادات في الحياة.
انا اكتب الشعر تصويرا للواعج النفس الانسانية بآلامها وآمالها بصراحة ومن غير تزيين ولما كانت علاقة التضاد هي سر حياة الانسان فأنها تبقى محفزا ومصدرا للنصوص التي كتبت مع كل ما يؤجج الدوافع عندي لتكتمل الصورة المتساوية الملامح في شعري.
* المرأة والشعر والحب ..ما العلاقة؟
أمنة علد العزيز :اجد في هذه الثلاثية كنقطة ارتكاز لالهامي فإذا ما فصلنا المرأة عن الحب لن يكون هناك شعر واذ ما فصلنا الحب عن الشعر لن تكون هناك امرأة واذا ما فصلنا الشعر عن المرأة لن يكون هناك حب فهذا الثلاثي اوجدته الطبيعة البشرية لكي تكتمل صورة الحياة.
*هل هناك اسماء نسائية مؤثرة في حركة الشعرالعربي الحديث برئيك..؟؟
أمنة عبد العزيز: نعم هناك اعمدة في الشعر العربي الحديث مثل رائدة الشعر الحديث نازك الملائكة والراحلة عاتكة الخزرجي ولميعة عباس عمارة وفدوى طوقان واخريات، ان هذه الاسماء فضائات واسعة وعمق تغور من خلاله لغة الشعر الحديث في وجدان الذائقة العربية وهي التي اسست لانطلاقة الشعر النسائي الحديث.
* من اي نافذة انطلقت أمنة عبد العزيز نحو الكتابة..؟؟
أمنة عبد العزيز : الألم يمنح دفعا للكتابة وهناك نافذة في داخلي تمدني بضوء يتفاعل مع احاسيسي لتعكس الصورة الشعرية التي تنضح من وجداني وبأرهف مكوناتها التي تتآخي في تكامل لذاتي يغمرني بدوافع الألم لانه انعكاس لصورة حقيقة الواقع الذي تفتحت عليه بواكير اهتماماتي في كتابات الشعر.
* ماهو الرجل بتعريف امنة عبد العزيزوماذا تريد منه..؟؟
أمنة عبد العزيز: لان الرجل يتمثل بصورة الأب والزوج والأخ والأبن وبين كل هؤلاء يقف الحبيب شامخا بقامة تظلل كتاباتي فلا اتخيل الحياة بدون وجود رجل احبه فكيف يمكن ان تكون النصوص التي اكتب الا ترجمة لما المسه واحسه ويلهب خيالاتي ويؤسس لذاتي الشعرية التي لم تأتي استجابة لنزوة عابرة او عاطفة مؤقتة جائشة سرعان ما تنطفأ بانطفاء جذوتها.
*ماذا يمكن ان يقول الشعر وهو يعبر عن المرأة..؟؟
أمنة عبد العزيز : صفحة من وجه الماء
على انسيابه مرت المقل
وبين الثنايا تغفو احلاما
ومن وله تستتر
قصيدة النثر
امرأة تطفو على سطح الجمال
ورودا وابيات شعر
وعند ذيل الظفيرة
ينام العطر
****
هكذا اجد الشعر وهو يدغدغ خبايا المرأة ويعاكس فيها روح الانثى وصورة الجمال الملونة بكل ابعادها التشكيلية والسريالية والواقعية وحينما يهرب الشعر الى ابعاد الحياة الاخرى يجد امامه المرأة بالانتظار تقول له: انا انت وانت انا فأحتضني.
هل الرجل هو خصم لك أم انه شريك ولماذا لايستوعب الرجل المرأة المثقفة كما صرحتي لي بذلك لأكثر من مرة.؟
أمنة عبد العزيز : الرجل ليس خصمي بل هو شريك حقيقي في استيعاب الحالة التي اعيشها فأنا احاوره في جوانب كثير واناقشه وربما اختلف معه كي نتفق.
اما لماذا لم يستوعب الرجل المرأة المثقفة فهنا لا يجوز التعميم المطلق بل هي حالات انفرادية يتخذها البعض وهي بالتالي لم تكون على حساب المرأة المثقفة بل يعطيها الدافع حتى تستمر اذا ما عرفت كيف تتعامل مع هذه الاشكالية، فالمجتمع العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص مجتمع ذكوري وهنا تكمن الاشكالية.
* آمنة عبد العزيزة امرأة ربما تتميز عن الأخريات بنظرتها للأشياء فهل تستطعين ان تعطينا وجه هذا الأختلاف ولو بكلمة واحدة..؟
أمنة عبد العزيز : يمكن ان اجيبك بكلمة واحدة وهي: انني امرأة واقعية حالمة وما بينهما.
*- آمنة عبد العزيزكشاعرة اخالها زبدة طازجة وضعت في وعاء شفاف , مارأيك بهذا الوصف؟
أمنة عبد العزيز : *اتمنى أن اكون كما تصفني لكني أخاف الذوبان في وعاء شفاف على حساب لذة الذوبان نفسها لذا اريد أن أبقى متماسكة مع الأحتفاظ بنكهة الزبدة
*هل القصيدة هي التي تفرض نفسها عليك أم أنك من تخططين لها وهل هناك لحظة ولادة معينة تصارعك لكي تبزغ الى النور..؟
أمنة عبد العزيز : القصيدة ولادة وحينما يكون المخاض عسيرا يحمل لحظة الصدق وأروع ما يمكن ان يصاحب تلك الولادة(هاجس الخوف على الوليد).
في احيان كثيرة اجد القصيدة على شفاهي ارددها وعندما ألملم شفاهي وأريد تركها بصمة على اوراقي اكون انا والقصيدة في صورة واحدة.
لذا القصيدة هي التي تجتاح كياني دون استأذان ودون خوف او تردد ومن غير تخطيط مسبق لها واحيانا كثيرة تنازعني دواخلي المغمورة بها لكي تبزغ الى نور الحياة فأوقد جمالية الاشياء مع ولادتها
*متى يرتوي عطش آمنة عبد العزيز ومتى تتحق الامنية عندها؟ والى متى تبفى فاتحة ذراعيها تنتظر؟..؟؟
أمنة عبد العزيز : لم اعرف طعم الارتواء في فصول الامطار وكأنني ارض متشققة عطشا ولو سألتني أي عطش هذا الذي لا ترتوين منه؟سأقول (انه الحب في كل صوره السامية).
نحن بحاجة بألم العطش من هذا النوع والبحث عن ينابيع الاسرار لأدامة رغبة البقاء فينا.
العطش هو الذي يعطي الزخم الحقيقي للأرتواء في لذة البعد والاشتياق فماذا يمكن ان نسمي او نعلل بقاء شجرة او نخلة وسط صحراء على قيد الحياة رغم عطشها لولا تلك الجذور الممتدة بعيدا داخل الارض لكي تلتقط قطرات من الماء في جوف البعد لتزدان جمالا وبقاءا رغم العطش وهكذا أنا ابقى مشرعة للأرتواء بعد العطش عندها تتحقق الامنية.
*من يطالع نصوصك الشعرية يلمس الحرارة والحب والفرح فهل أنتي عاشقة أم متفائلة حقا..؟
أمنة عبد العزيز : الدم في عروقي دافق ينبض بحرارة الحياة والحياة هي الحب والفرح ولا يمكن ان اتنازل عن العشق المسكون في داخلي حد الثمالة فكيف لي ان اكون امرأة(باهتة)؟
كيف يمكن ان اعيش وسط هذا الكم الهائل من صور(المرثيات) لحياة وطني؟ ومن حولي و من لايفهم العشق
هذه الصفة موجود فينا كعراقيين ومثقفين وبشكل خاص الشعراء .. اذن العشق هو من يرفدنا بالديمومة لكي نقاوم به الصورة القاتمة الموجودة.
التفائل والعشق توأمان ساميان لا يمكن فصلهما بسهولة لذا انا عاشقة انا متفائلة فأنا موجودة.
*أجدك في أغلب كتاباتك تحملين هم الأنثى او بالاحرى كطفلة تعلقت بقميص من تحب ماسر ذلك هل هوالحرمان أم ماذا..؟
أمنة عبد العزيز : لا زالت الطفلة في داخلي لم تغادرني تعيش معي بسلام، ترافقني في حلي وترحالي.
كثيرا ما احاول الهروب منها تخرج في احلك ظروفي باسمة واحيانا اجدها مشاغبة واحيانا صعبة المراس عنيدة واحيانا اراها تبعثر من حولها اشيائها وتغفو دون قلق وهي مستسلمة للأطمئنان.
وفي كتاباتي تعلقت بقميص حبيبي لا اريد ان تفلت يدي ثوبه.
انا متمسكة به لا استطيع التخلي عنه اشعر بأهميتهة في حياتي قبل ان يشعرني هو بأهميتي في حياتي.
*في نصك(حكايات الرماد والجمر) ألمس من خلاله بأن مرجعياتك قرأنية فمن قصة سليمان الى سبأ حتى الأنتقال الى قصة يوسف هذا الأنتقال من نص الى أخر أجده يتفاعل في روح متمردة وروح ثائرة تحتاج الى تسونامي من الحب الجارف سيفضي بك الى جنون الابداع والتمرد هل ماذكرته هو مرامك. ومرادك .؟ وهل حقا لايسكن حالك الأ الجنون..؟؟
أمنة عبد العزيز : في حكايات الرماد والجمر كان هناك الاشتعال والانطفاء استلهمت في كتابتي هذا النص الماضي والحاضر ولم اجد افضل من المرجعية القرآنية كنص رباني وانساني بالغ الارتقاء يحاكي ما اريد ان اعبر عنه.
فالقرآن الكريم فيه بلاغة الصورة والكلمة المشبعة بالثراء لذا كانت قصة النبي سليمان(ع) ومملكة سبأ وبلقيس ويوسف(ع) وزليخة اروع ما يمكن ان يختزل ما بداخلي من كم التمرد للوصول الى لغة التعبير عن الحب من هذا النص، أما عن سؤالك ان روحي ثائرة تحتاج الى تسونامي من الحب وهل حقا لا يسكن حالي الجنون؟؟
اقول ان تسونامي مرعب في فعله التدميري بينما الحب حالة تعمير للارواح وقد يكون هذا التضاد في القوة حالة ايجابية نقصدها وان بين خفايا روحي يسكن الجنون الايجابي الذي يبحث عن سالبه لكي يولد طاقة لا تفضي الا للعقل والحقيقة.
ماهي اللحظة التي تقلق أمنة عبد العزيز..؟؟؟
أمنة عبد العزيز : اللحظات كثيرة هي التي تقلقني وليست لحظة واحدة واشدها قلقا تسرب الايام من بين اعمارنا ونحن نعيش تحت وطأة الخوف والقلق من المجهول للقادم من الايام.
القلق على حبيبي وطني هذا المثخن من جراحنا والنازف بنا,القلق لأزمة عدم الاحساس بالأخرين وهجرة الفرح خلف اسوار احزاننا.
والاشد وطأة على نفسي ان نغادر الحياة ولا نترك اثر من بعدنا وكأننا لم نكون.
 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com