لقاءات

الكاتب العراقي سعد البغدادي… في ضيافة المقهى؟؟!

 

حسين مراد

ـ الحلقة 19 ـ

من بلاد الرافدين هذه المرة.. التقط لكم هذا البوح الجميل.. لمبدع يكتب باستمرار و بدون توقف و كأنه في صراع دائم مع الكلمة، ينبش في مواضيع مختلفة، و ينثر مقالته هنا و هناك، يتحدى الحصار والاستعمار الأمريكي، ليعبر إلينا بقلمه الذي ينزف بشكل يومي على الورق وصفحات الانترنيت..

من هو سعد البغدادي؟

حالم بعراق آمن حر خالي من العنف والطائفية يعيش أبناؤه بهدوء. أما من الناحية الأخرى فأنا سعد خيون لازم مواليد 1966 في جنوب العراق سكنت بغداد في أواخر الستينيات، ودرست هناك حتى حصلت على الشهادة الجامعية في الاقتصاد من الجامعة المستنصرية وهناك كانت بداياتي مع الكتابة في مجلة “الإدارة والاقتصاد“ التي تصدر عن كليتنا فضلا عن مجلة أدبية كانت لنا. والعراق كانت تحت سلطة أقسى ديكتاتورية كنا وجيلنا الذي عاش حقبة البعث مطاردون نشعرأننا مطاردون؟ فكانت السجون وقضبانها السميكة قضيت فيها ثلاث سنين منتقلا من معتقل لا خر قبل أن يصدر حكم وأقضي الفترة المتبقية في الأحكام الخاصة. متزوج و أب لخمسة أطفال خامسهم لا يزال جنينا في شهره السابع، أحسب أن السجن علمني الهدوء وأن سياط الجلاد علمتني الإصغاء والصمت.

ماذا عن بدايتك في مجال الإبداع؟

في عام 1984 كتبت في مجلة “الإدارة والاقتصاد“ عن الاقتصاد الاشتراكي وكتبت عن ابن خلدون وأفكاره الاقتصادية، وكتبت في مجلة “النفط والتنمية“ التي كان رئيس تحريرها الكاتب العربي الكبير عبد الرحمن منيف كتبت فيها النفط العراقي والتنمية، وكانت لنا في كلية الادارة والاقتصاد مجلة أدبية أسميناها “الطليعة“ تعتني بأدب الشباب كتبت فيها قصص قصيرة وخواطر شعرية، كما نشرت في صحيفة مستقلة اسمها “العراق“ بعض القصص القصيرة. بعد عام 88 انقطعت عن الكتابة نهائيا ولم أعد أكتب شيئا إلا بصورة غير قابلة للنشر، لي كتاب مطبوع عن “مهدي الحكيم سيرة ذاتية“ ولي مقالات صحفية جمعتها في كتاب “وطن الأرامل“ مطبوع ولي مجموعة قصصية اسمها “رائحة الصندل“ قيد الطبع في وزارة الثقافة كما لي كتاب قيد الطبع “ كلمات ساخنة“.

إلى أي درجة تؤثر الأحداث التي تعرفها العراق على الحركة الثقافية، باعتبارك دائما كانت تحتل مكانة الصدارة في هذا الميدان؟

من المؤكد أن الأحداث الكبيرة تترك آثارها في كل مكان والعراق ليس استثناءا من هذه القاعدة، فحينما كانت الفاشية تنشر رعبها في العراق ظهر أدب يسمى أدب القادسية وهو تمجيد للطاغية وتجميل لحروبه الدموية وقمعه للشعب في تلك الفترة، انطبع الأدب العراقي بسمة التسافل فالأديب تحول إلى بوقا للسلطة ولكن أي بوق؟ بعد سقوط الفاشية الأمر اختلف أصبحت للمثقف و الأديب حرية الاختيار وحرية الكلمة أصبح يعبر بشكل اخر مختلف أصبح أكثر وطنية و أكثر التصاقا بقضية الشعب.

ماذا يمكنك القول عن طبيعة المقاهي في العراق؟ و هل تأثرت بالوضعية السياسية الحالية؟

المقاهي في العراق تختلف في المكان والزمان إنها ارتباط حميمي بالمكان والزمان، علاقات المقهى مختلفة، تنشئ في المقهى العراقي علاقات حميمة جدا، لذلك أنت في العراق تجد تعدد واختلاف تلك المقاهي تجدها أحيانا كثيرة متخصصة بالمهنة هناك مقهى خاص للعمال وأخرى خاصة للرياضيين وأخرى خاصة للشباب وأخرى للمثقفين، تتنوع وظيفة المقهى في العراق فمن دور التسلية وقضاء الوقت إلى مكان للعمل وفرصة لإيجاد مهنة إلى تجمع سياسي تنطلق منه الكيانات السياسية والمظاهرات الجماهيرية. أول مظاهرة انطلقت بعد سقوط الفاشية تلك التي نظمها التجمع الثقافي في شارع المتنبي انطلقت من مقهى “الشابندر“، ومن ذات المقهى انطلق تأسيس التجمع الثقافي أيضا ومن مقهى “الأدباء“ في باب المعظم انطلقت تشكيلات ثقافية أخرى، تاريخيا أيضا كان المقهى العراقي تجمعا لكبار الأدباء مثل الزهاوي ( المقهى التي كان يرتادها تسمى الان باسمه مقهى الزهاوي) ومعروف الرصافي الذي كان يجلس في مقهى “حسن عجمي“ وكذلك شاعر العرب الأكبر الجواهري والسياب والبياتي والراحل فؤاد التكرلي .

هل أستطيع القول أنك على علاقة بالمقهى كفضاء يرتاده مختلف أفراد المجتمع؟

ليس بصيغة الارتياد المعروف وإنما ارتيادنا للمقهى بالصيغة التي نعتبر فيها المقهى جزء مهم من حياتنا السياسية، أنا شخصيا أعتبرالمقهى تجمع سياسي، لذلك أرتادها لأني ألتقي بوجوه سياسية وثقافية نتطارح بالشأن المحلي والإقليمي والدولي نتبادل الرأي، و نتناول أحاديث مع البي بي سي ومع قناة الجزيرة ومع قنوات أخرى تناولنا الشأن السياسي. وفيها تحديدا تم تأسيس أول منظمة مجتمع مدني، إذن هي انطلاقة لا من أجل قضاء الوقت بقدر ما هي المكان والزمان الذي يتيح لنا معرفة وتشخيص ووضع الاليات المناسبة للنهوض ببلدنا، أعتقد جازما أن المقهى شكلت لدي فضاءا خاصا لتداول ما هو مسكوت عنه في الشأن السياسي.

هل تعتبر المقهى فضاءا مناسبا للإبداع بمختلف أنواعه؟

عطفا على إجاباتي السابقة وعطفا على الذاكرة التاريخية للمقهى، فاني كنت أرى كثير من أساتذتنا في المقهى يخطون أو يدونون ما يجول في ذاكرتهم كنت أسال نفس السؤال هل المقهى حيزا للابداع؟الجواب دائما يكون نعم فهي حقا تهبنا الهدوء والتفكير وتسمح للخيال أن يستكشف مكنوناته، ومن ثم فهي حيزا و فضاءا للإبداع، المقهى العراقية درجة عالية من درجات الوعي، ففيها يتم ممارسة النقد لما نكتب وأعني النقد البناء ففيها نعقد الندوات والمؤتمرات الصحفية لمناقشة كتاب أو قصة أو قصيدة نتناولها بالنقد والتحليل، كل هذا يتيح لدي الثقة بالاجابة نعم مقهانا مدرسة للإبداع.

ماذا تمثل لك: الطفولة، الوطن، الإعلام؟

الطفولة: هي تلك اللحظات التي عشناها بين أحضان الوطن لا أحسب لي ذكريات غير تلك التي عشتها في جانب الكرخ من بغداد وفي مدن حالمة في جنوب العراق،سحر الطفولة ما زلت أستمد منه الكثير .ا

لوطن: هو ذلك الجرح النازف والمبتلى.

الإعلام: هو ما نحاول وقف نزيف الوطن من خلاله.

كيف تتصور مقهى ثقافية نموذجية؟

أتصورها كما أجدها في مقهى “الشابندر“ فهي لدي نموذجية تتيح لك القراءة والمطالعة وتتيح لك أن تلتقي بأدباء كبار تتعرف على تجاربهم وتتيح لك ان تعبر عن ديوانك او قصتك في حلقة نقاشية مفتوحة ثم تتيح لك أن تخلي بنفسك.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com