لقاءات

أديب ومؤرخ مدينة المسيب .. جواد عبد الكاظم محسن

 

حاوره / عبد عون النصراوي

((على المثقف أن يساعد في نشر الثقافة الإنسانية وينبذ ثقافة العنف والقوة ))

الحوار مع الأقلام التي تقّطر عطراُ وترسم خارطةً للمحبة أشبه بسياحة للعالم الحالم المفعم بالأمل

 وفي جوانبها الناصعة ترى نجوماً تومض ألقاً وفي مَدار تلك الأفكار النيّرة تسمو الألفة السمحة على الذاتية الضيقة التي تبَهتُ فيها الألوان وتجّف ينابيع الإنسانية إن لم تزين ظلامها باللوحات المعبرة عن ميلاد فجر الرسالة الإنسانية التي تتعانق فيها كل الأطياف المتآخية بعيداً عن مشاهد الدمار والقتل ودموع لحظات الفاجعة العراقية، ومجالسة للقلوب التي هجرتها الأفراح واستو حشتها الغربة وشيبتها المنفى العراقي والشتات.فالطريق الى عالم الأدب والشعر والكتابة وسط عوالم متداخلة ليس مسلكا هينّا.

الأديب والباحث والمؤرخ جواد عبد الكاظم محسن من أبرز أدباء الفرات الأوسط فهو بالإضافة الى ذلك فهو يمتلك الإجازة بالرواية .

أستطاع من إصدار جريدة ( عروس الفرات ) وتأسيس ( دار الفرات الإعلامية ) وساهم في تطوير الحركة الأدبية والثقافية في المسيب من خلال كتابته في العديد من الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية، وقد وقف موقفاً مشرفاً أبان النظام البائد وكان من أشد المعارضين لسياسة الحرب والعنف التي لا يستهويها...       

التقيته في مدينة المسيب وتحديداً في مقر دار الفرات الإعلامية لأجري معه هذا الحوار ولأعرف من هو جواد عبد الكاظم، عرفناه من خلال عالمه الأدبي والثقافي يتشح بالألوان عشقاً لمغازلة القلم وتفوح أجواء كتاباته بعشق الإنسانية .؟

* جواد عبد الكاظم محسن حسن الفتلة ويعود تاريخ تكويني الأول الى مدينة المسيب العريقة،والمعروفة في سابق تألقها التاريخي بأنها مدينة النخبة من الكتاب والعلماء ورجال الثورة والسياسة.من مواليد 1954  وأعتبر نفسي برعمُاً صغيراً من رياض أولئك العظماء الكرام.أكملت دراستي الابتدائية والثانوية في المسيب والتحقت بكلية الإدارة والاقتصاد في الجامعة المستنصرية وعملت في الوقت ذاته في الشركة العامة لصناعة الحرير في سدة الهندية وما زلت فيها، وأنا أواصل دراستي العليا في الجامعة الحرة . لقد أصدرت جريدة ( عروس الفرات ) في المسيب وكنت رئيس تحريرها طيلة فترة صدورها من ( 14 / 6 / 2005 ولغاية 28 / 4 / 2007 ) وأسست دار الفرات الإعلامية في المسيب سنة 2005 وما زلت مشرفاً عليها .

ـ أذاً ماذا عن جريدة ( عروس الفرات ) لماذا احتجبت عن الصدور ؟

* أن الجريدة احتجبت عن الصدور لظروف مادية قاهرة بعد أن أصدرنا منها 36 عدداً وهي جريدة ثقافية عامة مستقلة، اهتمت بالجانب الثقافي وأولته اهتماما خاصاً وهناك محاولات لإعادة العمل بالجريدة وبالنية إصدار مجلة كذلك .

ـ من أعطاك الأجازة في الرواية ؟

* لقد حصلت على العديد من الشهادات التقديرية وأجازتين في الرواية من السيد سلمان هادي آل طعمه ومن الشيخ كاظم عبود الفتلاوي .

ـ دعني أسألك عن الذي تبقى لديك من الطفولة في ذاكرتك ؟

* للطفولة ذكريات جميلة سوق المسيب والشط الجميل والناس الطيبين والألعاب التي كنا نلعبها ونحن أطفال وذكريات الأصحاب والأصدقاء .

ـ هل تكتب الشعر ؟

* نعم، ابتدأت في كتابته عام 1973 ونشرت ثمان قصائد في المتفرج . وأغلبها كان وجدانياً، ولدي ديوان مخطوط أسمه ترانيم الصبا . وقد توقفت عن كتابة الشعر واتجهت الى الكتابة الجادة والبحث والقصة القصيرة، وفي عام 1986 فازت قصة قصيرة كتبتها بعنوان ( أحلام خطيرة ) بجائزة مالية قدرها ( 200 ) جنيه إسترليني من لندن ولم تصلني الجائزة وفقدت بالطريق وهذه من المفارقات الجميلة .

وتخصصت بالكتابة في جمع وتدوين تاريخ وتراث مدينة المسيب وكذلك بتدوين تراجم وسير الأديبات والكواتب العراقيات في العصر الحديث .

ـ هل من الممكن أن تسمعنا شعراً من الذي كتبته ؟

* أول قصيدة نشرت في مجلة المتفرج العدد 386 في 2 / 11 / 1972 :

لا تقولي

لا تقولي ذكـريات الأمس ولّت، ليس للأمس معادْ

أو تظني - ياحياتي – أن نار الشوق في قلبي رماد

لا تقـولي ذكـريات الحـبّ تطـوى يـوم تطويه البعاد

أنـتِ أنى سـرتُ أبصـرْ .. أنتِ  طيفي فـي  الـرقـاد

×××

ياطريق الأمس حدّث عن هوانا أنت سلوان الفؤاد

عن حكايا سوف تحيا - ياطريق الأمس- حدّث باتئاد

كـم نثـرنا فيـك زهـراً وارتشفنا منـك نبعاً للـوداد

يا طريقاً أنت من أوحى إلينا : أنّ في الحبّ جهاد

×××

لا تقولي ذكريات الأمس ولّت، ليس للأمـس معاد

أو تظني - ياحياتي – أن نار الشوق في قلبي رماد

 

أما آخر قصيدة نشرت لي فهي قصيدة ( امرأة ) سنة 1986 :

امرأة

في الليل تنهض في صدري امرأة

تستلقي جنبي

تأخذني بذراع الحبّ

تشعل في قلبي النارَ

حريقاً وتخترق الأسوارَ

×××

ياإمرأة تعرف أيامي

ما مرّ قديماً منها

والقادم من أحلامي

كوني عوني

هيا انتشليني

من يأسي

من أعتى موج الآلام

ـ ما هي المؤلفات التي أصدرتها ؟

* أصدرت مجموعة من الكتب منها : ولدا مسلم بن عقيل  ـ تراجم علماء المسيب وخطبائها المنبريين  ـ كتاب الدرتين في أحوال السيدين إبراهيم المجاب وأبنه أحمد  ـ العلامة الزاهد السيد هادي الصائغ  ـ ذكرى فاجعة الحسين  ـ من تراث المسيب الشعبي  ـ الشيخ علي عوض الحلي حياته وأدبه ـ  معجم الأديبات والكواتب العراقيات في العصر الحديث ( الجزء الأول ) ـ  صهريج الموت في المسيب .

ـ حدثنا عن دار الفرات الإعلامية التي أسستها في مدينة المسيب ؟

* دار الفرات الإعلامية تقوم بنشر الأخبار العامة والثقافية فيما يتعلق بمدينة المسيب ونشر الكتب الثقافية ورعاية الفعاليات الثقافية ومسؤولية الدار من قبلي وبرعاية الأستاذ جابر جواد المغير الحمداني رئيس مجلس قضاء المسيب ودعمه المتواصل للأدباء والمثقفين، وكذلك سعيه لتأسيس قاعة ومقر لمنتدى أدباء المسيب وبدورنا نقدم شكرنا الجزيل لجهوده المبذولة خدمة للثقافة العراقية والمثقفين العراقيين .

ـ كيف ينظر جواد عبد الكاظم الى الواقع الثقافي العراقي اليوم ؟ وهل أن الإعلام العراقي وصل الى مرحلة النضوج ؟

* أن الواقع الثقافي العراقي في ازدهار وهناك العشرات ممن يفوزون بجوائز عالمية وعربية ثقافية وكذلك من خلال حجم الإصدارات الهائل . ولاشك أن الكثرة تؤثر على النوعية ولكن هناك أقلام متميزة ومبدعة . أما الشطر الثاني من سؤالك، فأن الإعلام العراقي لا زال غير ناضجاً لان هناك أناساً تكتب بدون مسؤولية وتصل أحياناً الى حد الانفلات، وفي الوقت نفسه هناك مساحة للحرية واسعة بدليل الكم الهائل من الصحف والمجلات التي تعبر عن مختلف الاتجاهات .

ـ هل من كلمة أخيرة تود أن تقولها ؟

* تحية لجريدتكم الفتية التي أتوقع لها الازدهار وأتمنى لها الموفقية لأنكم تخدمون مدينة أبا الأحرار (ع ) . وأدعو من خلالكم كل أديب ومثقف أن يساهم بما يستطيع لخدمة المجتمع ونشر الثقافة الإنسانية ونبذ كل ثقافة تدعو للإرهاب والقوة والعنف . ومساندة الثقافة الإنسانية التي تدعو للسلام والحرية .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com