لقاءات

 حوار مع المسرحي والاعلامي علي الزيدي

 

غفار عفراوي

كاتب واعلامي

هو علي عبد النبي الزيدي من مواليد الناصرية 1965 لم يكتب حرفا واحدا للسلطة لا سابقا ولا لاحقا بل ان اغلب كتاباته (يشوبها) الكثير من الانتقاد للسياسات الخاطئة للحكام وقد تحمل الكثير جراء ذلك فهددوه واعتقلوه وحاصروا نتاجاته ولم يبالي بهم فكان مثال للاديب الواعي لقضيته المدرك لاهدافه ... حاولت سبر اغواره من خلال الحوار التالي:

* لاشك انك تلامس في تجربتك المسرحية الطويلة العلاقة بين الذات والاخر في هذا العالم .. ما هي اهم الهواجس المسرحية التي ترفدها؟

- الادب هو نتاج ذاتي يحاول ان يكون معبرا على الاخر، واعني واقع منتج الخطاب الادبي، ومن هنا  يتحول الذاتي الى ما هو اكبر بحيث يصبح نتاج واقع، لان المبدع اصلا غير منفصل عن هموم وتطلعات الحياة التي يعيش في وسطها خاصة اذا كانت هذه الحياة مليئة بالاحداث والوقائع المحتدمة، او فيها مادة صالحة لان تكون على الورق، وهنا يأتي دور المبدع الحقيقي بالارتقاء بما يحدث من خلال زوايا النظر الجديدة واللافتة للانتباه، وانا اعتقد ان هذه العلاقة بين منتج الخطاب والاخر هي علاقة ترتبط بوشائج مهمة تنتج بالتالي ادبا، والكتابة للمسرح حالها حال الاجناس الادبية الاخرى ملتصقة بماحدث وما سيحدث، وكل النصوص المسرحية التي كتبتها منذ منتصف الثمانينيات الى الان لم تخرج عن كونها نتاج واقع بما يحمل من ارهاصات وهموم وألم يومي، فتجد تاثير الحرب والجوع والممارسات الدكتاتورية واضحة بشكل كبير في نتاجي المسرحي لانني لايمكن ان انسلخ عن واقعي، وكيف لي ذلك وانا جزء من هذا الواقع الذي يدعو للرثاء دائما .

* هناك من يرى ان المسرح الان يمر بأزمة خاصة وعلاقته بالجمهور، او بتعبير ادق فعل الواقع الامني فعله في  المسرح العراقي، هل فعلا مسرحنا الان في ازمة كبيرة كما يراها البعض ؟

- ربما يختلف المسرح كثير عن اجناس الادب الاخرى لكونه فعل يكتمل على خشبة المسرح ويحتاج بالضرورة جمهورا يتلقى هذه العروض المسرحية، وبما ان الواقع الامني صنع هو الاخر نتاجه عبر سنوات .. انحسرت فيها مشاهدة الاعمال المسرحية، ولكني هذه مسألة طبيعية مرت بها كل البلدان التي دخلت وخرجت من حروب وتغييرات واضطرابات .. لكن سرعان ما عادت الحياة المسرحية الى طبيعتها وعاد كل منتجي المسرح الى خشبات مسارحهم، شكل الواقع الامني حاجزا عن استمرار فعالية المسرح عندنا لسنوات لكنك تجد ان المشهد المسرحي ما زال مستمرا وانت تشاهد وتقرأ وتسمع عن عروض في بغداد والمحافظات وعروض اخرى قدمت في مهرجانات عربية وعالمية وحصدت جوائز مهمة بهذا الصدد، المسرح العراقي تأريخ من المبدعين المهمين عربيا، ولايمكن باي حال من الاحوال ان يكون لاي ازمة فعلها المؤثر لفترات طويلة، لانه من المستحيل الشطب على هذا التاريخ الحافل بالاسماء والتجارب والعروض .

* تحدث العديد من النقاد والباحثين عن رسالة المسرح .. انت كيف تنظر لهذه الرسالة ؟

- الفن والادب سوية يشكلان عندي وثائق ابداعية تكشف وتعري الواقع ويكون المبدع شاهد عيان على ما يحدث، هكذا ارى الادب والفن عموما، وهي زاوية مهمة عندي، ولكنني بالمقابل ادعو ان تكون هذه الوثائق لها علاقة كبيرة بالابداع شكلا ومضمونا، حتى لا يتحول هذا الادب الى تاريخ محظ خال من التجريب وسواه، وربما اجدني اميل كثيرا الى ان رسالة المسرح تشتغل با تجاهين، الاول فعل اني يؤثر في واقع منتج الخطاب والثاني تلك الوثيقة الابداعية ان تقرأ هذا الواقع قراءتها الخاصة، ومن هنا تجد ان اغلب نصوصي اهتمت باليوميات او بالزوايا المعتمة التي اخرجتها الى النور، بل وراح البعض منها تستفيد من التراث والحكايا القديمة ومن الشخصيات المعروفة تاريخيا جالبة اياها من عمقها الزمني الى زمننا الحاضر في محاولة لانتاج صدمات بمرجعيات المتلقي الحالي .

* كيف ترى النقد الذي كتب عن اعمالك المسرحية، وهل فعلا لامست هذه الكتابات هواجسك ومواضيعك وهمومك  ؟

- كتبت العديد من الدراسات عن نصوصي المسرحية داخل وخارج العراق، وهناك كتابات مهمة بهذا الصدد خاصة ودخول بعض النقود الى المناطق المحرمة في النصوص والتي كتبت في زمن الدكتاتور، انا احترم النقد العراقي كثيرا واتابعه باستمرار وعندنا اسماء مهمة في المشهد النقدي، اما عملية الملامسة لما اكتب .. اقول يظل النقد يكتب دائما عن سطح منتج الخطاب الابداعي الحقيقي، حتى انني في مرات كثيرة اجد ان فعل النقد مازال انطباعيا حتى وان كان منهج الناقد حديثا، لان فعل المع والضد مازال هو الاخر مهيمنا على المشهد النقدي الحديث الذي يستمد حياته من فعالية النقد التي ظهرت بقوة في ستينيات القرن الماضي امتداد الى الان، منتج الخطاب هو الاكبر بروحه وافكاره ورؤاه واحلامه وتطلعاته واسراره الكبيرة التي لايمكن باية حال من الاحوال الوصول اليها الا بدرجات قليلة وبسيطة .

*  كيف ترى علاقة الكاتب المسرحي بالحقل السياسي ؟

- الادب عموما له علاقة محتدمة مع الواقع السياسي، بل ان السياسة هي الوعاء الكبير لكل نتاجنا الادبي، ولكن هذه العلاقة غير حميمية دائما، هي علاقة صراع مادامت الحياة مستمرة، لان وجهات نظر الاديب لا تلتقي بوجهات نظر السياسي، ومن هنا تظل هذه العلاقة مشوبة بالقلق والترقب والاتهام، وانت ترى ان السياسي منتج الواقع السياسي ينظر دائما الى الاديب بكونه اداة فضح وتعرية وكشف، وهو مصدر قلق على طول الخط، للاديب عالمه السحري، قراءاته الجمالية والفكرية، زواياه  ... انا اقف دائما على الجانب الاخر بعيدا عن اكاذيب السياسي، لان صدقي لا يمكن له ان يصافح يده ولسانه المليء بالوعود والكلمات غير الصالحة للبقاء، وهكذا ترى ان الطرفين في موضع خلاف مستمر، ربما هو خلاف منتج بالنسبة لطرف الاديب، لكنه يضع السياسي يعيش حياة القلق بوجود مثقف لا يكف عن شهاداته الابداعية التي يعلنها بوجه كل الذين لا يملكون الصدق في التعامل مع الناس .

 

 سيرته الادبية:

-   عضو نقابة المسرحيين العراقيين منذ عام 1996

-   عمل منذ عام 2003 في مكتب قناة العراقية الفضائية في الناصرية وقناة الفيحاء الفضائية واعد واخرج وقام بمونتاج العديد من الأفلام الوثائقية والبرامج المختلفة .

-   يكتب للمسرح منذ عام 1983 .

-   كتب ومثل في المسرحيات التالية :

1- مسرحية ( نقطة البداية )  تأليف علي عبد النبي الزيدي  وإخراج جاسم الصكر عام 1984

2-مسرحية (حقائق في زمن الحرب) تأليف علي عبد النبي الزيدي  وإخراج جاسم الصكر1984

3-مسرحية ( ثأر العاشق ) تأليف علي عبد النبي الزيدي  وإخراج جاسم الصكر1985

4-مسرحية ( الشحاذ ) تأليف علي عبد النبي الزيدي  وإخراج حيدر مكي 1985

5-مسرحية  ( الواقعة ) تأليف علي عبد النبي الزيدي  وإخراج ياسر البراك عام 1995

6-مسرحية ( كوميديا الأيام السبعة ) تأليف علي عبد النبي الزيدي  وإخراج ياسر البراك 1996

7-مسرحية ( ثامن أيام الأسبوع ) تأليف علي عبد النبي الزيدي  وإخراج حيدر مكي 1998

- قدمت له الأعمال المسرحية التي لم يشترك  بها  ممثلا :

1- مسرحية ( الذي يأتي ) تأليف علي عبد النبي الزيدي  . أخرجها ستة مخرجين عراقيين في مختلف محافظات العراق .

2- مسرحية ( الدخول باتجاه الخروج ) قدمت بعنوان ( حول محور ثابت ) تأليف علي عبد النبي الزيدي   وإخراج زيدان حمود 1995

3- مسرحية  ( جيل رابع ) تأليف علي عبد النبي الزيدي  وإخراج زكي عطا عام 1997

4- مسرحية ( ثامن ايام الاسبوع )   تأليف علي عبد النبي الزيدي إخراج بشار عليوي عام 2008 لفرقة سالار الوطنية للتمثيل  في كردستان العراق – السليمانية

- عملا ممثلا في الأعمال المسرحية التالية :

1-مسرحية ( زفير الصحراء )  تأليف جليل القيسي  وإخراج جاسم الصكر عام 1990

2-مسرحية ( قضية ظل الحمار ) تأليف فرديريش دورنمات  وإخراج ياسر البراك عام 1992

3-مسرحية ( من البلية ) تأليف غريغوري غورين  وإخراج ياسر البراك عام 1993

4-مسرحية ( الوباء الابيض ) تأليف كارل تشابك وإخراج ياسر البراك 1994

5-مسرحية ( في اعالي البحر ) تأليف سلافير مورجيك وإخراج ياسر البراك 1995

6-مسرحية ( الرخ ) تأليف محمد صبري  وإخراج ياسر البراك عام 1998

  

-صدر له الكتب التالية في المسرح

1- ( ثامن أيام الأسبوع )  مسرحيات –   عام 2001   دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد

2- ( عودة الرجل الذي لم يغب ) مسرحيات  -  عام  2005 اتحاد الكتاب العرب –  دمشق

تحت الطبع

1-( عرض بالعربي ) مسرحيات  - دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد

حصل على الجوائز التالية في التأليف المسرحي  :

1- جائزة مجلة الأقلام العراقية الأولى للتأليف المسرحي عن مسرحية ( الذي يأتي ) عام 1993

2-    جائزة ( يوسف العاني للتأليف المسرحي ) الثانية عام 1996  عن مسرحية ( قمامة )

3-    جائزة ( أفضل نص مسرحي ) في مهرجان البصرة المسرحي عن مسرحية ( كوميديا الأيام السبعة ) عام 1996

4-    جائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحية ( ثامن أيام الأسبوع ) في مهرجان منتدى المسرح في البصرة عام 1998

5-    الجائزة التقديرية في مسابقة الشارقة للإبداع العربي  عام 1999

6-    الجائزة الأولى في مسابقة ( حامد خضر للتأليف المسرحي ) عام 2000 عن مسرحية ( ما كان الآن من أمر السندباد )

7-    جائزة أفضل عمل متكامل عن مسرحية ( ثامن أيام الأسبوع ) إخراج الدكتور فيصل عبد عودة – في دولة اليمن 2004

8-    جائزة ( الجيل الواعي ) عن مسرحية ( مطر صيف ) في دولة الكويت عام 2005

9-    جائزة درع الإبداع ( الأولى ) عن مسرحية ( ثامن أيام الأسبوع ) إخراج فيصل عبد عوده في جمهورية مصر 2007

10- جائزة جريدة المدى العراقية عن نص مسرحية ( يبوووي ) عام 2007

-         كُتبَ عن أعماله المسرحية ( تأليفا وعرضا ) العديد من الدراسات من قبل نقاد المسرح في العراق والوطن العربي .

-         كَتبَ العديد من الدراسات المسرحية ونشرها في الصحف العراقية .

-         كتب عن الأعمال المسرحية المقدمة في المهرجانات العراقية كمعقب رسمي

-         شارك كمحكم في العديد من المسابقات الخاصة بالتأليف المسرحي في العراق

-         أخذت العديد من نصوصه المسرحية كعينات تطبيقية في رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعات العراقية .

-         اخرج العديد من المخرجين العرب أعماله المسرحية وقدمت في المهرجانات المسرحية في الوطن العربي ( مصر، اليمن، الأردن، ليبيا، المغرب، تونس) ومنذ عام 2003 ولحد الآن .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com