لقاءات

حوار مع الفنان الديواني الشاب مصطفى مهدي

 

عباس السعيدي

 مصطفى مهدي الاسدي 22 عاما الفنان الشاب المبدع والموهوب من اهالي الديوانية طالب في معهد الفنون الجميلة في الديوانية المرحلة الثانية، الطير المهاجر من بغداد على داره الأولى محافظة الديوانية، عضو ناشط في مؤسسة الشباب العراقي مركز الديوانية ومنظمات المجتمع المدني شارك في العديد من الاعمال الفنية والمسرحية التي تقام في المحافظة في اغلب النشاطات والمهرجانات وكان متميزا من بين أقرانه من حيث المهارة والأداء وإتقان الأدوار في أعماله الفنية

 

كيف كانت البداية؟

كانت البداية من خلال المشاركة في مسرح الطفل منذ الصغر وكنت اعشق المسرح ولدي موهبة في هذا المجال استطعت من خلالها اعتناق خشبة المسرح والقدرة على التمثيل فعندما وجدت نفسي املك هذه الطاقة في داخلي قررت إفرازها وتقديمها للجمهور، بعد ذلك شاركت في العديد من الأعمال المسرحية والمشاركات الفنية حول الأطفال ومسرح الطفل في المحافل وفي ساحات الأطفال في بغداد منها مسرحية السندباد ومسرحية الكنز الضائع وكانت هذه الأعمال في بغداد قبل التهجير إلى الديوانية بسبب الظروف الأمنية والانفلات الأمني في الفترة الأخيرة، انتقلت بعد عملية التهجير إلى مدينة الديوانية ووجدت الأرض خصبة في هذا المجال وافتتح معهد الفنون في الديوانية في تلك الفترة والذي زادني عشقا وشغفا بالفن والعمل المسرحي، بعدها قبلت في معهد الفنون الجميلة في الديوانية عندما أسس هذا المعهد عام 2007 وكنت ضمن الدفعة الأولى المقبولة في هذا المعهد بعد اجتيازي مرحلة الاختبار بنجاح باهر بدرجة امتياز في الاختبار العملي والنظري من قبل لجنة مشكلة من كوكبة من الفنانين والأساتذة في الديوانية منهم الأستاذ سعد هدابي والأستاذ رحيم ماجد والأستاذ مهند إبراهيم والأستاذ جواد الخزاعي وغيرهم.

  

ما هي أهم المشاركات الفنية؟

أول عمل مسرحي كان بعنوان رثاء المتنبي تأليف وإخراج الأستاذ رحيم ماجد أقامه معهد الفنون الجميلة في الديوانية على قاعة الوائلي في جامعة القادسية  تمثيل نخبة من فناني الديوانية المبدعين منهم عبد الستار الربيعي وتوفيق عبد الواحد وعدد من طلبة معهد الفنون الجميلة في الديوانية وهي أول مشاركة مسرحية للكبار بالنسبة لي وليس للأطفال، وكذلك مسرحية الشاهد الحي تأليف قاسم محمد إخراج وإعداد رحيم ماجد وهذا المسرح من نوع مسرح المقاهي قدم في مقهى وكازينو الراية والذي يعبر رحيم ماجد مخرج العمل من رواد مسرح المقاهي وكذلك المشاركة الكبيرة والفعالة في مهرجان نيبور الثقافي الأول برعاية مجلس محافظة الديوانية وشاركت في العديد من الأعمال المسرحية في هذا المهرجان أهمها مسرحية القلق وهي مسرحية صامتة بانتومية تأليف وإخراج الفنان المبدع منعم سعيد تمثل نخبة من طلبة معهد الفنون الجميلة في الديوانية بمشاركة فرقة الديوانية للتمثيل الصامت وكذلك مسرحية سيدة البلدان إعداد وإخراج رحيم ماجد ومسرحية الشمس للفنان سعد هدابي بالإضافة إلى أعمال أخرى في ادوار بطولية وثانوية.

 

 

ما هي أخر المشاركات والأعمال الفنية والمسرحية؟

لدي عمل مسرحي بعنوان سفوح الشواطئ هذا العمل من تأليف وإخراج الفنان منعم سعيد وهو مسرح الصورة وليس المسرح الصامت البانتوميم الذي يجمع بين المسرح الصامت والحواري وهذا العمل صعب بعض الشيء وبمشاركة مجموعة من طلبة معهد الفنون الجميلة في الديوانية وشاركت فرقة النجوم للتمثيل الصامت ودوري في هذا العمل بطولي أجسد فيه دور القرد واعتبر هذا العمل صعب لان شخصية القرد صعبة وليست سهلة كما يعتقد البعض لأنها تعتمد على اللياقة البدنية والأداء والدقة وستبدأ التمارين والبروفات في الشهر الحالي يتكلم هذا العمل على الواقع والحياة في العراق وتكون صورة جسدية من خلال أجساد الممثلين وتكون وتعد أشكال هندسية لتجسيد الواقع والحياة العراقية

 

ما هي ابرز الجوائز والألقاب التي حصلت عليها؟

حصلت على العديد من الألقاب والجوائز وأفضل واعز الألقاب بالنسبة ليس هو لقبة منعم الصغير بالإضافة إلى الألقاب الأخرى منها بطل الديوانية بالتمثيل الصامت البانتوميم وحصلت على جائزة أفضل عمل مسرحي في الديوانية في مهرجان نيبور الثقافي الأول في مسرحية القلق وحصلت على المركز الأول في هذا المهرجان وحصلت فرقة الديوانية للتمثيل الصامت على أفضل عمل مسرحي والمركز الأول من خلال مسرحية القلق في الأسبوع الثقافي في النجف الاشرف.   

 

أجمل لحظات عاشها الفنان مصطفى مهدي؟

أجمل لحظات عشتها عندما اعتنق خشبة المسرح وانا اشعر وكأنني إنسان آخر كما يقول الأستاذ قاسم محمد عندما يكون الإنسان في الحياة شيء وعند دخوله عالم المسرح شيء آخر فالإنسان والممثل عندما يصعد خشبة المسرح يعتبر شخص آخر ويعتبر كائن خيالي يتخذ واقع وصورة معينة لان الممثل هو مرسل بنقل معلومة أو رسالة معينة ويؤديها بكل جدارة وكفاءة وقدرة إلى المتلقي الجمهور وأجمل لحظات عندما اصعد المسرح وارى الجمهور ويكون العمل ناجحا ويصفق لي الجمهور للأداء الرائع والناجح والجميل.

 

ما هو دور الإعلام في دعم الفنانين والمسيرة الفنية؟

للإعلام دور مهم في حياتي ومسيرتي الفنية بكل أشكاله وأنواعه المسموعة والمقروءة والمرئية ومنها الصحف والفضائيات بصورة خاصة ونحن نرى إن اغلب الصحفيين والمراسلين وهم يغطون اغلب الأعمال الفنية واهتمامهم الواسع وعمل لقاءات بالفنانين والمخرجين والممثلين مما يتيح الفرصة أمامهم للتعبير عن آراءهم واحتياجاتهم ومشاكلهم وهمومهم وأنا اعتبر الصحافة والإعلام الداعم الأول للفن والفنانين في الديوانية.

 

 

ما هي المشاكل والمعوقات التي تعاين منها؟

نعاني من المشاكل المادية وافتقارنا للدعم المادي ولا نستطيع إقامة أي عمل مسرحي بدون توفر الدعم مادي أو جهة راعية للعمل لأننا بحاجة إلى توفير متطلبات هذه الأعمال من إضاءة وديكور وأزياء وموسيقى ومونتاج وفنين ومشرفين وغيرها. نعاني من الإهمال وعدم الاهتمام ونقص في الدعم المادي من قبل الجهات المعنية ولا يوجد جمهور فني ومسرحي قوي في الديوانية واغلب الأعمال النشاطات المسرحية تتصف بالطابع الديني كونها مدعومة من قبل الأحزاب والمنظمات في المحافظة إلا إن الشارع الديواني يفضل الإعمال والمسرحات الفنية الكوميدية المضحكة والمسرحات الواقعية والشعبية وبالرغم من  ذلك فان الوقع الفني في الديوانية بأحسن حالاته حاليا ونحن بحاجة إلى الاهتمام والدعم لمواصلة المسيرة والتقدم إلى الإمام نحو غدا أفضل والارتقاء بالمستوى الفني والمسرحي في الديوانية.

 

بعد هذا المشوار ماذا تطمح؟

الرياضة والثقافة بصورة عامة يمكن الوصول إليها والى أقصى درجاتها والى مصافي هذه المجالات وغيرها إلا إن الفن كلما تقدم الفنان في هذا المجال وما توصل إليه فان يبقى يراوح مكانه ويبقى بحاجة إلى المزيد ويعتبر كل ما قدمه الفنان هو نقطة في بحر واسع لكن أتمنى واطمح في المشاركات الواسعة والأعمال الضخمة والمشاركة في المسلسلات التلفزيونية والظهور على الشاشة الصغيرة.

 

هل تشعر بالظلم؟

أنا واغلب الفنانين الشباب نشعر بالظلم والاضطهاد والحكومة المحلية تتحمل المسؤولية وهي المسؤول الأول والأخير لأنها لا تقدم لنا أي دعم من الناحية المادية والمعنوية وافتقارنا إلى الإعمال الفنية وانحسار الأعمال على الرغبة الشخصية وتلبية الحاجات الذاتية والتخندق في الإطار الديني والإسلامي لأغلب الأعمال وبهذا لا نحقق كفنانين الرسالة الفنية الحقيقية ولا نشعر بأننا نقدم شيء من الفن على خشبة المسرح والحكومة هي السبب الرئيسي في ظلم الفنان وتحديد مساره وعدم الانفتاح والتطور على الأعمال الفنية الحديثة في ظل الديمقراطية المزعومة والفنانين بصورة عامة بحاجة إلى الدعم والانفتاح والتطور وتوفر المستلزمات والاحتياجات للارتقاء بالواقع الفني في الديوانية.

 

هل مارست أو تطمح في ممارسة الإخراج الفني والمسرحي؟

هناك تخصص في معهد الفنون الجميلة في الديوانية في المرحلة الثانية وسوف أتخصص في الإخراج المسرحي ولدي تجربة في هذا المجال وعملت كمخرج في عمل مسرحي واحد وهي مسرحية المهرجون الثلاث تأليف وإخراج منعم سعيد وعرضت في دار الأيتام تمثيل ومشاركة نخبة من الفنانين الشباب.

 

كيف ترى الواقع المسرحي في محافظة الديوانية؟

أطلقت دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة بان الديوانية عاصمة المسرح العراقي لاهتمامها بالفن بصورة عامة والمسرح والتمثيل المسرحي بصورة خاصة والديوانية أفضل بكثير من المحافظات الأخرى واغلب المحافظات لا تمتلك واقع فني أفضل مما عليه في الديوانية أو يوازيه أو أعمال فنية تستحق الذكر وحتى بغداد لم تصل إلى مستوى الأعمال التي تقام في محافظة الديوانية في هذا الوقت بالرغم من إن المحافظة كانت ولا زالت تعاني كثرا والافتقار إلى الاحتياجات والاهتمام والدعم المادي إلا إنها زاخرة بالإعمال الفنية والمسرحية الرائعة بكافة أنواعها وأشكالها ومجالاتها.

 

بماذا تنصح الفنانين الشباب؟

انصح الفنانين الشباب بالابتعاد على كسب المادي والاهتمام والالتزام بالتمرين والمطالعة والمواظبة وتطوير المهارات الذاتية وقراءة الكتب المنوعة الدينية والثقافية والعلمية لان الفنان عبارة عن كتلة ثقافة متحركة فيجب على الفنان إن يتحلى بثقافة عصرية وكذلك الشباب والطلبة في معهد الفنون الجميلة أن يتحلوا بهذه الصفاء والالتزام بها لأنها تعتبر هوية الفنان ويجب الإصرار على التقدم وتحقيق الأحلام والطموحات والارتقاء بالمستوى الفني في الديوانية كونهم المستقبل المشرق والفني المسرحي في المستقبل.

 

 هل لنا بكلمة أخيرة؟  

أشكركم على هذا اللقاء الجميل الذي يبهج الروح ويسر الخاطر للتعبير عن هموم الفنانين الشباب الطموحين وأدعو جميع الفنانين إلى التطلع نحو المستقبل والتقدم نحو غدا مشرق ونحو حياة فنية زاهية مملوءة بالنجاح والازدهار.  

  

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com