لقاءات

تل حرمل .. قاعدة لإطلاق الصواريخ، ومكب للنفايات

  بغداد ـ مريم باسل:

بغداد الجديدة، إحدى المناطق الرئيسة للعاصمة بغداد، تقع في القسم الجنوبي الشرقي منها في شطر الرصافة، ولم يكن الطريق السريع (الموجود حاليا) قد أنشئ بعد، عندما كان يمتد مبزل كبير يصرف المياه الثقيلة إلى نهر ديالى يدعى (شطيط)، كان يبدأ من مدينة الثورة "الصدر" ويخترق ملعب الشعب مرورا بمزارع حي المثنى التي هي الآن "زيونة".

في المنطقة تل اثري يدعى (تل حرمل)، والذي يقع في حي سومر، ويعود هذا التل إلى العهود البابلية.

لماذا هذا الموقع الاثري الكبير يعاني من الاهمال؟ مادور وزارة السياحة والآثار في عدم جعل هذا المعلم مرفقا سياحيا والاستفادة منه؟ من المسؤول عن تنظيفه من الأوساخ التي تحيط به وحمايته من الاندثار؟ هل خُصصت قوات أمنية لحراسته؟

هذا ما تناولناه حين حطت أقدامنا قرب أسوار التل، هذه الأسوار التي باتت تشكلها الازبال، فوجئنا أولا بمنعنا من الدخول إلى المكان حتى وان كنا صحفيين!!.

في هذا الصرح العريق تسكن عائلة منذ زمن لايقل عن ربع قرن وهذا ما شدني ان اسألهم:

·       إذا كان هذا موقعا اثريا، أليس من حق المواطنين المجيء للتعرف الى طبيعة المكان ومحتواه؟

    فأجابني معيلهم:

- هذا الأمر عائد لتوجيهات وتعليمات وزارة السياحة والآثار التي تقيـّدنا وتمنعنا من استقبال الزوار.

  

·       سمعنا بان البعض ينقب في ارض التل ولأكثر من مرة وجدوا آثارا تحت التراب؟

- هذا الكلام غير صحيح، انا اقطن هنا منذ 25 سنة ولم يحدث مثل هكذا أمر.

 ·   هل يعلم سكان المنطقة بأن هذا المكان اثري ومهم، حتى يحرصوا عليه، وإذا كان هكذا، فلماذا هو مدجج بالأوساخ ناهيك عن القصب الذي يغطي بارتفاعه المكان؟

- نعم هم يعلمون، وهذه الأوساخ ليست الآن فقط، فحتى في زمن النظام السابق كان المكان مليئا بما يرميه الناس من مخلفات، ونحن قمنا لاكثر من مرة برفع شكاوى ضدهم في مركز الشرطة وتم فرض غرامات على من يرمي الاوساخ، ولكن دون جدوى. 

·       هل يشهد التل زيارات من سواح أجانب؟

- سابقا كانت تأتي لزيارة المكان وفود الأجانب برحلات أسبوعية منظمة، ولكن بعد أن ساءت الأوضاع وخاصة بعد عام 2003 لم يأت احد.

·       نحن نتحدث عما حدث بعد عام 2003 من أعمال شغب وسرقة، هل صادفتكم مثل هكذا اعمال؟

- كما تشاهدون فهذه المنطقة آمنة بأبنائها، ولم يحصل أي تجاوز على التل. فقط في مسألة رمي النفايات التي باتت ظاهرة تحاصر المكان من جوانبه الأربعة. 

واصلنا مسيرنا ونحن نسأل عن سبب تسمية هذا التل بـ "حرمل"، ليحدثنا  المواطن أبو احمد إلى جانب معنى التسمية عن مدى وعي الناس بالنسبة لوجود هكذا تل اثري:

- اختلفت الآراء حول أسباب هذه التسمية لكن ما هو شائع انه سمي نسبة إلى "نبتة  الحرمل" وحسب ما اعلم ـ على حدّ زعم السيد "أبو أحمد" ـ أن نظرية فيثاغورس قد تم اكتشافها هنا، وحديثا تم إعادة بناء هذا التل وترميمه، وتأتي بين فترات متباعدة هيئة السياحة والاثار لتلقي نظرة على المكان.

 

·   بعد إن استمعنا لـ "أبو احمد" التقينا بالحرس المخصص لحماية التل وسألناهم عن المشاكل التي يعانونها، لان هذا المكان مهم واثري ويجمع تاريخ عراقنا الحبيب، فاخبرنا احدهم:

- نعم واجهتنا صعوبات عديدة حتى ان مرات عديدة قامت القوات"الإرهابية" بنصب قواعد للصواريخ وأطلقتها من التل، ونحن نتواجد هنا بوجبات لنحول دون حدوث مثل هكذا أعمال.

 

غادرنا "تل حرمل" ونحن نأسف لما وجدناه، كنا نأمل ان نجد صرحا تأريخيا يحمل على جدرانه نقوش أجدادنا وأقاصيص بطولاتهم، وان نجد سياحاً يتطلعون إلى ما نحمل من عراقة ومفاخر تستحق ان نقف اجلالاً لها، نكتب ونكتب لعلنا نجد من يقرأ ومن يعمل ومن يتمنى – فعلا - لنا ولوطننا التقدم والازدهار.


 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com