لقاءات

حوار مع الشاعرة سمارة غازي

 

هاوزين عمر

 

          

حوار مع القاصة والروائية السورية وزنة حامد

 

زانا خاني

وزنة حامد تكتب القصة والرواية، تحب الواقعية في السرد إلى أقصى حدودها، هي مجتهدة في الكتابة، ودائما لديها ما هو جديد تكشف عري الواقع إلى حد فاضح دون أن تأبه للمسلمات والخطوط الحمراء وتحديدا هنا تكمن بؤرة الكتابة الحقيقية وأريد أن أقول إن الجزيرة بحاجة إلى أصوات قصصية أو روائية نسائية وها هي وزنة حامد تدخل حلبة الكتابة بصوت مرتفع أصدرت حتى الآن كتابين في مجال القصة وهما (تداعيات من الذاكرة وصفير القطار) ولها في مجال الرواية مخطوط بعنوان: الإنسان داخل الإنسان) وهي قيد الطبع، حاورناها فأجابت على أسئلتنا بروح كاتبة جريئة نتمنى أن تنال إعجاب القراء .

س1- لماذا تكتب وزنة حامد..؟!

-  نكتب بداية لذاتنا، لنرضي تطلعاتنا التي قد نعجز عن تحقيقها على ارض الواقع، وفي جانب أخر اكتب في سبيل تحقيق خلود غير متاح لي ماديا، لأننا محتكمون إلى قطب الموت بمدلوله المحسوس، والكتابة قد تكون تحايل معنوي عليه، ذلك أنها تتيح لأسمائنا باستمرار بعد وفاتنا، ثم أننا أصحاب رسالة، و نحن نقوم بإيصالها إلى الآخر، ونشكل ضمير المجتمع التحتي .. صوته .. صوت البشر المهمشيين، ننقب عنهم في كل زوايا والأزقة المهملة، هؤلاء الذين ينتجون الخيرات المادية للمجتمع، اكتب للطفل الذي مازال يأمل بشراء صندل ولا يحصل عليه, اكتب لذاك الطفل الذي تفوح منه رائحة الرجولة المبكرة، ربما لأنه اضطرالى إعالة عائلته تحت ظروف ما .

س- 5 كيف كانت بداية وزنة حامد مع الإبداع والكتابة  ..

- منذ صغري وأنا مولعة بقراءة المواد الأدبية بما إنني كنت من المتفوقات في مادتي الإنشاء والتعبير بالمقارنة مع المواد العلمية الأخرى . كل ذلك كان السبب الكافي بان أثقل موهبتي بالمطالعة الكثيفة و أيضا من خلال متابعتي لأعمال  الكتاب بارزين، بالإضافة إلى بيئتي " الحسكاوية "  فانا ابنة الجزيرة الخضراء بكل ما تحمل هذه البقعة من موزايك جميل أي أن ارتباطي بها كارتباط الجسد مع الروح كما أن لنهري ( دجلة والخابور ) وقعهما الخاص على نفسيتي وأيضا البيوت الطينية – الحارات الشعبية وتحديدا انطباعات مدهشة قد تكون لها اثر كبير في حالة التخمر والكمون مما خلق لدي خطوط عريضة أدونها  بإمكانك أن تسميها ما تشاء  

س2- لمن تقرأ وزنة حامد  ..؟

-  ثمة كتابات تشدني القراءة إليها والاهتمام بها أكثر من سواها، أتناولها بغض النظر عن اسم صاحبها، بيدا أن كتابا بعينهم يستحقون المتابعة الدؤوبة لانجازاتهم الهائلة، على سبيل الذكر : (سليم بركات – نجيب محفوظ – زكريا تأمر - نزار قباني – شيركو بيكس – عبد الرحمن منيف – عزيز نسن – حنا مينة والروائي اللبيي إبراهيم الكوني ) وذلك على سبيل المثال لا الحصر،

س3- الآن الجميع يتجه للاختصار والانجاز تمشيا مع ما يقتضيه العصر لكنك أنت بدأت مع كتابة القصة القصيرة والان تتوجهين لكتابة الرواية فكيف ذلك ..؟

- لا اتفق معك على الصيغة أو على الوصف التي تحمله سؤالك، فلكل كتابة وظيفتها ودورها وحالتها المستعصية،فإذا تحرينا ما يتداول اليوم من اجناس أدبية قد تحتل الرواية في مقدمة  كل هذه الأجناس, على العكس ما قد يتوقعه الآخرون  ربما لقدرتها على رصد مساحات مكثفة من المكان والزمان، أي تقديم حالة الشعوب وهي تعبر عن منعطفات في غاية الأهمية، طبعا هذا لا يلغي دور أو أهمية الاجناس الأخرى كالقصة أو الشعر .. الخ، بل على العكس تماما فهي اليوم تتبادل بالعناصر فيما بينها وتؤسس لنص قد يتجاوز كل الأجناس التجريبية السابقة، من هذه الزاوية تجدونني متنقلة بين القصة القصيرة و الرواية، لا لان القصة تدريباتها مختصرة على الرواية، بل لان كل جنس له مساحته وقراءته في نفس الوقت  خاصة من ناحية التنويع والاختلاف في التعبير ..؟

س- 4 أنت معلمة مدرسة ماعلاقتك بالأطفال وهل ثمة كتابات لك عن الطفل .؟؟

-  في تصوري أن الكتابة عن الطفل ليست بالهينة كما يتصوره البعض, فهي تحتاج إلى التخصص فيها، بالرغم من أنني معلمة ولكن هذا لا يعني بالضرورة امتلك القدرة على الخوض في مثل هكذا مغامرة خطرة، فالكتابة عن الطفل تقوم على فهم دقيق لنفسية وتصرفات الطفل واعتقد إنها مسؤولية كبيرة لا استطيع ادعاءها على الأقل في الوقت الراهن  .

س- 5 روايتك الإنسان داخل الإنسان عن ماذا تتحدث..؟؟

-  هي رواية تاريخية تتحدث عن مرحلة من تاريخ الدولة التركية وما تعرض له " الأرمن " من مذابح على يد الطغمة العثمانية.

اعرض فيها  جانبا مهما وهو ما جرى من أحداث في تلك المرحلة، ربما ان الباعث الحقيقي الذي جعلني اكتب عن هذه القضية في " انسان داخل انسان " هي أن زوجة عمي رحمها الله كانت من أصول ارمنية . بل كانت إحدى ضحايا تلك المجزرة الرهيبة, فكانت دائما تسرد لنا قصص شاهدتها  بأم عينيها في تلك الفترة من رعب وضياع، فباي حق يقتل ويدمر ويهجر أناس من موطنهم الأصلي كما حصل مع الأرمن -  في الغلاف الأخير للرواية – نوهت بقول : ( إذا أرادت  الشعوب الانتقام لتاريخها لاشتعلت الحرب العالمية الثالثة والثامنة والعاشرة، فنحن كشعوب يجب علينا أن نتحلى  بروح التسامح والتعايش السلمي ) . رواية الإنسان داخل الإنسان هي قيد الطبع ..

س6- هل السجينة قصة في داخلك حتى تخرج من سجنها وتنشر على الملأ ..؟

-  "  السجينة "  قصة قصيرة بطلتها امرأة ابتعدت عن زوجها فترة زمنية غير معروفة ولا تعرف عنه شيئا، ثم أن المرأة كائن حي مثلها مثل الرجل تجوع و تعطش وتشتهي، لقد أوضحت في السجينة ضمن سياق السرد أننا كنساء شرقيات تربينا على عادات وتقاليد وضوابط أخلاقية فلا يجب ان نسير وفق اهوائنا وغرائزنا التي تتنافى مع أخلاقياتنا النبيلة، ففي السجينة ترى أن البطلة تعتدل عن الرزيلة وترفضها تماما بحيث تحافظ على شخصيتها رغم الضغوط التي مورست عليها، لتعطي مساحة واسعة للجانب الخير في ذاتها، تسيطر على غرائزها التي ربما ستفقد كرامتها، فتقول ( أن الخيانة ظلام لا يمكن لمصباح في العالم إنارتها )

س- 7 – وزنة حامد وجدت مساحة واسعة للنشر من خلال الشبكة " العنكوبوتية "  بدون قيود أو حدود . برأيك هل هذه الفسحة لها سلبياته أم ماذا .

-  الحمد لله أنني حظيت بحصة الأسد من النشر في المواقع الالكترونية والى جانب مجلات وجرائد ورقية على سبيل الذكر : جريدة الأهالي – مجلة زهرة نيسان – التاخي – دنكي كرد – الحرس الوطني -،أما بالنسبة للجوانب السلبية التي ذكرتها في سؤالك فلكل أداة عمل سلبياته وايجابياته، برغم من هذه الشهرة ألا إنني لم أتعرض إلى نقد جارح أبدا، بل بالعكس تماما لي قراء ومعجبين ومتابعين كثر يتواصلون معي من كل أنحاء الوطن العربي.

س- 8 ما هو طموحك ككاتبة في المستقبل .

وزنة حامد : بدأت لكنني لم انتهي أتمنى لقلمي ان لا يخذلني حيث امضي ..

س 9 – ما دور الرجل في حياة القاصة والروائية وزنة حامد .

-  الرجل شريك المرأة وتوأمها الروحي في المقابل هي أيضا شريكته وملهمته -  تخيل مجتمعا ذكوريا فقط أو بالعكس، فماذا : سيحدث لهذا العالم ..؟!

س- 10 ما هي الأجواء التي تكتب فيها  وزنة حامد أم أن الكتابة تأتيك من تلقاء نفسها ..

 قراءاتي اليومية من خلال مشاهد مؤلمة وما يتعرض لها الشريحة الدنيا في هذا المجتمع من تشرد وفقر وضياع كل هذا يخلق لدي صدام مع الذات فاهرب إلى محراب الكتابة لعلني أجد ما يحقق حلمي بعيد المنال على ارض الواقع ..

س- 11 وزنة حامد هل أنت متفائلة بمستقبل الأدب العربي .؟

-  أن هذا السؤال هو حمال أوجه، ذلك أن حالة التشظي التي تعيشها المنطقة تحبط المواطن العربي بشكل عام، والكاتب على وجه الخصوص، خذ حالة الصراع العربي الاسرائيلي في ترديه من الجانب العربي مثلا، مع ذلك تم انجاز مهم على مستوى الشعر والقص والرواية، ثمة اشتغال على الجديد، وقد يكون الغد أكثر ثراء، ومن جانب اخر ثمة متغيرات عالمية مخيفة، خذ تقدم اللغة الانكليزية كلغة تواصل عبر الحاسوب،

على سبيل المثال، وستجد أن ثمة ما يتهدد الثقافات الوطنية على مستوى العالم ككل، حتى التدوين الورقي قد يتهدد في مستقبله لمصلحة الصحيفة الالكترونية، لكن سنظل محكومين بالأمل على حد تعبير الكاتب الكبير سعدالله ونوس ولذلك  فأنني وعلى مستوى الشخصي لا املك الا ان اكون متفائلة بالمستقل، وتحديدا بمستقبل الأدب العربي

س- 12 كيف ترين القصة القصيرة التي تكتب في سورية ما لها وما عليها، وما هو حالها بين الرواية والشعر ..

-  يعود تراجع النهوض الشعري عن مرحلة الستينات إلى انكسار للأحلام الكبيرة على المستوى العربي، وتراجع المد الثوري في المنطقة، أما الرواية فتتقدم اليوم لتعبر عن الهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي في شقيه الشعبي والرسمي، وذلك في غياب المراث الديمقراطي، انها تاريخ البشر في المنعطفات، وهي اليوم مطلوبة، بيد ان هذا لا يعني إنكار أهمية القص السوري على عواهنه، فهو الرقم الواحد بين القص في الأقطار العربية، واليوم فان ثمة ورشة دؤوبة مساحتها مساحة القطر كله, ولو حذفنا القص السوري من المشهد القصصي العربي، لغاب نصف هذا المشهد، وفي الأحوال كافة فهو ينوس بين هذا وذاك، ذلك أن الأجناس تتبادل عناصر بعينها فيما بينها .

ــــــــــــــــــــ

أهم إصدارات وزنة حامد أوسي:

- مجموعة قصصية:  تداعيات من الذاكرة.

- مجموعة قصصية:  صفير القطار.

- مجموعة قصصية:  السجينة.

- رواية بعنوان (الإنسان داخل الإنسان)، وقد شاركت بها في مسابقة الوراق للرواية في المملكة الأردنية. 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com