لقاءات

المرأة صاحبة تراث مرير .. حوار مع الشاعرة الكردية ديا جوان

 ابراهيم بهلوي

هناك من سرد العديد والكثير في جعبته مازال مدفوناً، تقرب لك الحدث بكلمات وتعبر عنها بموسيقا عشقتها صغيراً،تناولت القلم ببراءة لتكون لنا أهازيج الطفولة المدرسية، الكل لديهم شعراء في طفولتهم ونحن أيضاً نملكها في ضياع أحساسنا المنتشر بأتجاهاته الأربعة، كلماتها جسراً يمدنا ويصلنا إلى الأخوة في بقية الأجزاء الثلاث، بوح رقيق وصدى حنون تلهم كتابات شاعرتنا "ديا جوان"

ديا جوان شاعرة كردية، لها اضاءات في الكتب المدرسية الكوردية في كردستان العراق بالإضافة إلى بعض كتبها الأخرى الذي يخص الشعر الكلاسيكي والحكم والأمثال الكردية،أستضفناها في بيتها، وهي أستضافتنا بمشاعر كردية هياجة، وكلنا في جزء عن طريق شبكتنا العنكبوتية أجابتنا بكل رحابة صدر

 

وارفين- ديا جوان : حبذا لو عرفت نفسك لناِ ؟

في إحدى أيام  حزيران من عام 1953 م جئت إلى الحياة، ترعرعت في كنف أسرة وطنية و ثقافية وتتلمـَذ ت على يد والدي وبعض الأئمة في القرية.

وفي عام 1966 م  تزوجت في مدينة القامشلي وفي عام  1975 م انتقلنا إلى مدينة دمشق وذلك سعيا ً وراء العيش كالمثل القائل " إذا غيض الماء في الأنهار انطلقت الأسماك تبحث عن المحيطات وأنا أم لستة أولاد .

 

وارفين- تاريخ كتابتك للشعر ؟

 ج: بدأت بالكتابة يوم ميز فمي طعم الحلو والمر يوم أدركت الصراع بين الخير والشر وبين الاضطهاد والمقاومة، في تلك الأيام كنت أكتب بداخلي بعشق ٍ ونهم ٍ كبيرين وفي عام 1977 م بحادثة بسيطة ذات مدلولات عميقة شعرت بشيء ٍ ما يقفز من صدري وراح يبحث عن صفحات أوراق ٍ ليستقر عليها،هكذا كانت بداية الكتابة .

 

وارفين : بمن تأثرت ِ من الشعراء الكورد ؟

ج: الإنسان كائن من طبعه  أن يؤثر و يتأثر،الذين تأثرت بهم من المبدعين الأدباء كثيرون إن تاريخنا زاخر من هؤلاء المشاهير الذين أغنوا ذاكرتنا من إبداعاتهم وإنسانيتهم سواء كنا ندري أو لا ندري .

هؤلاء كانوا وما زالوا أبطال حقيقيون يرفدون أعمالنا الثقافية و الإنسانية

 

وارفين: هل لك ِ أن تبين ِ لنا الفرق ما بين الشعر الكلاسيكي والحديث؟

 ج : في الحقيقة الإبداع هو الإبداع  تحت أي اسم كان، أنا أشبه الأجناس الأدبية بأفراد أسرة واحدة لكل منهم شكل ولون قد يختلف في مظهره ولكن يتفق في مضمونه وأهدافه، وفي النهاية أُذن المتلقي هي المعيار الوحيد للإقرار إذا كان شعرا ً أم غير ذلك .

 

وارفين: ننتقل من الشعر إلى واقع المرأة الكوردية في سورية .. هل لك ِ أن تشرحي لنا واقع المرأة الكوردية باختصار ؟

 ج : واقع المرأة الكوردية في سورية يبشر بالخير نسبة لغيرها  لأنها دخلت في ميدان العلم والتعلم من أوسع أبوابه وحصلت على الشهادات العليا من كافة الاختصاصات ودخلت ميدان العمل كالرجل تماما ً ودخلت ميدان السياسة أيضا ً منذ تأسيس الأحزاب الكوردية ولكن بقي دورها في هذا المجال تحديدا ً دورا ً ثانويا ً ولم تحتل مكانتها الطبيعية فيها وذلك مرتبط بجملة ٍ من المسائل لا مجال لذكرها هنا .

 

وارفين: هل لديك ِ أي نشاط في مضمار رفع الظلم عن المرأة  جمعيات أو منظمات ... وهل تفكرين بذلك مستقبلا ً؟

 ج : نعم إنني منتسبة إلى منظمة نسائية منذ خمس سنوات هذه المنظمة تدعى " لجنة دعم قضايا المرأة السورية " وهي منظمة غير حكومية تدافع وتناضل من أجل رفع الظلم عن كاهل المرأة السورية  عموما ًوتطالب بقوة تغيـَر جملة من القوانين المجحفة بحق المرأة السورية، وتضم هذه المنظمة النساء من معظم المحافظات السورية ومن كافة الأديان والقوميات، ولكن حتى الآن لا توجد غيري من النساء الكورديات في المنظمة المذكورة.

 

وارفين : الحرية الفكرية للمرأة الكوردية مقيدة، برأيك ِ ما هي الأسباب وهل هنالك سبل إلى تخفيف هذا الأمر ؟

 ج : رغم كل ما نرى من انكسارات وتحولات في حياة المرأة، فالحقيقة الساطعة أن كلا ً من المرأة والرجل مقيدا ً بالآخر وكل يلتقي في حرية وعبودية الطرف الآخر،فإذا كان استعباد الرجل للمرأة يشعره بأنه حر ... هنا يفرض السؤال نفسه ؟؟ متى كان السجان أكثر حرية من السجين !!!

 

وارفين : العنف ضد المرأة مستمر في المجتمعات وبالأخص في مجتمعاتنا الشرقية هل هنالك قوانين تنص على وقف العنف وإلى أي حد يتم تطبيقه من قبل المجتمع الكوردي السوري برأيك ِ الشخصي  ؟

ج : من المعروف تاريخيا ًأن هنالك ستة آلاف سنة من النظام الذكوري رزحت خلالها المرأة ولا زالت  تحت الهيمنة شبه المطلقة للرجل ومن جهة أخرى ...منذ عشرات السنين وموضوع قضية المرأة وتحررها يـُطرح على بساط البحث بكثافة رغم وجود عشرات القوانين السماوية و الوضعية التي تمنع وتنهى العنف ضد المرأة، ومع ذلك كل ما قـُدم للمرأة ليس سوى شعارات مكتوبة ووصفات فارغة بمثابة أدوية مسكنة لأمراض ٍ مستعصية غير مشخصه،في الحقيقة كلما راودتني  الأفكار عن شؤون المرأة رحت أقـُلب نظراتي في مواكب النساء اللاتي مررن عبر العصور، فإذا أنا "بالأم حواء " ولم أحصل في كل  رحلة إلا على نتيجة واحدة ألا وهي أن المرأة صاحبة تراث ً مرير و به تشكـّلَ سيل من القهر المنهمر تاريخيا ً على رأسها .

مهمتها الأولى : إرضاء الرجل وكسبه مهما كان شأنها ومكانتها،حتى لو كانت نجمة تتلألأ في السماء لكنها لا تستطيع الخروج من فلك الرجل فكأنما شهرزاد تتكرر في العصور لتحل عقدة شهريار وأما بالنسبة للمجتمع الكوردي السوري هو جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري بشكل عام ولكن رغم ذلك أن المجتمع الكوردي قد يتمتع ببعض السلوكيات الايجابية تجاه المرأة مستندا ً في ذلك على خصوصيته ِالتاريخية، لأن حضارة الشعوب وما تتضمن في طياتها لا تمحى ولا تندثر بسهولة .

 

وارفين : كلمة أخيرة تودين قولها؟ 

ج : أشكر مجلة وارفين والقائمين عليها وأتمنى لها دوام التقدم والازدهار وأخص بالشكر محرر قسم اللغة العربية الأستاذ ابر هيم بهلوي على اهتمامه بشؤون المرأة وقضاياها ..

 بقي ان نذكر بأن لشاعرتنا العديد من الكتب المطبوعة سواء أكان في مجال الشعر أو ما يخص الفلكلور والثقافة .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com